الأحد 16 شباط / فبراير 2025, 19:26
ريبال الأسد: ايران تمنع سقوط النظام السوري ولا علاقة لي بتيار المستقبل




ريبال الأسد: ايران تمنع سقوط النظام السوري ولا علاقة لي بتيار المستقبل
الثلاثاء 12 نيسان / أبريل 2011, 19:26
كورداونلاين
المستغرب أن النظام يضع دائماً الحق على جهات غربية. وما حصل في الحقيقة هو أن الشعب السوري شاهد ما جرى لدى الشعب المصري وكذلك الليبي والتونسي واليمني. وشكل ذلك قدوة له للمطالبة بحقوقه البديهية


غادرت سوريا مكرهاً في عمر التسع سنوات مع الوالد والعائلة، وعندما عدت لفترة قصيرة في التسعينات تعرضت حياتي للخطر منذ لحظة وصولي للمطار…وأضطرني الفاسدون لمغادرة وطني سوريا وسرعان ما أستولوا على منزلنا في اللاذقية ودمروه” هكذا وصف ريبال الأسد الناشط السياسي المعارض تجربته على التراب السوري باختصار مع النظام الحاكم هناك. ريبال الأسد (36 عاماً) هو ابن عم الرئيس الحالي بشار الأسد، ونجل نائب الرئيس السوري السابق رفعت الاسد، الشقيق الاصغر للرئيس الراحل حافظ الاسد الذي ابعده من سوريا اواسط الثمانينيات بسبب خلاف بينهما على الحكم.
يدير ريبال الاسد حالياً “منظمة الديموقراطية والحرية في سوريا” من لندن بعد ان كان يتولى منصب مدير المكتب التنظيمي للتجمع القومي الموحد الذي يرأسه والده. لريبال الأسد نشاطات في الاوساط الأوروبية وخصوصاً في ألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وغيرها وهو يطالب بتحقيق الحرية والعدالة ومحاربة الفساد في سوريا الأمر الذي يزعج السلطات الرسمية في دمشق مما ألّب ضده أجهزة الأمن السورية، وباشراف شخصي من العميد حافظ مخلوف (رئيس فرع التحقيق في جهاز أمن الدولة السوري-المخابرات العامة) لرصد تحركاته الأوروربية والتحقيق مع ناشطين حقوقيين سوريين على علاقة به.
كما اتهم ريبال الأسد بأنه من المحرضين وراء الانتفاضة السورية وهذا ما جاء على لسان النائب السابق ناصر قنديل، المقرب من النظام السوري وحزب الله. واذا كانت الاحتجاجات السورية الأخيرة قد فاجأت جميع المراقبين لأنهم توقعوا أنّ قدرة الشعب السوري على المواجهة قد تراخت بعد عقود طويلة من القمع والترهيب، فريبال الأسد يرى أنها نتيجة متوقعة بعد عقود من القمع ويحذر من ان إيران تساند النظام الحاكم حماية لمصالحها في المنطقة.
كما أكد الأسد أنه يخشى من ان بعض الاطراف قد تسعى لحرب اهلية محذراً المتظاهرين لعدم الانجرار لحمل السلاح. وقد سخر الأسد في الوقت عينه ممن يقولون أن هناك تنسيق مع تيار المستقبل فيما خص الانتفاضة السورية الحالية. وهذا هو الحديث الذي أجراه موقع 14 آذار الأكتروني مع الاستاذ ريبال الاسد من مقره الأوروبي وهو الأول من نوعه مع وسيلة إعلام لبنانية.
موجبات الانتفاضة السورية: النظام يلوم الجهات الغربية بشكل دائم… وعليه الاستعجال بالإصلاحات قبل فوات الأوان
إستهل ريبال الأسد حديثه بالإشارة إلى موجبات الانتفاضة السورية الحالية فقال “الاسباب معروفة ومن المستغرب أن النظام يضع دائماً الحق على جهات غربية. وما حصل في الحقيقة هو أن الشعب السوري شاهد ما جرى لدى الشعب المصري وكذلك الليبي والتونسي واليمني. وشكل ذلك قدوة له للمطالبة بحقوقه البديهية في العيش الكريم والمطالبة السلمية في الحرية والديمقراطية. ومن المستهجن القول أنّ هناك من يقف خلف تحركات الشعب السوري للسعي وراء هذه المطالب الأساسية. وأنا اريد هنا أن ادافع هنا عن الشعب السوري الواعي لمجريات الحداثة والتطور وكذلك الصابر على الحالة المزرية التي يحياها”.
وعما اذا كانت الاصلاحات التي وعد بها الرئيس بشار الأسد كافية، أجاب الاسد: “في الواقع إنّ الشعوب في سوريا ولبنان والمشرق بشكل عام هي موزاييك من الانتماءات والفئات المذهبية والدينية والعرقية والاثنية المختلفة والمتنوعة، وبالتالي فالديمقراطية تبدو هي الحلّ الوحيد والمنطقي للتعبير عن تطلعات هذا الخليط من الجماعات المتنوعة. وقد يكون رفعت الأسد منذ السبعينات من القليلين الذين نادوا، وعبر جريدة الفرسان، لتبني الديمقراطية في سوريا وقد تهجم العديد من الناس من أمثال عبدالحليم خدام عليه نتيجة هذه المواقف واتهموه بالعمالة للغرب، بالرغم من أنه كان في موقع نيابة رئيس الجمهورية العربية السورية. وهنا أرى أنّ القائمين على النظام كان عليهم الإستماع إلى هذه النصائح منذ ذلك الحين لتجنيب البلاد ما عاشته وتعيشه من المافياوية. وأخشى هنا من أنّ يكون النظام قد تأخر على القيام باصلاحات جدية ومجدية في سبيل ترتيب الأوضاع وأدعوه إلى أن يسرع بتجقيق هذه الإصلاحات لأن الأوان قد يكون فات أو على وشك. فهل يجوز أن يحاكم ويتهم ناس لأنهم “ينالون من عزيمة الأمة أو يعادون الثورة” في اي عصر نعيش نحن؟”
لا لحمل السلاح ومنح النظام شرعية القمع بالقوة لأن هناك أطراف فاسدة في النظام وأطراف إسلامية تسعى لحرب أهلية
إلى ذلك نبّه ريبال الأسد إلى أنه “اذا عدنا الى انطلاقة التظاهر في درعا نرى انها بدأت منذ أول يوم بمطالب الجماهير للاصلاح الاقتصادي ومحاسبة الفاسدين أمثال رامي مخلوف وعلى اساس سلمي. غير أن النظام لم يستجب في الوقت المناسب وفوت عليه فرصة مهمة. واريد ان أشير هنا إلى أنّ عائلة مخلوف بشكل عام هي عائلة كريمة ووطنية، ولكن يبقى محمد مخلوف وابنه رامي من خلال الصفقات المشبوهة والمناقصات المفبركة والتي يعلم بها السوريون واللبنانيون والمصريون (مثل نجيب ساويريوس والوليد بن طلال) والكثير من الناس النسبة الكبيرة من الفساد التي وصل إليها هؤلاء سواء عبر شركة الاتصالات والمصارف وصفقات النفط والبترول وغيرها. فانتفاضة تونس انطلقت شرارتها بسبب الطروف الاقتصادية الإجتماعية التي عانى منها شعب تونس، وهذه كان منطلقات الانتفاضة في سوريا أيضا, سوريا التي تعيش فيها شرائح اجتماعية تحت خط الفقر. لقد سئم الشعب من سياسة كم الأفواه في سوريا واراد الانتفاض على هذا الواقع المذّل، ونحن تعرضنا للكثير من الظلم من خلال اعتقال عدد كبير جداً من المواطنين المقربين لرفعت الأسد واللذين تعرضوا للتعذيب والسجن والأختفاء وفقدت آثارهم.”
بعد ذلك تناول الأسد مقابلة سابقة تحدث بها الى وسائل إعلام خارحجية فيقول: “اريد أن أشير إلى تفسير خاطىء لأحد مقابلاتي باللغة الأجنبية والتي ترجمت على أنني حذرت من حرب أهلية وهذا أمر غير صحيح أبداً. كل ما قلته في المقابلة هو أنّ هناك بعض الأطراف في النظام الحالي قد تجنح نحو اشعال حرب أهلية من أجل حماية نفسها ومنع قيام اصلاحات وديمقراطية في سوريا لأن ذلك يعني محاسبة الأطراف المفسدة والفاسدة أمثال عاطف نجيب ورامي مخلوف. كما يمكن اضافة أطراف أخرى خارج النظام كالجماعات الإسلامية التي قد تستغل هذا الوضع لإشعال صراع داخلي سوري من أجل فرض أيدليوجية متطرفة. إن أي صراع أهلي داخلي هو مضرّ للإنتفاضة السورية السلمية التي انطلقت مؤخراً، ونطلب هنا من شعبنا العربي السوري المحتج على الظلم والقمع والاستغلال عدم اللجوء إلى السلاح بأي شكل من الأشكال. إن اللجوء إلى السلاح من قبل اي كان من المتظاهرين سيجهض دون شك هذه الانتفاضة الشعبية وسيمنح شرعية للنظام من أجل استعمال القوة والقمع المسلح. وهنا اذكر الجميع بأحداث الاخوان المسلمين في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات حين أصر هؤلاء على حمل السلاح لإقامة دولة اسلامية، مما ادى الى اللجوء لقانون الطوارىء ومكافحة الإرهاب ضدهم بعد سلسلة اغتيالات قاموا بها ضد عسكريين ورجال دين وسياسيين. هناك رموز للفساد وهناك انتهاك لحقوق الانسان، واذا ما تم اتخاذ قرار بالمحاكمة فسيكون بحق الجميع وبالتحديد هؤلاء اللذين يطلقون النار على المظاهرات السلمية والمحتجين العزّل”.
إيران تساند النظام حماية لمصالحها… ولاعلاقة لي بتيار المستقبل…وما هي الحاجة للطوارىء حين لا يوجد قرار حرب؟
وعن اسم ريبال الأسد الذي ظهر بقوة في الإعلام منذ اندلاع انتفاضة الحرية السورية ومحاولة اطراف لبنانيين كالنائب السابق ناصر قنديل زج اسمه كمحرض للاحتجاجات، اجاب مدير منظمة الديموقراطية والحرية “في الحقيقة إنها ادعاءات فارغة تماماً وعارية عن الصحة وخصوصاً تلك المتعلقة بعلاقتي وتنسيقي مع تيار المستقبل. أنا لا أعرف أحد في تيار المستقبل ولا أعرف شخصياً أحداً من آل الحريري سواء سعد الحريري أو أحمد الحريري أو غيرهم. وانا أتحدى أن يأتي أحد بإثباتات تؤكد أنني على علاقة بهم. هذه الاتهامات التي يسوقها النظام هي جاهزة دائماً كما حصل في قضية اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري ومسألة شهود الزور ومحمد زهير الصديق وغيرها.
كما تطرق ريبال الأسد إلى أمر بالغ الأهمية على المستوى الداخلي لسوريا حين قال أنّ “النفوذ الإيراني في سوريا هو من يدعم النظام السوري حالياً ويشدّ أزره ويمنعه من السقوط. فالجمهورية الإيرانية لن تسمح بسقوط النظام الحاكم لأن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على مصالح طهران في لبنان والعراق وقطاع غزة وشواطىء المتوسط. والمجتمع الدولي على دراية تامة بالغايات الإيرانية الداعمة لهذا النظام من خلال الدعم العسكري وارسال التعزيزات وعبر جماعاتهم في العراق لشد اواصر الحكم الحالي”.
ثم تساءل ريبال الأسد عن “الحاجة إلى قانون الطوارى خصوصاً أن آخر حرب قد جرت منذ 40 عاماً ومنذ ذلك الحين لم نطلق طلقة على العدو؟” وأضاف: “اذكر هنا بعبارة “سنردّ بالوقت المناسب” التي سمعناها لمرات حين اخترقت طائرات العدو الإسرائيل الأجواء الوطنية السورية، وقصفت في بعض الأحيان مواقع في العمق السوري وحلقت فوق القصر الجمهوري. متى يحين “هذا الوقت المناسب”؟ وحين تعرض حلفاء سوريا من حزب الله وحماس للضرب من الإسرائيلي، لماذا لم يتحرك هذا الجيش؟ في ويكيليكس نجد الطامة الكبرى حين يخاطب السوريون الإيرانيين بقولهم “في حال الحرب لا تعتمدوا علينا لأننا ضعفاء”… لمذا نحتاج إذاّ الى قانون الطوارىء؟ الجواب هو فقط من اجل حماية النظام الحاكم عبر قمع الشعب واسكات افواه المطالبين بالحرية وزج الناشطين الحقوقيين في السجون. ما نحتاجه هو قانون مكافحة أرهاب عصري على غرار الدول الغربية التي تراعى حقوق الانسان والعدالة المبنية على اثباتات ودلاءل وقرائن”.
وختم: “في الواقع ما يخشاه النظام السوري هو الشعبية التي يملكها رفعت الأسد لدى السوريين والمناصرين والمتعاطفين معه. لقد تعرضنا لحرب شعواء من قبل هذا النظام وقد منع رفعت الأسد من حضور جنازة والدته التي توفيت في العام 1992 وكان عليه ان يغادر من جديد في اواخر التسعينات وقد تعرضت شخصياً لخطر على حياتي، كما صودر منزلنا ودمر في اللاذقية تعسفاً وظلماً. والغريب في هذا النظام أنه منعنا من تقديم المساعدات لآلاف من الناس الفقراء في سوريا، في حين لم يقدم لهم اي شيء لرفع مستواهم المعيشي!”
المصدر : خاص موقع 14 آذار

840.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات