الحسكة-سانا

لا تتوقف حاجة الإنسان للمياه عند حدود الاستخدام الشخصي في استمرار الحياة ولا عند أهمية الاستقطاب والتجمع بل تتعداها لتشمل كل مجالات الحياة في النقل والزراعة والصناعة وغيرها فقد ارتبطت التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر مراحل التاريخ بمدى توافر مصادر المياه .

واصبحت مسألة تأمين مياه الشرب للتجمعات السكنية واحدة من أهم المسائل التي تسعى الدول جميعها الى حلها عبر تنفيذها لمجموعة من المشروعات المائية الهادفة إلى ايصال مياه الشرب للجميع .

لحل مشكلة تأمين مياه الشرب في محافظة الحسكة تسعى المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة التي تؤمن المياه لأكثر من 2100 تجمع سكاني لتنفيذ عدد من المشروعات الحيوية الهادفة إلى زيادة عدد المستفيدين من خدمات المياه في قرى وأحياء ومدن وبلدات المحافظة وزيادة معدل نصيب الفرد الواحد منها وتحسين نوعية مياه الشرب .

وقال المهندس محمد عرف الشيخ علي مدير عام المؤسسة إن مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها تعتمد على المياه المنقولة من الآبار الارتوازية المحفورة على سرير نهر الخابور عن طريق قناة مكشوفة بطول 64 كيلو مترا والتي تصب بدورها في السد الغربي مصدر مياه الشرب لمدينة الحسكة وضواحيها.

وأشار إلى إن هذه المياه التي تعتمد على الآبار الارتوازية بدأت مواصفاتها الفيزيائية والكيميائية بالتغير بسبب تغير مواصفات الطبقات الحاملة لها من ناحية والتلوث الحاصل في قناة الجر من ناحية أخرى كونها مكشوفة وتمر بعدد كبير من التجمعات السكانية موضحا ان هذه المياه على المدى البعيد ستصبح غير صالحة للشرب وذلك وفق كتاب وزارة الري ومديرية الموارد المائية في المحافظة .

أوضح مدير عام المؤسسة انه يتم العمل على تطوير وتوسيع مصادر المياه لتغطية التوسع والتزايد السكاني وإيجاد البدائل للمصادر المائية وحفر آبار بديلة وتأمين المضخات واستثمارها واستبدال وتوسيع شبكات المياه وخاصة بعد شح مياه نهر الخابور وتوقف جريانه الطبيعي بسبب تعرض المحافظة في السنوات الأخيرة للجفاف وانخفاض منسوب مياهه .

واوضح أن المؤسسة في اطار سعيها لتامين مصادر مياه بديلة للمحافظة بدأت خلال العام الحالي بمشروع حفر 30 بئرا في منطقة حوض رأس العين وإنشاء محطات تجميع وضخ في عالية الشرقية وخطوط تجميع وخط ضخ فونت لإرواء الحسكة والمناجير وتل تمر بطول 70 كم مشيرا الى أن الكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ نحو مليارين و500 مليون ليرة .

وأضاف الشيخ علي أن الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية بدمشق تقوم بدراسة مشروع جر مياه نهر دجلة إلى مدينة الحسكة المرحلة الثانية بكلفة 20 مليون ليرة .

أوضح أن المشروع يتضمن إنشاء مأخذ للمياه الخامية على نهر دجلة بغزارة 4 امتار مكعبة في الثانية وتمديد خط ضخ للمياه الخام إلى خزان تجميعي في كراتشوك يغذي محطة التصفية في خان الجبل وخط جديد يزود بدوره مدينتي المالكية والقامشلي وباقي البلدات المتوضعة على المسار .

دوره لفت سليمان عبد الحي معاون المدير العام لمؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي بالحسكة إلى إن المؤسسة شارفت على انجاز مشروع جر المياه من قناة الصور بدير الزور إلى جنوب الحسكة بهدف تأمين احتياجات نحو138 قرية وبلدة واقعة على ضفاف نهر الخابور من مياه الشرب وبغزارة تبلغ نحو875 لترا في الثانية من المياه الخامية للمشروع .

وبين أن عدد المستفيدين من المشروع يبلغ نحو130 ألف نسمة يؤمن احتياجاتهم من المياه لمدة ثلاثين عاما مشيرا الى أن الكلفة الإجمالية للمشروع تقدر بنحو مليار و800 مليون ليرة أنفق منها أكثر من مليار و500 مليون ليرة منذ بدء العمل بالمشروع عام 2003 .

وقال عبد الحي ان مشروع جر مياه قناة الصور يشكل أيضا مصدرا احتياطيا للمياه لأهالي مدينة الحسكة والمشروع مستثمر بشكل جزئي حاليا موضحا أن الأعمال المنجزة في المشروع شملت تنفيذ مأخذ للمياه الخامية على نهاية قناة الصور بدير الزور وإقامة محطة ضخ للمياه بجانب المأخذ ومحطة ضخ في منطقة العلوة الغربية ومحطات تصفية في كل من مركدا والشمساني .

وأضاف أن الأعمال المنجزة شملت ايضا تجديد محطات التصفية القديمة وتنفيذ 15 خزانا عاليا في القرى المستفيدة وتمديد خط ضخ رئيسي بقساطل جي بي آر من محطة الضخ الأولى بالصور إلى محطة ال47 مرورا بمحطة العلوة الغربية بطول 78 كم وتنفيذ خطوط مياه فرعية ضمن مركدا وقراها على ست مراحل بطول 150 كم.

وأشار الى استمرار العمل في تنفيذ عدد من الخزانات العالية في بعض القرى التي يشملها المشروع موضحا انه تم إنجاز 95 بالمئة من مشروع تمديد خط ضخ رئيسي بقساطل فونت بطول 57 كم من محطة السبع وأربعين إلى محطة العزيزية بالحسكة في حين وصلت نسبة الإنجاز في مشروع محطة تصفية الشدادي الى 85 بالمئة .

جوان و ميلاد