دهوك تحتفي بأحد مبدعيها وتكرم بدل رفو تقديراً ووفاءً له
الخميس 14 تشرين الأوّل / أكتوبر 2010, 13:48
كورداونلاين
بدل رفو عمل وما يزال يعمل في مجال الادب الكردي منذ اكثر من ثلاثين عاماً ولم تغره مظاهر الحياة وترفها حتى بعد سنوات غربته الطويلة في النمسا
في بادرة ربما تكون الاولى من نوعها ، وربما الصدفة لعبت دوراً فيه ، قام مجموعة من مثقفي محافظة دهوك بإعلان على الشبكة الاجتماعية (الفيس بوك) قبل مدة لا تتجاوز الشهرين ، والاعلان تضمن اقامة مهرجان تكريمي للكاتب والمترجم بدل رفو المزوري ، وسرعان ما انضم الى تلك المبادرة المئات من الشخصيات والكتاب والمثقفين والمواطنين من المحافظة وخارجها دعماً لهذه المبادرة وتشجيعاً لها وتقديم العون لمنظميها ، واثر ذلك انبثقت لجنة منظمة وتحولت المبادرة الى امر واقع وبدأت التحضيرات لعقد مهرجان تكريمي لاحد رواد الترجمة في دهوك ، وحدد تاريخها وبدأت الاستعدادت لذلك .
السؤال الذي يتبادر الى الذهن من يستحق التكريم وهل ينجح مهرجان ينظمه مجموعة من المثقفين ، دون رعاية من مؤسسة او جهة رسمية حكومية ؟
اختيار بدل رفو المزوري ليكون اول المكرمين والمحتفين بهم ، شخصية تطرح نفسها و تجعلها مثار جدل ونقاش لماذا بدل رفو دون غيره ، اولاً : بدل رفو عمل وما يزال يعمل في مجال الادب الكردي منذ اكثر من ثلاثين عاماً ولم تغره مظاهر الحياة وترفها حتى بعد سنوات غربته الطويلة في النمسا ، بل جعلته اكثر تمسكاً بمادئه الوطنية والثقافية ولم تجعله ينسى الم ومآسي شعبه سنوات النكبات ، ثانياً تقديراً له على خدماته الجليلة في مجال الادب الكردي ، وترجمتها الى اللغات الاجنبية وكذلك ترجمة الادب الكردي الى اللغات الاخرى ، جعلته محط انظار المثقفين من كل الجهات ، وحضوره اللافت في وسائل الاعلام المقروءة ، ونشره المتواصل في مواقع الانترنيت ابقته على مقربة من قراءه ومحبيه .
اما الشق الآخر من السؤال ، فقد اثبتت اللجنة المشرفة على المهرجان على انها قادرة على انجاز المهمة الموكلة اليهم ، وذلك بعد ان لاقت الترحيب الحار من المؤسسات الثقافية والرسمية والشخصيات التي ذات نفوذ وهم اعضاء مجلس النواب العراقي ( مكتب دهوك للبرلمان العراقي ) حين ابدوا استعدادهم لدعم المهرجان ماديا، كما ساهمت مطبعة خاني في طبع كتاب على هامش المهرجان يتضمن قصائد ل 50 شاعراً من محافظة دهوك قام بدل رفو المزوري بترجمة قصائدهم من اللغة الكردية الى العربية ، لكل شاعر قصيدة مع نبذة عن حياته .
الحضور اللافت للجماهير في المحافظة مع الشخصيات الثقافية والادبية والمؤسسات الرسمية والتنظيمات الجماهيرية ، وبتغطية مكثفة من وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ، لدليل قاطع على ان المهرجان لاقى صداه الواسع ، وتأكد صدق من اختاروا ، حيث اكتظت قاعة خاني التابعة لرئاسة جامعة دهوك في تمام الساعة الخامسة من مساء الخميس الموافق 7-10-2010 بالحضور والمشاركين ، حيث امتلئت جميع المقاعد ولم يعد هناك متسع للواقفين ، جاؤوا يشاركوا ويحتفوا بشاعر وكاتب ومترجم طالما احبوه .
بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء الابرار ومن ثم تلى الكاتب احمد زرو كأحد الشهود على مسيرة الكاتب بدل رفو الادبية منذ الثمانيات وحتى اليوم ، وسرد اهم الاحداث في مسيرة اتحاد ادباء دهوك منذ تأسيسه في بداية السبعينيات من القرن الماضي الى اليوم والمصاعب والتحولات التي عايشتها .
من ثم تم سرد السيرة الذاتية للكاتب بدل رفو بشكل مصور منذ بداية نشأته في قرية شيخ حسن الى دراسته في مدينة الموصل ومتابعة دراسته في بغداد الى هجرته وطرقه ابواب الهجرة ، ومشاركاته ونشاطاته في العديد من دول العالم .
ثم القى الدكتور كاميران برواري محاضرة مختصرة حول دور الترجمة واهميتها في حياة الشعوب بشكل عام والشعب الكردي بشكل خاص منذ القدم الى اليوم ، وثمن على دور المترجم المجد والمثابر ونتاجاته ، بدل رفو نموذجاً .
التكريم واللحظات المؤثرة:
بعد ذلك قدم الدكتور بأسم حميد عادل بافي بوستر المهرجان الى الكاتب بدل رفو تقديراً ووفاءً لجهوده القيمة في سبيل خدمة الادب والثقافة الكردية ، كما قدم له الكاتب سلام بالايي هدية بإسم اتحاد ادباء دهوك ، وبدوره قدم بدل رفو المزوري مجموعة من نتاجاته الادبية الى اعضاء اللجنة البرلمانية .
وفي كلمة مؤثرة له بعد التكريم على المنصة ولولا سيطرته على دموعه لانهارت دموع كل الحضور حين تطرق الى تكريمه في اقليم (تازة)في المغرب وهو الوحيد والغريب في تلك البقعة البعيدة عن الوطن واليوم يكرم في كردستان بين اهله وخلانه واردف قائلا: "الاديب الحقيقي هو الذ يخلف ويورث للاجيال ادباً تفتخر به المكتبة الانسانية لا ان ترمى باعقاب السكائر"... وشكر الجميع وبعدها صفق الجمهور طويلا وكثيرا لهذا الاديب الذي حمل وطنه الى كل بقاع الارض ولهذا سموه سندباد كوردستان.
ثم القى الشاعر شعبان سليمان قصيدة جميلة وكانت خاتمة المهرجان .
جدير بالذكر انه وزع على هامش المهرجان ديوان شعر بإسم قصائد حب كردية مترجمة من الكردية الى العربية على جميع الحاضرين مع منشورة خاصة بالمهرجان من ثماني صفحات تتضمن حياة ومسيرة الكاتب مع شهادة واشادة العديد من الكتاب حول بدل رفو واهم نتاجاته .
حري بنا ان نذكر انه جميل ان يكرم كاتب كردي وهو حي ليجد ثمرة تعبه ويكافئ عليها انه انجاز لمثقفي دهوك وبادرة تستحق الشكر والثناء والشد على الايدي للاستمرار في هذه المبادرة الطيبة والسير قدماً في سبيل تكريم اناس آخرين لا يقلون شاناً من بدل رفو .
سيرة حياة بدل رفو بإختصار:
ولد الكاتب والمترجم الكورد بدل رفو مزوري عام 1960في قرية شيخ حسن، قضاء الشيخان، بدأ بالنشر نهاية السبعينيات باللغة العربية بجريدة الحدباء الموصل، تخرج بقسم اللغة الروسية، كلية الآداب جامعة بغداد عام 1985 .
ينشر بكثافة في الجرائد والمجلات العربية والكردية والعديد من مواقع الانترنيت .
خدم الادب و الثقافة الكوردية من خلال ترجمته لمؤلفات اجنبية الى اللغة الكوردية.
مغترب منذ عام 1991 في النمسا يعمل في مجال الشعر والترجمة والصحافة وهو عضو عامل في نقابة صحفيي كوردستان والنمسا، عضو اتحاد الأدباء الكورد/ فرع دهوك والنمسا، عضو جمعية المترجميين العراقيين، المركز العام، بغداد، كما انه عضو في عدة مؤسسات اعلامية و ادبية في اوروبا و النمسا، شارك في عديد من المهرجانات و الندوات الادبية و الثقافية في كوردستان و اوروبا.
- ومضات جبلية من الشعر الكردي المعاصر ـ اغنية الباز ، قصائد كردية مترجمة - رسول حمزاتوف وطالما تدور الارض بمشاركة الاستاذ خيري هزار مزوري - ا نطولوجيا شعراء النمسا باللغتين الكردية والعربية عن الالمانية - وطن اسمه آفيفان ، قصائد كردية مترجمة - آفيفان ، قصائد مترجمة للشاعر عبدالرحمن المزوري - قصائد حب نمساوية ،ترجمة عن الالمانية - دم الصنوبر ، قصائد مترجمة للشاعر بدرخان السندي – قصائد حب كردية ، ترجمة عن الكردية .