الصورة لطفلة في حوالي السابعة من عمرها، وهي تظهر منهمكة في تحضير واجباتها المدرسية وإلى جانبها صينية الحلوى التي تحاول أن تبيعها على رصيف أحد شوارع مدينة دمشق.
نجح المصور الشاب وسيم خير بيك، مشكورا، بالتقاط تلك الصورة بعد عدة محاولات رفضت خلالها الطفلة أن تتصورا خجلا، محاولة أن تغطي عينيها بيديها.
لا أعرف لماذا كان السهم الذي أصابني هذه المرّة أكثر حدة، فلقد اخترق نقي العظم، يبدو لأنها صورة لطفلة من وطن مازال يعيش في قلبي!
كيف نحمي الطفولة في وطن صار تأمين رغيف الخبز فيه قضية المواطن الأولى؟!!
كيف نحمي الطفولة في وطن لا يحترم أطفاله ولا يعترف بحقهم عليه؟!!
كيف نحمي الطفولة في ثقافة تعتبر الأولاد فتنة تبعد الإنسان عن عبادة ربه؟!
كيف نحمي الطفولة في ثقافة النكاح، التي تسمح بهتك أعراض النساء بناء على "ما طاب للرجال" دون أدنى إحساس بالمسؤولية عندما ينجم عن ذلك النكاح جيش من الأطفال؟
كيف نحمي الطفولة في مجتمع يؤمن بشره بـ "نحن نرزقهم"، فيفقسون كالجراد؟!
عجبا، كم امرأة نكح والدها، وكم طفلا أنجب، وإذا كان قادرا على أن يقسم فراشه بالتساوي بين بعلاته، هل هو قادر أن يقسم وقته وجهده بين أطفاله؟!
أهذا هو مفهوم "أن تعدلوا" في الإسلام؟!!
أين الدولة؟ أين الجمعيات الخيرية؟ أين اللصوص الكبار الذي يعيشون على مصّ الدماء؟
كيف سيتشكل الضمير في ثقافة تؤمن بالغزو والسبي وسرقة الغنائم؟!
وكيف سنغير واقع هذه الطفلة مادام هناك رجل يعبر أمام صينة حلواها ولا يقتل نفسه خجلا من عاره؟!!
تلفزيون دوري / كوردأونلاين