الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 12:51
أوجلان: هذه الأشهر الستة آخر فرصة للحل الديمقراطي




أوجلان: هذه الأشهر الستة آخر فرصة للحل الديمقراطي
الثلاثاء 21 كانون الأوّل / ديسمبر 2010, 12:51
كورداونلاين
صحيح إننا سنتخذ القرار النهائي في حزيران، ولكن يمكنني تنقية موقفي في شهر آذار حسب التطورات. فلو لم تحدث تطورات إيجابية سأنسحب من الوسط دون انتظار حزيران،

هذه الأشهر الستة آخر فرصة للحل الديمقراطي

ظروفي ثقيلة جداً، ولكن التاريخ أناط إليَّ بمهمة، فلا أستطيع النوم ولا العيش تحت وطأة هذا العبء، بل حتى ألاقي صعوبة في التنفس، فكيف يمكن التنفس في هكذا غرفة صغيرة، وكيف يمكن العيش!.

نمر الآن بمرحلة تاريخية، فكل المراحل هنا كانت مهمة، ولكن الأشهر الستة المقبلة أهم من كل المراحل السابقة حقاً، فكيف يجب تقييم هذه الأشهر الستة؟ علينا أن نكون حذرين جداً، فأنا أحمل عبئاً كبيراً جداً، ولكن علينا المضي قدماً.

في هذه الفترة أقوم بالتركيز على مرحلة 1925بشكل خاص، هناك حقائق رهيبة جداً، ونحن أمام حدث صعب جداً. أتذكر بشكل جيد جداً ما عايشته في المدرسة الإبتدائية، فأنا وحدي أعلم بتلك الصعوبات حيث كانوا يقولون؛الكردي ذو الذَنَب. لقد كافحت كثيراً في هذا الموضوع، وعند بدئي بهذا العمل كنت أتوقع ما سيحصل لي. ولكن رغم كل الصعوبات ـ ولم يكن سهلاًـ استطعنا إيصال الأمور إلى هنا. فالشأن الكردي، السلام حقاً شأن صعب جداً. وإن صح التعبير فإننا نعمل لأخذ الخروف من بين أسنان الأسد. وعلى الجميع أن يتقرَّب من مهامه بهذه المسؤولية.

مرافعتي الأخيرة الكتاب الخامس، هي خلاصة لكل مرافعاتي السابقة بشكل من الأشكال، وتتضمن اقتراحات عملية كثيرة، أي هناك اقتراحات بشأن حل القضية بكل جوانبها تقريباً، ولكن جانبها النظري قوي أيضاً. ولم أتمكن من التطرق إلى قضية المرأة على النحو الذي أردته لأنني مرغم على المضي بجميع المواضيع بشكل متوازن. ولكن معلوم أنني تناولت موضوع المرأة كثيراً في السابق، وتوقفت عليه كثيراً سواءاً من حيث التقييم النظري أو البعد العملي.

نحن وجهنا نداءاً من أجل حل القضية بشكل سلمي ديموقراطي، ولم يكن هدفنا التحالف وما شابهه، ويجري نقاش خاطئ لدى الرأي العام، فالتحالف شيء والوفاق شيء آخر، ونحن نبحث عن توافق، فالوفاق موجود في أساس الإسلام أيضاً. فعند النظر إلى حياة وأعمال سيدنا محمد (ص) نجد أن الوفاق أمر مهم، حتى هناك توافقات حصلت في عهد الروم ـ بيزنطة, كما لا داعي للخوف هكذا من التوافقات، فتركيا بحاجة إليها. أنا لم أتكلم عن "ممتازأر توركونا"(باحث وكاتب) بدون سبب، فهو يقول إنهم يُسممون التركياتية بسُم القوموية، إنه يقول الصحيح. وأنا أهتم بما يقوله هؤلاء، فإذا كانوا يريدون السلام والوئام ـ يقولون بأنهم ينشطون على هذا الأساس ـ فعليهم تلبية ندائنا هذا. فأنا أردت مساهمتهم، وأردتهم أن يقدموا مساهمتهم في السلام المجتمعي، فهناك الجماهير المتأثرة بهم والمشاركة بجهودهم هذه من أجل السلام سيكون جيداً، السلام عمل مقدس وهو أعظم خدمة للإنسانية، ويتناسب مع جوهر الإسلام..

إننا بصدد ستة أشهر مهمة جداً، ويجب على الجميع الإلتزام بالحذر، فإذا تم تقييم هذه الأشهر الستة جيداً سنتمكن من فتح الباب أمام السلام، وفي حال العكس فإن حرباً رهيبة لا يتكهن بها أحد ستتصاعد.

صحيح إننا سنتخذ القرار النهائي في حزيران، ولكن يمكنني تنقية موقفي في شهر آذار حسب التطورات. فلو لم تحدث تطورات إيجابية سأنسحب من الوسط دون انتظار حزيران، الأمر المقلق على هذا المسار هو موقف AKP ، وأرى أن موضوع AKP لم يتم فهمه بما يكفي. على الجميع أن يعرف جيداً؛ إننا أمام أشد السلطات التي شهدناها مكراً، وأمام أكثر الزعماء مكراً. إنهم ماكرون جداً، فهم لن يتورعوا عن القيام بأي شيء في سبيل استمرار سلطتهم، لأن عيون الرأسمال زائغة. فما أسميته سابقاً بالرأسمال الأخضر على خط قونية ـ قيصري، قد توافق مع قوى التركياتية البيضاء التي تسمى برأسمال استانبول الكبير وتعززا، وأصبحا شريكين، بل حتى بدأ بإرغامهم. والرأسمال الأخضر لا يتورع عن القيام بكل ما يستطيع حتى لا يفقد السلطة، ونحن في مواجهة مخطط كبير، إنه مخطط ذو خبث كبير. طبعاً تعلمون أن لندن هي التي رتبت أمر AKP ، حيث قالت لندن لـ AKP؛"اترك القضية الكردية بدون حل، ونحن سنفتح أمامك المجال في الشرق الأوسط"، وكل التطورات تدل على ذلك. وقيل له "دع القضية الكردية وابقى في السلطة". إن مصدر سلطة AKP هو تعقيد القضية الكردية. وقد تفاهموا مع الانكليز على هذه النقطة، فها هم في السلطة منذ تسع سنوات ولم يحلوها، وهم يريدون المجيء إلى السلطة لتسع سنوات أخرى على هذا الأساس.

في هذه الأثناء أقوم بالتركيز على أعوام 1925، حقيقة أخرى تُفهم بشكل أفضل، ولها علاقة بهذه الأيام، فنفس اللعبة لازالت مستمرة. كما تعلمون معمار تلك المرحلة هي انكلترا، فالانكليز قالوا في تلك المرحلة لمصطفى كمال؛"عليك أن تختار؛ فإما أن تتخلى عن الجمهورية أو عن الموصل وكركوك، وعليك أن تختار واحداً من الإثنين". أي أن انكلترا صادقت على تحديد الجمهورية وإبادة الأكراد مقابل الموصل وكركوك. أي أن مصطفى كمال اختار الجمهورية المحدودة، ولكنه قال عن الموصل وكركوك فيما بعد "إنها الجرح الذي بقي في جوفي"، أي أنه أرغم على هذا الأمر تحت الضغوط الإنكليزية. انكلترا في تلك المرحلة فرضت سياسة اللاحل بشأن القضية الكردية، أعود إلى البداية مرة أخرى، نفس اللعبة مستمرة في يومنا أيضاً، فاليوم تدعم انكلترا سلطة AKP مقابل اللاحل للقضية الكردية، أي تقول؛"لا تحل القضية الكردية وابق في السلطة"، هذا هو الأمر الموجود في منبع القضية الكردية.

"محمود أوفور" كتبها؛ في فترة مجيء AKP إلى السلطة لأول مرة عام 2002، رئيس هيئة الأركان حينذاك "أوزكوك" جاء إلى مجلس الأمن القومي وفي يده ملف، ويقول؛ علينا أن نحل هذه القضية، ولكن AKP يقول؛"نحن لسنا مستعدين بعد لهذا الأمر". كل شيء نقي إلى هذه الدرجة، طبعاً للدول مؤسساتها العديدة، والأهم من ذلك هناك الحكومة، وعندما لا تقوم الحكومة بما يجب أن تقوم به، يصاب المسار بالإنسداد. AKP يدعي أنه قام بكذا وكذا، وقمت بالانفتاح، إنه لا يقول الصحيح ويخدع الشعب. فـ AKP يدعي أنه فتح TRT 6 ويجعله ملكاً له، ثم يُردد بأنه أجرى الانفتاح وفتحنا TRT 6! ولكن AKP هو أكبر عقبة أمام المسار.

الصحيح هو أن الخطر كبير، ولا أستطيع القول بأننا قريبون من السلام، ولا يمكنني القول أن السلام سيأتي بنسبة ثمانين أو تسعين بالمائة، كما لا أقول بأن الأمر سيء جداً، إنه وضع النصف لنصف، أي أننا في الوسط. وأقول من أجل الستة أشهر المقبلة، على أنها الفرصة الأخيرة من أجل الحل الديموقراطي، وإلا فإن الاشتباكات ستبدأ، وتتصاعد حرب رهيبة. هناك تشخيص جيد جداً لمؤرخ شهير عن مثل هذه المراحل؛"في مثل هذه المراحل إما أن تموت أو أن تقتل وليس من خيار آخر". وإذا لم يأت الحل فمثل هذه المرحلة بانتظارنا. وليس من المعروف من الذي سيُقتل، فالجميع في خطر، فحتى رئيس جمهورية هذه الدولة يموت والرغي يعلو فمه، لقد كان رئيس الجمهورية عظيم الشأن، ولكن لم يكن إلى جانبه أحد، فلم يستطع حماية نفسه. أمر غريب، عندما أرسل أوزال الوسيط إليّ من أجل الحوار في عام 93 استغربت، وعندها فكرت بشأن أوزال "هذا الرجل إما أنه على سجيته أو أنه ماكر جداً ويريد إيقاعنا في لعبة". ولكن بعد تصريحات زوجته وابنه اتضح أن أوزال كان على سجيته كثيراً، وبنفس الشكل تم القضاء على الجنرال "أشرف بيتليس"(قائد الجندارما حينذاك). أظن أن الجميع بات يقول أنها كانت جريمة. وفي الحقيقة ما فعله لم يكن شيئاً كبيراً ومهماً، بل أظن أنه أرسل رسالة في تلك الفترة إلى أوزال، ، وطلب فيها صلاحيات خاصة لآخر مرة، وأضاف "لنبدأ بمرحلة ليس فيها سلاح ولا دماء، لنحل هذا الأمر". فقد كتب الرسالة مسبقاً وهو يرى هذا الخطر القادم قبل أن يبدأ إحراق القرى وجرائم مجهولة الفاعل، وجرائم JİTEM(استخبارات الجندارما) ، وطلب صلاحيات خاصة. لقد كان هو أيضاً ينتمي إلى مالاتيا. وأعتقد أن هؤلاء كانوا فريقاً مع أوزال ولكنه ذهب ضحية جريمة. كما تمت تصفية الفريق العامل معه أيضاً فيما بعد.

إن هذه التوجهات العصاباتية لا زالت مستمرة، وهم أقوياء أكثر مما يُعتقد، واعتقالات أرغنكون يجب أن لا تخدع أحداً، فهذا هو السطح المرئي من الجبل الجليدي، بل ظله، بينما جذعه الأساسي في الخارج، فالصحفيون المعتقلون أيضاً يصرخون؛"نحن في السجن ولكن أين المسؤولون الأساسيون؟". والآن أقول ما هو أساسي ومهم؛ لقد تفاهم AKP مع هؤلاء أصحاب الميل العصاباتي، مع المسؤولين الأساس من أجل استمرار سلطته، ولهذا لا يحلها. هذا ما يجب فهمه جيداً، بالطبع تكون هناك أخطار أخرى في مثل هذه المراحل، وتحدث استفزازات. فدخول العثمانيين في الحرب العالمية الأولى هو مثال نموذجي على هكذا مراحل، ففي الأساس لم تكن الدولة العثمانية راغبة في الدخول إلى الحرب، ولكن حينذاك "أنور باشا" أخذ من حوله عدة أشخاص ولعب لعبته حتى وجد العثمانيون أنفسهم في وسط الحرب فجأة. وإذا استمر اللاحل فإن مثل هذه المخاطر تنتظر تركيا أيضاً، ولهذا أعطيت هذا المثال، ففترات الغموض محفوفة بالمخاطر، وإطالتها يفتح المجال أمام كافة الاحتمالات. AKP قام بعمليات KCK وفال؛ "لقد أحجمت دياربكر"، وإذا قمت بعملية أو إثنتين من هذا القبيل سأتمكن من تحجيم كل الأنحاء، وبذلك أعزز سلطتي وأستمر فيها، وأحصل على تسع سنوات أخرى. لـ AKP هم واحد، وهو الاستمرار في سلطته، فالأصوات ثم الأصوات. ولكن حسب قناعتي ليس صحيحاً أن دياربكر قد أحجمت، فهي لم تُحجم، وأنا أدرى بدياربكر، فقبل ثلاثين أو أربعين عاماً ابتدأنا هذا العمل من "باياس ـ كايابينار"، ويستحيل تحجيم دياربكر.

يجب تكثيف أنشطة مجالس المدن والمحافظات، لا أريد ذكر رقم قطعي ولكن يمكن أن تتكون مجالس المحافظات من 500ـ600 شخصاً، ومجالس المدن من 200ـ300 شخصاً، ويتم التقييم حسب الحاجة، وهم الذين يقررون. يجب النشاط من منطقة إلى منطقة ومن قرية إلى قرية ومن حارة إلى حارة، فمجالس المدن ستُرغِم على السلام. ومساعي السلام مهمة، وهي حاجة مهمة بقدر الخبز والماء. أكل صوت يعطى لـ AKP يعني صوتاً يعطى للحرب، ويعني إعطاء صوت للتعقيد. يجب شرح الوجه الحقيقي لـ AKP أمام الجماهير جيداً. إن AKP ليس الحل ، بل هو مصدر المشكلة.

. يجب على BDP أن يرفع نسبة أصواته، فإن استطاع الحصول على نسبة بمستوى MHP أو حتى بمستوى CHP في عموم تركيا، فإن انصياع الدولة للسلام سيكون أسهل، وستُرغم الدولة على السلام.

يجب رؤية ألاعيب AKP الهادفة إلى تقسيم الأكراد وإدراكها، كنت قد تكلمت عن أعوام 2002، كما كان هناك المسار المعاش في أعوام 2005- 2006 ، عندها حدث كل شيء خارج علمي، ، وبعدها جاؤوا إليّ، وكان ذلك لعبة مختلفة لـ AKP ، لقد عايشنا كل هذه الأمور وتعديناها، والآن ينتهي عام 2010، ويجب على الجميع أن لا يرتكب الخطأ، بل يجب القيام بدوره جيداً، نعم ينتهي 2010 ولكن لا زالت هناك أمور جادة مبهمة. إن أردوغان غريب جداً ولا أستطيع التأكد منه، ولا أستطيع التوصل إلى قرار بشأنه فأحياناً أقول؛ هل هو يتحول إلى "تشيللر"، وأحياناً أخرى أقول؛ هل هو يشبه أوزال. من جانب يدخل في حوار ولكنه لا يتخلى عن التصفية في نفس الوقت، ولهذا فهو خطير جداً، صحيح إنه يُجري الحوار، ولكن من أعماله يُفهم أنه لم يتخل عن التصفية أيضاً. لكن الأمور الآن تتجه نحو النقاء فهو لن يستطيع الاستمرار لفترة طويلة بهذا الشكل، ونحن لن ننزلق إلى هذه اللعبة، فأنا لن أتمكن من فرض الانتظار على الكريلا لفترة طويلة بهذا الشكل، كما لا أستطيع الإمساك بدياربكر هكذا.

أنا هنا وفي هذه الظروف الصعبة أتصارع مع هذه الصعوبات، وأرغم الدولة والحكومة على الحوار والديموقراطية والحل السلمي، وأنا مدرك لظروف المحكومية الصعبة، وأعلم بأن تسيير المسار في هذه الظروف لن يكون سليماً كثيراً، ولكنني أرغِمت على ذلك بشكل ما.

أقولها للنساء؛ لديهن مركزهن، فليعززن ذاتهن. النساء كن مركز الحياة في عهد الآلهات، أما الآن فقد أصبحن في وضع مركز المستنقع، ولهذا فإن كفاح المرأة مهم، فيجب أن تكون المرأة مركزاً للحياة والحل الديموقراطي والقوة الدافعة للوحدة. فبمثل هذا الكفاح فقط يمكن التحول إلى امرأة مهمة.

أنني لا أمارس السياسة الواقعية حديثاً، بل أمارسها منذ القديم، فقد كان كل نضالي هكذا، أي مضى في قراءة السياسة الواقعية بشكل جيد، فقد قرأت السياسة الواقعية جيداً باستمرار. أتذكر عندما كنت في القرية وأردت التكلم عن بعض الأمور كان القرويون يقولون لي؛ "لاتتكلم لنا عن هذه الأمور فنحن لانفهمها، فكلامك لنا كما تتكلم مع الخشب، فنحن قد تخشبنا" ثم يدعونني ويذهبون. القيادة هي فن البصيرة، فالأمر المهم هو الاستدلال على الأحداث قبل وقوعها.

المدارس(مدارس الطرق الصوفية) هي جزء من الوطنية والثقافة الكردية، ولكن الأمر المهم هو تحديث هذه الثقافة لتلتقي بالقيم الراهنة ليومنا، الثقافة الكردية واللغة الكردية والموسيقى الكردية والفن الكردي كلها أمور متكاملة.. أنا أيضاً سأعمل على موضوع اللغة الكردية في الفترات القادمة.

أبعث بتحياتي إلى الرفاق في سجن دياربكر وبينكول،

تحياتي للجميع، طابت أيامكم.

                                                    15 كانون الأول 2010

1036.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات