ريبال الاسد:رامي مخلوف و بعض رجال الأمن يسيطرون على سوريا
الإثنين 30 أيّار / مايو 2011, 08:02
كورداونلاين

لايوجد خصومة بين والدي و عبدالحليم خدام و لكن الذي يوجد هو تلك
العلاقة الموجودة اليوم بين الناصحين و بين من يتهمونهم
بالخيانة.
ريبال الاسد:رامي وحافظ مخلوف وعاطف نجيب بعض رجال الأمن المعروفين بالفسادهم من يسيطر على الحكم في سوريا
في خضم الاحداث والتداعيات التي تشهدها سوريا والتدخل الايراني الصفوي في المشهد
السياسي السوري وبشكل بشع ومخيف من خلال الحرس الثوري الايراني وحزب الله
اللبناني وقيامهما بضرب الشعب السوري المنتفض الاعزل والذي رفع شعار التظاهرة
السلمية وامام كل تلك المشاهد المأسوية والتي راح ضحيتها نساء واطفال
وشيوخ.
التقت
صحيفة النبأ وصحيفة ارض الوطن بمدير المنظمة الديمقراطية السورية الاستاذ ريبال
الاسد ابن الدكتور رفعت الاسد وابن عم الرئيس بشار الاسد من خلال الحوار الحصري
التالي:
حوار:
د/سامي عبد العزيز العثمان
س1-
هل النظام السوري وصل لمرحلة للاعودة وقرر الاستمرار في قمع الجماهير المنتفظة
واستبعاد الحوار؟
-
كما سمعنا لقد وصلت حصيلة الحملة القمعية التي ينتهجها النظام ضد المتظاهرين في
سوريا إلى أكثر من الف شهيد و حوالي خمسة آلاف جريح و عشرة آلاف معتقل و بالتالي
بات الحديث عن الإصلاح اليوم يعني فيما يعنيه تقديم المتورطين بعمليات القمع هذه
إلى العدالة بالإضافة طبعاً للفاسدين الذين يتهمهم الشعب بالفساد، و لهذا فإن هؤلاء
المتورطون لن يسمحوا للعجلة أن تدور للخلف و لن يسمحوا للحوار أن ياخذ مجراه، بل
على العكس إنهم يعملون على عرقلة و إجهاض أي حوار و أي إجراء آخر ممكن أن يؤدي إلى
الإصلاح. و عودة للحوار المطروح لقد سمعناهم يقولون ان المحتجين هم مندسين فمع من
إذن يريدون التحاور؟ عموماً أنا أعتقد أن الحوار يبدأ بإجراءات عملية على الأرض
تتمثل بوقف العنف و إخلاء سبيل المعتقلين و دعوة جميع الأطراف المعارضة التي تمثل
التطلعات الشعبية إلى طاولة مستديرة و البدء بإجراء حوار وطني شامل تمهيداً لتشكيل
حكومة وحدة وطنية تباشر عملها فوراً في نقل البلد إلى نظام ديمقراطي يكفل حقوق جميع
مكونات الشعب السوري.
س2-
هل تعتقد ان الرئيس السوري بشار الاسد لايزال ممسك بزمام السلطة وخيوط
النظام؟
- لا،
لا أعتقد أنه ممسك بزمام السلطة.
هو
ورث نظاماً فيه الكثير من الفاسدين، الذين أورثوا بدورهم الفاساد لأبنائهم، و هؤلاء
هم من يمنعوه من إجراء أي تغيير أو إصلاح لأن الإصلاح يضر
بمصالحهم.
س3-
رامي مخلوف وحافظ مخلوف وعاطف نجيب هل صحيح انهم هم من يسيطر على الحكم وبدعم من
المحاربين القدامى وبمعزل عن الرئيس بشار؟
- نعم
هم هؤلاء بالإضافة إلى بعض رجال الأمن المعروفين بالفساد و ليس المحاربين القدماء
سيما أن من تسميهم محاربين قدماء هم في منازلهم منذ سنوات طويلة أما الآن فيوجد في
سوريا مفسدين و أولاد مفسدين قدماء و قد قام هؤلاء ببناء نظام متكامل قائم على
الفساد و هذا النظام هو الذي يتحكم بمجريات
الأمور.
س4-
حذرت من ان المستفيدين من الاوضاع الجارية في سوريا سيقودون البلاد لحرب اهلية هل
لازلت ترى هذا الامر يمكن ان يتحقق في سوريا؟
- نعم
هذا صحيح، إن المستفيدين الذين كنا نتحدث عنهم قبل قليل من رجال النظام لن يتورعوا
عن سلوك أي طريق للقضاء على الإحتجاجات الشعبية حتى لو قاد هذا الطريق إلى حرب
أهلية، المهم بالنسبة لهم هو البقاء في مناصبهم و الحفاظ على مكاسبهم. و لكن من
المؤسف أيضاً أنه يوجد جهات أخرى متطرفة تحاول الإستفادة من الأوضاع الراهنة و ركوب
موجة الثورة لإشعال نار الفتنة بين مكونات الشعب السوري و التحريض على الحرب
الأهلية للوصول إلى مآربهم، و من المؤسف أيضاً أنه يوجد بعض الشخصيات و الفضائيات
العربية تقوم بالتحريض الطائفي دون أن يدركوا أن هذا التحريض ممكن أن تمتد نيرانه
لتحرق كل المنطقة و هم في ذلك وقعوا في فخ المخابرات السورية و الإيرانية الذين
يدفعون بكامل قواهم في هذا الإتجاه، مع فارق أن رجال المخابرات السورية هم اصحاب
نظرة ضيقة تخص مصالحهم أما المخابرات الإيرانية فهم أصحاب المصلحة الكبرى بأي حرب
أهلية في سوريا و المنطقة العربية عموماً كون ذلك يشكل لهم ذريعاً للتدخل بحجة
حماية الشيعة العرب رغم معرفتنا أن آخر ما يهم إيران الفارسية هو أن يحموا العرب إن
كانوا شيعة أم غير شيعة. أعتقد أنه على العرب جميعاً التحلي بالوعي و الوقوف صفاً
واحداً بكل أطيافهم و مذاهبهم في وجه المطامع الإيرانية.
س5-
ماهو دوركم تحديدا في ظل الاوضاع السائدة في العمق السوري خاصة وان هناك من يقول
بأنكم تحرضون الشارع السوري على الانتقاضة؟
- هذا
ماقاله أبواق النظام في لبنان و لكننا لم نحرض أحد إلا إذا تم اعتبار النصيحة و
الدفع باتجاه الإصلاح تحريضاً.
-
الوالد منذ السبعينات كان ينصحهم و يدفعهم باتجاه الإصلاح و كان يرى مالا يريدون
رؤيته، كان يقول لهم أنهم سيصلون إلى هنا إذا استمروا بنفس الطريقة و هاهم وصلوا
إلى ما كنا نخشاه.
-
نحن نحب وطننا و نحب شعبنا و نحب عائلتنا فكيف يمكن لنا أن نترجم هذا الحب إذا لم
نقدم النصيحة الصادقة و المخلصة للوطن و الشعب و العائلة؟
-
و بالمناسبة لقد قمت مؤخراً برفع دعوى على أبواق النظام في لبنان و قريباً جداً
ستظهر الحقائق و سأربح الدعوى بإذن الله و سيتعرف الشعب السوري على الكاذبين و
سينال هؤلاء الكاذبون جزاء افتراءاتهم و
أكاذيبهم.
س6-
عبدالحليم خدام والذي كان في خصومة دائمة مع الدكتور رفعت الاسد يقال انه وبعد ان
خرج من لعبة الفساد والافساد التي ضربت المشهد السوري وبعد هروبة من سوريا اصبح على
علاقة وثيقة مع والدكم باعتبار ان الغربة جمعتكم كيف تعلقون على
ذلك؟
- أشير
هنا إلى أن التاريخ يعيد نفسه في سوريا دائماً، إذا ألقيت نظرة عما يجري في سوريا
الآن فستجد أن رجال النظام يتهمون كل من يقدم النصح و يطالب بالإصلاح و الديمقراطية
بالخيانة مع فارق أنهم عاجزون اليوم عن تسويق ما كانوا قادرين على تسويقه بالأمس
عندما كانوا يسيطرون على الإعلام،
-
من هنا أقول أنه لايوجد خصومة بين والدي و عبدالحليم خدام و لكن الذي يوجد هو تلك
العلاقة الموجودة اليوم بين الناصحين و بين من يتهمونهم
بالخيانة.
-
لقد كان والدي يقف في وجه الفساد و يطالب بالديمقراطية و الحرية و كان عبدالحليم
خدام من أولئك الذين يتهمون والدي بالخيانة.
-
و في المقابل لم يكن هناك مايجمع بين والدي و بين خدام، والدي كان ضد الفساد و هو
كان مع الفساد، والدي غادر السلطة اعتراضاً على الفساد و هو غادر البلد بعد إنهاء
خدمته من قبل النظام، والدي كان ضد التوريث و كان ينادي بالديمقراطية منذ اربعين
عاماً بينما خدام كان مع التوريث و هو الذي قام بإجراءات نقل السلطة، والدي كان ضد
التبعية للإتحاد السوفيتي و خدام كان مع هذه التبعية، والدي كان ضد العلاقات مع
إيران على حساب العلاقات مع العرب بينما كان خدام يشجع هذه العلاقة على حساب
العلاقات العربية، والدي كان مع الإنفتاح على الغرب بينما خدام كان ضد هذه
الإنفتاح، والدي كان ضد الدخول إلى لبنان و ضد التدخل في شؤون لبنان بينما خدام كان
مع الوصاية على لبنان فكيف يمكن أن يجتمع شخص كالدكتور رفعت بعبد الحليم خدام.
؟
-
أعود و أركز على أنه لو كان والدي فاسداً لما ترك السلطة، بل لما تركوه يخرج من
السلطة، هل سمعت بفاسد ترك السلطة في سوريا؟؟
-
و أنا أؤكد أنهم لو لم يقوموا بإنهاء خدمات خدام لاستمر في السلطة إلى يومنا هذا و
لكان هو واحداً من أولئك الذين يظهرون على الفضائيات السورية اليوم للدفاع عن
الإجراءات المتبعة بقمع الشعب
(المندسين)!!.
س7-
هل انتم مع تطبيق الحظر الدولي على سوريا والذي تم اقراره
مؤخرا؟
-
لا أعرف ماذا تقصد بالحظر الدولي، بالتأكيد لا احد مع إجراء أي حظر على بلده
و لكن إذا كنت تقصد العقوبات على بعض المسؤولين السوريين فأنا أعتقد أن هذا الإجراء
كان منتظراً و قد حذرنا منه.
-
المجتمع الدولي اليوم لايمكن أن يقف مكتوف الأيدي حول مايجري الآن في سوريا خاصة في
ظل تكنولوجيا الإتصالات و الفضائيات و الأنترنت التي أتاحت لكل شعوب العالم أن ترصد
عن قرب كل عمليات القمع و القتل الوحشي.
-
لقد كان يتوجب على النظام في سوريا أن يأخذ العبرة مما حدث في تونس و
مصر.
-
فإذا كان الغرب قد أذعن لضغط شعبه ووقف مع الشعبين التونسي و المصري ضد الحليفين بن
علي و مبارك ألا يقف هذا الغرب مع الشعب السوري؟ من هنا أقول أننا نعيش في القرن
الواحد و العشرون الذي يمثل عصر الديمقراطية و العدل و السلام و الحرية و
لهذا المجتمع الدولي لايمكن أن يغض الطرف عن إضطهاد الشعوب في أي مكان على وجه
الأرض.
س8-
ماهي خيارات النظام السوري الان؟
-
لقد كانت الإجابة على هذا السؤال قبل شهرين أخف وطأة من الآن حيث كانت الخيارات
أكثر من تلك المتاحة اليوم أما الآن فللأسف لم يبقى لرأس النظام السوري سوى خيار
واحد و ألخصه بالتالي :
الإسراع
ببناء جسر ثقة، مهما كان هذا الجسر ضيقاً، بينه و بين الشعب السوري، نحن الآن نقف
إزاء شعب غاضب و ثائر ضد رموز فساد أضروا بسوريا و بكل أبناء الشعب السوري، و لهذا
فإنه من البديهي أن يعمل رأس النظام على الوقوف مع الشعب لأن الشعب هو الذي يبقى.
عليه فوراً إنهاء العنف و إطلاق سراح كافة المعتقلين و هو لن يتمكن من القيام بهذا
إلا بعد اعتقال رموز القتل و الفساد و إيداعهم السجن تمهيداً لمحاكمتهم أمام
الشعب.
-
الأمر يتطلب شجاعة و جرأة و يتوجب عليه أن يمتلك هذه الشجاعة اليوم، عليه أن يعلن
أنه يقف مع الشعب و عندها فقط سيقف الشعب و الجيش معه و سيمنحه مهلة محددة لقيادة
التحول إلى نظام ديمقراطي يمنح الشعب حريته الكاملة باختيار ممثليه، و كل ما أرجوه
هو أن يستمعوا للنصيحة لمرة واحدة في
حياتهم. و
على رأس النظام أن لاينسى أنه، بحكم الدستور و حكم كونه قائداً للحزب و الجيش، فإنه
سيكون سهلاً على من يرتكب الأخطاء اليوم أنه يحمله مسؤوليتها
غداً.
س9-
تورط ايران ورجال حزب الله اللبناني وقمعهم للمنتفضين السوريين الا يدخل ضمنا في
مايسمى غياب السيادة السورية والتي وكما يقال اصبحت تدار من
طهران؟
-
هذا الكلام سمعناه من بعض المصادر الإعلامية و لكن لايوجد أدلة موثقة
عليه.
-
طبعاً هذا لا يعني أن إيران لن تتدخل و لكني أعتقد أن الوقت لم يحن بعد لإجراء هذا
التدخل.
س10-
طالبت من الرئيس السوري بشار الاسد باعلان برائتة من رجال السلطة من المحاربين
القدامي ومصاصي الدماء السورية من امثال رامي مخلوف واتباعة هل تتوقع ان يسمع
الرئيس ذلك ويتخذ امور تصب في مصلحة الشعب السوري وكيف؟
- نعم
نحن منذ زمن بعيد نطالبهم بإبعاد الفاسدين أما موضوع الإستجابة فهذا يعود لهم و كما
قلت قبل قليل لم يعد لدى رأس النظام سوى هذا
الخيار.
س11-
ماهر الاسد اطلق النار على فاروق الشرع وضرب مستشارة الرئيس بثينة شعبان الا يؤكد
ذلك ان ماهر يتعامل مع الامر وكأن سوريا شركة خاصة يرأس مجلس ادارتها ماهر واعضاء
مجلسة من رجال السلطة؟
-
لا يمكنني التعليق على موضوع إطلاق النار و ضرب المستشارة لأني لم أكن شاهد على
هذين الأمرين.
نحن
كمعارضة إذا لم نعتمد الشفافية و المصداقية فلن يكون هناك فرق بيننا و بين النظام و
إعلامه، إذا كانوا غامضين علينا أن نكون شفافين، إذا كانوا كاذبين علينا أن نكون
صادقين، ماذا لو قمنا بالترويج لهذه الشائعات و بعدها خرج علينا الشرع ليقول أنه لم
يتعرض لإطلاق النار؟ الأمر سيكون مخجلاً أليس كذلك؟
س12-
هناك من يتهمكم في التورط في الاحداث التي شهدتها مدينة اللاذقية من تصفيات وقمع
كيف تردون على ذلك؟
-
هذا الكلام عار عن الصحة و نتحدى أن يقدموا دليلاً واحداً عليه و أعود و أذكّرك
بأني قمت برفع دعوى على أبواق النظام في لبنان.
نحن
طالما طالبنا بالتغيير السلمي و طالما نبهنا إلى ضرورة أن يكون التغيير سلمياً، لا
نقبل باي جهة أن ترفع السلاح، السلاح يجلب الفتنة و الدمار لبلدنا و هذا لا نقبل به
و كما قال الدكتور رفعت الأسد: " السلاح هو الّذي يعبّر عن مصطلح الفتنة
".
لقد
كانت رسالتي و مازالت لشعبنا في سوريا هي وجوب الأبتعاد عن السلاح و الشعارات
الطائفية و الثورة لن تنتصر إلا بالسلمية و رفع شعارات المحبة و الوحدة الوطنية،
"واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" هكذا كان أول شعار أطلقه الشعب و يجب أن يبقى
هذا الشعار قائماً حتى نيل الحرية، و هذا الشعار و سواه من الشعارات السلمية ذات
الصبغة الوطنية هي التي تقضي مضجع رموز الفساد في سوريا و هي التي ستحقق آمال شعبنا
السوري في العدل و السلام و الحرية.
شكراً
لكم ... ريبال الاسد