أوجلان:أكبر عقبة أمام السلام هو حزب العدالة والتنمية
الإثنين 29 تشرين الثّاني / نوفمبر 2010, 02:16
كورداونلاين
الدولة تلتقي بي من أجل السلام ، وتجهد من أجل أن تسفر هذه اللقاءات عن السلام ، ولكن الحكومة لم تتخذ قرارها بعد ، فلا هي تتخذ قرار المفاوضات ولا هي تتخذ قرار السلام
أكبر عقبة أمام السلام هو AKP
"ديزمون توتو" بعث برسالة إلى الكونفرانس الكردي السابع في البرلمان الأوروبي ، هذا مهم . نعم إن تجاربه السياسية كبيرة ، إنه ذو خبرة عظيمة ، ويعرفون كيفية الحل جيداً . هناك رأي بأن "إخراج PKK من قائمة المنظمات الإرهابية لأوروبا في هذه المرحلة سيؤثر سلباً على مسار الحوار الجاري" . كلا الأمر ليس كذلك ، على العكس تماماً ، هذا سيفيد فيما نحن بصدده . أي على العكس سيُسهِّل الأمور . وفي الحقيقة وجود PKK على قائمة الإرهاب يخلق صعوبات للحل .
منذ شهر لم يحدث أي لقاء هنا ، ولكن ذلك لا يعني أنه لن يحدث في المستقبل . هذه اللقاءات ليست مفاوضات بل حتى ليست حواراً وفي الحقيقة أنا وسيط هنا . أنا هنا وسيط بين الدولة و PKK ، لأننا لم نعبُر إلى المفاوضات بعد ، فلو حدث العبور إلى المفاوضات سيتم النقاش على البنود ، ولكن ليست هناك بعد مادة تناقشنا عليها بشكل ملموس ، لأن الحكومة لم تتخذ قرارها بعد . لو تم العبور إلى المفاوضات لا أستطيع معرفة عما ستسفر عنه هذه اللقاءات ، فيجب أن تسفر هذه اللقاءات عن نتيجة حتى الأول من آذار ، فالأول من آذار تاريخ جيد ومناسب وجميل ، وهذه اللقاءات ستسفر عن نتيجة حتى الأول من آذار ، فإما أن يسفر عن سلام قيِّم ومشرِّف ، وأنا أسمي ذلك بالسلام المقدَّس ، والسلام العظيم ، أو أن لا تسفر هذه اللقاءات عن شيء ، وعندها يمكن أن يبدأ مسار أسوأ . وإذا لم تسفر هذه اللقاءات عن سلام قيِّم حتى الأول من آذار فإنني سأنسحب من هذه الوساطة ، بل أكثر من الانسحاب سأقول "لم أستطع وفشلت ، ولم تنصاع الدولة والحكومة للحل ولا أستطيع الوساطة أكثر من هذا" ، ولن أتدخل في شؤونهم . فالتاريخ الذي حددته هو الأول من آذار ، وبدأ العد العكسي نحو الصفر .
في عام 2006 راوغونا كثيراً في تلك المرحلة ، حيث قاموا بطرح مسألة التخلي عن السلاح أيضاً ، وحاولوا فرضها علينا ، وتمت مراوغتنا على مدى خمس سنوات ، والخطأ في الأسلوب منذ البداية يتسبب في نتائج خاطئة ، وأنا أدركت ووجدت ذلك الخطأ بعد خمس سنوات ، في هذه المرحلة فقد الكثيرون لحياتهم سواء من الكريلا أو من الجنود والبوليس الأبرياء من أبناء الأناضول الفقراء ، وأنا أحزن من أجلهم كثيراً ، ففي تلك المرحلة كان التخلي عن السلاح مطروحاً على الطاولة في المقدمة ، وكان ذلك خطأً ، وبات التخلي عن السلاح في آخر مرحلة .
الدولة تلتقي بي من أجل السلام ، وتجهد من أجل أن تسفر هذه اللقاءات عن السلام ، ولكن الحكومة لم تتخذ قرارها بعد ، فلا هي تتخذ قرار المفاوضات ولا هي تتخذ قرار السلام ، والذين يلتقون بي باسم الدولة فهموني ويدركون مدى الخطر ، وكان يمكن أن تتعرقن تركيا ، ولكن أنا الذي أعرقل ذلك ، وقلتها للمسؤولين الذين أتوا إلى هنا أيضاً ، أنا الشخص الذي يحول دون عرقنة تركيا ، وأبذل ما أستطيع عليه من أجل السلام ، ولكن رئيس الوزراء لا يدافع حتى عن اللقاءات الجارية هنا ، بل يقول "الدولة تلتقي" ، الشيء الوحيد الذي أطلبه من رئيس الوزراء ، من السيد أردوغان هو ؛ يكفي أن يستصدر قراراً بشأن السلام من البرلمان . قرار السلام فقط لا غير ، وبعدها كل شيء سيدخل في طريق الحل ، قبل كل شيء يجب اتخاذ قرار السلام هذا .
الدولة والجيش يريدون الحل ، أما AKP فلا يريد الحل ، فهو غير مستعد للحل ، وفي هذا الوضع فإن أكبر عقبة أمام السلام هوAKP . يمكن أن يكون ضمن AKP (حزب العدالة والتنمية) ذوو النوايا الحسنة ، بل يمكن أن يكون رئيس الوزراء حسن النية ، ولكن AKP لا يتخذ قراراً في موضوع السلام . أنا لم أستطع تحليل رئيس الوزراء حتى الآن لأنه منغلق ، الأمر التالي مهم ؛ هل سيتطور رئيس الوزراء إلى "أوزال"(رئيس جمهورية تركيا ، قُتل بسبب رغبته في حل القضية الكردية) أم سيصبح "تشيللر"(رئيسة وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) ؟ أي هل سيقرر أن يكون مثل أوزال أم سيتخذ القرار لأن يكون مثل تشيللر ؟ هذا الأمر علامة استفهام كبيرة بالنسبة لي . لقد اتخذ أوزال قراره بالسلام ، وقبل يوم من مقتله كان قد أرسل وفداً إلينا للحوار ، أي كان في حوار معنا . رئيس الوزراء يذهب إلى أميريكا وإلى انكلترا ، فإذا كان سيصبح مثل تشيللر فسيكون أشد خطراً منها ، ولكنه الآن شخص منغلق ، موقفه مغلق ، ورؤية AKP بصدد "نحن ليست لدينا القدرة على السلام ، ولا نستطيع" ليس صحيحاً ، فأنت الحكومة ويجب عليك اتخاذ قرار السلام .
كتب "محمود أوفور" في مقالته ، في المرحلة الأولى من وصول AKP إلى السلطة ، قال "حلمي أوزكوك" : "إن القضية الكردية قضية مهمة جداً ولا بد من حلها" ، وتقدم بمشروع إلى الحكومة ، وأنهم تقدموا بعرض أوزكوك هذا إلى البرلمان ، ونظراً لأنهم واجهوا مقاومة كبيرة في السياسة خافت الحكومة ، وسحبت العرض . كان أوزكوك من الذين يريدون الحل مثل "أشرف بيتليس"(رئيس الجندارما أغتيل عام 1993). لقد قتلوا الجنرال بيتليس ، وكان أوزكوك من ضمن المجموعة التي أقامت الحوار معنا سابقاً في عام 97 و 98 . وقد كُتب عن ذلك في جريدة "الطرف" ، فقد كانت هناك مجموعة تريد الحل آنذاك ، ولكن القوى الخارجية لم تسمح به ، وهناك من يريدون الحل من ضمن الجيش ومن ضمن البوليس ، وحتى الآن لم يتخذ AKP قراراً بالسلام ، بل يكاد أن يدخل في وضع MHP(حزب الحركة القومية) ، وربما يدخل في وضع العرقلة الذي يماثل وضع MHP في وقت من الأوقات .
يجب حل هذه القضية بشكل سلمي ولكن AKP يسعى إلى أمور أخرى ، ويهتم بأشياء أخرى ، إنه يسعى لتأسيس الهيمنة ، إنه يُنشئ هيمنته في كافة الميادين ، فقد حل موضوع المحكمة الدستورية ، مثلما استولى على "المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين" ، ولا زال يؤسس هيمنته على العديد من المجالات ، وهاهو اليوم قد أعفى الجنرالات من مهامهم ، إنهم يريدون إتمام هيمنتهم هذه بالانتخابات المقبلة . مع مجيء AKP انقسمت الدولة والجيش إلى قسمين ، وحاولوا أن يُقسمونا إلى قسمين أيضاً ، فعلوا ذلك في عام 2003 ـ 2004 ، وفي هذه المرحلة أيضاً يحاولون تقسيمنا .
ولهذا أقول إن فهم الأمور مهم ، فلو كان بينكم عدة أشخاص يفهمون السياسة الديموقراطية وفلسفتها ، حتى لو فهمها شخصان أو ثلاثة لما كنا في هذه الحال في يومنا ، ولهذا طالبت بالأكاديميات السياسية ، ولَتم تأهيل مئات بل آلاف السياسيين في هذه الأكاديميات ، ولكن لا يتم فهم ما أقوله هنا ، إن AKP يستفيد مما أقوله وينفذه ، ويطبقه على النحو الذي يلائمه ، ويفتتح أكاديمياته السياسية ، ولكن الذي يجب أن يفهم لا يفهم .
بعض القوى الخارجية تقوم بتوجيه AKP ، فمثلاً ينفق AKP أموالاً طائلة في المنطقة(الكردية) ، هذه ليست أموال AKP ، بل تأتي من الخارج . كما أن إسلام هؤلاء ليس إسلاماً ، فالإسلام الحقيقي هو الإستقامة والديموقراطية ، بينما إسلام هؤلاء هو الكذب والفاشية ، وكل هم وغم هؤلاء هو الريع والمال ، ولايهمهم إذا مات الناس . عملهم وجهدهم هو الركض وراء الأصوات ، وإذا ما مات أناس الأناضول الأبرياء في سبيل منافعهم فهذا لا يهمهم . بينما أنا أحزن كثيراً من أجل أبناء الأناضول الفقراء والبوليس والجنود الذين يموتون ، وأشعر بالاحترام لعقائد الناس ، ولكن عليهم الالتزام بالصدق . الدين ليس شيئاً يجلب المال ، ولكنني أعلم بأن كل المنتمين للجماعات في المنطقة(الكردية) ينفقون أموالاً جادة ، وهذه الأموال ليست مكتسبة من الدين ، بل مصدرها خارجي ، إنه الغلاديو الأخضر ، كما ليس لهؤلاء علاقة بالإسلام ، فالمسلمون الصادقون يقيمون صلواتهم ويقومون بمتطلباته .
همُّ AKP الوحيد في المنطقة(الكردية) هو إكساب المال لعدة عشائر ، وهمهم الوحيد هو الريع ، والريع فقط ، ولو مات الناس فهذا لا يهمهم . بعض مندوبي AKP لا يتورعون عن القيام بأي شيء من أجل إكساب أنفسهم أو عشائرهم خمسة أو عشرة آلاف دولار ، وليس لدى هؤلاء المندوبين أية موهبة أو إنجاز سوى الحصول على الراتب . كما لا يجيدون أي عمل آخر . يجب أن لا يحصل AKP على أكثر من 5% من أصوات المنطقة(الكردية) ، فلماذا سيحصلون على الأصوات ؟ فلو تم الآن العمل جيداً فإن أصوات AKP ستنخفض إلى ما دون 5% في المنطقة(الكردية) . الجانب النقي جداً هو أن كل صوت يُعطى لـ AKP يذهب إلى الحرب ، وكل صوت لا يذهب إلى AKP والأحزاب الأخرى يذهب إلى السلام ، فعلى شعبنا أن يدرك هذا الأمر هكذا .
يقوم AKP الآن بتأسيس نظام جيش المرتزقة ، ويفكر في تأسيس جيش من خمسين ألف مرتزق . هذا الأمر يعني ما يلي ؛ إنه يؤسس جيشاً يتكون من خمسين ألف شخص مرتبطين به ومن رجاله .
أمامنا ثلاثة أشهر ، فلو لم يأت السلام وتطورت الحرب وحتى الحرب المجتمعية فكل من في المنطقة(الكردية) بما فيه منظمات المجتمع المدني في دياربكر سيتأثرون بها ، فالجميع سيعانون من هذا الأمر ، وأقول لجميع رجال الأعمال وأوساط العمل في المنطقة(الكردية) ، اكسبوا المال أيضاً ، فأنا لا أقول شيئاً بشأن كسبكم للمال ، وأنا أنضم تماماً إلى ما قالوه بشأن السلام وأذيِّل ما قالوه بتوقيعي ، ولكن ادفعوا بالحكومة إلى القبول بذلك ثم تعالوا ، فمثلاً عليهم أن يشخِّصوا جيداً لماذا لا يقوم رجال الأعمال بالإستثمار في المنطقة(الكردية) ، فعليهم أن يقولوا للحكومة ؛ إن سبب ذلك هو الحرب ، حيث لا تتوفر الشروط اللازمة للاستثمار ، وعليهم أن يدفعوا بالحكومة إلى القبول بشروط السلام أولاً .
السياسة ليست عملاً سهلاً ، أنظرُ فأجد أن أغلبهم يتكلمون بشكل بعيد عن الجدية ، وأرى ذلك في إعلام الأوساط الكردية المهتمة بالسياسة أيضاً ، ليس فيها نشاط بشأن الإدارة الذاتية الديموقراطية ، فمثلاً كتب أحدهم عن "بدرخان" ، حسناً بدرخان شخصية مهمة ولكن الآن أمامنا مواضيع أكثر مصيرية ، وهكذا هي صحفنا ومجلاتنا الأخرى ، ولا واحدة منها قادرة على كتابة ورسم أمور سليمة فجميعها بنفس المستوى ، وعاجزة عن التقدم خطوة واحدة ! .
الذين يجب عليهم القيام بمهامهم لا يتمكنون من القيام بوظائفهم بأي شكل ولا يعملون بجدية وبما فيه الكفاية ، والسياسة غير مفهومة . عليهم خوض نشاط الدستور بما يشبه النشاط في الثورة الفرنسية ، وهذا يجب أن يستمر لثماني أو لعشرة أشهر على الأقل . إنهم يعقدون الاجتماع ليومين أو ثلاثة ثم يتشتتون ، وبعدها لا يفعلون شيئاً . إذا لم يعملوا هذه المرة أيضاً فإنني سأنتقدهم ثقيلاً جداً . هذه المرحلة حساسة ومهمة ، ويتطلب مزيداً من الفعالية .
يمكن أن تتأسس مجالس المدن في جميع المدن ، فمثلاً يجب أن يتأسس مجلس مدينة من ثلاثمائة شخص على الأقل في دياربكر ، ويتأسس مجلس مدينة لا يقل عن مائتي شخص في باتمان ، كما يجب أن تتأسس مجالس مدينة من مائة وخمسين شخصاً في المدن الأخرى . ويمكن أن تضم مجالس المدن أشخاصاً من كل الشرائح وكل الآراء ، كما هناك مجموعات إسلامية صادقة لمجالس المدن ، هؤلاء منفصلون عن AKP ، ويمكنهم الانضمام أيضاً ، أي يمكن أن ينضم كل المطالبين بالسلام ، كما يمكن أن ينضم أحد من MHP أيضاً إذا كان يريد السلام . يجب أن تتخذ مجالس المدن قراراً بشأن السلام فوراً ، وأن تدلي ببيان من أجل السلام ، ويمكنها تحديد مبادئها وشروطها من أجل السلام لـ AKP والأحزاب الأخرى ؛ فإذا كنتم تقبلون بها يمكنكم المجيء ، إذا صدر وطبق هذا القرار فأنا أيضاً سألتزم به . فإن فعلوا ذلك فإن السلام سيتطور بشكل سريع . ولو طبقت خمس أو عشر مدن هذا الأمر ، فإن السلام سيأتي مطلقاً .
إن دستور الإدارة الذاتية الديموقراطية ليس شيئاً يمكن إنجازه في اجتماعين أو ثلاثة ، بل يتطلب ثمانية أشهر على الأقل . يجب إعداد ذلك بشكل جيد جداً ، كما أن نشاط KCD بشأن الإدارة الذاتية الديموقراطية مهم جداً ، ولهذا بمكن الاستفادة من مرافعاتي ، كما سأشرح دستور الإدارة الذاتية الديموقراطية بالتفصيل في مرافعتي الأخيرة .
الإدارة الذاتية الديموقراطية نظام خاص بالأكراد ، نصف الإدارة الذاتية الديموقراطية من حصة البلديات ، أي خمسون وخمسون ، يمكن القيام بأنشطة دستور الإدارة الذاتية الديموقراطية والإسراع فيها ، وعلى بايدمير ورؤساء البلديات الآخرون الاهتمام بهذا الأمر أيضاً ، وهناك وعد بمنح الأكراد حكماً ذاتياً في عام 1924 ، كما تم صدور قانون الحكم الذاتي بشأن الأكراد في عام 1922 ، ولا يتم الحديث عن ذلك ، يجب تفعيل هذه المواضيع كثيراً .
لقد قرأت في الإعلام بيان الحركة الإسلامية الكردستانية ، وأنضم إليهم تماماً ، ولكن بشرط أن يكونوا صادقين ، فعليهم تنفيذ ما يقولونه في الممارسة العملية ، وعلى KCD(مؤتمر المجتمع الديموقراطي) تأسيس لجنة العقائد ضمنه ، والصادقون أمثال "عبدالله تيموقي" إذا انتظموا ضمن KCD سيكون مفيداً ، أما أمثال "آلتان تان"(باحث كردي) ؛ فيمكنهم تفعيل هذا الموضوع ويهتموا به ويلموا شمل الصادقين منهم .
إذا لم يأتي الحل فيمكن أن يحدث اشتباك مثل مرحلة الإرهاب الكبير في فرنسا عام 1791 ، أو كالصراع الداخلي الذي حدث بعد تأسيس السوفييت عام 1918 . ونحن لسنا من مؤيدي الحرب ، بل نتخذ من المقاومة أساساً لنا بدلاً من الحرب .
إذا اتخذ رئيس الوزراء قرار السلام ، وإذا جاءت مرحلة السلام من أجل الحل فيمكننا سحب الكريلا من الأرض أيضاً ، وعندها يمكننا التكلم عن التخلي عن السلاح أيضاً . مسألة الحقوق الفردية هذه ، هو ليس أمراً منحه AKP أو لطفاً منه ، كما ليست مسألة قام AKP بطرحها ، بل هو أمر طرحه مسؤولو الدولة الذين يلتقون بي منذ 99 ، ولكن AKP يعكسه وكأنه من إنجازاته ! وهذا ليس صحيحاً ، فهذا ليس انجازاً لـ AKP . كان هذا مكتوباً في المقالة أيضاً ، حيث يقال بأن الجيش ـ أوزكوك يذهبون إلى الحكومة من أجل الحل ولكن الحكومة لا تتولى المسؤولية ، بل تخاف وتقول "قاعدتنا ليست جاهزة" ، عندها عليك إعداد قاعدتك ، ولماذا لم تقم بإعدادها منذ عشر سنوات ؟ .
تاريخ بدء المؤامرة ـ الإبادة العرقية على الأكراد هو 15 شباط 1925 ، فكما تعلمون تم ترتيب المؤامرة على الشيخ سعيد في الخامس عشر من شباط 1925 ، كما حدثت المؤامرة ضدي في 15 شباط ، فهم قاموا بتصفية "خالد الجبراني" ورفاقه وبعدها تحاملوا على الشيخ سعيد في 15 شباط ، وتاريخ إعدام الشيخ سعيد هو 29 حزيران ، ويوم صدور حكم الإعدام عليَّ هو 29 حزيران ، هذه الأمور ليست مصادفة ، فالآلية لا تعمل بهذه المصادفة . 15 شباط 1925 هو يوم بدء الإبادة العرقية ضد الأكراد ، ، فالخامس عشر من شباط ليس يوماً أسوداً بالنسبة لي فقط . وأنا أعلن عن الخامس عشر من شباط يوم الإبادة العرقية ضد الأكراد .
يُقدَّم مصطفى كمال على أنه مرتكب الإبادة العرقية ، الأمر ليس كذلك ، رئيس الوزراء "فتحي أوكيار" كان رفيقاً لمصطفى كمال ، فقاموا بإسقاطه عن الحكومة ، وجاؤوا بـ "عصمت إينونو" و "فوزي جاكماك" المواليين للانكليز بدلاً منه ، وهؤلاء كانوا قد حاصروا مصطفى كمال ، وأنا أسميت ذلك بهيمنة التركياتية البيضاء ، واستمر هذا حتى أعوام 1980 ، ثم تم إدخال هيمنة التركياتية الخضراء على الخط ابتداءاً من الثمانينيات ، وفي مرافعتي الأخيرة أجريت تقييمات شاملة بحق الغلاديو ، فقد تم تدريب MHP والقومويين على يد الغلاديو في الولايات المتحدة ، ونفس القوى تقف خلف AKP في الوقت الراهن ، أي نتاج لنفس الغلاديو . عند تقييمي لمرحلة السنوات الخمس الأخيرة فهمت أن الغلاديو أوسع مما كنت أعتقد ، وأشرح ذلك بشكل مفصل في مرافعتي الأخيرة . الغلاديو ـ أرغنكون التركي يشبه الأخطبوط ولديه أذرع كثيرة ، فحتى لو سحقت رأسه فإن أذرعته تعمل ، ولو فرَّقت أذرعتها عن بعضها البعض فإن كل ذراع يعمل بشكل مستقل ، وAKP جزء من هذا المسار ، ويجب فهم هذا الأمر جيداً . حيث هناك بعض القوى تقوم بتوجيه AKP ، وهي لا تقدم أي حل .
لم يستطع PKK تصعيد الكفاح المسلح خلال مرحلة السنوات الخمس ، كما لم تقم الحكومة بتطوير الحل ، فكلاهما أصيبا بالإنسداد ، فالدولة و PKK ألقيا بكل العبء على كاهلي ، فانتظرا وينتظران كل شيء مني . وإذا لم يأت الحل حتى الأول من آذار فإن الحرب ستتعمق ، فهل سيفعلون ذلك أم لا يفعلون ، وهل سيحاربون أو لا يحاربون فذلك شأنهم . أشعر بالحاجة إلى قول كل هذه الأمور في أقرب وقت ، فربما لن يكفيني عمري ، وربما أموت هنا ، وربما أموت من ضيق التنفس ، بناءاً عليه أشعر بالحاجة إلى قول كل شيء في هذا اللقاء ، فلا أريد ترك فراغ .
أقول ما يلي بشأن العشق البلاتوني (العشق العذري) : قال رئيس الوزراء "إن CHP مع BDP يعيشان عشقاً بلاتونياً " ، بينما في الحقيقة عاش كل من AKP و CHP عشقاً حقيقياً في قصر "بيلاربي" حتى يصبح أردوغان رئيساً للوزراء ، ومن هناك ولدت سلطة ثنائية الحزب مثل كرة النور كما هي اليوم .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في سوريا وإلى PYD ، وإلى شعبنا في إيران و PJAK ، وأبعث بتحياتي الخاصة إلى "آغري" و "دوغوبايزيد" و "ايغدير" وإلى "قارس" . انقلوا تحياتي الخاصة إلى كل شعب "بوتان" في شرناخ وسيلوبي وهكاري ، وأبعث بتحياتي إلى الشعب الآشوري ، ويجب عليهم حماية وجودهم ، كما يجب حماية جميع الشعوب في كردستان ، فنحن سنحمي الآشوريين والإيزيديين وجميع الشعوب الأخرى .
تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .