الثلاثاء 11 آذار / مارس 2025, 08:02
أوجلان: نحن في مواجهة مخطط شامل




أوجلان: نحن في مواجهة مخطط شامل
الثلاثاء 31 آب / أغسطس 2010, 08:02
كورداونلاين
يجب إعداد دستور ديموقراطي في تركيا بسرعة ، حيث يجب تطوير حوار مع كل الأوساط المعنية بهذا الموضوع بسرعة

نحن في مواجهة مخطط شامل

ليس من وضع جديد على صعيد الصحة ، بينما المشاكل المعلومة مستمرة . وإذا نجحنا فسيكون ذلك معجزة ، خروجي حياً من هنا سيكون معجزة ونجاحاً كبيراً . إن ما عشته هنا وضعٌ يمكن شرحه بالكتب والروايات .

إنني متابع للمرحلة بشكل عام ، لماذا تقام القيامة إلى هذه الدرجة بسبب موضوع لقائي مع الدولة ، فلهذا الأمر خلفية تاريخية ، قرأت تقييمات "يالجين آكدوغان" ، فقد أجرى تقييماً بشأن موقفي أيضاً ، أعلم بذلك . لقد قلت دائماً بأن الأمور ستصل إلى هذه النقطة ، ولكن لم يكن مفهوماً ، كنت أتكلم عن دوري دائماً ، ولكن في أجواء لم تلعب فيها المؤسسات دورها يتم إلقاء كل العبء على أكتافي ، فأنا أعربت عن الإنسحاب بعض الشيء من أجل أن تصل هذه المؤسسات إلى حال تتناسب مع ذلك الدور ، وإلا فإنهم يلقون بكل المسؤولية على عاتقي ، علماً بأن صحتي حقاً يمكن أن لا تكون هكذا دائماً ، فأنا أتكلم دائماً عن مدى الصعوبات التي يسببها هذا المكان لي .

لقد قال "قارايلان" ما يعرفه الجميع ، إن محيط "الطرف"(أوساط جريدة الطرف) والذين يقولون بأن هذا الأمر سيصيب المسار بالانسداد ، في الحقيقة يسعون إلى إنقاذ الحكومة ، وسأتطرق إلى دور الحكومة في كل ما يجري . وفي الأصل سأبين مدى عدم كفاءتهم وعدم استعدادهم . فالذي يجب فهمه مما قاله قارايلان هو : الأمر المهم هو اللقاء ، والدولة هي التي أجرت اللقاء ، أما إذا كان الآتون إليه من هيئة الأركان أو من الاستخبارات أم من السلطات المدنية ، فلا يهم لأنهم يلتقون بصفتهم كدولة ، وهذا ما أفهمه أنا من كلام قارايلان .

كما سأتطرق إلى تصريحات المهنيين والصناعيين في دياربكر . لقد وصفوا "صلاح الدين ديميرتاش" بـنمط"بول بوت"(قائد الخمير الحمر في بورما ، اشتهر بدمويته) وما إلى ذلك ، إنها تخريفات ، فمن أين يستمدون هذه الجرأة ! ولكن أجد أن أتباعنا مرتاحين ، الجميع معجب بنفسه ويظن أنه يعرف كل شيء ، لا أفهم كيف يحدث ذلك ؟ لقد كان لدي اقتراح منذ سنوات بنمط من مجلس المدينة لدياربكر ، وعلى ما أعتقد هناك تأييد بما يقارب ثمانين في المائة في مركز المدينة ، لا أفهم كيف يكونون بهذا التشتت مع مثل هذا التأييد . أنا أتكلم وهم يفعلون ما يروق لهم .

كنت قد قلت بقوات الدفاع الذاتي من أجل دياربكر ، فعند حدوث خطر من الذي سيحمي دياربكر ، والشعب في مركز دياربكر ؟ أنا أسأل ، هل الكريلا ستحمي ؟ هذا مستحيل . فالدفاع الذاتي لا يعني القوة المسلحة ، بل بمعنى التنظيم ، فلتتكون وحدات الأحياء وكل هذه تجد تمثيلها في مجلس المدينة ، وتناقش كل هذه الأمور في الأكاديميات ، فالشعب سيوصل تحليلاته وحلوله إلى قرارات في مجالسهم .

إذا كانت تحدث الاعتداءات رغم قرار وقف العمليات لإيران ، فإن للطرف المقابل حق الدفاع عن الذات وحق الرد بالمثل أمور مشروعة ، فإذا لم يحدث ذلك سيبقى الميدان للاستفزازيين ، كما لن تتطور مسارات السلام القيِّم .

على ما يبدو العمليات العسكرية مستمرة رغم قرار وقف العمليات كما يُفهم . فوقف العمليات لا يجعل من الدفاع المشروع ظلماً ، حيث أن الدفاع المشروع والرد بالمثل حق طبيعي ، ففي الماضي أيضاً حدثت اعتداءات مماثلة عند مرحلة الانسحاب ، لقد حدثت اعتداءات على القوات المنسحبة وأظن أنه حدثت خسارة ما يقارب خمسمائة شخص في تلك المرحلة ، وبالمناسبة أريد توضيح ما يلي ؛ يجب أن لا يلوذ أحد بي ليقول إنه قرار صادر منه ، ويجب وقف العمليات ويجعلها ذريعة للخسائر . عليهم أن لا يبقوا بلا دفاع . لديهم حق الدفاع والرد بالمثل دائماً بشكل طبيعي ، وقرار وقف العمليات ليس عقبة أمام استخدام حقهم هذا . أنا لا أصدر التعليمات إلى أحد ولكن حقهم في الدفاع عن أنفسهم والرد بالمثل أمر مشروع . أكررها مرة أخرى ؛ بذلك فقط يمكننا الوصول إلى سلام قيِّم ، فإن لم يحدث ذلك سيبقى الميدان للاستفزازيين ، كما لن تتطور مسارات السلام القيِّم .

احتمال الاستفزاز في حادث باتمان عالي جداً ويجب توضيحه . منذ القديم أي منذ مرحلة العصابة الرباعية انتقدت نمط حربهم ، فهناك وضع من الاستفزاز في الميدان عند النظر موضوعياً أكثر مما إذا كانت النوايا حسنة أم سيئة ، فكان عليهم اتخاذ التدابير حيال المخاطر ، وقد أوضحت دائماً بضرورة اليقظة في مواجهة الاندساس على نمط JİTEM (استخبارات الجندارما) ، فهذا الخطر لم ينته بعد ، ودائماً هناك من يريد الاندساس .

منذ فترة طويلة وأنا أقوم بالتركيز على ؛ لماذا يريد النظام العالمي والولايات المتحدة وإسرائيل في المقدمة ، نظاماً سياسياً يقوم بإبعاد الأكراد في تركيا ، وهناك بعض النتائج التي توصلت إليها . في هذه الأثناء أدقق في كتاب "أحمد أوزير" ، حيث يحتوي على بعض الأمور أيضاً . تاريخ العلاقة الكردية ـ التركية حقاً كما يقال تشمل ألف سنة من التاريخ ، حتى يمكن القول بأنها ابتدأت في أعوام 1050 وليس 1071 ، حيث هناك تدفق الإمارات التركية إلى الأناضول ، وينتشر هؤلاء ويستقرون في الأناضول بمساعدة الأكراد ، ويحاربون مع الإمارات الكردية ضد البيزنطيين ، حتى أنهم يشكلون منطقة محايدة على خط "سيلوان" . ولولا دعم الإمارات الكردية لما أمكن الانتصار في حرب "مالازغيرت" والاستقرار في الأناضول . وهكذا يحدث استيطان الأتراك سياسياً في الأناضول بفضل الأكراد ، وهذه حقيقة تاريخية ، مثلما يتحقق توسعهم بالتحالفات التي يبرمونها مع الأكراد ، وتتجدد وتتأسس هذه العلاقة في عهد "ياووز سليم" من جديد ، وبفضل ذلك يتم الانتصار في الشرق في معركة "جالديران" عام 1514 ضد الصفويين في إيران ، وبذلك يتم فتح طريق الشرق الأوسط ، وبعدها يهزم "ياووز" المماليك في معركة "مرج دابق" عام 1516 ، وفيما بعد يُلحق الهزيمة النهائية بالمماليك بمساعدة الأكراد في معركة "الريدانية" عام 1517 ، وبذلك يتم التوسع إلى مصر ويستولون على الخلافة بإعدام الحاكم المملوكي . بعدها يأتي عهد "القانوني" وتستمر العلاقات ، فهناك قول شهير للقانوني هو "الأكراد هم جدران وقلاع من لحم لإمبراطوريتنا" . في ذلك العهد كانت هناك معاهدة "آماسيا" الموقعة مع الإمارات الكردية في عام 1520 ، غير معاهدة "آماسيا" المعروفة في عهد الجمهورية . والغريب أن هذه المعاهدة تنص على أحكام صريحة تأتي بمعنى الحكم الذاتي للأكراد حسب تسمية يومنا ، يُمنح الحكم الذاتي . بينما النظام الرأسمالي العالمي المتطور يُخرِّب هذه العلاقات . هناك مرحلة ابتدأت بتدخل النظام العالمي مع عهد "سليم الثالث" ، وفيما بعد يتم حقن ذهنية الاتحاد والترقي التي هي ذهنية غريبة عن روحانية هذه الأرض . ومصطفى كمال يدرك هذه الذهنية ولديه موقف خارج نطاقها كما لديه جهود عملية تتناسب مع هذا الموقف ، فيذهب إلى كردستان في عام 1916 ، وأساساً يبقى صامداً حتى عام 1919 بفضل علاقاته في كردستان . بل إنني أريد لفت الانتباه إلى التالي : كونه عضواً في مؤتمر أرضروم كان بفضل الأكراد ، حيث ينسحب عضو المؤتمر الذي يمثل "بيدليس" في المؤتمر ليترك مكانه لمصطفى كمال ، وبذلك ينضم مصطفى كمال إلى هذا المؤتمر بصفته عضواً كردياً للمؤتمر أساساً . يجب أن يعرف الجميع هذه الحقيقة التاريخية . لكن النظام العالمي يصادق على تنحية الأكراد مقابل كركوك والموصل ، ويتم ترتيب مؤامرة ضد مصطفى كمال في عام 1925 ، حيث يتم تهميش مصطفى كمال بمؤامرة 1925 . معلوم أنه يتم ترك مصطفى كمال وحيداً من خلال محاولة الإغتيال في إزمير ، ففي نفس المرحلة يتم عزل "فتحي أوكيار" الذي كان من فريقه عن رئاسة الوزارة ، ويتم وضع "عصمت إينونو" بدلاً منه . بعدها يتم تأليه مصطفى كمال ، حيث يقال له أنت الإله وإينونو هو الرسول أما "فوزي جاكماك" فهو القوة الضاربة . أي يتم تحييد مصطفى كمال وتصبح صلاحياته رمزية ، بينما تُمنح القوة الأصلية لعصمت إينونو وفوزي جاكماك ، وبذلك يؤسس النظام العالمي هيمنته ويقوم بتصعيد ذهنية الإتحاد والترقي . وبذلك يظهر مفهوم التركياتية البيضاء التي لا علاقة لها بالتركياتية الحقيقية . وعلى هذا الأساس تتطور الرسملة التركية . لقد كتب "يالجين كوجوك" أيضاً في كتبه عن هذه الأمور . كما يتم تطوير قول "ما أسعد من يقول أنا تركي" المعطوف على مصطفى كمال من جانب الأتراك البيض أيضاً ، فبهذا الشكل يتم تنحية الأكراد عن النظام السياسي .

إحدى النتائج التي توصلت إليها من هنا غريبة وأريد لفت الانتباه إليها ، فهي تلقي الضوء على تصريحات المهنيين والصناعيين في يومنا ، حيث يتم استخدام بعض الأوساط والمكونات المهنية المتمركزة في دياربكر من طرف الدولة ضد "الشيخ سعيد" خلال مرحلة تمرد الشيخ سعيد عام 1925 . أنا لا أقول بسوء نوايا المهنيين والصناعيين الذين أدلوا بالتصريح أو ما شابه ذلك ، بل أكشف عن الواقع الموضوعي بشكل مستقل عن النوايا ، حيث هناك وضع الاستخدام ، فعليهم التيقظ . إن AKP(حزب العدالة والتنمية) سيستخدم هؤلاء ثم يلقي بهم جانباً بعد فترة .

من هنا أنتقل إلى سياسات AKP ، فنحن في مواجهة نظام عالمي مفروض على AKP ويتجاوز AKP . هذا النظام فصَّل دوراً لـ AKP ، كما أنني لا أرى AKP حلفاً واحداً متجانساً ، فيمكن أن يكون ضمنه من يفكر بشكل مختلف ، ولكن النظام العالمي أناط بدور إلى AKP مفاده ؛ "امنح الأكراد بعض الحقوق المحدودة بشكل رمزي بمعنى الفتات ، واربط الأكراد بنفسك" . يقول بعض الأكاديميين "ما تم إنشاؤه اعتماداً على نظام حماية الألوية الحميدية الذي تأسس في عهد عبد الحميد استطاع مراوغة الحركة الكردية وانقطاعها على مدى قرن" ، هذا صحيح ، وأنضم إليه ولكن السياسات والألاعيب التي يمارسها AKP على الأكراد أكثر خطورة من ذلك . فإذا توافقت حسابات النظام العالمي وAKP ، ناهيك عن أخذ الحركة الكردية إلى الوراء مائة سنة ، بل ستؤدي بها إلى الاختناق والانتهاء . ونظراً لأنه سيتحقق الصهر اللغوي والثقافي أيضاً فيمكن التحدث عن فقدان الجوهر هذه المرة . الخطر كبير إلى هذه الدرجة . انظروا إلى هذه المدارس الداخلية في المنطقة ، إنهم يأخذون الأطفال منذ الخامسة من العمر ويُخضغونهم للصهر . إن هذا يشكل جريمة ضد الإنسانية حسب قوانين هيئة الأمم المتحدة أيضاً ، ومثل هذه الممارسة لايمكن أن تلاقي قبولاً في أي مكان من العالم . فلا يمكن قبول فصل الطفل عن أجوائه الطبيعية وعن لغته الأم وإخضاعه للصهر .

كما هناك بعض التناقضات والصراعات بين النظام العالمي وAKP بشأن تطبيق السياسات المتعلقة بالأكراد ولكنها ليست تناقضات غير قابلة للتوافق ، فيمكنهم أن يتوافقوا . بنفس الشكل اشترط النظام العالمي على قوى الجنوب دعم AKP ، كما حدث لقاء بين "آتالاي"(وزير داخلية تركيا) و"كمال بوركاي" في الأيام الأخيرة ، واللقاءات الصحفية مع "بوركاي" و "حسين يلدريم" أيضاً تهدف إلى تبليغ هذه الرسالة بعض الشيء ، أي أننا في مواجهة مخطط شامل ، إنهم يريدون فرض السيطرة على كل الأكراد من خلال ربطهم بالجنوب كإمارة مركزها أربيل على شاكلة إمارة "قطر" التي تسيطر على كل العالم العربي . بدعم من الرأسمالية العالمية يقوم AKP ببناء الذهنية الإسلامية ـ التركية التي كانت فيما سبق تركية ـ إسلامية ، على محور قيصري ـ قونية ، ويريد إضافة الأكراد إلى ذلك النظام ، أي أننا في مواجهة نوع من الألوية الحميدية المستحدثة ، فعبد الحميد فعل ذلك على أسس الحماة بينما AKP يقوم بتطوير ألوية حميدية حديثة ، ويطبقها بشكل خاص في تحريف المجالين الاقتصادي والثقافي . بعد الإعتذار منهم أنا أشبه هذا الوضع بـ"مغدورة ماردين" ، وفي الحقيقة لا أهدف إلى جعلها شخصية ، فقد جرى نفس الحادث في "سيرت" أيضاً ، حيث يتم تطوير ثقافة الاغتصاب لأسباب إقتصادية ، حيث يمكن الحديث عن إبادة عرقية شاملة بالألوية الإقتصادية والألوية الثقافية والألوية السياسية . يقومون بتضخيم بعض العائلات بالمعنى الاقتصادي ويربطونها بأنفسهم ، وهناك أكراد تم ضمهم إلى AKP بهذا الشكل . في الأيام الأخيرة يقوم كل من CHP(حزب الشعب الجمهوري) و MHP(حزب الحركة القومية) بتضييق الخناق على AKP من أجل الكشف عن لقاءات "دولماباخجة"(اللقاء الذي تم بين أردوغان ورئيس هيئة الأركان سراً عام 2007) ، ولكنهم لا يستطيعون التأكد مما دار من حديث هناك . حسب قناعتي تم التوصل إلى توافق في "دولماباخجة" ، حيث توافقوا على أساس القول لأردوغان "قم أنت بتنحية الأكراد ونحن سنسمح لك ولن نتدخل في شؤونك" . أما CHP و MHP اللذان يبدوان كمعارضة لـAKP فهما نسخة أخرى لهذه السياسات ، ولا يمكن أن يكونا بديلين . حيال ذلك نحن نقوم بتطوير حل حقيقي دائم .

كنت قد ذكرت سابقاً بأن هناك ستة أبعاد أو عناصر للإدارة الذاتية الديموقراطية ، ولن أكررها ، فمؤسسات الإدارة الذاتية الديموقراطية شاملة ويجب إجراء نقاشات عميقة في كافة المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية والقانونية والأمنية والديبلوماسية . كما يجب تكوين أرضية هذه النقاشات في الأكاديميات ، ليقوم الشعب باتخاذ قراراته بشأن تحليلاته وحلوله في مجالسه . أقولها على سبيل المثال . فمثلاً يمكن تكوين وحدات إلى جانب التنظيمات الكثيفة كاتحاد المهنيين الديموقراطيين واتحاد الفنانين الديموقراطيين واتحاد الرياضيين الديموقراطيين ، فلتتكون اتحادات ديموقراطية عديدة على هذا النحو ، على أن تجد هذه الإتحادات تمثيلها في مجالس المدن . إن الإدارة الذاتية الديموقراطية مع الأمة بمثابة الروح والجسد . فإذا كانت الأمة الديموقراطية روحاً فإن الإدارة الذاتية الديموقراطية هي الجسد . أي إذا كانت الإدارة الذاتية الديموقراطية هي الجسد فإن الأمة الديموقراطية هي الروح ، إنهما يكملان بعضهما البعض على هذا النحو ولا ينفصلان ، وكذلك هي علاقة الروح والجسد ، فلا يمكن أن يكون هناك روح بلا جسد ولا جسد بلا روح . وإذا لم تكن هناك أمة ديموقراطية فلن تكون هناك إدارة ذاتية ديموقراطية ، وإذا لم تكن هناك إدارة ذاتية ديموقراطية لن تكون هناك أمة ديموقراطية . كما يجب عدم التشبث بمسألة العَلَم .

بعض المثقفين يفسرون البعد الأمني للإدارة الذاتية الديموقراطية على أنه بحث مختلف عن الدولة ، وأنا أدرك ذلك ، فهذاالموضوع يُفهم بشكل خاطئ ، وأريد قول ما يلي ؛ هل سيأخذ الأكراد مكاناً ضمن البنية العسكرية القائمة أم لا ؟ وهل سيأخذ الأكراد مكاناً ضمن بنية البوليس ـ الأمن أم لا ؟ وكيف ستكون نظرة هذه المؤسسات إلى الأكراد ؟ وكيف سيحمي الأكراد أنفسهم ، وكيف سيضمنون سلامتهم ؟ إن هذه مواضيع مهمة جداً ، وسأتوقف عليها بشكل موسع في المستقبل . كما أن كلاً من BDP(حزب السلام والديموقراطية) و PKK بمفردهما لن يستطيعا القيام بالبعد الأمني هذا ، وأنا الذي سأسيِّره ، كما سأتطرق إلى هذه المواضيع بالتفصيل مستقبلاً .

أما المهمة السياسية على الأجندة فيجب أن تهدف إلى إعداد دستور ديموقراطي في تركيا بسرعة ، حيث يجب تطوير حوار مع كل الأوساط المعنية بهذا الموضوع بسرعة ، ويجب إعلان النفير العام على هذا الصعيد لدى المثقفين ومنظمات المجتمع المدني والكتاب والصحفيين ، فبدون دستور ديموقراطي لن يتطور حل ديموقراطي . إذا لم يحدث هذا ماذا سيحصل ؟ أنا أكرر تحذيري ؛ ستبدأ مرحلة جديدة من الاشتباك بعد الثالث عشر من أيلول ، بل حتى كما قال "جميل بايك" سابقاً يمكن أن تكون حرباً متوسطة الكثافة أمراً مطروحاً ، ليس في الريف فقط ، بل قد تمتد إلى مراكز المدن أيضاً ، فمسألة Dörtyol هذه لم تمتد إلى أماكن أخرى بالصدفة ، فإن حدث ذلك فسينعكس على الأماكن الأخرى أيضاً بكل سهولة ، فأرضية هذا الأمر متوفرة ، وعندها سيتجابه الشعبان ولن يكون هناك مهرب من الاشتباك ، وهذا سيفتح المجال أمام موت العشرات بل والمئات من الأشخاص . ولا أعلم إلى أي مدى يتم إدراك هذا الأمر . إن الخطر كبير وأنا ألفت انتباه الجميع ، فأنا أجهد هنا من أجل التصدي لهذه الأخطار وتحقيق الحل الديموقراطي والسلام ، ونظراً لأن جهودي هذه تُفشِل السياسات التي يفرضها النظام العالمي على AKP ، وتُعطل الألاعيب المحبوكة على الأكراد ، يُقيمون القيامة متحاملين عليّ قائلين "إنه يلتقي" ، هكذا أعبر عما يكمن خلف هذا الأمر .

لدي علم بتصريحات أردوغان ، ولا أظن أنه سيقول شيئاً جديداً في الثالث من أيلول في دياربكر ، أتمنى أن أكون مخطئاً ، ولكن عندما أنظر بشكل متكامل أرى أن AKP غير مستعد في هذا الموضوع ، أي ليس لديه استعداد معين ، ويبدو أنهم لن يلقوا خطوات إيجابية ، لندع كل شيء جانباً فإن إلغاء حاجز العشرة بالمائة ذو أهمية مصيرية ولكن لا يبدو لديهم أي استعداد حتى لترتيب هذا الأمر . يمكن أن يكونوا ضمن تكتيك للمراوغة . فليناقشوا مع الشعب بشكل كثيف ، فإن وجدوا AKP جاداً وصادقاً بالطبع يمكنهم أن يغيِّروا موقفهم ، فهم الذين سيقررون هذا الأمر ولست أنا ، وفي حال العكس أي إذا لم يجدوا AKP جاداً وصادقاً فيمكنهم أن يفعِّلوا موقفهم الراهن بالمقاطعة بشكل أكثر ، أي يعبرون إلى وضع المقاطعة الفعّالة ، فأنا أترك القرار في موضوع الاستفتاء للشعب بذاته ولمؤسساتنا . بل يمكنهم أن يقولوا "لا" أيضاً بعد النقاشات ، فأنا لن أتدخل في ذلك أيضاً ، فأنا أحترم كل قرار يتخذه الشعب .

أهدي تحياتي إلى شعبنا في مالاتيا وسيرت وأورفا ، إن أورفا مكان تراكمت فيه القضايا كثيراً ، فالمشاكل الاقتصادية تصل إلى الركب ، ثم الهجرة وعمال المياومة وكل شيء آخر ، ولهذا يجب نقاش هذه المشاكل في الأكاديميات ، يجب زيادة الإنضمام إلى الأكاديميات كماً ونوعاً ، فلا زالت في أورفا مشاكل بين العشائر ومشاكل الأراضي ، ومشاكل الثأر ، ووجود الأكاديميات شرط من أجل إيجاد الحلول للقضايا .

تلقيت رسالة من "تايلان جينتاي" ، لديه أعمال جيدة ، أعتقد أنه من مالاتيا ، أبعث إليه بتحياتي وأتمنى له الشفاء العاجل ، وأبعث بتحياتي إلى جميع الرفاق في السجون .

تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .

                                                                  25 آب 2010

994.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات