سقوط44 قتيل و عدد كبير من الجرحى حصيلة جمعة الحرية
السبت 21 أيّار / مايو 2011, 00:24
كورداونلاين
أعلن ناشط أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا السبت فيما جرح العشرات في حمص وسط سوريا إثر إطلاق رجال الأمن النار على مشيعين كانوا يشاركون في دفن أشخاص قتلوا الأمس خلال تظاهرات احتجاجية في "جمعة الحرية" التي عمت البلاد وذهب ضحيتها 44 شخصا
قتل خمسة اشخاص على الاقل وجرح العشرات في حمص (وسط) عندما اطلق رجال الامن النار السبت على مشيعين، فيما اعلنت منظمة حقوقية ان حصيلة قتلى تظاهرات "جمعة الحرية" ارتفعت الى 44 قضوا برصاص قوات الامن خلال تظاهرات احتجاجية جرت الجمعة في العديد من المدن السورية.
وذكر ناشط فضل عدم الكشف عن اسمه في اتصال مع وكالة فرانس برس ان "رجال الامن اطلقوا النار السبت على مجموعة من المشيعين في حمص ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص على الاقل وجرح العشرات".
واشار الناشط ان "رجال الامن اطلقوا النار عند خروج المشيعين من المقبرة بعد ان شاركوا في جنازة 13 شخصا قتلوا الجمعة في تظاهرات احتجاجية في حمص".
واضاف الناشط ان "الجنازة التي شارك فيها الاف المشيعين خرجت من المسجد الكبير لمدينة حمص نحو مقبرة تل النصر" لافتا الى ان "اطلاق النار بدأ عند خروجهم من المقبرة".
من جهة ثانية ذكر ناشط حقوقي فضل عدم الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "ان قوات الامن فتحت النار على متظاهرين في سقبا (في ريف دمشق) ما اسفر عن وقوع عدد من الجرحى" دون ان يتمكن من تحديد عددهم.
واوضح الناشط ان "قوات من الامن وصلت المدينة التي شهدت اضرابا عاما وهي تطلق هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد فرد المتظاهرون بهتافات مناهضة للرئيس السوري"، موضحا ايضا ان "المتظاهرين رشقوا رجال الامن بالحجارة".
وكان رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار القربي ذكر في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا السبت ان "السلطات السورية اطلقت النار الجمعة لمواجهة الاحتجاج الشعبي ما ادى الى مقتل 44 شخصا".
وزود القربي فرانس برس لائحة تتضمن اسماء القتلى ال44.
وكانت آخر حصيلة لضحايا الجمعة اشارت الى مقتل 34 شخصا.
وذكر القربي ان منظمته "تدين وتستنكر ما قامت به الأجهزة الأمنية السورية من استعمال العنف المفرط وإطلاق النار على المواطنين المحتجين سلميا ومن اعتقالات تنفذها يوميا".
وطالب "بتلبية مطالب المواطنين السوريين المحتجين سلميا بشكل عاجل وفعال وتشكيل لجنة تحقيق قضائية محايدة بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سوريا للكشف عن المسببين للعنف والممارسين له واحالتهم الى القضاء ومحاسبتهم".
وطالب "باغلاق ملف الاعتقال السياسي وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، ومعتقلي الرأي والضمير وجميع من تم اعتقالهم بسبب مشاركتهم بالتجمعات السلمية التي قامت في مختلف المدن السورية واتخاذ خطوات عاجلة وفعالة لضمان الحريات الأساسية لحقوق الإنسان والكف عن المعالجة الأمنية والتدخلات التعسفية في أمور المواطن وحياته التي تعد جزءا من المشكلة وليست حلا لها".
كما اعلن رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال مع وكالة فرانس برس السبت "ان عشرات الجرحى سقطوا مساء الجمعة بعد ان اطلق رجال الامن النار لتفريق تظاهرة جرت في صيدا (ريف درعا)".
واوضح عبد الرحمن "ان الجرحى نقلوا الى مشفى الجيزة وبصرى (ريف درعا)" مشيرا الى ان "حملة اعتقالات جرت في مدينة غباغب (ريف درعا)" دون ان يتمكن من تحديد عدد الموقوفين.
كما لفت الى "وجود عشرات المفقودين في قرية المسيفرة والقرى المجاورة لها" بالقرب من درعا.
من جهة ثانية قال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية في تصريح بثته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) السبت ان "17 شهيدا من المدنيين وقوات الشرطة والأمن سقطوا الجمعة برصاص مجموعات مسلحة استغلت تجمعات للمواطنين في ريف إدلب (شمال) وأطراف حمص (وسط)".
كما أعلن مصدر عسكري "عن جرح ستة عناصر من قوى الأمن خلال تصديهم للمجموعات المسلحة في ريف إدلب والتي قامت بتخريب وحرق عدد من المؤسسات العامة"، بحسب الوكالة.
واشارت الوكالة الى "التزام عناصر الشرطة بالتعليمات المشددة من قبل وزارة الداخلية بعدم إطلاق النار".
وتتزامن هذه الاحداث مع انتخاب الكويت الجمعة عضوا في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في المقعد الذي كانت سوريا تريد شغله الامر الذي اثار ردود فعل منددة من قبل منظمات الدفاع عن حقوق الانسان.
وقالت بيغي هيكس باسم منظمة هيومن رايتس ووتش "ان حصيلة الكويت في مجال حقوق الانسان هي افضل من حصيلة سوريا ولا شك، لكنها في الحقيقة ليست جيدة جدا".
وكانت سوريا عدلت الاسبوع الماضي عن ترشيح نفسها لتسلم هذا المقعد بعد ان اعرب قسم من المجتمع الدولي عن عدم ترحيبه بهذا الامر بسبب القمع الدامي الذي تواجهه المعارضة في هذا البلد. لكن دمشق تنوي الحلول محل الكويت في 2014.
وانشىء مجلس حقوق الانسان في 2006 لمراقبة التقيد بالمبادىء العالمية لحقوق الانسان.
ودوليا، اعتبرت تركيا السبت على لسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو انه لا يزال بامكان سوريا حل الازمة الخطيرة التي تمر بها سلميا اذا ما اطلقت "اصلاحات عميقة وواسعة النطاق"، محذرة مع ذلك من ان "الوقت يضيق".
وتخشى انقرة من انفجار سياسي في سوريا سيصيب تركيا عبر التسبب بتدفق لاجئين سوريين الى اراضيها.
وفي ظل تأكيد القيادة السورية على انتهاء الازمة واستقرار الاوضاع في البلاد، افادت وكالة الانباء الرسمية السبت ان الرئيس السوري بشار الاسد اكد خلال استقباله وفدا من رجال الاعمال العرب "ان مستقبلا واعدا بانتظار استثماراتهم" في سوريا.
وكان الاسد اكد خلال لقاء جمعه مع وجهاء من دمشق هذا الاسبوع ان "الازمة التي مرت بها سوريا تم تجاوزها وان الاحداث بنهايتها"، حسب ما نقلت الاربعاء صحيفة الوطن عن العضو في الوفد عصام شموط.
واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في واشنطن ان الوضع في سوريا يشكل مصدر "قلق حاد".
وكان اوباما دعا الخميس الرئيس السوري الى ان "يقود العملية الانتقالية او ان يتنحى جانبا".
كما طالب اوباما دمشق ايضا بان "توقف اطلاق النار على المتظاهرين وان تسمح بالتظاهرات السلمية وتفرج عن السجناء السياسيين وتوقف الاعتقالات التعسفية وان تسمح لمراقبي حقوق الانسان بالوصول الى مدن مثل درعا وان تبدأ حوارا جديا لبدء الانتقال الى الديموقراطية".