الثلاثاء 11 آذار / مارس 2025, 08:02
أوجلان:اللغة الام هو حماية وجودك و كرامتك




أوجلان:اللغة الام هو حماية وجودك و كرامتك
الإربعاء 17 تشرين الثّاني / نوفمبر 2010, 08:02
كورداونلاين
لن أنزلق إلى مثل تلك الألاعيب بعد الآن ، فإذا حدث تقدم فإنني سأتدخل وألعب دوري بما فيه الإنسحاب

الإصرار على اللغة الأم هو إصرار على حماية وجودك وكرامتك

قرار وقف العمليات لاقى صدى إيجابياً في الإعلام الأوروبي . أي ، هل باتت أوروبا أيضاً تدرك مدى جدية القضية ، وهل أصبحت أوروبا تفكر بشكل إيجابي ـ معتدل ، وهل يمكن أن يكون ذلك بداية لإخراج PKK من قائمة المنظمات الإرهابية ؟ . لا أعلم إن كان سينعقد الكونفرانس السنوي السابع الذي ينعقد في البرلمان الأوروبي في هذا الشهر ، وأريد التعبير من خلال الكونفرانس عما يلي : "بسياساتكم في السنين المائة والخمسين الأخيرة من تاريخ هذه البقعة فتحتم المجال أمام المجازر للشعوب الأربعة ، وضحيتم بحرية الشعوب من أجل منافعكم الإقتصادية وحفنة من الريع ، بعتموها مقابل هذا الريع ، كما توافقتم مع النظام المهيمن في تركيا ، وكانت تلك سياسة اللاحل ، فلأوروبا مسؤولية في هذا الأمر، وعليكم مواجهة هذه الحقيقة ، وإلا لن تستطيعوا التخلص من المسؤولية أمام التاريخ" .

أنا متابع للتطورات المتعلقة بدعوى KCK . وأعلم أنه تم إبراز مسألة اللغة إلى المقدمة ، وأنا لا أقول افعلوا أو لا تفعلوا في هذا الموضوع ، ولكن هناك ضيق في فهم نظام KCK ، فأنا أرى أنه لم يتم فهم أمر KCK تماماً ، ويتم تطبيقه بشكل خاطئ منذ خمس سنوات ، وضع المعتقلين بدعوى KCK هو وضع الرهائن تماماً ، ويعاملون معاملة الرهائن ، حيث يتم الاحتفاظ بهم في السجون منذ سنتين من دون محاكمة بشكل غير قانوني ، ويفعلون نفس الشيء في "سيليفري" (محاكمة أرغنكون) أيضاً ، وإذا استمرت الأمور هكذا فإن محاكمتهم ستستمر لعشر سنوات ، إن هذه سياسة للإهراء ، فمن قبل كانوا يقتلون ، أما الآن فيُهرئون . تعرفون "ودات آيدين"(رئيس بلدية دياربكر اغتيل عام 1992 بيد الكونترا) وفي الأصل كان صديقاً حميماً لـ"خطيب دجلة" ، لقد قتلوا ودات آيدين ، ويحاولون إهراء خطيب هكذا في السجن ، لقد تم سجنه لعشر سنوات سابقاً ، والآن يراد له الاهتراء في السجن . أنا أعلم بأنه لا علاقة لخطيب دجلة بالسلاح وما إلى ذلك ، وكل ما قام به وقاله يدخل في إطار حرية التعبير ، فقتل ودات آيدين وإهراء خطيب دجلة في السجن هو نفس الأمر . وهما شكلان لنفس السياسة . يجب رؤية هذه المخاطر . ولا يمكن تبني موقف سليم من دون رؤية هذه الأمور . لقد تابعت من الصحافة ، فقد ظهر أحد المحامين وقال "تخلوا عن هذا العناد ، إنها أيام العيد وعيالكم وأولادكم ينتظرونكم في البيت" .

حسناً .. هذا فكره الشخصي ، هذا ممكن ولكن "اللغة الأم كرامة ، والإصرار هناك هو إصرار على حماية الوجود وحماية الكرامة ، وهذا هو الهدف ، وهذه مسألة وجود أو العدم ، إنها مواضيع مصيرية ، كيف يمكنهم أن يبرزوا ويقولوا لهم تخلوا عن هذا الأمر " . إن نصف المحامين على هذا النحو لا يفقهون شيئاً ، يلحقون الناس فرداً فرداً في محاولة لإخراجهم من السجون بهذه الأساليب ! وبعد إخراجهم سيقولون هاقد أنقذنا موكلنا ، ويعتبرون ذلك نجاحاً ويسعدون بهذا الأمر . إنها تشبه حكاية تضييع حمار جحا المعروفة . إنهم يضيعون حمار جحا أولاً ، ثم يجدونه ويأتون به إلى جحا ويسألونه "هل أنت سعيد بذلك يا جحا ؟ " . إن وضع اعتقالات KCK يشبه ذلك . لقد اعتقلوهم ظلماً وعدواناً وأخذوهم رهائن ، وبعدها يريدون فرض الاستسلام عليهم . وسيفرجون عن المستسلمين فرداً فرداً . وسيُظهرون ذلك كلطف منهم وينتظرون فرحتهم . إن إعتقالات KCK في الأصل ليست سوى سياسة إهراء ، وكنت قد أسميت ذلك بالإبادة العرقية السياسية ، وفي الحقيقة هناك خلفية تاريخية لكل ذلك . حسب قناعتي بداية الإبادة العرقية السياسية نحو الأكراد حدثت في 15 شباط 1925 . لماذا أتكلم هكذا ؟ في 15 شباط 1925 ودون أن يكون الشيخ سعيد مستعداً على الإطلاق تم إرغامه على التمرد قبل التاريخ المعين بكثير . فبينما كان الشيخ سعيد في إحدى قرى دجلة يأتي أحد الفارين ويلوذ بتلك القرية ، وبعدها يتم إرسال جنود غير مسلحين وغير مجهزين إلى القرية ليقولوا "سلمونا ذلك الرجل " . والشيخ سعيد صاحب كرامة ، فهل يمكن أن يسلمهم رجل احتمى به ! فيقاوم ولا يسلمهم إياه ، وعندها يحدث اشتباك بينهم ، ويموت الجنود . بهذا الشكل يتم إرغام الشيخ سعيد على التمرد تذرعاً بهذه الحادثة من دون أن يكون مستعداً للتمرد إطلاقاً . متى بدأ هذا الحادث ؟ في 15 شباط 1925 ، كم هذا غريب أليس كذلك ؟ إن تاريخ تسليمي بالمؤامرة هو 15 شباط 1999 . وحكم الإعدام الصادر بحقي تاريخه هو التاريخ الذي أعدم فيه الشيخ سعيد 29 حزيران ، إنه أمر غريب جداً . كل هذه الأمور لا تحدث بالصدفة ، لقد بدأ تاريخ الإبادة العرقية السياسية بمؤامرة 15 شباط 1925 ، ثم بدأ تطبيقها في عموم كردستان ابتداءاً من دياربكر وصولاً إلى ديرسيم في كل مكان حتى يومنا هذا ، والآن تستمر سياسة الإبادة العرقية السياسية ذاتها في دياربكر تحت أسم دعوى KCK ، وما يعنيه 24 نيسان 1915 بالنسبة للأرمن هو نفس الشيء الذي يعنيه 15 شباط 1925 بالنسبة للأكراد .

من الأمور المهمة التي يجب القيام بها من أجل حل القضية الكردية بشكل ديموقراطي ، بل ربما أهمها هو تشكيل لجنة الحقيقة والعدالة ، أسمها ليس مهماً كثيراً ، الأمر المهم هو وظيفتها ، أي الكشف عن الحقيقة وتحقيق العدالة . هناك أشخاص متخصصون وأهل الخبرة في هذا الموضوع في تركيا ، ليكون ضمن هذه اللجنة الأشخاص المتخصصون والخبراء في هذا الموضوع من كافة الشرائح أي من الشرائح المدنية والعسكرية ومن الأوساط الأكاديمية والمثقفين وحتى من الشعب . كما يمكن عدم تحديد العدد ، فيمكن أن يكونوا بحدود 30 - 50 شخصاً ، وبدون قرار من البرلمان لا يمكن تشكيل هذه اللجنة ، بل هذا غير ممكن حقوقياً ولا سياسياً ، فهناك ضرورة لقرار من البرلمان ، فهكذا هي التجارب العالمية أيضاً ، وأكثرها

شهرة هي جنوب أفريقيا ، وهناك ستة عشر دولة حلت قضاياها بهذه الوسيلة بهذا الشكل. فليس من أحد ، لا الحكومة ولا هيئة الأركان ولا الاستخبارات MİT ولا الأمن العام يستطيع أن يحل هذه القضية بمفرده ، فذلك مستحيل بدون قرار من البرلمان . من المهم تشكيل لجنة تتضمن طيفاً واسعاً من شرائح عديدة بطليعة البرلمان . أقول لجنة لسبب التالي ؛ لأنه إذا كان البرلمان سيتناول موضوعاً ما ، فذلك الموضوع لا يُطرح على الجمعية العمومية مباشرة . حتى يتم طرح موضوع ما على الجمعية العمومية يجب دراسته من طرف اللجان وبعدها يُطرح على الجمعية العمومية للبرلمان ، وهذا ما يجري الآن . وأسم اللجنة غير مهم هنا ، بل المهم هو الكشف عن الحقائق ، فهذه اللجنة ستقوم بعمل يشمل الثلاثين سنة الأخيرة ، ستقوم بالتدقيق في الأحداث التي جرت في الثلاثين سنة الأخيرة لتكشف الحقائق . ها أنتم تشاهدون مؤخراً ظهور شقيق "تورغوت أوزال"(رئيس جمهورية تركيا اغتيل عام 1993) وإبنه وزوجته وقولهم بأنه قُتِل . وتتذكرون بأنني أول من قال ذلك ، وهناك إدعاءات من هذا القبيل ، وكلام أخيه صحيح . فالإدعاء العام والمحاكم ليست أماكن لحل هذه القضية ، بل البرلمان ، فلا يمكن حلها إلا بلجنة برلمانية للبحث فيها كما يقول . فهناك أحداث مماثلة كثيرة . هاهي حادثة "أشرف بيتليس"(قائد الجندارما أغتيل عام 1993) ، وهناك القادة العسكريون الآخرون ، وهناك قتل تسعة من الكريلا ، وهناك تفجير "تاقسيم" ، والعديد من الأحداث المماثلة ، ولا يمكن الكشف عنها إلا ضمن إطار عمل اللجنة التي أوضحتها . وحتى تظهر الحقيقة تستمع هذه اللجنة إلى "تانسو تشيللر"(رئيسة الوزارة في أواسط التسعينيات) و "دوعان غوريش"(رئيس هيئة الأركان في أواسط التسعينيات) وكل المعنيين ، كما تستمع إليَّ ، فأنا أيضاً سأشرح آرائي .

هذه اللجنة ستكشف عن المسؤولين عن الأحداث المؤلمة التي جرت حتى اليوم ، لتطرحها على البرلمان لاستصدار قرارات في هذه المواضيع ، وقبل كل شيء يجب أن يتخذ AKP قراره في هذا الموضوع ، وبعدها يتحقق توافق مع الأحزاب الأخرى . ولا داعي لأن ينتظر AKP إلى ما بعد الانتخابات ، لأن هذه اللجنة من عمل البرلمان ، كما أنها ليست لدورة واحدة فقط ، أي أنها ليست من عمل دورة برلمانية واحدة ، بل يمكن أن تمتد لدورات برلمانية أخرى ، بناء عليه هذا ليس نشاطاً يتأثر بنتائج الانتخابات . كما يمكن لـ AKP أن ينتظر لما بعد الانتخابات في بعض المواضيع ، ولكن ليس لهذا الموضوع شأن بالانتخابات ، ويجب أن لا يكون هناك انتظار لما بعد الانتخابات . يجب أن تتأسس هذه اللجنة في أقرب فرصة ، وأعتقد أن جميع الأحزاب متوافقة على هكذا لجنة . فذلك أمر يطالب به AKP و CHP (حزب الشعب الجمهوري)، بل كان هناك اقتراح من CHP في هذا الموضوع على ما أعتقد .

لقد قام AKP برد اقتراح CHP بحجة أن ضيق ، وقال "إن هذا عمل يمكن أن يتحقق بتوافق جميع الأحزاب ، وليس من عمل حزب واحد " ، وذلك موقف إيجابي ، يجب أن يستنفر الجميع في هذا الموضوع . كما يجب على BDP خوض عمل خاص في هذا الموضوع ، فيجب تشكيل هذه اللجنة في أقرب فرصة ، وهذا ليس شرطاً ، بل هو ظرف ، فإن لم يتحقق هذا الظرف لن يبقى هناك معنى لمسار وقف العمليات العسكرية . إن لـ AKP شخصية مزدوجة في هذه المرحلة . نحن لن نخدم الحكم الفردي لـ AKP ، فهذه ليست مهمتنا ، ولن نكون أداة لهذا الأمر ،  إنني جمهوري ، بل جمهوري ديموقراطي ، ولا أقبل بهيمنة CHP الممتدة لثمانين سنة ، ولا هيمنة AKP لثماني سنوات ، أنا مناهض لكليهما وأرفضهما ،  أنا أريد إخراج السلاح من الخط بشكل مبدئي ، وأقول نعم لاستبعاد السلاح ، وذلك موقف مبدئي ".  ولكن حتى يتم استبعاد السلاح يجب الكشف عن الحقائق وتحقيق وفاق ضمن المجتمع ، ولهذا فإن الظرف الأول هو تشكيل هذه اللجنة . فإذا اتخذت اللجنة المتأسسة قراراً في هذا الموضوع فإننا سنلتزم به ، وإذا قامت هذه اللجنة بوظيفتها وحققت تقدماً في هذا الموضوع ، عندها يمكن سحب القوات المسلحة إلى خارج الحدود ، أو جمعها في مكان واحد ضمن البلاد ، ويمكنني القيام بذلك ضمن علم الحكومة أو الدولة . إذا لم يتحقق تشكيل هذه اللجنة كيف ستحل هذه القضية ؟ أنا لدي مسؤوليتي أمام الشعب والتاريخ ومرغم على قول هذه الأمور ، وعندما أقولها فإن القول إن أوجالان يهدد وما إلى ذلك هي مواقف رخيصة ، فأنا أقوم بمهمتي وهي التحذير .

يمكن التوصل إلى مستوى ما بهذه اللقاءات ويمكن تحقيق تقدم في هذا الموضوع . قبل أربع أو خمس سنوات في عام 2006 أرغمتني الأوساط التي ضمت أكراداً أيضاً على وقف إطلاق النار ، وفعلوا ذلك من خلالكم ، وقالوا ؛ لا بد من أن نقوم بوقف إطلاق النار ، وأرغموني على ذلك وأحرجوني إلى درجة ما ، ولكنني لن أنزلق إلى مثل تلك الألاعيب بعد الآن ، فإذا حدث تقدم فإنني سأتدخل وألعب دوري بما فيه الإنسحاب . يجب على الجميع رؤية ما يلي ؛ إن الإنسحاب والقرارات المشابهة هي قرارات مصيرية ، وليس هناك سواي من يستطيع اتخاذ هذا القرار .

ولكنني أرى أنه تحدث أمور أستغربها جداً ، وتثور ثائرتي . فها قد تابعت من الإعلام ، بعضهم يبرز وبدون مسؤولية يقول : "لقد أنتهت مرحلة الكفاح المسلح" ، كيف يمكنك أن تقرر ذلك ؟ وكيف تجد في ذاتك هذا الحق ؟ . في حين أن قنديل بمفرده لا يستطيع اتخاذ قرار بشأن تموضع ومستقبل القوات المسلحة ، فكيف يمكنهم التكلم هكذا ؟ . أقولها بصراحة ؛ حتى قنديل بمفرده غير مخوَّل في هذا الموضوع ، فمادام قنديل عاجزاً عن حل هذه القضية ، فكيف سيحلونها هم ؟ إن الذين يتكلمون هكذا لا علاقة لهم بالقوات المسلحة ، فكيف يمكنهم التكلم بحقهم ؟ على الجميع الاهتمام بشؤونهم ، وعلى الجميع أن يهتموا بالمواضيع ضمن مسؤولياتهم ، ويبذلوا جهودهم ويتكلموا بحقها ، بعضهم ترك مهامه الأصلية ليتكلموا عن وضع القوات المسلحة . هذا الموضوع لا يخصهم . أنا عاجز عن فهم هؤلاء . لماذا لايقومون بمهامهم ويتدخلون فيما لا يعنيهم ؟ ألا يفهم هؤلاء ؟ أفكر حيناً بأن الجميع يبدو متدخلاً ، ولكن ليس هناك من يفكر وينتج بحق مستقبل الأكراد وحريتهم .

أتمنى أن لا يُفهم هنا بشكل خاطئ ، فهناك جهود ومساهمات الآلاف بل عشرات الآلاف من رفاقنا ولكنه غير كافي ، وقد تطرقت إلى ذلك في مرافعاتي الجديدة ، حيث أشرح كيف ابتدأت وكيف أوصلتها إلى يومنا بلغة أدبية . ولكن الذين يخوضون الكفاح السياسي موجودون جسدياً ولكنكم لا تتعبون فكركم على هذه المواضيع ، ولا زال الجميع يستندون إليَّ وينتظرون كل شيء مني ، إلى درجة أنني لا أستطيع النوم من التفكُّر ، بينما هم يصدرون الأحكام في موضوع القوات المسلحة الذي يتعداهم وحتى تعجز الدنيا والولايات المتحدة وأوروبا عن حله ، في حين أن ما يجب عليهم القيام به من أعمال واقفة ولا يقومون بها بالشكل الصحيح اللائق .  فلو تمكنوا من الحل لاستطاعت الولايات المتحدة وأوروبا حل هذا الموضوع ، ولكن حتى هؤلاء وجدوا أنه موضوع يتعداهم ، فحتى الولايات المتحدة وأوروبا باتت تراني كشخص وحيد مخوَّل وقادر في هذا الموضوع ، انظروا إلى التصريحات التي يدلي بها هؤلاء ! حتى "جيفيك بير" (الرئيس الثاني لهيئة الأركان في أواخر التسعينيات) عندما التقى بي هنا قال "أنت الذي جعلتهم يصعدون الجبال ، وأنت الذي ستنزلهم" . بالطبع هذا ينطوي على شبه تهديد ، وقد يكون تهديداً أو لا يكون ، ولكن الأهم هو تشخيصه للحقيقة . خلال اللقاءات على هذا المسار أيضاً أوضح من كان في الهيئة بأنني الوحيد القادر على حل قضية القوات المسلحة . مادام الجميع يرى هذه الحقائق ، لماذا لا يستطيع أتباعنا رؤيتها ؟ . ينبرون ويقولون بأن القوات المسلحة قد أتمت أجلها ، فإذا كانت القوات المسلحة قد أتمت أجلها ، هل سيدعك AKP ؟ هم لديهم المال والإمكانيات والقدرة ، فماذا لديك أنت ؟ إنه سيأكلك ويبتلعك . كيف لا ترون كل ذلك ؟ فهل ستتمكنون من ممارسة السياسة برياحة كما أنتم الآن ؟ وهل ستدعك الدولة تحيا ؟ ومقابل ماذا تطالبون بترك السلاح ؟ ربما يبدو الأمر بسيطاً ولكن هناك طفلان غرقا في حفرة منشأة الجمعية السكنية ، ماذا تم فعله من أجل الحيلولة دون هذه الأشكال من الموت ؟ فلو تم رمي ردتين من التراب في هذه الحفرة وردمت لما حدث هذا الموت . ولا يُفهم بشكل خاطئ فأنا هنا غير معني بالأشخاص ، بل أحاول الكشف عن ذهنية ومفهوم ولعبة . فهم قد نصبوا لعبة ويقومون بحفر الأرض من تحت الأكراد وأغلبهم لا يدركون .

هنا تكمن لعبة ، لقد نادى AKP جهاراً قبل الاستفتاء قائلاً "لتكن منظمات المجتمع المدني جريئة ، ولتتقدم إلى الأمام" ؟ وهذا النوع من التصريحات تخدم هذا الهدف ، هذا ما أريد قوله ، فهذه الانطلاقات تمنح الجرأة لموضوع سياسات AKP التصفوية ، وبالنتيجة هذا هو همي . كما برزت غرفة التجارة وآخرون وفعلوا نفس الشيء ، ألا يرون هذا الأمر ؟ كذلك ألا يرون أنهم يحفرون من تحتهم ؟ ألا يدرك هؤلاء الأخطار التي يتعرَّضون لها بالإنزلاق إلى هذه الألاعيب ؟ إن هذا النظام بحاله هذه لن يدع هؤلاء يعيشون ولو ليوم واحد ، بينما هؤلاء يحملون الماء إلى طاحونة مخطط التصفية بتصريحاتهم هذه ، والإعلام يُبرز هؤلاء إلى المقدمة عن وعي وقصد . طبعاً الإعلام التركي خبير جداً في هذه المواضيع ، فيقومون فوراً بتقديم تلك الميول إلى المقدمة ويقولون " هؤلاء هم الذين يجب أن يكونوا محاورين" . الكل سيقوم بعمله . كيف تقول يجب أن يكون هكذا في موضوع يعجز حتى قنديل بشأنه ، فهل أنت الذي أنشأته ؟ . هذه أمور لا أخلاقية وقلة احترام . إن آبو صاحب ضمير وإنسان عادل وحقاني ويعرف الحقوق ، ولكنني لن أتنازل مطلقاً في مواجهة هكذا أمور .

نحن ليس لدينا هنا أي تفاهم بشأن إنسحاب القوات إلى خلف الحدود ، ويمكن تسمية اللقاءات التي تجري هنا الآن مع الهيئة بالحوار أو بالتفاوض ، فالمصطلح ليس مهماً جداً ويجب عدم التعلق بذلك كثيراً . إنني أجهد هنا منذ أحد عشر أو إثني عشر عاماً من أجل حل القضية بالسبل السلمية الديموقراطية ، وأجريت كثيراً من اللقاءات هنا ، وبعد كل هذه اللقاءات بدأنا بفهم بعضنا البعض حديثاً ، ومنذ أحد عشر أو إثني عشر عاماً نتوصل حديثاً إلى لغة مشتركة والاحترام المتبادل . وهذا لم يتحقق بسهولة ، وأنا قلت مراراً للهيئات التي جاءت إلى هنا وفي لقاءاتنا ؛ "حتى أنتم تعجزون عن فهم مصدر هذه القضية ، ولهذا السبب تعجزون عن حلها" . إن هذه القضية هي مخطط انكليزي ، وهم بدأوا يفهمونني ويقتنعون بهذه المواضيع حديثاً ، بالطبع لم يتم الوصول إلى هذا المستوى وهذا الوضع بسهولة .

لهذا السبب أطالب بأكاديمية السياسة الديموقراطية في كل فرصة سانحة ، ولا أعلم مدى تلبية ذلك ، فهذه الأكاديميات ضرورة لا بد منها ولازمة من أجل ظهور سياسة ولغة سليمة ، فنحن هنا نقوم بتطوير لغة ناضجة مع الدولة ، ونفهم بعضنا البعض على أساس الاحترام المتبادل ، فلو لم يحدث ذلك لحدثت مجازر رهيبة .

أريد توضيح ما يلي في موضوع الإدارة الذاتية الديموقراطية : يتم تناول هذا الموضوع بشكل ناقص ، فأنا أتابع دعوى KCK حيث يتم التركيز على موضوع اللغة فقط ، ولكن مفهومنا للإدارة الذاتية الديموقراطية غير محدود باللغة فقط ، فهناك خلفية لمفهومنا للإدارة الذاتية الديموقراطية ، في خلفيته يكمن تحليل النظام الديموقراطي العالمي ، وفلسفة السياسة الديموقراطية ونموذج التنظيم الديموقراطي . أي أن مفهومنا للإدارة الذاتية الديموقراطية شامل متكامل ، ويتطلب مقاربة متكاملة . إنه نموذج لإدارة المجتمع ، والحقوقيون يمكنهم القيام بأنشطة مفيدة في هذه المواضيع . لا أفهم لماذا لا يفعلون ، ما الذي يعرقلهم ؟ هنا تكمن قضية حرية شعب ، وهذه أمور جادة ، وكنت قد قلت بالعمل على موضوع دستور الإدارة الذاتية الديموقراطية ، ويمكن للحقوقيين أيضاً المساهمة في هذا النشاط . يجب عدم فهم دستور الإدارة الذاتية الديموقراطية هذا بشكل خاطئ ، فهو ليس دستوراً منفصلاً ، بل هو جزء أو قسم من الدستور العام للبلاد ، أي أنه ليس منفصلاً عن الدستور العام ، وقد تكلمت عنه سابقاً في مرافعاتي المتعلقة بالإدارة الذاتية الديموقراطية . حيث تحدثت عن ستة أبعاد لها وهي ؛ الحقوقي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والأمن ـ الدفاعي . ويمكن تنويع وإكثار أو تقليل هذه الأبعاد الستة وهذا ليس بالمهم ، فعلى أساس كل هذه الأبعاد وجعلها أرضية لإعداد دستور للإدارة الذاتية الديموقراطية . ويمكن خوض نقاشات مستفيضة حول كل بعد من هذه الأبعاد على مدى أيام وأسابيع وحتى شهور ، فيجب عدم حشرها في وقت ضيق . فمثلاً لو توفر لي الوقت هنا يمكنني شرح البعد الأمني لمدة عشر ساعات ، ويجب الابتداء بهذا النشاط فوراً ، فعليهم العمل بشكل دؤوب  . بهذه المناسبة أتوجه إلى BDP بندائين ، أولهما يجب أن يعمل ضمن التكامل مع نشاط دستور الإدارة الذاتية الديموقراطية للشعب الكردي الذي يقوم به KCD (مؤتمر المجتمع الديموقراطي) ، وعند ممارسة هذه الأنشطة يمكن الإستفادة من الفصول المتعلقة بالحكم الذاتي في دستور عام 1921 ، إضافة إلى الأحاديث التي أجراها مصطفى كمال في تلك المرحلة بشأن الأكراد والحكم الذاتي ، وقد تكلمت سابقاً عن قانون الحكم الذاتي الكردي الصادر بتاريخ 10 شباط 1922 ، يمكن البحث عنه وإخراجه . تعلمون أن رئيس الوزراء الأول لمصطفى كمال كان "فتحي أوكيار" ، ونظراً لأنه قال "أنا لن ألطخ يدي بدم الأكراد" تمت تصفيته . لقد كان رئيساً للوزارة ولكن تمت تصفيته ، وبعدها تطور المسار المعلوم . الثنائي "إينونوـ جاكماك" (رئيسا الوزارة وهيئة الأركان) الذي حصل على دعم الهيمنة الإنكليزية أخذ السلطة ، وبذلك تمت محاصرة مصطفى كمال وبدأت مرحلة القضاء على نفوذه ، وتم ترك الأكراد خارج المسار ، والدساتير بعدها معلومة . وثانياً يجب على BDP أن يقوم بنشاط الدستور الديموقراطي الجديد بمعية القوى الديموقراطية في مركز أنقرا ، ولهذه الغاية يجب ترتيب كونفرانس الدستور الديموقراطي بشكل عاجل .

كنت قد اقترحت من قبل وطالبت بـ"مجلس المدينة" ، حيث يمكن تكوين هذه المجالس في مراكز جميع المحافظات وفي مقدمتها محافظات كردستان ، كما يمكن تكوين مجلس المنطقة الذي يشمل المناطق والقرى خارج مركز تلك المحافظات . لأعطي مثالاً على ذلك ، سيكون هناك أولاً مجلس المدينة في مركز دياربكر ، وقد طالبت بهذا المجلس من قبل ، حيث يضم في بنيته ممثلي كل منظمات المجتمع المدني ، والحرفيين ، وصغار الكسبة والشبيبة والمرأة وممثلي كل الأحياء والحارات الموجودة في المركز . كما هناك كم منطقة مرتبطة بدياربكر ولكنها خارج المركز ، فيجب أن يكون لها مجلس المنطقة الذي يضم ممثلي المناطق والقرى  المرتبطة بدياربكر . يتم نقاش القضايا هناك ، فهذه الأنشطة تهدف إلى تكوين التنظيم الذاتي . 

أتقدم بتحياتي الخاصة لكل من يسأل وبعث بتحياته ، كما أبعث بتحياتي ومحبتي الخاصة إلى ديرسيم .

تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .

12 تشرين الثاني 2010

945.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات