حملة غامضة لترشيح عمر سليمان رئيساً لمصر
الإربعاء 08 أيلول / سبتمبر 2010, 18:21
كورداونلاين
من سيخلف الرئيس مبارك؟ هو موضوع الساعة في الشارع المصري. فبعد حملة دعم مبارك الابن، ظهرت مؤخرا لافتات لدعم ترشيح رئيس المخابرات عمر سليمان، لتضيف هذه الخطوة غموضا أكثر حول من سيخلف مبارك وما إذا كان سيعيد ترشيح نفسه.
شهدت شوارع القاهرة الخميس الماضي حملة "غامضة" تؤيد ـ من خلال ملصقات ولافتات ـ ترشيح رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عمر سليمان للانتخابات الرئاسية المقبلة. اللافتات حملت عبارات "عمر سليمان رئيسا للجمهورية". وتأتي هذه الحملة التي لا يعرف هويتها مشابهة لحملة سابقة شهدتها شوارع القاهرة تدعو لترشيح جمال مبارك نجل الرئيس المصري للانتخابات المقرر أجراؤها نهاية العام المقبل.
وفي هذا الصدد يعتقد السيد رولاند ميناردوس، رئيس مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية في القاهرة التابعة للحزب الليبرالي الحر في ألمانيا، أن هذه الحملة الأخيرة لا تشكل مفاجئة مقارنة بالوضع الحالي الذي تشهده الساحة السياسية في مصر. ويضيف، في مقابلة مع دويتشه فيله، أن عمر سليمان يمثل الذراع اليمنى للرئيس مبارك ويعد ثاني أهم رجل في السياسة المصرية، مشيرا إلى أنه في الأشهر السابقة كثرت في أواسط المدونين ومواقع التواصل الاجتماعي في الانترنت التعليقات التي ترى في رئيس جهاز المخابرات المصرية "الخلف الطبيعي" للرئيس الحالي.
وعبر مراقبة تحليلات الصحف العالمية، بحسب ميناردوس ، فـ"سنجد أن اسم عمر سليمان يتكرر على أنه من المحتمل أن يخلف الرئيس مبارك ". ويرى ميناردوس أنه من الصحيح والمهم الإشارة إلى أن هذه الشخصيات التي تدعمها تلك الحملات لم تعلق على ذلك وقد يرجع ذلك إلى "أسباب تكتيكية وربما إستراتيجية".
"حساسية الموضوع"
هل سيخلف جمال مبارك والده في الرئاسة؟
أما الدكتور مصطفى النجار الناشط السياسي المصري والباحث في الحركات الاجتماعية فيرى أن الغموض الذي يكتنف مصدر هذه الحملة المؤيدة لرئيس المخابرات العامة المصرية فيرجع إلى "حساسية الموضوع" من حيث فكرة طرح اسم من المؤسسة العسكرية كاسم السيد عمر سليمان. ويرى النجار، في حوار مع دويتشه فيله، أن "الناس في مصر تثق في المؤسسة العسكرية إلى حد كبير. فطرح اسم من المؤسسة العسكرية يلاقي رواجا واستحسانا من قبل الشعب عوضا عن سيناريو توريث جمال مبارك للحكم." ويرى النجار أن "المصريين لديهم قدرة على تقبل فكرة "شخصية من المؤسسة العسكرية دون أن يلعب السن عاملا لديهم خاصة وأن عمر سليمان معروف بأنه يدير ملفات سياسية هامة وهو نموذج يبهر المصريين".
من جهته يرى رونالد مايناردوس أن ما يشغل الشارع المصري بشأن الانتخابات الرئاسية هو ما قد يحدث إذا ما مرض أو توفي الرئيس الحالي ومن سيقود البلاد في هذه الحالة؟ ويرى مايناردوس أن هذا السيناريو غير موجود على المستوى الرسمي، وهنا يأتي الحديث إذا ما كان الجيش في هذه الحالة سيقوم بدور لدعم استقرار البلاد وهنا يمكن لعمر سليمان القيام بهذا الدور، حيث يحظى بثقة الجيش والحرس القديم في الحزب الوطني الحاكم.
"صراع داخل الحزب الحاكم"
أما النجار فيرى أن هناك صراعا قائما داخل النظام وأعضاء الحزب الوطني الحاكم بالتحديد، حيث يرى أن "الحرس القديم" في الحزب الوطني مازال ينادي بإعادة ترشح الرئيس حسني مبارك لفترة رئاسية جديدة فيما يوجد "حرس جديد" خاصة من رجال الأعمال يدعم فرص جمال مبارك لتولي الرئاسة. ويشير النجار إلى أن الرئيس مبارك اتخذ في الفترة الأخيرة خطوة أشارت إلى وجود مثل هذا الصراع الداخلي، حيث قرر تخصيص موقع الضبعة لإقامة منشأة نووية عليه وذلك بالرغم من أن الكثير من رجال الأعمال ومن "الحرس الجديد" داخل الحزب الوطني ومن لجنة السياسات التي يرأسها مبارك الابن عارضوا هذه الفكرة. ويرى النجار أن نتيجة هذا الصراع الداخلي الواضح في الحزب الحاكم غير محسومة حتى الآن. أما ميناردوس فيرى أن هذا الصراع ليس بجديد وأنه أمر مألوف داخل حزب كالحزب الوطني يصل عدد أعضائه إلى عدة ملايين وأن وسائل الإعلام والمحللين السياسيين يبالغون في تضخيمه.
في انتظار خروج مبارك عن صمته
ويلاحظ النجار أن الاستحقاقات النيابية القادمة مثل انتخابات مجلس الشعب هذا العام والانتخابات الرئاسية العام القادم "خلقت حراكا سياسيا قويا داخل البلاد وأن هذا الحراك سيشتد، إلا أن الجميع باستثناء الحزب الوطني مازال ينتظر الفرصة للدخول والمشاركة فعليا في هذه الانتخابات".
ويُذَكر النجار بأن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة مازال لها دورا فاعلا في حملة جمع التوقيعات لتعديل الدستور المصري التي يقودها الدكتور محمد البرادعي وأنها "متوافقة معه في مطالبه لتغيير أوضاع البلاد والمعروفة بـ(بيان التغيير)". من جانبه يعلق ميناردوس على ظاهرة "حملات دعم الترشح للرئاسة" التي بدأتها مجموعة شابة عبر موقع الفيس بوك لدعم ترشح الدكتور البرادعي لتليها بعد ذلك حملة لدعم جمال مبارك ومؤخرا لعمر سليمان، بأن "مصر ليست دولة ديكتاتورية مثل دول أخرى في المنطقة من حيث حرية الصحافة وأنه توجد مساحة من الحرية تسمح للأشخاص بدعم الشخصية التي يرون أنها مناسبة لتولي رئاسة البلاد"، إلا أن الخبير الألماني يرى في الوقت ذاته أنه فور توضيح مبارك الأب لموقفه، فسوف يضمر هذا "البالون"، في إشارة إلى الحراك السياسي الحالي.
هبة الله إسماعيل
مراجعة: عبده جميل المخلافي