الأحد 09 شباط / فبراير 2025, 05:34
مرح البقاعي ترد على خطاب الرئيس السوري بشار الاسد




مرح البقاعي ترد على خطاب الرئيس السوري بشار الاسد
الأحد 17 نيسان / أبريل 2011, 05:34
كورداونلاين
اعترفتَ متأخرا، إثر إلحاح منا، أن من قتلوا في الأحداث الأخيرة هم "شهداء". حسناً، نسجل لك هذه النقطة، ولكن لم تقل لنا كيف استشهد ما يقارب 200 شاب في الأسبوعين الأخيرين،

ردّاً على كلمة بشار الأسد في 16-4-2011
 
بقلم مرح البقاعي
 
في ظرف استثنائي، دقيق ودامٍ، تمر به سوريا اليوم، يقوم الرئيس بشار الأسد بتشكيل وزارة جديدة اعتقادا منه أنها خطوة في طريق الإصلاح بإمكانها أن تخمد صوت الشباب الذي خرج مطالبا بحقه الإنساني المشروع في الكرامة والحرية. وفي خطابه رقم 2 فشل مجددا في توصيل صوته إلى الشارع لأنه، على ما يبدو، لم "يفهم" بعد صوت الشارع!
وإثر متابعتي لكلمته التوجيهية أردت أن أخاطب ما طرحه في النقاط التالية:
 
1- تتحدّثُ أيها السيد الرئيس عن الأتمتة والحكومة الالكترونية والأطر الزمنية والرجل المناسب في المكان المناسب ومكتب متابعات في رئاسة مجلس الوزراء....... الخ، وكأن بك تشكّل حكومة جديدة في ظروف اعتيادية من حياة سوريا السياسية، رافضا أن تواجه الموقف كما يرسمه الواقع على الأرض، بأن هناك ثورة وثوار وقتلى سقطوا بدم بارد من أوامر يفترض أنها صدرت من رأس الدولة: أنت.
 
2- تتحدث عن وفود شعبية، ومن كافة المدن، تلتقي بها كل يوم، وستستمر باللقاء بها لاحقا. من حق الجميع أن يعرف من هي هذه الوفود، ومنْ تمثل من المدن؟ إن كان هناك من وفود أو لقاءات جرت أصلاً! 
3-  تتحدث عن "ضخ دماء جديدة في الدولة"، ولكن ماذا عن الدم الأسدي الذي لم يتجدد منذ أربعين عاما؟! هل تقصد أن تجديد الدماء سيطال رأس الحكم  من عائلة الأسد استجابة لمطالب الثوار الذين يواصلون حرق وتمزيق صوره في المدن والقرى كل يوم؟ أم أن هذه الدماء الجديدة تقتصر على تغيير "الطرابيش" بين من هم من أبناء البعث المخلصين في وزارة لن تحلّ ولن تربط.
 
4- تريد أن تسير بالدولة "بسرعة العالم الذي يتطور كل يوم" ! كيف سيكون لك ذلك وأنت تخفي سوريا في علبة سحرية لا يقدر على فك طلاسم مفاتيحها سواك، فسوريا خضعت في الأسابيع الأربع الأخيرة لأبشع حملة تعتيم وتغييب عن العالم الخارجي عن طريق حجب التغطية الإعلامية، العربية والدولية، لأهم  تحرك ثوري تحرري تشهده البلاد منذ نصف قرن.
 
5- لاحظتَ أيها السيد الرئيس، والأسبوع الماضي فقط، بعد 11 عاما في حكمك العتيد، أن هناك "فجوة بدأت تظهر بين مؤسسات الدولة وبين المواطنين"، حسب تعبيرك.  فعن أي مؤسسات تتحدث وسوريا تعاني من فراغ مؤسسي لا تسدّ فجوته إلا غطرسة تلك المؤسسة الأمنية القابضة على خنّاق البلاد والعباد منذ استلام حزب البعث للسلطة واستفراده بها عام 1963 إثر انقلاب عسكري. وكذا لا وجود لـ " مواطن" سوري كما تقتضي المواطنة حقا وواجبا. وهذا ما أثبتته الأحداث الأخيرة من خلال أفلام مصورة عرضت كيف تتعامل المؤسسات الأمنية مع الأفراد العزل قتلا واعتقالا وتنكيلا.
 
6- تدعو إلى حوار موسع مع الشعب فهل فعلا تعني ما تتحدث عنه؟ إذا كان الأمر كذلك  فكان من الأحرى بك أن تدعو إلى حوار وطني شامل تشارك به كل أطياف المعارضة بمختلف مشاربها، في الداخل ومن الخارج، وذلك من أجل تشكيل حكومة انتقالية وطنية بموالفة المعارضة والموالاة معا. طبعا هذا الكلام  يعتبر الآن طوباويا وأقرب إلى السفسطة  بعد أن سبق السيف العزل وسالت الدماء السورية على أيدي عناصر أمن النظام  و(شبّيحته) أيضا.
 
7- تتحدث من جديد عن نظرية المؤامرة، وتضيف عليها الآن نظرية "المناعة الداخلية"، فلو افترضنا جدلا أن هناك "مؤامرة" يحيكها العالم لأنه يكره "استقلالية" سوريا على حد قولك، فما هو سر تلك المناعة الداخلية السورية؟ وهل سيكتسبها السوريون بفضل  القنابل الغازية التي جربتها قوات الأمن  في رئات الأحرار العزل في الشارع، أم عن طريق الهراوات الكهربائية وهي من آخر ما تم ابتكاره من أدوات للقمع والقتل أيضا، أم  بالطلقات النارية التي اخترقت صدور ورؤوس شباب البلد الذين هم  وحدهم مستقبلها الموعود وأسباب مناعتها الوطنية الحقيقية.
 
8-  "المواطن بحاجة إلى خدمات، إلى أمن، وإلى كرامة" بغض النظر عن الخدمات المتدنية جدا في سوريا بسبب الاحتكار المقيت للمقدرات الاقتصادية بيد أقربائك وأنسابك وأصدقائك، فالأمن الذي تتحدث عنه يجب أن نحدد معا هويته، هل هو أمن المواطن أم أمن النظام؟ فأدوات وأجهزة تطبيق هذين النوعين المتناقضين من الأمن تختلف باختلاف المهمة، والرجل الذي عينته وزيرا للداخلية  له تاريخ مشهود في تأمين النظام على نفقة أمن المواطن السوري وحريته. أما عن الكرامة، فحدّث ولا حرج! فقد رأى العالم كيف تصان الكرامات بالدوس على أجساد الشباب وبسحل الجثث والتمثيل بها، فما نجا من جزمات أمنك العسكرية الأحياء ولا نجا الأموات أيها السيد الرئيس.
 
9- اعترفتَ متأخرا، إثر إلحاح منا، أن من قتلوا في الأحداث الأخيرة هم "شهداء". حسناً، نسجل لك هذه النقطة، ولكن لم تقل لنا كيف استشهد ما يقارب 200 شاب في الأسبوعين الأخيرين، وبرصاص من، وما هو المطلب الذين كانوا ينادون به ؟ أليست هي الكرامة التي اعتبرتها في خطابك حقاً مصاناً!
 
10- كفى استهتاراً بإخواننا الأكراد وحقوقهم الأصيلة، والمحاولة الفاشلة للتغرير بهم عبر وعود التجنيس. قالوها مرارا على لسان قياداتهم بأن الحرية والديمقراطية هي مطلبهم الأساسي وليس الجنسية. فحصولهم على الهوية السورية في هذه الظروف هو إعلان رسمي منهم بانضمامهم ـ طوعاـ إلى 20 مليون معتقل سوري في السجن الأمني الكبير الذي تتربع على كرسي هيئته التنفيذية.
 
11- تدرسون "رفع حالة الطوارئ" واستبدال قوانينها بقانون مكافحة الإرهاب. وأنا أرى هذا التوجه، وبكل بساطة،  ترفيعا  لكل معارض أو منتقض لحكمكم التليد من درجة متآمر ومندسّ إلى درجة إرهابي لا تنبذه سوريا وحسب، بل دول العالم أجمع، حتى تتأكدوا أن لا مكان له على المعمورة يلجأ إليه.
 
12-  ترون في قانون الأحزاب الذي تدرسونه أيضا أن بإمكانه "أن يفكك المجتمع"! حسنا، لقد شهدنا ما أحدثه الحزب الواحد الأوحد في سوريا من شرخ في جسم الوحدة الوطنية، وسمعنا أبواقكم البعثية مؤخرا على شاشات الفضائيات، وعلى رأسهم المستشارة الإعلامية للقصر الرئاسي المنيع  بثينة شعبان، وهي تروّج  لمصطلحات الفتنة الطائفية التي أحبطها الشباب السوري الحر بوعيه وحسّه الوطني العالي.
 
13- أما بالنسبة لقانون الإعلام، فما هو عاجل ومطلوب الآن هو السماح للإعلام العربي والدولي بممارسة عمله في سوريا فورا، ودونما تأجيل أو إعاقة، وفسح الطريق له لتغطية أحداث الثورة التي تشهدها كل المدن السورية، وذلك في انتظار أن يرى النور قانون الإعلام السوري الجديد المتعثر الولادة منذ عقود.
 
14- أما عن "هدر المال العام ومكافحة الفساد"، فأنا أتساءل في هذا المقام  أنْ هل سيتضمّن هذا الإجراء مكافحة "المفسدون" أيضا وهم من أفراد عائلتك ومن المقربين والحاشية المتنفّذة حصرا؟!
 
السيد الرئيس.. متى تستقيل؟
 

927.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات