إنهاء العمليات القتالية في العراق: لا تغيير في كركوك
الثلاثاء 31 آب / أغسطس 2010, 15:06
كورداونلاين

على رغم الضجيج الإعلامي الذي رافق الإعلان الأمريكي بإنهاء العمليات القتالية في العراق، تبقى درجة التغيير في العراق ككل موضع تشكيك. أما في مناطق الشمال، فيبدو أن لا تغيير حدث على الإطلاق.
فقد توجهت بي بي سي إلى المكتب الإعلامي للجيش الأمريكي في العراق بسؤال واضح: هل لا يزال هناك تواجد للجيش الأمريكي في كركوك؟
بعد تأخير ومماطلة، جاءت الإجابة التالية:
"سوف تتحول القوة الأمريكية في العراق بشكل كامل من مهمتها القتالية إلى مهمة مشورة ومساعدة مع بداية عملية الفجر الجديد في أول أيلول/ سبتمبر. ستستمر القوات الأمريكية بالتعاون الوثيق مع شركائها العراقيين في كافة أنحاء البلاد وفقا للاتفاقية الأمنية. "
وحين توجهنا بالسؤال نفسه إلى اللواء جابر الياور وكيل وزير البشمركة في حكومة اقليم كردستان العراق، تلقينا إجابة أوضح.
الياور شدد أولا على أن القوات الأمريكية لم تكن أصلا داخل كركوك، وإنما في "قاعدة الحرية" خارج المدينة، وأضاف أنها لم تقم بأي انسحاب من هذه القاعدة.
أمن كركوك
تتولى الشرطة المحلية في كركوك أمن المدينة، في حين يسيطر ثالوث أمني مكون من الجيشين الأمريكي والعراقي وقوات البشمركة على مداخل المدينة.
وقال الياور لبي بي سي إن هناك فوجا عسكريا مختلطا من الجيش العراقي والأمريكي والبشمركة وهو مكون من حوالي 400 جندي. وأضاف أن هذا الترتيب لم يتغير بعد الإعلان الأمريكي، وأن القوات الأمريكية لا تزال تقوم بالدور نفسه.
كما شدد الياور على أن كل عملية تخفيض القوات لا تنطبق أساسا على الشمال، موضحا أن مناطق "القاطع الشمالي" لتوزيع القوات العسكرية لم يمسها أي تغيير. وتشمل هذه المناطق الموصل و تكريت وكركوك وديالى، في حين أن ما حدث من سحب للقوات الأمريكية ينطبق على مناطق الوسط والجنوب.
أزمة ثقة
ظاهريا قد يبدو الجهد المشترك بين البشمركة والجيش العراقي والجيش الأمريكي عامل اطئمنان للمتخوفين على الأمن في كركوك. لكن ظاهر التعاون هذا يخفي طبقات من الريبة المتراكمة بين الأكراد والعرب، في مدينة تقع في صلب أزمة الثقة بين أربيل عاصمة اقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد.
فحين تقرر ارسال الجيش العراقي إلى محيط المنطقة، تخوف البعض في اقليم كردستان من أن الهدف من ذلك إنشاء "حزام عسكري" حول كركوك للحد من التواصل بينها وبين مدن الاقليم، وبالتالي حسم هوية كركوك على الأرض.
أما داخل كركوك فيتخوف بعض العرب والتركمان من القوة العسكرية المنظمة للبشمركة ومن احتمال توظيفها أيضا لاستباق الحل السياسي.
مسائل شائكة كثيرة ستظل عالقة إلى حين التوصل إلى حل للسؤال الأساسي: هل تنضم كركوك إلى اقليم كردستان أم لا؟ لكن بالانتظار، فإن الوضع الأمني في المدينة ومحيطها هو نفسه سواء قبل الإعلان الأمريكي أو بعده
كوردأونلاين / بي بي سي