أوجلان: نحن في مواجهة مخطط شامل
الثلاثاء 31 آب / أغسطس 2010, 08:02
كورداونلاين

يجب إعداد دستور ديموقراطي في تركيا بسرعة ، حيث يجب تطوير حوار مع كل الأوساط المعنية بهذا الموضوع بسرعة
نحن في مواجهة مخطط شامل
ليس من وضع جديد على صعيد الصحة ، بينما المشاكل المعلومة مستمرة . وإذا نجحنا فسيكون ذلك معجزة ، خروجي حياً من هنا سيكون معجزة ونجاحاً كبيراً . إن ما عشته هنا وضعٌ يمكن شرحه بالكتب والروايات .
إنني متابع للمرحلة بشكل عام ، لماذا تقام القيامة إلى هذه الدرجة بسبب موضوع لقائي مع الدولة ، فلهذا الأمر خلفية تاريخية ، قرأت تقييمات "يالجين آكدوغان" ، فقد أجرى تقييماً بشأن موقفي أيضاً ، أعلم بذلك . لقد قلت دائماً بأن الأمور ستصل إلى هذه النقطة ، ولكن لم يكن مفهوماً ، كنت أتكلم عن دوري دائماً ، ولكن في أجواء لم تلعب فيها المؤسسات دورها يتم إلقاء كل العبء على أكتافي ، فأنا أعربت عن الإنسحاب بعض الشيء من أجل أن تصل هذه المؤسسات إلى حال تتناسب مع ذلك الدور ، وإلا فإنهم يلقون بكل المسؤولية على عاتقي ، علماً بأن صحتي حقاً يمكن أن لا تكون هكذا دائماً ، فأنا أتكلم دائماً عن مدى الصعوبات التي يسببها هذا المكان لي .
لقد قال "قارايلان" ما يعرفه الجميع ، إن محيط "الطرف"(أوساط جريدة الطرف) والذين يقولون بأن هذا الأمر سيصيب المسار بالانسداد ، في الحقيقة يسعون إلى إنقاذ الحكومة ، وسأتطرق إلى دور الحكومة في كل ما يجري . وفي الأصل سأبين مدى عدم كفاءتهم وعدم استعدادهم . فالذي يجب فهمه مما قاله قارايلان هو : الأمر المهم هو اللقاء ، والدولة هي التي أجرت اللقاء ، أما إذا كان الآتون إليه من هيئة الأركان أو من الاستخبارات أم من السلطات المدنية ، فلا يهم لأنهم يلتقون بصفتهم كدولة ، وهذا ما أفهمه أنا من كلام قارايلان .
كما سأتطرق إلى تصريحات المهنيين والصناعيين في دياربكر . لقد وصفوا "صلاح الدين ديميرتاش" بـنمط"بول بوت"(قائد الخمير الحمر في بورما ، اشتهر بدمويته) وما إلى ذلك ، إنها تخريفات ، فمن أين يستمدون هذه الجرأة ! ولكن أجد أن أتباعنا مرتاحين ، الجميع معجب بنفسه ويظن أنه يعرف كل شيء ، لا أفهم كيف يحدث ذلك ؟ لقد كان لدي اقتراح منذ سنوات بنمط من مجلس المدينة لدياربكر ، وعلى ما أعتقد هناك تأييد بما يقارب ثمانين في المائة في مركز المدينة ، لا أفهم كيف يكونون بهذا التشتت مع مثل هذا التأييد . أنا أتكلم وهم يفعلون ما يروق لهم .
كنت قد قلت بقوات الدفاع الذاتي من أجل دياربكر ، فعند حدوث خطر من الذي سيحمي دياربكر ، والشعب في مركز دياربكر ؟ أنا أسأل ، هل الكريلا ستحمي ؟ هذا مستحيل . فالدفاع الذاتي لا يعني القوة المسلحة ، بل بمعنى التنظيم ، فلتتكون وحدات الأحياء وكل هذه تجد تمثيلها في مجلس المدينة ، وتناقش كل هذه الأمور في الأكاديميات ، فالشعب سيوصل تحليلاته وحلوله إلى قرارات في مجالسهم .
إذا كانت تحدث الاعتداءات رغم قرار وقف العمليات لإيران ، فإن للطرف المقابل حق الدفاع عن الذات وحق الرد بالمثل أمور مشروعة ، فإذا لم يحدث ذلك سيبقى الميدان للاستفزازيين ، كما لن تتطور مسارات السلام القيِّم .
على ما يبدو العمليات العسكرية مستمرة رغم قرار وقف العمليات كما يُفهم . فوقف العمليات لا يجعل من الدفاع المشروع ظلماً ، حيث أن الدفاع المشروع والرد بالمثل حق طبيعي ، ففي الماضي أيضاً حدثت اعتداءات مماثلة عند مرحلة الانسحاب ، لقد حدثت اعتداءات على القوات المنسحبة وأظن أنه حدثت خسارة ما يقارب خمسمائة شخص في تلك المرحلة ، وبالمناسبة أريد توضيح ما يلي ؛ يجب أن لا يلوذ أحد بي ليقول إنه قرار صادر منه ، ويجب وقف العمليات ويجعلها ذريعة للخسائر . عليهم أن لا يبقوا بلا دفاع . لديهم حق الدفاع والرد بالمثل دائماً بشكل طبيعي ، وقرار وقف العمليات ليس عقبة أمام استخدام حقهم هذا . أنا لا أصدر التعليمات إلى أحد ولكن حقهم في الدفاع عن أنفسهم والرد بالمثل أمر مشروع . أكررها مرة أخرى ؛ بذلك فقط يمكننا الوصول إلى سلام قيِّم ، فإن لم يحدث ذلك سيبقى الميدان للاستفزازيين ، كما لن تتطور مسارات السلام القيِّم .
احتمال الاستفزاز في حادث باتمان عالي جداً ويجب توضيحه . منذ القديم أي منذ مرحلة العصابة الرباعية انتقدت نمط حربهم ، فهناك وضع من الاستفزاز في الميدان عند النظر موضوعياً أكثر مما إذا كانت النوايا حسنة أم سيئة ، فكان عليهم اتخاذ التدابير حيال المخاطر ، وقد أوضحت دائماً بضرورة اليقظة في مواجهة الاندساس على نمط JİTEM (استخبارات الجندارما) ، فهذا الخطر لم ينته بعد ، ودائماً هناك من يريد الاندساس .
منذ فترة طويلة وأنا أقوم بالتركيز على ؛ لماذا يريد النظام العالمي والولايات المتحدة وإسرائيل في المقدمة ، نظاماً سياسياً يقوم بإبعاد الأكراد في تركيا ، وهناك بعض النتائج التي توصلت إليها . في هذه الأثناء أدقق في كتاب "أحمد أوزير" ، حيث يحتوي على بعض الأمور أيضاً . تاريخ العلاقة الكردية ـ التركية حقاً كما يقال تشمل ألف سنة من التاريخ ، حتى يمكن القول بأنها ابتدأت في أعوام 1050 وليس 1071 ، حيث هناك تدفق الإمارات التركية إلى الأناضول ، وينتشر هؤلاء ويستقرون في الأناضول بمساعدة الأكراد ، ويحاربون مع الإمارات الكردية ضد البيزنطيين ، حتى أنهم يشكلون منطقة محايدة على خط "سيلوان" . ولولا دعم الإمارات الكردية لما أمكن الانتصار في حرب "مالازغيرت" والاستقرار في الأناضول . وهكذا يحدث استيطان الأتراك سياسياً في الأناضول بفضل الأكراد ، وهذه حقيقة تاريخية ، مثلما يتحقق توسعهم بالتحالفات التي يبرمونها مع الأكراد ، وتتجدد وتتأسس هذه العلاقة في عهد "ياووز سليم" من جديد ، وبفضل ذلك يتم الانتصار في الشرق في معركة "جالديران" عام 1514 ضد الصفويين في إيران ، وبذلك يتم فتح طريق الشرق الأوسط ، وبعدها يهزم "ياووز" المماليك في معركة "مرج دابق" عام 1516 ، وفيما بعد يُلحق الهزيمة النهائية بالمماليك بمساعدة الأكراد في معركة "الريدانية" عام 1517 ، وبذلك يتم التوسع إلى مصر ويستولون على الخلافة بإعدام الحاكم المملوكي . بعدها يأتي عهد "القانوني" وتستمر العلاقات ، فهناك قول شهير للقانوني هو "الأكراد هم جدران وقلاع من لحم لإمبراطوريتنا" . في ذلك العهد كانت هناك معاهدة "آماسيا" الموقعة مع الإمارات الكردية في عام 1520 ، غير معاهدة "آماسيا" المعروفة في عهد الجمهورية . والغريب أن هذه المعاهدة تنص على أحكام صريحة تأتي بمعنى الحكم الذاتي للأكراد حسب تسمية يومنا ، يُمنح الحكم الذاتي . بينما النظام الرأسمالي العالمي المتطور يُخرِّب هذه العلاقات . هناك مرحلة ابتدأت بتدخل النظام العالمي مع عهد "سليم الثالث" ، وفيما بعد يتم حقن ذهنية الاتحاد والترقي التي هي ذهنية غريبة عن روحانية هذه الأرض . ومصطفى كمال يدرك هذه الذهنية ولديه موقف خارج نطاقها كما لديه جهود عملية تتناسب مع هذا الموقف ، فيذهب إلى كردستان في عام 1916 ، وأساساً يبقى صامداً حتى عام 1919 بفضل علاقاته في كردستان . بل إنني أريد لفت الانتباه إلى التالي : كونه عضواً في مؤتمر أرضروم كان بفضل الأكراد ، حيث ينسحب عضو المؤتمر الذي يمثل "بيدليس" في المؤتمر ليترك مكانه لمصطفى كمال ، وبذلك ينضم مصطفى كمال إلى هذا المؤتمر بصفته عضواً كردياً للمؤتمر أساساً . يجب أن يعرف الجميع هذه الحقيقة التاريخية . لكن النظام العالمي يصادق على تنحية الأكراد مقابل كركوك والموصل ، ويتم ترتيب مؤامرة ضد مصطفى كمال في عام 1925 ، حيث يتم تهميش مصطفى كمال بمؤامرة 1925 . معلوم أنه يتم ترك مصطفى كمال وحيداً من خلال محاولة الإغتيال في إزمير ، ففي نفس المرحلة يتم عزل "فتحي أوكيار" الذي كان من فريقه عن رئاسة الوزارة ، ويتم وضع "عصمت إينونو" بدلاً منه . بعدها يتم تأليه مصطفى كمال ، حيث يقال له أنت الإله وإينونو هو الرسول أما "فوزي جاكماك" فهو القوة الضاربة . أي يتم تحييد مصطفى كمال وتصبح صلاحياته رمزية ، بينما تُمنح القوة الأصلية لعصمت إينونو وفوزي جاكماك ، وبذلك يؤسس النظام العالمي هيمنته ويقوم بتصعيد ذهنية الإتحاد والترقي . وبذلك يظهر مفهوم التركياتية البيضاء التي لا علاقة لها بالتركياتية الحقيقية . وعلى هذا الأساس تتطور الرسملة التركية . لقد كتب "يالجين كوجوك" أيضاً في كتبه عن هذه الأمور . كما يتم تطوير قول "ما أسعد من يقول أنا تركي" المعطوف على مصطفى كمال من جانب الأتراك البيض أيضاً ، فبهذا الشكل يتم تنحية الأكراد عن النظام السياسي .
إحدى النتائج التي توصلت إليها من هنا غريبة وأريد لفت الانتباه إليها ، فهي تلقي الضوء على تصريحات المهنيين والصناعيين في يومنا ، حيث يتم استخدام بعض الأوساط والمكونات المهنية المتمركزة في دياربكر من طرف الدولة ضد "الشيخ سعيد" خلال مرحلة تمرد الشيخ سعيد عام 1925 . أنا لا أقول بسوء نوايا المهنيين والصناعيين الذين أدلوا بالتصريح أو ما شابه ذلك ، بل أكشف عن الواقع الموضوعي بشكل مستقل عن النوايا ، حيث هناك وضع الاستخدام ، فعليهم التيقظ . إن AKP(حزب العدالة والتنمية) سيستخدم هؤلاء ثم يلقي بهم جانباً بعد فترة .
من هنا أنتقل إلى سياسات AKP ، فنحن في مواجهة نظام عالمي مفروض على AKP ويتجاوز AKP . هذا النظام فصَّل دوراً لـ AKP ، كما أنني لا أرى AKP حلفاً واحداً متجانساً ، فيمكن أن يكون ضمنه من يفكر بشكل مختلف ، ولكن النظام العالمي أناط بدور إلى AKP مفاده ؛ "امنح الأكراد بعض الحقوق المحدودة بشكل رمزي بمعنى الفتات ، واربط الأكراد بنفسك" . يقول بعض الأكاديميين "ما تم إنشاؤه اعتماداً على نظام حماية الألوية الحميدية الذي تأسس في عهد عبد الحميد استطاع مراوغة الحركة الكردية وانقطاعها على مدى قرن" ، هذا صحيح ، وأنضم إليه ولكن السياسات والألاعيب التي يمارسها AKP على الأكراد أكثر خطورة من ذلك . فإذا توافقت حسابات النظام العالمي وAKP ، ناهيك عن أخذ الحركة الكردية إلى الوراء مائة سنة ، بل ستؤدي بها إلى الاختناق والانتهاء . ونظراً لأنه سيتحقق الصهر اللغوي والثقافي أيضاً فيمكن التحدث عن فقدان الجوهر هذه المرة . الخطر كبير إلى هذه الدرجة . انظروا إلى هذه المدارس الداخلية في المنطقة ، إنهم يأخذون الأطفال منذ الخامسة من العمر ويُخضغونهم للصهر . إن هذا يشكل جريمة ضد الإنسانية حسب قوانين هيئة الأمم المتحدة أيضاً ، ومثل هذه الممارسة لايمكن أن تلاقي قبولاً في أي مكان من العالم . فلا يمكن قبول فصل الطفل عن أجوائه الطبيعية وعن لغته الأم وإخضاعه للصهر .
كما هناك بعض التناقضات والصراعات بين النظام العالمي وAKP بشأن تطبيق السياسات المتعلقة بالأكراد ولكنها ليست تناقضات غير قابلة للتوافق ، فيمكنهم أن يتوافقوا . بنفس الشكل اشترط النظام العالمي على قوى الجنوب دعم AKP ، كما حدث لقاء بين "آتالاي"(وزير داخلية تركيا) و"كمال بوركاي" في الأيام الأخيرة ، واللقاءات الصحفية مع "بوركاي" و "حسين يلدريم" أيضاً تهدف إلى تبليغ هذه الرسالة بعض الشيء ، أي أننا في مواجهة مخطط شامل ، إنهم يريدون فرض السيطرة على كل الأكراد من خلال ربطهم بالجنوب كإمارة مركزها أربيل على شاكلة إمارة "قطر" التي تسيطر على كل العالم العربي . بدعم من الرأسمالية العالمية يقوم AKP ببناء الذهنية الإسلامية ـ التركية التي كانت فيما سبق تركية ـ إسلامية ، على محور قيصري ـ قونية ، ويريد إضافة الأكراد إلى ذلك النظام ، أي أننا في مواجهة نوع من الألوية الحميدية المستحدثة ، فعبد الحميد فعل ذلك على أسس الحماة بينما AKP يقوم بتطوير ألوية حميدية حديثة ، ويطبقها بشكل خاص في تحريف المجالين الاقتصادي والثقافي . بعد الإعتذار منهم أنا أشبه هذا الوضع بـ"مغدورة ماردين" ، وفي الحقيقة لا أهدف إلى جعلها شخصية ، فقد جرى نفس الحادث في "سيرت" أيضاً ، حيث يتم تطوير ثقافة الاغتصاب لأسباب إقتصادية ، حيث يمكن الحديث عن إبادة عرقية شاملة بالألوية الإقتصادية والألوية الثقافية والألوية السياسية . يقومون بتضخيم بعض العائلات بالمعنى الاقتصادي ويربطونها بأنفسهم ، وهناك أكراد تم ضمهم إلى AKP بهذا الشكل . في الأيام الأخيرة يقوم كل من CHP(حزب الشعب الجمهوري) و MHP(حزب الحركة القومية) بتضييق الخناق على AKP من أجل الكشف عن لقاءات "دولماباخجة"(اللقاء الذي تم بين أردوغان ورئيس هيئة الأركان سراً عام 2007) ، ولكنهم لا يستطيعون التأكد مما دار من حديث هناك . حسب قناعتي تم التوصل إلى توافق في "دولماباخجة" ، حيث توافقوا على أساس القول لأردوغان "قم أنت بتنحية الأكراد ونحن سنسمح لك ولن نتدخل في شؤونك" . أما CHP و MHP اللذان يبدوان كمعارضة لـAKP فهما نسخة أخرى لهذه السياسات ، ولا يمكن أن يكونا بديلين . حيال ذلك نحن نقوم بتطوير حل حقيقي دائم .
كنت قد ذكرت سابقاً بأن هناك ستة أبعاد أو عناصر للإدارة الذاتية الديموقراطية ، ولن أكررها ، فمؤسسات الإدارة الذاتية الديموقراطية شاملة ويجب إجراء نقاشات عميقة في كافة المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية والقانونية والأمنية والديبلوماسية . كما يجب تكوين أرضية هذه النقاشات في الأكاديميات ، ليقوم الشعب باتخاذ قراراته بشأن تحليلاته وحلوله في مجالسه . أقولها على سبيل المثال . فمثلاً يمكن تكوين وحدات إلى جانب التنظيمات الكثيفة كاتحاد المهنيين الديموقراطيين واتحاد الفنانين الديموقراطيين واتحاد الرياضيين الديموقراطيين ، فلتتكون اتحادات ديموقراطية عديدة على هذا النحو ، على أن تجد هذه الإتحادات تمثيلها في مجالس المدن . إن الإدارة الذاتية الديموقراطية مع الأمة بمثابة الروح والجسد . فإذا كانت الأمة الديموقراطية روحاً فإن الإدارة الذاتية الديموقراطية هي الجسد . أي إذا كانت الإدارة الذاتية الديموقراطية هي الجسد فإن الأمة الديموقراطية هي الروح ، إنهما يكملان بعضهما البعض على هذا النحو ولا ينفصلان ، وكذلك هي علاقة الروح والجسد ، فلا يمكن أن يكون هناك روح بلا جسد ولا جسد بلا روح . وإذا لم تكن هناك أمة ديموقراطية فلن تكون هناك إدارة ذاتية ديموقراطية ، وإذا لم تكن هناك إدارة ذاتية ديموقراطية لن تكون هناك أمة ديموقراطية . كما يجب عدم التشبث بمسألة العَلَم .
بعض المثقفين يفسرون البعد الأمني للإدارة الذاتية الديموقراطية على أنه بحث مختلف عن الدولة ، وأنا أدرك ذلك ، فهذاالموضوع يُفهم بشكل خاطئ ، وأريد قول ما يلي ؛ هل سيأخذ الأكراد مكاناً ضمن البنية العسكرية القائمة أم لا ؟ وهل سيأخذ الأكراد مكاناً ضمن بنية البوليس ـ الأمن أم لا ؟ وكيف ستكون نظرة هذه المؤسسات إلى الأكراد ؟ وكيف سيحمي الأكراد أنفسهم ، وكيف سيضمنون سلامتهم ؟ إن هذه مواضيع مهمة جداً ، وسأتوقف عليها بشكل موسع في المستقبل . كما أن كلاً من BDP(حزب السلام والديموقراطية) و PKK بمفردهما لن يستطيعا القيام بالبعد الأمني هذا ، وأنا الذي سأسيِّره ، كما سأتطرق إلى هذه المواضيع بالتفصيل مستقبلاً .
أما المهمة السياسية على الأجندة فيجب أن تهدف إلى إعداد دستور ديموقراطي في تركيا بسرعة ، حيث يجب تطوير حوار مع كل الأوساط المعنية بهذا الموضوع بسرعة ، ويجب إعلان النفير العام على هذا الصعيد لدى المثقفين ومنظمات المجتمع المدني والكتاب والصحفيين ، فبدون دستور ديموقراطي لن يتطور حل ديموقراطي . إذا لم يحدث هذا ماذا سيحصل ؟ أنا أكرر تحذيري ؛ ستبدأ مرحلة جديدة من الاشتباك بعد الثالث عشر من أيلول ، بل حتى كما قال "جميل بايك" سابقاً يمكن أن تكون حرباً متوسطة الكثافة أمراً مطروحاً ، ليس في الريف فقط ، بل قد تمتد إلى مراكز المدن أيضاً ، فمسألة Dörtyol هذه لم تمتد إلى أماكن أخرى بالصدفة ، فإن حدث ذلك فسينعكس على الأماكن الأخرى أيضاً بكل سهولة ، فأرضية هذا الأمر متوفرة ، وعندها سيتجابه الشعبان ولن يكون هناك مهرب من الاشتباك ، وهذا سيفتح المجال أمام موت العشرات بل والمئات من الأشخاص . ولا أعلم إلى أي مدى يتم إدراك هذا الأمر . إن الخطر كبير وأنا ألفت انتباه الجميع ، فأنا أجهد هنا من أجل التصدي لهذه الأخطار وتحقيق الحل الديموقراطي والسلام ، ونظراً لأن جهودي هذه تُفشِل السياسات التي يفرضها النظام العالمي على AKP ، وتُعطل الألاعيب المحبوكة على الأكراد ، يُقيمون القيامة متحاملين عليّ قائلين "إنه يلتقي" ، هكذا أعبر عما يكمن خلف هذا الأمر .
لدي علم بتصريحات أردوغان ، ولا أظن أنه سيقول شيئاً جديداً في الثالث من أيلول في دياربكر ، أتمنى أن أكون مخطئاً ، ولكن عندما أنظر بشكل متكامل أرى أن AKP غير مستعد في هذا الموضوع ، أي ليس لديه استعداد معين ، ويبدو أنهم لن يلقوا خطوات إيجابية ، لندع كل شيء جانباً فإن إلغاء حاجز العشرة بالمائة ذو أهمية مصيرية ولكن لا يبدو لديهم أي استعداد حتى لترتيب هذا الأمر . يمكن أن يكونوا ضمن تكتيك للمراوغة . فليناقشوا مع الشعب بشكل كثيف ، فإن وجدوا AKP جاداً وصادقاً بالطبع يمكنهم أن يغيِّروا موقفهم ، فهم الذين سيقررون هذا الأمر ولست أنا ، وفي حال العكس أي إذا لم يجدوا AKP جاداً وصادقاً فيمكنهم أن يفعِّلوا موقفهم الراهن بالمقاطعة بشكل أكثر ، أي يعبرون إلى وضع المقاطعة الفعّالة ، فأنا أترك القرار في موضوع الاستفتاء للشعب بذاته ولمؤسساتنا . بل يمكنهم أن يقولوا "لا" أيضاً بعد النقاشات ، فأنا لن أتدخل في ذلك أيضاً ، فأنا أحترم كل قرار يتخذه الشعب .
أهدي تحياتي إلى شعبنا في مالاتيا وسيرت وأورفا ، إن أورفا مكان تراكمت فيه القضايا كثيراً ، فالمشاكل الاقتصادية تصل إلى الركب ، ثم الهجرة وعمال المياومة وكل شيء آخر ، ولهذا يجب نقاش هذه المشاكل في الأكاديميات ، يجب زيادة الإنضمام إلى الأكاديميات كماً ونوعاً ، فلا زالت في أورفا مشاكل بين العشائر ومشاكل الأراضي ، ومشاكل الثأر ، ووجود الأكاديميات شرط من أجل إيجاد الحلول للقضايا .
تلقيت رسالة من "تايلان جينتاي" ، لديه أعمال جيدة ، أعتقد أنه من مالاتيا ، أبعث إليه بتحياتي وأتمنى له الشفاء العاجل ، وأبعث بتحياتي إلى جميع الرفاق في السجون .
تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .
25 آب 2010