وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الكردستاني البروفيسور دلاور عبد العزيز علاء الدين إن برنامج البعثات الدراسية هو "إحدى المبادرات النوعية البالغة الأهمية لحكومة إقليم كردستان بمباركة ودعم مباشرين من لدن قيادة الإقليم لتجديد حيوية قطاع التعليم العالي والبحث العلمي وبناء قدراته البشرية وترصينها"، مشيرا إلى أنه "حظي بمصادقة برلمان كردستان ضمن الفقرة 15 من قانون موازنة الإقليم لعام 2010 ورصدت له مائة مليون دولار".

وأضاف أنه يمثل "فرصة ذهبية لأبناء الإقليم من خريجي الجامعات النابهين والمتميزين لإكمال دراستهم العليا الماجستير والدكتوراه في كبريات الجامعات العالمية على وفق احتياجات الإقليم بنحو يوطد العلاقات بين الوسط العلمي والأكاديمي الكردستاني مع نظيره العالمي ويعود بالفائدة على الجهود الرامية للارتقاء بواقع حال الإقليم وتنميته وازدهاره"، مبينا أن برنامج بناء القدرات "يشمل كذلك فعاليات للتدريب ودعم البحث العلمي في إطار الإستراتيجية الجديدة للتعليم العالي التي أقرتها الكابينة الحكومية السادسة خلال كانون الأول ديسمبر 2009".

وأوضح البروفيسور علاء الدين أن لجنة عليا برئاسة رئيس حكومة الإقليم د.برهم أحمد صالح وعضوية نائب رئيس الوزراء آزاد برواري ووزراء التربية والتخطيط فضلا عن التعليم العالي "وضعت معايير المنافسة وشروط القبول بالبعثات الدراسية بموجب حاجة الإقليم وجامعاته وبرامجه التنموية من التخصصات العلمية"، لافتا إلى أن اللجنة "وزعت الفرص المتاحة على وفق الكثافة السكانية لمناطق الإقليم بواقع 43% لمحافظة السليمانية ومنطقة كرميان و33% لأربيل و24% لدهوك".

وأفاد أن برنامج البعثات الحالي هو "الأول من نوعه الذي تتم فيه المنافسة بآلية عصرية وعادلة ودقيقة وشفافة تراعي الاحتياجات الفعلية من التخصصات العلمية واحتياجات الجامعات لاسيما الفتية وقدرة المتقدم والنقاط التي يحصل عليها من خلال معايير دقيقة معروفة ومعلنة للجميع سواء كانوا مقبولين أم غير مقبولين"، مستدركا أن "من حق الجميع معرفة المعطيات التي تم قبولهم أو عدم قبولهم بموجبها والاعتراض خلال اسبوع إذا ما وجدوا أنفسهم مغبونين لتنظر الوزارة بالأمر وتصحح أي خطأ محتمل بكل رحابة صدر". 

وذكر أن المتقدمين من محافظة أربيل كانوا "الأكثر عددا لبرنامج البعثات الدراسية في حين كانت المنافسة شديدة جدا في مجال التخصصات الأدبية أو الإنسانية مقارنة بذلك الذي شهدته العلمية التطبيقية أو الصرفة"، مستدركا أن "التفاوت الذي يلاحظه البعض في معدلات أو معطيات المقبولين ناجم عن طبيعة المنافسة في كل محافظة بموجب ضوابط النظام الذي أقر بموجبه القبول بالبعثات لذلك لا يجوز لشخص من دهوك مقارنة نتائجه مع مقبول آخر من أربيل أو السليمانية بل يتوجب عليه المقارنة مع قرينه من المحافظة أو المنطقة ذاتها وفي التخصص ذاته".

واستطرد البروفيسور علاء الدين أن المنافسة تمت على أساس "معدل التخرج بما لا يقل عن 65% أو أن يكون المتقدم من الربع الأول مع عدد سنوات الخدمة وأن لا يزيد عمره عن 35 عاما للماجستير و40 عاما للدكتوراه وعلاقة التخصص المطلوب مع تخصص المتقدم للبعثة والكفاءة باللغة الانكليزية (التوفل أو IEITE) فضلا عن الحصول على قبول من جامعة عالمية معترف بها".

وأفاد أن هذه الوجبة من البعثات الدراسية هي "الثانية بعد أن أعلنت الوزارة قبل نحو شهر المرحلة الأولى الخاصة بالأوائل على الأقسام العلمية وتضم 240 مبعوثا"، مبينا أن من شأن هذه "البرامج النوعية الطموحة تشجيع طلبة الجامعات على الاستزادة من طلب العلم وتحفيزهم على التفوق للإسهام في بناء مجتمعهم ورقيه ورفعته". 

وتابع أن هنالك مرحلة ثالثة للبعثات "مخصصة لمنتسبي الوزارات الأخرى ستعلن قريبا"، مضيفا أنها "تضم 300 مبعوثا وتديرها وزارة التخطيط الكردستانية".

ومضى وزير التعليم العالي الكردستاني قائلا إن حكومة الإقليم "مهتمة بأمر طلبة البعثات الموجودين خارج البلاد والبالغ عددهم أكثر من 1200 طالب"، مستطردا أنه و"بسبب محدودية ميزانية الحكومة أرسل هؤلاء إلى الخارج برواتب ومخصصات محدودة حينه وواجه معظمهم لاسيما أولئك الذين أرسلوا إلى البلدان الغربية ذات التكاليف الباهظة مصاعب في الدخل".

وتابع أن الوزارة "رفعت طلباً إلى رئاسة مجلس الوزراء التي أضافت بدورها مبلغ 23 مليون دولار إلى مخصصات المبعوثين"، وأردف "من الآن فصاعداً سيتلقى الطلبة المبعوثين سابقا في الدول الغربية 1500 دولار شهرياً بدلا من 900 إما الذين يدرسون في الدول الشرقية ودول العالم الثالث فسيتسلمون 900 دولار شهرياً بدلا من 500".

ومضى قائلاً إن طلبة البعثات الجديدة "سيتقاضون رواتب ومخصصات مساوية لإقرانهم المبعوثين من قبلة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الاتحادية واللجنة العليا لتطوير التعليم في رئاسة مجلس الوزراء العراقي".

وحث وزير التعليم العالي والبحث العلمي الكردستاني البروفيسور دلاور عبد العزيز علاء الدين المقبولين بالبعثات الدراسية لأن "يكونوا بمستوى الثقة التي منحت لهم والآمال المعقودة عليهم لبناء قطاع تعليم عالي رصين يلبي احتياجات برامج تنمية المجتمع الكردستاني من الكفاءات العلمية المؤهلة جيدا والمتواصلة مع تطور حركة العالم المتقدم"، متمنيا لهم "الموفقية والنجاح".