الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 07:44
إجماع كوردي على تأييد حق تقرير المصير وأوساط تركمانية ومسيحية تدعمه




إجماع كوردي على تأييد حق تقرير المصير وأوساط تركمانية ومسيحية تدعمه
الإثنين 13 كانون الأوّل / ديسمبر 2010, 07:44
كورداونلاين
أكد برهم صالح، رئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان، أمس الأحد، حق كورد العراق في تقرير مصيرهم، وذلك غداة إعلان رئيس الإقليم مسعود بارزاني أن «المرحلة تنسجم» مع ذلك.

وقال صالح للصحافيين، أثناء مشاركته في المؤتمر العربي العاشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية الذي بدأ أعماله أمس في أربيل: «أعتقد أن هناك إجماعا من النواحي القانونية والشرعية على أن يكون للشعب الكوردي حق تقرير المصير، حتى عندما رفعنا شعار الفيدرالية ذكرنا وقتها أنه نوع من أنواع التعبير عن حق تقرير المصير». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن صالح، قوله: «نحن (الكورد) لم نهمل في أي وقت من الأوقات حق تقرير المصير لشعبنا، وهذا حق طبيعي ودستوري وقانوني لشعب كوردستان». كان بارزاني قد طالب، أول من أمس، خلال مؤتمر للحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي يتزعمه وبحضور رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيسي مجلس الوزراء نوري المالكي والنواب أسامة النجيفي، بمنح الكورد حق تقرير المصير.

ورأى صالح أن الدستور العراقي يكفل ذلك، وقال: «في ديباجة الدستور العراقي هناك إشارة إلى رغبات مكونات الشعب العراقي وإن (كانت) وحدة العراق مرتبطة بالالتزام بالدستور العراقي».

وعلى الرغم مما أثاره إعلان بارزاني من ردود فعل متباينة في الأوساط العراقية، فإن الأوساط الكوردستانية أجمعت قاطبة على الترحيب وتأييد هذا الإعلان، واشتركت فيه الأحزاب والقوى الكوردية والتركمانية والمسيحية والشخصيات السياسية والثقافية والبرلمانية من مختلف الاتجاهات. ففي استطلاع لـ«الشرق الأوسط» لرصد مواقف هذه الأحزاب والشخصيات خلصت إلى وجود دعم شعبي كامل لهذه الخطوة التي اعتبرها البعض خطوة متأخرة نسبيا، بينما يرى الآخرون أن الوقت بات مناسبا لإقرار هذا الحق للشعب الكوردي. ورحب القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني سعدي أحمد بيرة، بهذا الإعلان، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن الاتحاد الوطني الكوردستاني سبق أن رفع هذا الشعار منذ تأسيسه، وقد تم تثبيته كشعار مركزي للحزب إلى جانب شعارات السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، وقد أقرت قيادة الحزب هذا الشعار منذ عام 1985 عندما كان يخوض نضاله الثوري في جبال كوردستان، وتم تبنيه كشعار مركزي للحزب في المؤتمر الأول المنعقد في أربيل عام 1992، وعليه فإن الاتحاد الوطني يعتبر هذا الإعلان متسقا مع شعاره وأهدافه؛ لذلك يؤيد بكل قوة إعلان بارزاني بهذا الحق الذي يجمع المجتمع الدولي من خلال مواثيقه وقوانينه على أنه حق شرعي لكل شعوب العالم.

ويقول محمد فرج، عضو قيادة الاتحاد الإسلامي الكوردستاني: «نحن كاتحاد إسلامي ثبتنا هذا الحق المشروع للشعب الكوردي في منهاج حزبنا منذ المؤتمر الثالث الذي عقد عام 1996، واعتبرناه حقا شرعيا ووطنيا، ونعتقد أن من حق جميع شعوب العالم أن تتمتع بهذا الحق الشرعي».

من جهته، قال السكرتير العام للاتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني، غفور مخموري: «قبل سنوات أجري استفتاء شعبي حول هذا الموضوع فصوت 98,5% من المشاركين في الاستفتاء لصالح حق تقرير المصير؛ لذلك فإن خطوة الرئيس بارزاني جاءت في محلها لتثبيت هذا الحق المشروع، فنحن كشعب كوردي ألحقنا قسرا بالدولة العراقية أثناء تأسيسها، والآن حان الوقت لنشكل دولتنا المستقلة على أساس هذا الحق مثل سائر شعوب المنطقة».

وأكد قيادي في كتلة التغيير أن «هناك نصا في الدستور العراقي يشير إلى أن العراق يتكون من اتحاد اختياري بين مكوناته، وفي حال تنصلت بقية المكونات عن هذا الدستور فمن حق شعبنا أن يختار مصيره؛ لذلك نعتبر إقرار هذا الحق أمرا طبيعيا ومرحبا به».

أما عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في كوردستان محمد حكيم، فاعتبر أن «قرار الرئيس بارزاني يستند إلى حق مشروع ومكفول بالقوانين الدولية، وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة؛ لذلك نحن نؤيد هذا القرار على الرغم من أننا نتوقع أن يثير ردود فعل عنيفة لدى الأوساط العربية».

بدوره، قال سكرتير حزب كادحي كوردستان بلين عبد الله: «نحن كحزب كادحي كوردستان رفعنا هذا الشعار منذ تأسيس حزبنا عام 1985، بل إننا نطالب بدولتنا المستقلة باعتبارها حقا من الحقوق المشروعة التي تقرها المواثيق؛ لذلك من الطبيعي أن نؤيد خطوة الرئيس بارزاني، وندعو إلى تنظيم استفتاء شعبي عام لإقرار هذا الحق كما يجري الآن في جنوب السودان؛ لأن هذا حق طبيعي لنا مثل سائر الشعوب الأخرى».

وانضمت أوساط تركمانية إلى الأحزاب والقوى الكوردية في تأييد خطوة بارزاني، ويقول عرفان كركوكي، أمين عام حزب الشعب التركماني الذي يمثل تركمان كركوك: «نحن التركمان جزء من شعب كوردستان؛ لذلك نؤيد بكل قوة إعلان رئيس الإقليم مسعود بارزاني بإقرار هذا الحق، فالكورد في كوردستان يمتلكون كل المقومات؛ كونهم شعبا متميزا له خصوصياته القومية والتاريخية والجغرافية، ومن حقه أن يتمتع بهذا الحق مثل بقية شعوب الأرض، ونحن من مصلحتنا أن يقر هذا الحق للشعب الكوردي لكي نعيش معه في إطار كوردستان كما عشنا معه طوال مئات السنين». وعن تركمان أربيل يتحدث البرلماني شيردل تحسين بالقول: «لقد أقر البرلمان الكوردستاني النظام الفيدرالي لكوردستان العراق، وإعلان السيد الرئيس بارزاني بتثبيت حق تقرير المصير كشعار لحزبه يتوافق مع قرار البرلمان الكردستاني؛ لذلك نحن نؤيده».

إلى ذلك، قال سالم توما، النائب البرلماني عن الحركة الآشورية: «إن الشعب الكوردي له الحق كشعب مثل سائر الشعوب الأخرى في المطالبة بهذا الحق المشروع، ومن حقه أن يرسم مستقبله كما يريد، ونحن نعتبر هذا الحق المكفول بالقوانين والمواثيق الدولية حقا مشروعا لجميع شعوب المنطقة، وعليه نؤيد خطوة الرئيس بارزاني ونباركها، ونأمل الخير، كل الخير، للشعب الكوردي في اختياراته وتحديد مستقبله». ويعتقد الملا جعفر كواني، المتحدث الرسمي باسم اتحاد علماء مسلمي كوردستان، أن «خطوة الرئيس بارزاني خطوة إيجابية ومهمة جدا، على الرغم من أنها جاءت متأخرة بعض الشيء». ويقول: «من حق الشعب الكوردي أن يختار مصيره بيده، وعلى الرغم من أننا كمسلمين نتطلع ونتمنى أن تتوحد الأمة الإسلامية وحدة متكاملة، ولكن الواقع الحالي لا يساعد على تأسيس هذه الوحدة، وهناك الكثير من الدول العربية التي تجمعها لغة واحدة ودين واحد وثقافة واحدة، لكنها منقسمة على دول وكيانات مستقلة؛ لذلك من حق الشعب الكوردي في ظل هذا الواقع أن يكون له كيانه المستقل أيضا، بل إننا نعترف بهذا الحق لبقية الشعوب الأخرى مثل الترك والفرس وغيرهم؛ لذلك نحن نؤيد، قلبا وقالبا، خطوة الرئيس بارزاني بإعلانه حق تقرير المصير بالنسبة للشعب الكردي، ونعتبره حقا شرعيا لا غبار عليه».

يُذكر أن رئيس المؤتمر الوطني العراقي وعضو التحالف الوطني العراقي أحمد الجلبي قد أدلى بتصريحات صحافية أكد خلالها أن «حق تقرير المصير أقرته قوى المعارضة العراقية منذ مؤتمر فيينا». وقال: «إن مؤتمر المعارضة العراقية المنعقد في العاصمة النمساوية فيينا خلال عام 1992 أقر حق تقرير المصير للشعب الكوردي، وإن مطالبة مسعود بارزاني بهذا الحق ليست جديدة، بل أقرته المعارضة العراقية في مؤتمر فيينا». وأضاف: «إن البرلمان الكوردستاني أقر أيضا هذا الحق للشعب الكوردي».

558.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات