مقتل 22 شخصا في ثلاث مدن سورية الجمعة
الجمعة 08 نيسان / أبريل 2011, 19:01
كورداونلاين
نيقوسيا (ا ف ب) - اعلن مدير منظمة حقوقية ان 22 شخصا لقوا حتفهم الجمعة في سوريا خلال تظاهرات احتجاجية جرت في درعا وحمص وحرستا (ريف دمشق).
واعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من القاهرة "ان 22 شخصا لقوا حتفهم الجمعة في سوريا خلال تظاهرات احتجاجية في درعا (جنوب) وحمص (وسط) وحرستا (ريف دمشق)".
واوضح قربي ان "17 شخصا لقوا حتفهم اثناء التظاهرات في درعا" وقدم لائحة باسماء القتلى ال17. واشار الى "الاستخدام الكثيف للرصاص الحي اضافة لاطلاق الغاز المسيل للدوموع وغاز اخر يسبب الاغماء فورا لمجرد استنشاقه في درعا". واضاف قربي ان "الاجهزة الامنية والميليشيات التابعة لها قامت بقتل ثلاثة اشخاص من الذين شاركوا في تظاهرة جرت بعد صلاة الجمعة في حرستا" القريبة من دمشق . وتابع ان "قتيلين سقطا ايضا برصاص قوات الامن في مدينة حمص اثر التظاهرات التي انطلقت من مسجد حمص الكبير".
وكان ناشط حقوقي سوري اعلن ان 13 قتيلا سقطوا في مدينة درعا اثر قيام قوات الامن باطلاق النار على تظاهرة فيها انطلقت بعد صلاة الجمعة، في حين اكدت السلطات السورية ان الحصيلة هي قتيلان. وسجل قيام تظاهرات في العديد من المدن السورية خصوصا في شمال شرق البلاد حيث غالبية السكان من الاكراد غداة الاعلان عن مرسوم يقضي بتجنيسهم. فقد اعلن ناشط حقوقي ان 13 شخصا قتلوا واصيب العشرات الجمعة عندما اطلقت قوات الامن السورية النار على تظاهرة ضمت آلاف الاشخاص في مدينة درعا جنوب سوريا، كانوا يطالبون باطلاق الحريات في البلاد.
وقال الناشط عبر الهاتف لفرانس برس ان "رجال الامن بملابس مدنية اطلقوا النار لتفريق المتظاهرين بعد صلاة الجمعة". واضاف الناشط "ان 13 شخصا على الاقل عرفت اسماؤهم قتلوا بنيران قوات الامن، كما اصيب العشرات". واكد ان العديد من الجرحى اختبأوا في المنازل في درعا "الا ان قوات الامن قامت بملاحقتهم واخراجهم منها". كما اكد الناشط ان المتظاهرين "قاموا بعد سقوط القتلى باحراق مقر شعبة حزب البعث" في درعا.
وروى شاهد عيان لفرانس برس ان "قوات الامن قامت باطلاق النار بكثافة على المتظاهرين وقتل الكثير منهم، ما يحدث هنا هو مجزرة بكل معنى الكلمة". واكد ان قوات الامن "نشرت قناصة على البنايات كما قام عناصرها باطلاق النار على المتظاهرين".
من جانبها ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "مسلحين اطلقوا النار على مواطنين وقوات الامن في درعا ما اسفر عن مقتل عنصر امن وسائق سيارة اسعاف، وجرح العشرات من المواطنين في درعا". وعرض التلفزيون السوري الرسمي في "بث حي" ما وصفهم بانهم "مخربون ومندسون يطلقون النار على المدنيين وعلى قوات حفظ النظام" في درعا. واشار مسؤول في التلفزيون السوري لوكالة فرانس برس "ان ادارة التلفزيون في درعا اضطرت لاغلاق المبنى بعد ان قام محتجون باجتياحه وتدمير بعض الاجهزة الموجودة فيه" دون اضافة المزيد من التفاصيل.
واعتبر التلفزيون السوري ان "سوريا تعيش ازمة وهذه الازمة اراد لها البعض ان تكون ازمة مستشرية وان تتحول من مطالب شعبية محقة الى ازمة امنية تستهدف حياة المواطنين وامن الوطن". واضاف التلفزيون ان "المحاولات الاصلاحية تتعرض الان لمحاولة الاجهاض والافساد من بعض الجهات التي تعمل على تخريب الممتلكات العامة والخاصة في محاولة لزعزعة الامن والاستقرار ولافساد اللحمة الوطنية التي سادت في سوريا لعقود طويلة".
من جهتها، قالت وزارة الداخلية في بيان بثته سانا انها "تهيب بالمواطنين في درعا عدم ايواء المجموعات المسلحة التي اطلقت النار على المواطنين ورجال الشرطة والمسارعة بابلاغ السلطات المعنية عن اي معلومات تتوافر عنها".
واشار عضو مجلس الشعب خالد العبود لوكالة فرانس برس الى "وجود حالة غير طبيعية يتسم بها بعض المحتجين اليوم تنحو باتجاه رفع سقف الاحتجاج وليس المطالب" واضاف "كان لا بد من رفع سقف حالة الشغب بعد ان تم التجاوب لاغلب المطالب" لافتا الى ان "من يريد رفع سخونة الداخل السوري يحاول رفع الاصوات في اكثر من مكان". وتابع "ان هذا الامر لا بد منه في ظل هذه المؤامرة لان القضية ليست قضية مطالب بل استغلالها للعمل على خلق حالة وجدانية تجعل الناس تندفع الى الشارع مما يتسبب بوقوع قتلى وجرحى"
واشار رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لفرانس برس "رغم ان الحكومة حاولت احتواء الازمة سواء من خلال انفتاحها على الشارع الديني ومعالجة قضية الاكراد واصدار تعليمات مشددة بعدم الاشتباك ولكن على ارض الواقع نجد شيئا مختلفا". واضاف انه "شيء غير مفهوم وغير منطقي بالنسبة لنا".
من جهته، ذكر رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان في سوريا لوكالة فرانس برس ان "اكثر من ثلاثة الاف شخص شاركوا الجمعة في تظاهرة في مدينة القامشلي (شمال شرق) انطلقت من جامع قاسمو قبل ان يعتصم المتظاهرون في دوار الهلالية". واشار الى ان "المشاركين ينتمون الى جميع اطياف المدينة من عرب واكراد واشوريين". مضيفا ان "مطالب المتظاهرين تضمنت اطلاق سراح المعتقلين والغاء حالة الطوارئ والتاكيد على الوحدة الوطنية".
واضاف مصطفى ان "الفي شخص تظاهروا في ناحية عامودا وناحية الدرباسية التابعتين للحسكة" التي يغلب على سكانها الاكراد، مشيرا الى ان "التظاهرة التي انطلقت من الجامع الكبير في الحسكة شارك فيها نحو 300 شخص".
من جهته قال الناشط الحقوقي حسن برو للوكالة ان "المئات خرجوا من رأس العين (80 كلم شمال الحسكة) من جامع الاسد باتجاه شرق المدينة". واشار برو الى ان المتظاهرين ومعظمهم من الاكراد كانوا يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا درعا" و"واحد واحد الشعب السوري واحد" و"الجنسية لا تعني الحرية".
وتاتي هذه التظاهرات غداة اصدار الرئيس السوري بشار الاسد مرسوما يقضي "بمنح المسجلين في سجلات اجانب الحسكة الجنسية السورية"، في اشارة الى الاكراد في شمال شرق سوريا. واكد برو ان "المتظاهرين في الدرباسية (80 كلم شمال الحسكة) وقفوا دقيقة صمت على ارواح شهداء اللاذقية ودرعا".
وفي دوما (شمال دمشق) حيث قتل الاسبوع الماضي 11 شخصا "اقام السكان الجمعة حواجز حول المدينة من اجل التدقيق في هوية من يريد دخول الجامع الكبير والتاكد من عدم حمله لاي نوع من الاسلحة"، بحسب ناشط حقوقي. واكد الناشط ان السكان "يريدون التظاهر بعد ان تم الاتفاق مع السلطات على عدم تدخل الامن لتفريق المحتجين"
كما قال ريحاوي ان "الاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية ونحو الف شخص في مدينة التل (شمال دمشق) تضامنا مع +شهداء+ اللاذقية ودرعا ودوما".
وكانت صفحة باسم "الثورة السورية" على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي دعت الى التظاهر الجمعة في ما اسمته "يوم الصمود"، مؤكدة "سنهتف رغم جراحنا ونقول سلمية سلمية حتى نيل الحرية". وتاتي هذه الدعوة بعد ثلاثة اسابيع من الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سوريا التي مازالت بدون حكومة منذ ان قدمت حكومة محمد ناجي عطري استقالتها في 29 اذار/مارس الماضي وتكليف وزير الزراعة في الحكومة السابقة عادل سفر بتشكيلها في 3 نيسان/ابريل.
من جهة ثانية، اكد ريحاوي ان "السلطات السورية اعتقلت الخميس عماد الدين محمد محمود الرشيد على الحدود السورية الاردنية اثناء عودته من الاردن". واضاف ريحاوي "انه لم يتسن لنا معرفة سبب الاعتقال ولا الجهة التي قامت باعتقاله او مكان وجوده".
وطالب ريحاوي السلطات السورية "بالافراج عن الرشيد او تقديمه الى محاكمة عادلة اذا ما توفر مسوغ قانوني لذلك" لافتا الى ان الرشيد (مواليد 1965) "يحمل دكتوراه في الشريعة الاسلامية وكان يشغل منصب نائب عميد كلية الشريعة وله العديد من المؤلفات والابحاث".