هل النظام الحاكم في دمشق قابل للتغيير؟
الإربعاء 16 آذار / مارس 2011, 18:37
كورداونلاين

قامت قوات الأمن السورية الاربعاء بتفريق تجمع نظمه عشرات من أهالي المعتقلين السياسيين في ساحة المرجة قرب وزارة الداخلية وسط دمشق ويأتي هذا بعد تنظيم مظاهرة صغيرة في المدينة للمطالبة بالتغيير السياسي
هل ستنجح وسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" و"تويتر" في فرض التغيير في سوريا، أم أنه صد أبوابه في وجه الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان منذ 50 سنة تقريبا؟ هل سيحذو شباب دمشق والمدن السورية الأخرى حذو التونسيين والمصريين، الذين ثاروا على أنظمتهم وحققوا التغيير؟ كيف يمسك النظام السوري، بمخابراته وأجهزته الأمنية، بقبضة حديدية على المجتمع المدني والمثقفين والناشطين؟ هل هناك معارضة سورية حقيقية وهل هي قادرة على فرض التغيير؟
أسئلة كثيرة يعاد طرحها في كل مرة تتحدث فيه الصحافة عن تنظيم مظاهرات في سوريا، كتلك التي نظمت أمس الثلاثاء في العاصمة دمشق بالقرب من سوق الحميدية المجاور للجامع الأموي الكبير والذي شارك فيها عشرات المواطنين. المتظاهرون رفعوا شعارات تطالب بالتغيير والحرية وكانوا يهتفون "وينك يا سوريا وينك" و"سلمية" و"الله سوريا وحرية بس".
وتأتي هذه المظاهرة العفوية بحسب الناشطة السورية في مجال حقوق الإنسان سهير الأتاسي تلبية للنداءات المجهولة المصدر التي نشرت في الأسابيع الماضية على موقع "فيس بوك" والتي دعت السوريين إلى الخروج إلى الشارع للمطالبة بالتغيير. لكن بالنسبة لمحمد عجلاني وهو مدرس في معهد الدراسات الإستراتيجية والدبلوماسية في باريس الاستجابة لمثل هذه النداءات كانت شبه معدومة والتغيير في سوريا سينتظر سنوات كثيرة أخرى قبل أن يتحقق.
"المعارضة ضعيفة سواء كانت في الداخل أو في الخارج"
ويعيد محمد عجلاني رضوخ الشعب السوري إلى عدم رغبته في تكرار تجربة ثمانينات القرن الماضي. ويقول عجلاني في حوار هاتفي مع موقع فرانس 24: "سوريا عاشت محاولة تغيير كانت كارثية في الثمانينات وكادت أن تجر البلاد إلى حرب أهلية، ولهذا السبب أعتقد أن الشعب اليوم غير قادر على تكرار مثل هذه التجربة".
ويضيف عجلاني أن المجتمع المدني السوري ضعيف جدا وغير قادر على تشكيل نواة تنظيمية احتجاجية في مختلف مناطق البلاد وأن يقدم اعتراضات واقتراحات سياسية بشكل سلمي، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المجتمع السوري، خلافا للمجتمعين المصري والتونسي، غير متجانس وغير موحد قائلا: "هناك فئات متعددة في سوريا وكل فئة تدافع عن مصالحها الخاصة ما يجعل تكوين جبهة معارضة موحدة أمر صعب للغاية".
ويواصل محمد عجلاني قائلا إن من بين الأسباب التي تؤخر التغيير هو الدور الضعيف الذي تلعبه المعارضة سواء كانت في الداخل أو الخارج: "المعارضة مشرذمة وعاجزة عن الاتفاق على برنامج موحد وهي تفتقر إلى زعيم يستطيع الناس أن يلتفوا حوله من أجل فرض التغيير".
الحكومة في حوار مستمر مع الشعب حسب المعلم
وتساءل عجلاني عن أسباب عدم تطور النظام السوري من داخله ولماذا لم يبادر إلى اقتراحات سياسية واقتصادية لاستيعاب غضب الشارع مثلما حصل في المغرب والجزائر واليمن، وفسر الانغلاق التام الذي فرضه النظام السوري على نفسه بوجود إم صراع بين الحرسين القديم والجديد أم الخوف من أن تفلت الأمور من يده.
وللحيلولة دون وقوع مظاهرات واحتجاجات في البلاد، كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الاسبانية ترينيداد خيمينث في دمشق عن وجود برنامج إصلاحي سوري، وتحدث عن خطوات نحو الإصلاح السياسي، أبرزها إصلاح قانون انتخاب الإدارة المحلية ثم مجلس الشعب.
وصرح المعلم: "نحن في سوريا بدأنا منذ عام 1991 ببرنامج انفتاح اقتصادي تدريجي وبدأ برنامج التحول نحو الاقتصاد الاجتماعي بحيث يستمر هذا البرنامج ويحقق العدالة الاجتماعية، مؤكدا أن الحكومة في حوار مستمر مع الشعب من خلال المنظمات الشعبية القائمة ومن خلال مواقفنا التي تنبع من نبض الشارع السوري".
وكانت سوريا قد أنشأت صندوقا وطنيا للمعونة الاجتماعية بقيمة 12 مليار ليرة سورية (نحو 250 مليون دولار) يهدف إلى تقديم معونات دورية أو طارئة خلال عام إلى 420 ألف أسرة معوزة، كما أعلنت سلسلة إجراءات ترمي إلى خفض أسعار المنتجات الغذائية الرئيسية
AFP.