حمزة الخطيب سيكون للسوريين رمزا أكبر من خالد سعيد أو البوعزيزي
السبت 28 أيّار / مايو 2011, 17:02
كورداونلاين
آلة القمع السورية تكفي لقمع الشرق الأوسط بأكمله، ولكنها لم تكن معتادة على التعامل مع الجموع، وهو ما جعلها تستفيد من الخبرة الإيرانية في قمع المظاهرات
دبي-العربية.نت
أوضح الكاتب الصحفي صالح السعيدي أن الطفل حمزة الخطيب سيكون للسوريين رمزا أكبر من خالد سعيد أو البوعزيزي، وذلك في حديث خص به قناة العربية السبت 28-5-2011.
وقال إن "الشهيد الخطيب هو نظير محمد الدرة"، وهو المكافئ السوري لحالته، مشبها الرئيس السوري بشار الأسد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تورطه بقتل طفل.
وأكد السعيدي أن النظام السوري معتاد على القمع فقط، وهذه الحالة ليست الأولى، بل هي ممارسات سورية عادية، لكن هذه الوحشية والسادية تجاوزت العادة حين وجهت أدواتها إلى طفل صغير.
وأشار السعيدي إلى آلة القمع السورية تكفي لقمع الشرق الأوسط بأكمله، ولكنها لم تكن معتادة على التعامل مع الجموع، وهو ما جعلها تستفيد من الخبرة الإيرانية في قمع المظاهرات، مستغربا الصمت والتواطؤ الدولي والعربي عن ما يحدث في سوريا.
وتحولت قصة الطفل حمزة علي الخطيب، الذي عرضت صور جثته أمس وملأت الدنيا وشغلت الناس، إلى دافع إضافي يخرج من أجله المتظاهرون الى الشوارع اليوم، متهمين أجهزة الامن بتعذيب الطفل قبل قتله، فيما نفى متحدثون باسم السلطات التقارير عن التنكيل بالطفل، واعتبروها أمرا مستحيلا.
والطفل حمزة هو من بلدة الجيزة ويبلغ من العمر 13 عاما، واعتقل قرب صيدا في حوران سوريا يوم 29 ابريل/نيسان الماضي أثناء محاولته إدخال الطعام إلى المحاصرين في مدينة درعا السورية.
ومسقد رأس الطفل حمزة علي الخطيب هي بلدة الجيزة القريبة من درعا السورية، وقد أصبح حديث الساعة والصحف والمواقع الالكترونية، ومن أجله نظم المحتجون يوماً اطلق عليه "سبت الشهيد حمزة الخطيب".
وأنشأت صفحة باسمه على موقع "فيسبوك" تجاوز عدد أعضائها سبعة آلاف في ست ساعات، وفي أقل من اربع وعشرين ساعة ارتفع العدد إلى أكثر من ستة عشر ألفا.
وسارع ناشطون على مواقع المعارضة الالكترونية بالتوعد بالثأر لحمزة، واطلقوا دعوة التظاهر يوم السبت، وقاموا بالتكبير على أسطح المنازل منتصف الليل.
وحتى الآن لم تصدر رواية رسمية عن السلطات السورية حول هذه المسألة، لكن تلفزيون "الدنيا" المقرب من الحكومة استضاف طبيبا شرعيا اكد ان جثة الطفل كانت سليمة عندما عاينها، ولم يذكر الطبيب كيف قتل حمزة.
وينكر متحدثون مقربون من الحكومة ان يكون هذا من فعل رجال الامن السوريين، في حين يعتقد معارضون كثيرون وبعض من سجناء سابقين في سجن "تدمر" وغيره ان الامر غير مستبعد وفقا لما كانوا يرونه. وربما ليس هذا مهما، وما يهم فعلا هو ان كثيرا من السوريين لن تكون مواقفهم بعد وفاة حمزة كما كانت قبله.
وفي خطاب مصور بث عبر شبكة الانترنت دعا متحدث باسم اهالي "حوران" في سوريا أمينَ عامِ حزب الله حسن نصرالله الى التوقف عند دعم النظام السوري والرئيس الاسد، مؤكدا له ان الشعب السوري هو من صنع المقاومة.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين لم تحددهم، ان ايران ترسل حاليا مدربين ومستشارين الى سوريا لمساعدة السلطات على قمع التظاهرات المناوئة للحكومة.
وأكدت الصحيفة أن ارسال المدربين والمستشارين الايرانيين يضاف الى المساعدة النظامية التي تقدمها طهران الى دمشق ولاتقتصر على معدات مكافحة الشغب، بل تشمل أجهزة متطورة للمراقبة تسمح لنظام بشار الاسد بملاحقة مستخدمي شبكتي فيسبوك وتويتر.
ومن جهته، قال عصام تكروري أستاذ القانون العام بدمشق إنه لا يؤيد قمع التظاهرات السلمية خاصة وأن التظاهرات خرجت من أجل مصلحة الوطن، فيجب أن لا يتعامل معها النظام بشكل أمني.
وأكد أن النظام يجب أن يتعامل مع المظاهرات السلمية بحلول مدنية، من خلال فتح الحوار مع المتظاهرين لكي يعبروا عن مطالبهم بشكل صحيح، مبينا أن القدرات الأمنية السورية كافية لمواجهة المتجاوزين.