ألمانيا تريد اسكات اطفالها
الثلاثاء 14 أيلول / سبتمبر 2010, 17:33
كورداونلاين
وكالات: تتزايد الشكاوى في ألمانيا من دور الحضانة التي تجبر احيانا على نقل مواقعها او اقفال ابوابها بسبب الضجيج الذي يحدثه الاطفال، ما يعكس طبيعة المجتمع الالماني الذي يشيخ ولم يعد يتقبل وجود الاطفال.
لا شيء يميز حديقة دار حضانة "الخنفساء" في هامبورغ (شمال المانيا) عن غيرها من الفسحات المخصصة للاطفال في الهواء الطلق، باستثناء جدار من الاسمنت يبلغ ارتفاعه مترين ويصل طوله الى 60 مترا. تقول ستيفاني بوهمان، امينة سر الجمعية التي تدير دار الحضانة الخاصة هذه، لوكالة فرانس برس "هذا جدار كاتم للاصوات".
انه ثمرة "مساومة مع الجيران" الذين كانوا يرفضون وصول مجموعة من الاطفال تراوح اعمارهم بين سنة ونصف السنة وست سنوات. و"كانوا يخشون الازعاج الصوتي" المرتبط باللعب، كما تضيف. وتنص الاتفاقية ايضا على انه "لا يحق للاطفال المجيء خلال عطلة نهاية الاسبوع، ولا يمكن لدار الحضانة ان تستقبل اكثر من 55 طفلا".
في العام 2006، اضطرت دار الحضانة الى نقل موقعها بقرار قضائي. فقد تذمر الجيران للقضاء من ان دار الحضانة تصدر ضجيجا عاليا حتى انهم قاسوا مستوى الضجيج بالديسيبل اثباتا لوجهة نظرهم. لقد ازدادت الشكاوى القضائية من قبل السكان في السنوات الاخيرة لدرجة ان الحكومة تريد تعديل قوانين البناء والسكن لتجنبها.
في برلين، استسلمت احدى دور الحضانة بعد اربع سنوات من المعارك القضائية مع احد الجيران. وفي هامبورغ، لم يسمح لداري حضانة اخريين الا باستقبال 25 طفلا في حين انهما تتسعان لاربعين.
تقول مارلين روبريخت، النائبة من الحزب الديموقراطي الاجتماعي المعارض والخبيرة في مسائل الطفولة "نحن نعيش في مجتمع لم يعد الاطفال جزءا من نسيجه".
أما بولا هونكانن سكوبيرث المسؤولة عن الاتحاد الألماني لحماية الطفولة فتقول "ان الوقت حان لتغيير الامور. عندما يلعب الاطفال ويضحكون، يعبرون عن فرحتهم وليسوا مصدر ازعاج. ولا يمكن مقارنة صخبهم بضجيج ورشة بناء".
وردا على ذلك، تحركت مدينة برلين معتمدة قانونا محليا "متسامحا" مع ضجيج الاطفال حرصا على "انشراحهم النفسي". وقد بلغ معدل ولادات الاطفال ادنى مستوياته في المانيا حيث لم يولد سوى 651 طفلا العام الماضي، وهو انخفاض بنسبة 50 بالمئة مقارنة بالعام 1964.
فعدم انجاب الاطفال غالبا ما يكون خيارا واعيا لأنه لا يزال يصعب على النساء التوفيق بين الحياة العائلية والمسيرة المهنية. قبل 20 عاما، كانت 12% فقط من النساء اللواتي تراوح اعمارهن بين 40 و44 عاما يبقين بلا اطفال. لكن هذه النسبة ارتفعت الى 21% في العام 2008.
ونتيجة لذلك، فإن 16 عائلة من اصل 100 لا تزال تضم اطفالا في بعض المدن الكبرى. وفقط نصف الالمان يعتبرون انجاب الاطفال تجربة "مثرية"، وفقا لدراسة اجراها المعهد الفدرالي للابحاث السكانية.
تقول مديرة الاتحاد الألماني لحماية الطفولة "غالبا ما نسمع عائلات تشرح لنا انها تعيش في بيئة لا تحب الاطفال" مشيرة الى الرسائل ذات الكلام اللاذع التي تترك في صناديق بريدهم والشكاوى من عربات الاطفال التي تسد مداخل المباني..
ويؤدي وجود الاطفال حتى الى تخفيض اسعار العقارات، فبعض المالكين يؤكدون ان الشقق تخسر 20% من قيمتها عند انشاء دور حضانة في الطوابق الارضية من المباني.