العالم بين مؤيد ومعارض بمقتل أسامة بن لادن ومخاوف من عمليات انتقامية
الثلاثاء 03 أيّار / مايو 2011, 09:34
كورداونلاين
دعت عدة دول رعاياها إلى توخي الحذر بعد مقتل زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن الأحد في عملية عسكرية أمريكية في باكستان. واختلفت ردود الفعل العربية على مقتل بن لادن بين مرحبة باعتباره شوه صورة الإسلام في العالم ومتأسفة لاعتباره "مجاهد عربي" وقف في وجه الغرب.
نعاه بعض العرب بوصفه محاربا تقيا وشهيدا في حين رأى اخرون انه "ركيزة للشر" أدت هجماته على الولايات المتحدة إلى اطلاق العنان لردود فعل عنيفة ضد المسلمين في انحاء العالم.
وسلط مقتل بن لادن الضوء على الانقسامات الحادة بين الحكام والمحكومين والراديكاليين والمعتدلين في ارجاء العالم العربي.ففي حين رحبت السلطة الفلسطينية المدعومة من الولايات المتحدة بمقتل بن لادن ورأت ان موته "مفيد لقضية السلام"عبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عن اسفها لمقتله.
وقال اسماعيل هنية رئيس الوزراء في حكومة حماس المقالة في غزة "نحن نستنكر ان يكون هناك اغتيال وقتل لمجاهد عربي."
وأضاف "نعتقد ان هذا استمرار للسياسة الأمريكية القائمة على البطش وسفك الدم العربي والاسلامي."
وقال البعض ان قتل بن لادن في هجوم للقوات الأمريكية في باكستان لم يعد يعني كثيرا الآن في العالم العربي بعدما بدأت انتفاضات شعبية تطيح بأنظمة للحكم المطلق قاومت الجهود العنيفة من الاسلاميين لاضعاف قبضتها على السلطة.
وقال نديم حوري من منظمة هيومان رايتس ووتش في بيروت ان بن لادن يمثل ذكرى سيئة فحسب وان المنطقة تجاوزت ذلك بثورات واسعة النطاق ادت إلى تغييرات في الاوضاع.ورأى بعض العرب ان الهجمات الدموية التي شنها تنظيم القاعدة خاصة هجمات 11 سبتمبر ايلول 2011 كانت انتقاما مبررا لما اعتبروه اهانات تعرضوا لها كثيرا من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل وزعمائهم المدعومين من واشنطن.
وكان بن لادن دعا إلى الجهاد ضد القوات الاجنبية "الكافرة" على الاراضي المسلمة مثل الجيش السوفيتي في أفغانستان أو القوات الأمريكية في المملكة العربية السعودية منذ ازمة الخليج عام 1990 أو الإسرائيليين في فلسطين.
وكان هناك تعاطف قوي في بعض المناطق مع زعيم تنظيم القاعدة.
واظهر استطلاع حديث للرأي اجرته مؤسسة بيو الأمريكية ان 34 في المئة من الفلسطينيين يثقون في بن لادن.
لكن لم يبد قط أن العنف العشوائي للقاعدة شحذ الجماهير العربية بل على النقيض اثار مشاعر الغضب نتيجة سقوط ضحايا مسلمين في تفجيرات انتحارية بالمملكة العربية السعودية والعراق وأماكن اخرى.ويعتقد كثيرون ان بن لادن والقاعدة جلبوا كارثة على العالم الاسلامي لان الولايات المتحدة انتقمت بحربين في أفغانستان والعراق واقترنت كلمة "الاسلام" بكلمة "الارهاب".
وقال سعودي يدعى محمود الصباغ على موقع تويتر ان "الضرر الذي سببه بن لادن للاسلام يتجاوز عارا جماعيا ومرعبا."
وقال فلسطيني يدعى احمد صالح (58 عاما) "العالم افضل بدون بن لادن.
ازيلت ركيزة للشر في العالم. افعاله المشينة تم استغلالها للسماح بانتهاج سياسات عدائية تجاه العرب والمسلمين."
وترى وجهة نظر أخرى ان بن لادن هو الزعيم المسلم الوحيد الذي نقل المعركة ضد الهيمنة الغربية الى قلب ديار العدو في شكل هجمات 11 سبتمبر ايلول على نيويورك وواشنطن عام 2001.
وقال المصري عبد الله علي وهو سائق سيارة اجرة في الستينات من العمر "بن لادن دافع عن كرامة المسلمين والان ستتحمل الولايات المتحدة والغرب المسؤولية عن احتلالهما."
ووصف عبد القادر ابو شعبان وهو فلسطيني يبلغ من العمر 53 عاما من غزة مقتل بن لادن بانه "عمل اجرامي".وقال طارق الزمر عضو الجماعة الاسلامية المصرية التي حملت السلاح ضد الدولة في التسعينات ان بن لادن سيصبح رمزا لمقاومة الاحتلال وان قتل الولايات المتحدة له سيحفز دون شك على القيام بمحاولات انتقامية.
وقالت حكومة المملكة العربية السعودية انها تأمل أن يساعد قتل أسامة بن لادن الحرب ضد الإرهاب وأن يساعد في "القضاء على الفكر الضال الذي يقف وراءه."
ولكن كان هناك مزيج من الشكوك والاسف بين الكثير من السعوديين.
وقال رجل اثناء استراحه خارج مكتبه في الرياض "سيكون (موته) خسارة لجميع المسلمين لانه كان يمتلك صفات جيدة. عبر عن المسلمين بطريقة جيدة وقوية ..انه الشخص الذي ترك ثروات الدنيا من اجل الجهاد."
وفي اليمن وطن أجداد بن لادن حيث جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي كان وراء هجمات تم احباطها ضد الأمريكيين يعتقد البعض ان موته سيصيب التنظيم باليأس.
وقال علي مبارك وهو يمني في الخمسينات من العمر وهو يرتشف الشاي في مقهى في صنعاء " تنظيم القاعدة انتهى بدون بن لادن. لن يستطيع اعضاء القاعدة الاستمرار.وبالنسبة لكثير من العرب الذين ألهمتهم الانتفاضات الشعبية التي تفجرت في الاشهر القليلة الماضية فان انباء موت بن لادن أصبحت أقل أهمية مما كانت في أوقات سابقة.
وقال جمال خاشقجي المعلق السعودي والمحلل المستقل ان موت اسامة بن لادن يأتي في توقيت مهم للغاية وتوقيت مثالي حيث يأفل نجم القاعدة وترتفع مشاعر الحرية.
وفيما يذكر بالمظاهرات الحاشدة في ميدان التحرير بالقاهرة قال خاشقجي ان محتجي ميدان التحرير أغلقوا الباب أمام أفكار ومفاهيم بن لادن.
وقال المصري كريم شافعي (37 عاما ) مدير شركة عقارات "الكثير من التعاطف مع بن لادن في الشرق الاوسط جاء من حقيقة ان الناس كانوا يشعرون بالقمع. التخلص من الزعماء الدكتاتوريين قد يشير إلى ابتعاد
اكبر عن الراديكالية او رموز الراديكالية."
ولكن في حين شعر البعض بأن مقتل بن لادن قد يمثل نهاية للقاعدة يعتقد كثيرون اخرون ان "فروع" القاعدة في انحاء العالم ستواصل حملاتها ضد الولايات المتحدة
ونعى عمر بكري وهو رجل دين سني لبناني بن لادن بوصفه شهيدا.
وقال ان شهادته ستعطي قوة دافعة لجيل كبير من المؤمنين والجهاديين.
وقال ان القاعدة ليست حزبا سياسيا وانما حركة جهادية وانها لا تنتهي بوفاة زعيم. وأضاف ان بن لادن كان الجيل الاول للقاعدة والان هناك جيل ثان وثالث ورابع وخامس.
وقالت جماعة الاخوان المسلمون في مصر ان القوات الأمريكية يجب ان تنسحب من العراق وأفغانستان.
وقال عصام العريان المتحدث باسم الجماعة التي نبذت العنف منذ عقود كوسيلة لاحداث التغيير في مصر لرويترز انه بمقتل بن لادن أزيل أحد اسباب ممارسة العنف في العالم.
وقال اسلاميون اخرون في مصر انه يجب على اتباع بن لادن اعادة النظر في اساليبهم لان افعالهم جعلت "العدو" اكثر شراسة.
Franc24"