جدل حول نشر صور لجثة بن لادن..وحول شرعية قتل رجل أعزل
الخميس 05 أيّار / مايو 2011, 09:30
كورداونلاين
دافع وزير العدل الأميركي عن"شرعية" عملية قتل بن لادن التي نفذتها قوات خاصة أميركية. ويثير قرار الرئيس باراك أوباما عدم نشر صور جثة بن لادن مزيدا من الجدل حتى فيما بين المشرعين الأميركيين. وابنة بن لادن تروي ما شاهدته
أكد مسؤولون أميركيون أن الرئيس باراك أوباما قرر عدم نشر صور لجثمان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، رغم ارتفاع الأصوات المطالبة بنشرها والجدل حول ملابسات مقتله. وقال مسؤول أميركي لرويترز، ممتنعا عن كشف اسمه، إن الرئيس أوباما "قرر ألا تنشر الصور".
وكان الرئيس أوباما قد أكد الليلة الماضية (الأربعاء/الخميس) في مقابلة تلفزيونية أنه قرر عدم نشر صور جثمان بن لادن لأنها يمكن أن تثير أعمال عنف وتستخدم كوسيلة دعائية من جانب تنظيم القاعدة. وقال أوباما لبرنامج 60 دقيقة بقناة تلفزيون سي. بي. إس وفقا لمقتطفات نشرها البيت الأبيض " أجرينا تحليلا للحامض النووي ولذا لا يساورنا شك في أننا قد قتلنا أسامة بن لادن...لن تروا بن لادن يسير على الأرض مرة أخرى".
جدل حول نشر صور الجثة
ويثير موضوع نشر صور جثة بن لادن خلافا بين المشرعين الأميركيين الذين ُطلع بعضهم على صورة الجثة، وقالت السناتور الأميركية كيلي أيوت إنها رأت صورة لأسامة بن لادن بعد مقتله ولكنها تراجعت في وقت متأخر يوم الأربعاء قائلة إنها لا يمكنها تأكيد صحة الصورة. وأوضحت ايوت "لقد أطلعني سناتور آخر على صورة لما بدا أنه أسامة بن لادن بعد موته لكني لا أدري إن كانت صحيحة. وعلى أي حال فإني اعتقد أنه يجب نشر صورة زعيم القاعدة القتيل." وأضافت "مع أن البعض قد يستاء من صورة شخص مصاب في الرأس فإن نشر صورة أمر مهم لإخماد أي نظريات للمؤامرة قد تتردد في أنحاء العالم."
ومن جهته قال السيناتورجون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لرويترز إنه على علم بقرار عدم نشر الصور مضيفا قوله "أرى أنه القرار الصائب"، ومن جهته اعتبر مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب أن نشر الصور "لن يؤدي إلا إلى إثارة الرأي العام في الشرق الأوسط." وأضاف في بيان "أسامة بن لادن ليس تذكارا، وهو ميت ولنركز الآن على مواصلة القتال حتى يتم القضاء على القاعدة."
وفي سياق متصل أظهرت صور حصلت عليها رويترز والتقطت بعد نحو ساعة من الهجوم الأميركي على المجمع الذي كان يقيم فيه أسامة بن لادن زعيم القاعدة في أبوت آباد بباكستان ثلاثة قتلى راقدين في بركة من الدماء دون وجود أسلحة. وذكر أن مسؤول أمن باكستاني، التقط الصور، عندما دخل المجمع بعد الهجوم بقليل حيث ظهر فيها رجلان يرتديان الزي الباكستاني التقليدي وثالث يرتدي قميصا والدم يسيل من آذانهم وأنوفهم وأفواههم. وباع المسؤول الأمني الذي لم يرغب في الكشف عن شخصيته الصور لرويترز. ولا يشبه أي من الرجال الثلاثة بن لادن.
"شرعية" قتل رجل أعزل
وأثارت أنباء أكدها البيت الأبيض بشأن مقتل بن لادن وهو أعزل (غير مسلح) مزيدا من الجدل حول شرعية قتل بن لادن، ودافع وزير العدل الأميركي أريك هولدر مساء أمس الأربعاء أمام مجلس الشيوخ عن شرعية عملية قتل بن لادن وقال "كانت شرعية تماما" وتتعلق ب"عمل شرعي للدفاع عن الوطن".
وفي رده على سؤال أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ عن أن زعيم تنظيم القاعدة لم يكن مسلحا عندما قتلته القوة الخاصة التابعة للبحرية الأميركية، أكد هولدر أن العملية "كانت شرعية تماما وتتطابق مع قوانينا وقيمنا". وتابع قائلا: "انه زعيم تنظيم القاعدة الذي شن اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر واقر بضلوعه فيها". وأضاف "قال (بن لادن) إنه لن يعتقل حيا". وأوضح هولدر "لو حاول بن لادن الاستسلام، أعتقد لكنا وافقنا على ذلك ولكن لا شيء يظهر أنه كان ينوي الاستسلام. إذن كان مقتله طبيعيا".
وأكد هولدر أن جنود البحرية الأميركية قاموا بكل ما يمكنهم القيام به وأن "الخسائر البشرية كانت في حدها الأدنى" بحيث أن عددا من النساء والأطفال "لم يتعرضوا للأذى خلال عملية اقتحام المبنى". وقال أيضا "أنا فخور لما قاموا به وأريد أن اشدد أيضا على كون ما حصل كان شرعيا ومتطابقا مع قيمنا".
ومن جهتها كشفت ابنة أسامة بن لادن، ذات الاثنى عشر عاما، لمحققين باكستانيين أنها شهدت عناصر القوات الخاصة الأميركية يأسرون والدها حيا وقاموا بسحبه إلى المبنى الأرضي من المجمع الذي كان يوجد فيه، وأطلقوا عليه النار من قريب.
ابنة بن لادن تروي ما شاهدته
وذكرت صحيفة" الشرق الأوسط" في عددها الصادر اليوم الخميس أن صفية ابنة بن لادن أدلت بهذه الشهادة لمحققين باكستانيين في مقر المخابرات الباكستانية إثر والدها. وذكرت الصحيفة السعودية إستنادا إلى مصادر من السلطات الباكستانية أن اثنتين من بنات بن لادن هما أمان (22 عاما) ومريم (26 عاما) أصيبتا إصابات طفيفة خلال العملية، كما اعتقلت السلطات الباكستانية سيدة أخرى يرجح أنها زوجة بن لادن، وكانت من بين الناجين من العملية وصرحت بأنها اسمها آمال أحمد أبو الفتح وأنها من أصل يمني. وذكر أن زوجة بن لادن أصيبت بدورها إثر سقوطها مغشيا عليها أثناء عملية الهجوم على المبنى.
(م.س/ رويترز، أف ب )
مراجعة: عبده جميل المخلافي