أوجلان:هدف العدالةوا لتنمية ليس حل القضية الكردية بالتأكيد
الثلاثاء 08 آذار / مارس 2011, 02:06
كورداونلاين
قال القذافي لي : "تعال إلى ليبيا ويمكننا خلق الإمكانيات"، ولكنه الآن لا يستطيع إنقاذ نفسه. فما يسميه بالكتاب الأخضر لم يجلب له الحل
يُشاهد ما يجري في مصر وتونس وليبيا والسليمانية. وفي الحقيقة هذا الكمون موجود في تركيا وفي المنطقة(الكردية). ولو أردنا يمكننا الابتداء بمثل هذا المسار، فنحن لدينا قوة جماهيرية ومهارة الممارسة أكثر من تونس وليبيا ومصر وجنوب كردستان، مثلما لدينا القدرة والطاقات للقيام بهذا الأمر، وسنراقب الوضع حتى نوروز، وسننظر إلى موقف الحكومة، فنحن نضم إلى الحساب بأن توتراً من هذا القبيل حتى حزيران يمكن أن يؤثر سلباً على مسار الحل، ففي هذه المرحلة يجب عدم إحراج الدولة باشتباكات كبيرة جداً، فنحن لا زلنا نؤمن بوجود أمل الحل.
يجب التمسك بـ"حسين خضري" وإعاشة ذكراه، فإخفاء حسين خضري وإعدامه إعتداء على وجود وكرامة وهوية الشعب الكردي وعمل يتنافى مع الإنسانية.
لقد انعقد كونفرانس حركة الفتيات في دياربكر، أبعث إليهن بتحياتي وأتمنى لهن النجاح في أنشطتهن. فالشبيبة هي التي سترسم مصيرها، ولكن مع الأسف لا يتم توفير الإمكان للشباب للتعبير عن ذاتهم بحرية، ويضطر قسم منهم إلى حمل السلاح نظراً لعدم ترك أي خيار آخر أمامهم. وقسم آخر يقوم بالتضحية بنفسه لاستنكار اللاحل، كما شوهد في مثال "مصطفى مالجوك" مؤخراً. إنني أرى أن عمليات مثل إضرام "مصطفى مالجوك" النار في بدنه في ديار بكر و"مسلم دوغان" الذي أضرم النار في بدنه في آديامان في السنة الماضية، ذو معنى كبير واثمِّنها عالياً. حيث يجب فهم هذه الممارسات جيداً، والتمسك بهؤلاء الأشخاص، والتمسك بذكرى هؤلاء الشباب اليافعين في السادسة والسابعة عشر من العمر. فأنا مهتم كثيراً بممارستهم هذه. إن قيامهم بإضرام النار في أبدانهم هكذا، ممارسة ذو معنى وقيِّمة إلى أبعد الحدود، وتتطلب الاهتمام والتوقف عليها بمنتهى الدقة، بل هي ذو قيمة مقدسة. ولكني أحزن كثيراً لهذا النوع من الممارسة. فيجب على الشباب أن لا يلجأوا إلى هذا النوع من إضرام النار في أبدانهم، وكنت قد قلت من قبل، بأن لا يحرقوا أبدانهم قطعاً من أجلي أو من أجل أي شيء مهم آخر. وأقترح عليهم مرة أخرى أن يتخلوا عن هذا الأمر. ولا أرى من الصواب أن يقوموا بمثل هذه الممارسات في مثل هذه الأيام المهمة أو المناسبات السنوية المتعلقة بي، ورغم ذلك فإنني أهتم بهذه الممارسات وأفكر بضرورة التمسك باصحابها.
هاهم يتحدثون عن روح دياربكر وماشابه ذلك، فهذه هي الروح، هذه هي روح دياربكر، فكيف يمكننا تفسير قيام هؤلاء الشباب بالتضحية بأنفسهم بشكل آخر؟.. وهكذا أقول لهؤلاء الشبيبة الذين سيعقدون كونفرانسهم بأن لا ينسوا ذكرى رفاقهم هؤلاء، وبضرورة إحيائها. وأقول بأن يعيشوا نضالهم ولكن من خلال الاستمرار في تعظيم النضال والتنظيم. كذلك يجب إعاشة ذكرى "حسين خضري" بنفس الشكل.
أعتقد أن "مصطفى مالجوك" كان من "EĞİLİ" وترك رسالة بشان عمليته، وكما ذكرت إنني أنحني بإحترام أمام ذكرى هؤلاء الرفاق وأولئك الذين قاموا بمثل هذه الممارسات من قبل، إنهم قيَمٌ مقدسة بالنسبة لنا. إن هؤلاء الشباب يتجهون إلى مثل هذه الوسيلة لأنهم لا يستطيعون إيجاد أي منفذ آخر، ولكني أرى أن هذه الوسيلة ليست صحيحة، فهناك دائما وسائل وسبل وأشكال أخرى من النضال.
لقد طبقت الدولة سياسة إنكار الوجود والإبادة بحق الكرد بدون رحمة على مدى ثمانين أو تسعين سنة، وتم عيش الغرق في غلاديو الناتو حتى الرقبة منذ الخمسينيات على مدى ستين سنة، والآن تم الوصول الى نقطة القبول بوجود الأكراد ويمكننا القول بأنه بات هناك تغيير في الإدراك لدى الدولة نتيجة للكفاح الذي تم خوضه. وتم إيقاف العمل بإنكار الوجود وإبادة الأكراد بمساهمة من الجهود التي بذلتها هنا، ووجود الأكراد بات مقبولاً، ويجب تطوير مرحلة الحل. طبعاً، ليس من السهل التخلي عن إدراك مستمر على مدى ثمانين أو تسعين سنة. ولكن في المرحلة التي نحن بصددها يُفهم أن الدولة وصلت إلى نقطة التخلي عن سياسة إنكار الوجود هذه. ونحن أيضا نريد الخلاص من سياسة إنكار الوجود والابادة هذه. وتغيير الادراك هذا لدى الدولة لم يحدث بسهولة. فيجب النظر إلى التاريخ بشكل صحيح، من أجل فهم مدى تجذر هذا الإدراك.
إن ابتداء تمرد "الشيخ سعيد" باستفزاز الخامس عشر من شباط عام 1925، وجلبي إلى تركيا – ايمرالي في نفس التاريخ بمؤامرة الخامس عشر من شباط 1999، ليس من قبيل الصدفة، كما انني أعلنت من قبل عن تاريخ الخامس عشر من شباط 1925 كبداية للإبادة العرقية ضد الأكراد. كما أن إعدام "الشيخ سعيد" في 29 حزيران وإستصدار حكم الإعدام بحقي في نفس التاريخ ليس من قبيل الصدفة أيضاً، فبدون معرفة هذه الأمور، لا يمكن فهم القضية الكردية. إن موقف AKP(حزب العدالة والتنمية) كارثة بكل معنى الكلمة. أنظروا حتى في مسألة العفو عن الطلاب هذه، ظلموا عشرات الآلاف منهم، واغتصبوا حقهم بسببي. ألا يعلمون بأنني لن أذهب بعد الآن إلى السنة الرابعة في كلية العلوم السياسية لأكون طالباً فيها. وأن لست في هكذا وضع ؟!.. إنهم يتقرَّبون بهذه البساطة والسطحية !!. إن هدف AKP ليس حل القضية الكردية بالتأكيد، بل هو تأسيس هيمنته. بل تصفية الأكراد من أجل تأسيس همينته وتعزيز سلطته. وعلى الأكراد أن يفهموا الأمر هكذا. إن هذا الموقف المتطلع إلى الهيمنة لـ AKP خطير، وأنا مناهض للهيمنة. وسأكافح في مواجهتها، إن الدولة تبدو كأنها تتخلى عن سياسة إنكار وجود الأكراد وتمتلك الإرادة في موضوع حل القضية الكردية، ولكن AKP يشكل أكبر عقبة أمام هذا الأمر. وما يجب على الأكراد القيام به هو تصعيد نضالهم في مواجهة السياسات التصفوية لـ AKP، وفي مواجهة إنكار الوجود والتصفية.
يمكن أن يكون لدى KCD لجانه، ولكن يجب أن لا تنم عن الإنقسام، ويمكن أن تعمل بشكل دائم، ولكن على KCD أن يتحرك ضمن وحدة متكاملة، وعليه عدم الابتعاد عن التكامل. يجب على KCD أن يجعل نشاطه ضمن وحدة متكاملة. ولهذا السبب لا يتم شرح الإدارة الذاتية الديموقراطية، والتعبير عنها جيداً. في مرافعاتي شرحت حل الأمة الديموقراطية، وتكلمت عن ثمانية أبعاد، والإدارة الذاتية الديموقراطية ليست سوى البعد السياسي لهذا الأمر. في هذه المرافعة لدي اقتراحات دامغة بشأن حل القضية الكردية، ومن المفيد مشاركة الرأي العام في خريطة الطريق. ففي خريطة الطريق تلك هناك مشروع مطروح في الميدان، إنه مشروع حل. مثلما فيها تشخيصات مهمة. كما أن مقاربة الدولة من خريطة الطريق هذه إيجابية، فهم أيضاً مدركون، هم يدركون الخطر والتوجه. حيث تتضمن خريطة الطريق معلومات جوهرية وعملية. وقد تناولت هذه الأمور في مرافعتي الأخيرة بشكل أكثر توسعاً، لقد تناولت حل الأمة الديموقراطية بكل أبعادها بشكل موسع في مرافعتي الأخيرة. فيجب تناول حل الأمة الديموقراطية بشكل متكامل. بينما المقاربة الجزئية ليست صحيحة، ولهذا السبب أفكر في أنه يتم فهم الإدارة الذاتية الديموقراطية مثلاً بشكل ناقص وخاطئ. في حين أن الإدارة الذاتية الديموقراطية ليست سوى واحد من الأبعاد الثمانية في حل الأمة الديموقراطية، وهو البعد السياسي. وفيما عداه هناك البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي والبعد الثقافي والبعد الحقوقي والبعد الأمني – الدفاع الذاتي والبعد الديبلوماسي. ولكل بعد من هذه الأبعاد أهميته. ولكن يجب تقييمها بشكل متكامل ضمن حل الأمة الديموقراطية. أي يجب تقييم كل هذه الأبعاد كوحدة متكاملة، وليس من الصحيح القيام بالتركيز على واحد منها فقط – الإدارة الذاتية الديموقراطية – حيث أنها ليست سوى البعد السياسي من مجمل هذه الأبعاد. لقد تناولت كل هذه الأمور بشكل موسع جداً في مرافعتي الاخيرة. فمثلما قلت، ونظرا لأن مرافعتي تتضمن مقترحات دامغة بشأن الحل يمكن أن يحاولوا عرقلة أو تأخير وصولها إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، فيجب التوقف على هذا الأمر.
إن طرحي بشأن حل الأمة الديموقراطية، هو أحد أهم نظريات العالم، ويمكن أن يكون نموذجاً للحل من أجل الشرق الأوسط. كما أن التطورات الحاصلة في مصر وليبيا وتونس والسليمانية تثبت صحة طرحي هذا، وتتوجه نحو النقطة التي ذكرتها. حيث أن الدولة القومية التي صنعوها في الشرق الأوسط آخذة بالانهيار، والحداثة الرأسمالية هي التي تكمن في أساس وخلف هذه القضايا. وكنت قد أوضحت فيما سبق بأن نموذج الدولة القومية التي خلقوها في الشرق الأوسط كانت مخططاً انكليزياً، فالانكليز هم الذين نشروها في العالم. والولايات المتحدة تولت نشرها فيما بعد. وهذا النظام الذي صنعوه يتعرض للانهيار في يومنا. مطالب الشعوب عادلة طبعاً. ولكن تناول الأمور بهذا الشكل فقط يبقى ناقصا. فكل من انكلترا والولايات المتحدة تريان أن الأنظمة التي أسساها تتعرض للانهيار، وتريان ضرورة تجاوزها، وتقومان بالتدخل فيها حسب مصالحهما، فهم أيضاً متورطون في الأمر. والشيء الذي يتقدمون به كحل هو ما يسمونه نموذج الإسلام المعتدل فيما يشبه AKP. بينما هذا النموذج لم يتمكن بعد من أن يكون حلاً حتى للقضايا القائمة في تركيا. فحتى القضية الكردية لا زالت مستمرة بكل لهيبها، بينما AKP يتهرب من الحل. فالحل هو حل الأمة الديموقراطية الذي اقترحناه. في مرافعتي السابقة المسماة بـ"حل الحضارة الديموقراطية، والحضارة في الشرق الأوسط" ناديت بدمقرطة ثقافة الشرق الأوسط، وجعل الثقافة الديموقراطية سائدة، ومرافعتي تلك تشير إلى كل هذه القضايا تماماً وتطرح حلولها. كذلك مرافعتي "سوسيولوجيا الحرية" تتضمن تشخيصاتي المهمة بشأن هذا الموضوع.
لقد لعب "حسني مبارك " دوراً في إخراجي من سوريا، وقام بدور الوسيط بين سوريا وتركيا، ولكن في النهاية النظام الذي خدمه لم يستطع حمايته. فقاموا بإخراجه من وطنه. كما قال القذافي لي : "تعال إلى ليبيا ويمكننا خلق الإمكانيات"، ولكنه الآن لا يستطيع إنقاذ نفسه. فما يسميه بالكتاب الأخضر لم يجلب له الحل، ولم يتوصل إلى نتيجة كما يبدو. النظام الذي أسسه هؤلاء وصل إلى نقطة إنهاء نفسه بنفسه وانهار. ولكن رغم هذه الشروط المحدودة التي أنا فيها، نحن أكثر قوة، ونكسب مزيداً من القوة.
أبعث بتحياتي الخاصة ومحبتي إلى النساء، فهن يحظين بالخبرة والسعة اللازمة لتكنن طليعة للنضال في يومنا، وعليهن القيام بذلك. فالأمر المهم هو أن يظهرن ويُبرزن أنشطتهن في هذه التظاهرات، وأتمنى لهن النجاح.
ستتوفر لدي الإمكانية للتحدث عن بعض الأمور بشأن الانتخابات فيما بعد، ولكن سأشرح خطوطها العريضة. يمكنهم تطوير التحالفات بشأن تخطي حاجز العشرة بالمائة. فمثلاً إذا كانت الظروف مناسبة يمكن أن يكون التحالف مع الشرائح المختلفة أمرا مطروحاً، فيمكن إقامة الحلف الديموقراطي مع الأحزاب اليسارية الأخرى، ومع القوى الديموقراطية والأقليات والنقابات والمجموعات البيئية ومع الخضر. أي يجب أن يأخذ كل المسحوقون والقوى التي تشتكي من النظام والقوى المعارضة والأكراد، مكانهم ضمن هذا الحلف. فلو تم الإعداد الجيد لمثل هذا الحلف من قبل، لأمكن تجاوز هذا الحاجز، ولكن بات الوقت متأخراً، ويبدو أنه سيتم الدخول في الانتخابات بمرشحين مستقلين. ورغم ذلك لا داعي للإستعجال في هذا الموضوع. حيث يجب التفكير في كل الاحتمالات والتطلع إلى احتمالات التحالف حتى اللحظة الأخيرة. فيمكنهم التصرف حسب الوضع. فإذا كان هناك وضع تخطي الحاجز فيمكن تقييم الترشيح المستقل من جديد.
طبعاً يمكن أن يرى BDP الدخول بمرشحين مستقلين أمراً منطقياً، ويمكن أن لا يخاطر بشكل آخر، ولكن كما قلت يمكنهم أخذ وضع التحالفات هذا بعين الاعتبار وتقييمه أيضاً. ففي الحقيقة لو قاموا بأنشطة من أجل حلف ديموقراطي منذ البداية، ربما استطاعوا تخطي الحاجز. وكنت قد سميت ذلك بـ" حلف الأمة الديموقراطية"، ويمكن القيام بلقاءات متنوعة لهذه الغاية. كما يمكن إجراء لقاءات مع الأوساط الديموقراطية والأوساط اليسارية والنقابات المختلفة والكادحين والمسحوقين وشرائح من قبيل ÖDP(حزب الحريات والديمقراطية) وEMEP(حزب الكدح)، إنهم يتحدثون عن 7 أو 8 بالمائة بشأن BDP.
حسب قناعتي هذه ليست أصواتهم، بل هي أكثر من ذلك، ولهذا يجب عليهم العمل ضمن إطار أوسع، فيجب أن يكون عدد المندوبين ثلاثين أو خمس وثلاثين على الأقل. فإذا عملوا بشكل جيد يمكن أن يرتفع هذا العدد إلى أربعين، وعليهم التخلي عن مفهوم "ليكن لنا، ولو كان قليلاً" المرشحون في الغرب يجب أن يكونوا ديموقراطين ومعروفين. أي يجب أن يكونوا مرشحين يحصلون على الأصوات الكردية بقدر ما يحصلون على أصوات الأتراك. وهكذا يمكنهم الفوز بمقعد واحد في كل من إزمير في منطقتين منها، ومانيسا، ودنيزلي وآيدين وأضنة وميرسين. بل حتى من أنطاليا أيضاً. بل يجب أن يفوزوا فيها. كذلك في استانبول يمكنهم الفوز بثلاث مقاعد بسهولة في ثلاث مناطق. فإذا وجدوا مرشحين مناسبين بشكل مشترك، وكانوا أشخاصاً يمنحهم الأكراد والأتراك أصواتهم، وإذا تم انتخاب أسماء صحيحة، لماذا لا يحصل ذلك؟ .
ويمكن الالتقاء بالأوساط اليسارية الديموقراطية الأخرى. يمكن أن يأخذ هؤلاء أماكنهم ضمن حلف الأمة الديموقراطية. الدولة أيضاً وصلت إلى نقطة ما. والدولة ستقبل بحلف الأمة الديموقراطية هذا. ويجب الإستفادة من هذا المسار، وعدم هدر هذه المرحلة التاريخية، ونحن نعمل على تطوير حل الدستور الديموقراطي بإقناع الدولة بالحلف الديموقراطي.
وكنت قد قلت من قبل بأن هناك ثلاثة أحلاف في تركيا. وتاريخ هذه الأحلاف قديم. الحلف الأول: هو الحلف الوطني القوموي في أعوام العشرينيات، وفي الوقت الراهن يمثل كل من CHP وMHP(حزب الحركة القومية) هذا الحلف، والمجموعة الأولى في المجلس الأول كانت تقابل هولاء. أي المجموعة الأولى كانت تمثل هؤلاء. أما الحلف الثاني فهو الحلف الإسلاموي المحافظ، وكان "محمد عاكف أرسوي" وأمثاله يقودون هذا الحلف في تلك المرحلة. والمجموعة الثانية في المجلس الأول كانت تقابل هؤلاء. وتستمر من خلال المنتمين إلى "الترقي". أما الآن فإن AKP والأوساط الدينية الأخرى تمثل هذا الحلف. أما نحن فنحاول تأسيس الحلف الثالث الديموقراطي الذي يتضمن فيما يتضمن "مصطفى صبحي" ورفاقه أيضاً. لأنه كان لهذين الحلفين الأول والثاني تمثيلهما في المجلس الأول كما قلت على شكل مجموعة، ولكن حلف الأمة الديموقراطية الذي نسعى لإنشائه، فلم يتم منح فرصة لتأسسيه في تلك المرحلة. فقد قاموا بإغراق وتصفية الشيوعيين واليسارين في البحر الأسود من خلال شخص "مصطفى صبحي" ورفاقه. كذلك تمت تصفية "أدهم الشركسي" والجيش الأخضر بنفس الشكل. مثلما تمت تصفية الأكراد في أحداث "كوجكيري" و"الشيخ سعيد" و" السيد رضا". وبذلك أصبحوا عقبة أمام تأسيس الحلف الديموقراطي، ولم يسمحوا بتأسسه حتى اليوم. فحتى الآن كانت الأحلاف القوموية والإسلاموية هي التي تتحكم بالدولة، أما نحن فنحاول تطوير حلف الأمة الديموقراطية الذي هو الحلف الثالث الذي سيجلب الحل ونقوم بتطويره. فها أنذا أقوم بتأسيس هذا الحلف وأدفع الدولة إلى القبول به. فنحن سنكشف عن إغتيال مصطفى صبحي ورفاقه من خلال حلف الأمة الديموقراطية هذا، وسنلقي بالضوء على ذلك الإغتيال. وبنفس الشكل سنكشف عن الوجه الحقيقي لأحداث " كوجكيري" و"الشيخ سعيد " و"السيد رضا". ويجب أن يأخذ مكانه في حلف الأمة الديموقراطية هذا، الأكراد والشرائح الديموقراطية واليساريون والكادحون والأقليات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني المختلفة والبيئيون. أي كل المسحوقين، وكل الذين لديهم مطالب ديموقراطية. فإذا تطور مسار الحل فيمكن الوصول إلى أعداد 150 أو 200 مندوب في الإنتخابات القادمة بهذا الحلف.
لديّ علم بقرار وقف العمليات، وأمامنا مناسبات الثامن والحادي والعشرين من آذار. وسنتابع موقف الحكومة حتى ذلك الوقت، فليجتمع المؤيدون للحل والذين يريدون حلاً ديموقراطياً وليطوروا إقتراحاتهم للحل، وفي هذه الأثناء تجتمع كل منظمات المجتمع المدني في دياربكر وفي المنطقة(الكردية) في إجتماع KCD في أقرب وقت. فليقم KCD بجمع كل تنظيمات المجتمع المدني التابعة له فوراً وفي أقرب وقت، ويمكن أن ينضم إليه HAK-PAR(حزب الحقوق والحريات) و"شرف الدين آلجي" ورفاقه أيضاً، فيمكنهم الإنضمام إذا كانوا يريدون الحل، بل يمكن أن ينضم أعتى المناهضون لنا أيضاً إلى مسار الحل إذا كانوا يريدون الحل وصادقون، حيث يمكنهم طرح مطالبهم بشأن الحل. فيمكن لهؤلاء تقديم مطالبهم بشأن الحل إلى الحكومة وإلى KCK في نفس الوقت. وإذا قام أي طرف برفض مقترحاتهم بشأن الحل، عندها يمكنهم أن يتبنوا موقفا سياسياً حياله. ولينظروا كيف سيكون موقف كل من PKK والحكومة نحو مطالبهم؟ فإذا تقرّب PKK سلبيا نحو هذه المطالب. عندها ينبذون PKK، ولكن موقف الحكومة سيكون مهماً. فإذا تقرَّبت حكومة AKP سلباً نحو هذه المطالب، عندها يجب عليهم التخلي عن التحامل على PKK باستمرار، وبذلك سيتوضح من الذي يطلب الحل ومن الذي يريد الحرب. فلا يجوز الجلوس هكذا والتحامل على PKK بإستمرار. فعليهم أن لا يحملوا الماء إلى طاحونة AKP الذي يشكل عقبة أمام الحل، ولم يقم حتى الآن بإلقاء أية خطوة نحو حل القضية الكردية.
هناك أمر أجده غريباً جداً، إنهم يقولون دائما "لتخرس الأسلحة"، فمن دون بذل أي جهد ثم الإنبراء من حين لآخر والقول "لتخرس الأسلحلة"، لا يعني أي شيء. أي سلاح؟ فهل نحن الذين نستخدم السلاح؟ نحن لا نستخدم السلاح ضد أحد، بل يتم إرغامنا على حمل السلاح، فنحن نحاول تطوير حل الدستور الديموقراطي، ويجب عقد كونفرانس الدستور الديموقراطي، كما يجب القيام بأنشطة هذا الأمر حتى الإنتخابات، فأنا لم أفقد أملي بشأن الحل بعد، ولا زلت آملا أن الحل آخذ في التطور ويتعمق. ويمكن أن تحدث بعض التغييرات في الدولة حتى الحادي والعشرين من آذار، كما يمكن أن تحدث تطورات عملية. يجب على أمثال "أنصاريوغلو" أن يبذلوا جهوداً بشأن الحل ضمن بنية KCD، لأنهم أكثر من يستفيد من الحل، أما إذا لم يأتي الحل وتصاعد العنف فهم الذين سيتضررون أكثر قبل الآخرين، وعندها سيفقدون أموالهم وأرواحهم وينتهون في يومين، ويجب أن لا يُفهم بشكل خاطئ. أنا لا أقول هذا من باب التهديد، فهذا ليس تهديداً. لكن حل هذه القضايا هي هكذا سواء عالمياً أو تاريخياً. فيجب معرفة هذا الأمر هكذا. وأن يتموضع الجميع حسب ذلك.
وفي هذه النقطة أريد معرفة مايلي أيضاً، أرى تموضع CHP في الوقت الراهن أكثر إيجاباً من AKP حيث أن مطالب الشعب العادلة وضغطه له تأثير في عبور CHP إلى هذا الوضع، ويجب إرغام AKP أيضا على التوجه نحو الحل من خلال الضغوطات الشعبية بهذا الشكل، إن CHP بحاله هذه متقدم على AKP، حيث تصدر عنه تصريحات إيجابية من حين لآخر.
إن هدف AKP ليس حل القضية الكردية، بل يهدف إلى خلق مؤيدين له، وهدفه هو تصفية الأكراد، حيث يلتقي AKP مؤخراً مع كل من "شفان برور" و"كمال بوركاي" ويحاول جلبهما إلى تركيا، فبدلاً من أن يقوم " كمال بوركاي" بتوجيه الإنتقاد إلينا من خلال التلفزيون، فليأتي ولينضم إلى النضال ويأخذ مكانه ضمن السياسة الديموقراطية إذا كان صادقاً، وليقدم مساهماته، فنحن لسنا عقبة أمام أحد، فـ AKP يقدم كل إمكانياته إلى "شفان برور" ويحاول جلب هؤلاء إلى تركيا لتحقيق مكاسب من ورائهم ويحاول التظاهر في مواجهة الجيش ليقول: "إني أقوم بربط هؤلاء بنفسي وأقوم بتصفية الكردي الحر". والآن هل هناك جماهير خلف " كمال بوركاي" و"شفان"؟ حسناً، أليس الذين في تركيا هم أكراد أيضاً؟ فلماذا لا تقوم بالتحدث إليهم ولا تطور الحوار معهم؟ .. فمثلا لماذا لا تلتقي بـ" أحمد تورك" وهو يمثل ملايين الأكراد ولديه جماهيره؟ وهناك ممثلين لملايين الأكراد.. وكذلك لماذا لا تلتقي بمنظمات المجتمع المدني؟ أي مادام هنا ملايين الأكراد الذين لديهم مطالب عادلة، وممثلين عنهم، ولا تلتقي بهم. لماذا تذهب إلى أوروبا وتصِّر على الجري خلف عدة أشخاص هناك؟.. مما يعني أنك لست صادقاً في هذا الموضوع. من الواضح أن لديك حسابات أخرى.
وأقول لـ "شفان برور" ليأتي ويأخذ مكانه في مسار الحل الديموقراطي، وأن لا يفسح المجال لإستخدامه. فإذا كانوا سيتحركون مع AKP فلن تبقى لديهم قيمة بخمسة قروش لدى الشعب فليأتوا ويأخذوا مكانهم في مسار الحل الديموقراطي، فكل من يقول أنا أريد الحل وكل من يؤيد الحل يمكنه أن يأتي ويأخذ مكانه في هذا المسار.
في الوقت الراهن أنا لا أقترح أسلوب الإنتفاضة المتواصلة كما يجري في تونس ومصر، فنحن لا نرى من المناسب تحريك طاقاتنا الكامنة في الوقت الراهن، وليس لدينا جهد حيال تحريك جماهيرنا وتنظيمنا. ولكن يجب الإدراك بأننا أكثر تقدماً من مصر وتونس على هذا الصعيد. لأن هناك الخبرة التي إكتسبناها من التنظيم والنضال على مدى سنوات. إن لقاءاتي مع الدولة ومسار الحوار لا زال مستمراً، ولازلت متفائلاً بهذه اللقاءات، فلا زال لديَّ الأمل والحوار لا زال مستمراً، ويجب أن لا تكون هناك أية سلبيات حتى الحادي والعشرين من آذار فأنا أفكر بأن بعض الأمور الإيجابية يمكن أن تحدث. ويمكن أن يستمر هذا الوضع من الحادي والعشرين من آذار وحتى حزيران. فكما أوضحنا إن الحل الممكن للقضية الكردية هو الحل الدستوري الديموقراطي وأنا أعمل هنا بكثافة من أجل ذلك.
فليكن في دياربكر ميدان الحرية، ويمكن أن يكون إسمه "ميدان آزادي". والآن أتقدم بإقتراح عملي، حيث أقترح إقامة خيمات السلام والحل الديموقراطي في هكذا ميدان، ولتبقى هذه الخيم منصوبة حتى الإنتخابات، ولتتردد الناس على تلك الخيم بشكل مكثف. كما يمكن نصبها في كل من وان وباتمان وفي أماكن أخرى مناسبة، وليقوموا بنقاش مطالبهم وإقتراحاتهم كثيراً في تلك الخيم وليقوموا بتطويرها، فنظراً لأن ذلك نشاط ديموقراطي، لا أظن أن يعترض عليها بوليس الحكومة، فسيتفهم هذا الأمر في مرحلة الإنتخابات هذه. وفي الأصل لدينا الفعاليات بشأن الثامن والحادي والعشرين من آذار. ويمكن أن تكون تلك الخيم مركزا لتلك الفعاليات. كما يمكن أن تكون فيها أمور أخرى، فمثلا يمكن أن يأتي مرشحو كل الأحزاب ويكشفوا عن برامجهم الإنتخابية للجماهير في تلك الخيم. كما يمكن للشعب أن يتقدم بمقترحاته للحل ومطالبه الديموقراطية لأولئك المرشحين وتلك الأحزاب التي تأتي إلى تلك الخيم. ويقوموا بمنح أصواتهم لأولئك الذين يلبون تلك المقترحات ويطورون الحل. ولتكتب عبارة " خيمة السلام والحل الديموقراطي" على تلك الخيم. فبهذا الإقتراح العملي ستتوجه الجماهير نحو الخيم بكثافة مع الوقت، وتقوم بزيارتها وتتمسك بها. بل يمكن أن يكون هناك إزدحام من حين لآخر، ويمكن أن تكون فيها جماهير قليلة. فالأمر المهم هو توفير مثل هذه الارضية، فيجب القيام بذلك مطلقاً. بالإضافة إلى ان دعوى KCK لا زالت مستمرة، فيمكن إستخدام هذه الخيم في أيام الجلسات وقبلها أيضا لهذه الغاية. كما يمكن أن يزور المحامون المنضمون إلى هذه الدعوى قبيل الجلسات وبعدها، وكما أوضحت قبل قليل، نحن متابعون للأحداث الجارية في مصر وتونس وليبيا والأماكن الأخرى، وطاقاتنا الكامنة في وضع أعلى بكثير سواء على صعيد الممارسة أو على صعيد الإنضمام الجماهيري، ولدينا إمكانيات وفيرة جداً على صعيد الإبتداء بسياقات مماثلة. فلدينا القدرة والطاقات الكامنة للقيام بذلك، ولكن من الأنسب لنا أن نتوجه إلى الإنتخابات بمثل هذه الخيم وبشكل أكثر ديموقراطية.
ندائي الخاص للكريلا هو أن يتفادوا قدر الإمكان الدخول في إشتباكات في هذه الفترة، أما على صعيد البعد الأمني فليقوموا بممارسة دفاعهم الذاتي وليحموا أنفسهم بأفضل شكل ممكن. فأنا أنتظر من الكريلا مساهمتهم في الحل الديموقراطي في هذه المرحلة. فيجب على الكريلا أن لا يقوموا بأية هجمات ما لم يكن هناك هجوم عليهم أو إعتداء على قواعدهم، ولكن يجب أن تكون المبادرة في أيديهم دائما، فعليهم أن يكونوا مبادرين. وأن يزيدوا من مبادراتهم. وأن لا يعيشوا أي تراخي لتعاش أحداث مأساوية مثلما حدث في هكاري وفتح المجال أمام فقدان وإستشهاد تسعة من الكريلا. وليلتزموا باليقظة حيال أي كمين أو أية مؤامرات.
أريد قول ما يلي للرأي العام في تركيا :"علينا أن لا نسمح بسفك دماء الشباب بعد الآن، فليمنحوا القوة لأجل الحل الديموقراطي، وليأخذوا مكانهم في مسار الحل الديموقراطي وليرغموا AKP على الحل".
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في آغري دوغوبايزيد وإيغدير وقارس وباتمان وديابكر ووان، كما أبعث بتحياتي الخاصة إلى شعب سرحد. لقد عانى شعب سرحد كثيراً، وعلى شعب سرحد في هذه المرحلة أن يصعد النضال بروح النفير العام تماماً. كما أبعث بتحياتي إلى شعب مخمور، فشعبنا هناك قاوم رغم كل الصعوبات، ولا زال يقاوم، واستطاع تكوين نموذج يمكن أن يكون مثالاً. وأنا أحيي كفاحهم هذا بشكل خاص.
وصلتني رسائل من السجون، أبعث بتحياتي إلى جميع الرفاق في السجون.
تحياتي للجميع ، طابت أيامكم.