الجمعة 29 آذار / مارس 2024, 09:01
أبو رياض..مجاهد من السويداء أسس أكبر مكتبة في المحافظة




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
أبو رياض..مجاهد من السويداء أسس أكبر مكتبة في المحافظة
الجمعة 27 آب / أغسطس 2010, 09:01
كورداونلاين
اكتمل الحلم وحصلت علي مكتبتي الكاملة التي تضم موسوعات من التراث العربي والبحوث في مختلف مجالات العلوم والسياسة والاقتصاد وكتباً نادرة من الأدب العربي والعالمي.

السويداء-سانا

يشكل الكتاب الحاضن الامين للمعرفة فمن خلاله تناقلت الأجيال تراثها وتاريخها الثري واليوم يقاس المستوى الحضاري للمجتمعات من خلال انتشار عادة القراءة بين أفرادها واستهلاكهم للكتاب معرفيا.

ولما كانت سورية المهد لأول ابجدية في التاريخ فليس من المستغرب أن تجد بين ابنائها من يدفعه حبه وشغفه بالقراءة والمطالعة إلى تأسيس مكتبات خاصة تضم اندر الكتب وأقدمها وهو حال المجاهد أبو رياض جاد الله سعيد عز الدين الذي دفعه تعلقه بالمعرفة والتراث إلى تحويل منزله في مدينة السويداء إلى مكتبة ضخمة تضم بين جنباتها أكثر من 14 ألف كتاب و 1000 مطبوعة ما بين صحيفة ومجلة تعود بتاريخها إلى العام 1937 جمعها على مدى أكثر من ستين عاماً. ويتذكر المجاهد أبو رياض المولود عام 1916 نشأته الأولى في قريته رضيمة اللوا التي تعلم الإبتدائية في مدرستها وبقي فيها إلى أن التحق مع والده بالثوار في بوادي السرحان بعد أن حكم على الثوار بالنفي عام 1927 وعلى إثر ذلك رحل إلى منطقة الصفا في البادية السورية مروراً بمدينة الأزرق الأردنية وصولاً إلى منطقة النبك في وادي السرحان حيث بقي هناك مدة خمس سنوات عانى خلالها مع الثوار الذين بقوا في المنفى لمدة عشر سنوات من شظف العيش والجوع والعطش.

وفي عام 1932 عاد إلى السويداء لإكمال دراسته حيث التحق أول الأمر بالمدرسة اليسوعية التي رفضت استقباله بعد أن علمت أنه ابن مجاهد وثائر ضد الإحتلال الفرنسي فالتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت ليحصل في عام 1939 على الإجازة في الفلسفة.

وعاد بعدها إلى السويداء وعلم في مدارسها وتولى إدارة أول مدرسة فيها بين عامي 1940 1945 وحصل على بعثة إلى مصر لينال الإجازة في الهندسة الزراعية وانتخب عام 1949 نائباً في البرلمان السوري عن منطقة شهبا ثم كلف مديراً لزراعة السويداء بين عامي 1953 1958 حيث كان أول من أدخل إلى السويداء زراعة التفاح والزيتون بشكل كثيف وفي عام 1959 انتخب نائباً في مجلس الأمة إبان فترة الوحدة بين سورية ومصر حيث ناضل مع رفاقه في البرلمان لمنح الفلاحين حقوقهم.

 الولع بالمطالعة والبحث دفع جاد الله سعيد عز الدين لتأسيس المكتبة التي كانت بمثابة الحلم لديه

ويقول أبو رياض إن ما دفعه لتأسيس هذه المكتبة التي كانت بمثابة الحلم لديه ولعه بالمطالعة والبحث لافتاً إلى أن وجوده في بيروت أثناء دراسته في الجامعة الأمريكية أتاح له الفرصة للبدء بجمع الكتب وشرائها من شارع الحمراء وحي اليسوعية والمكتبات المحيطة.

واشار إلى أن دراسته في جامعة عين شمس بالقاهرة لمدة أربع سنوات قبل فترة الوحدة بين سورية ومصر شكلت حافزاً له لمتابعة العمل على تحقيق حلمه في جمع الكتب وشرائها من البائعين وبصورة خاصة في ساحة الأزبكية وشوارع القاهرة حيث كانت تعرض العديد من الكتب للعامة بأسعار زهيدة وأكثرها من الطبعات القديمة.

ويضيف أبو رياض أكثر ما يستهويني الكتب التاريخية والأدبية لذا كنت أتجول بين البائعين وأتصفح الكتب وأنتقي منها ما يبهج الروح ويغني العقل بالمعارف وشغلي الشاغل إنشاء مكتبة تحوي كل الثقافات العربية وعند عودتي إلى السويداء عملت على إعادة تجليد الكتب التي اشتريتها وبوبت كل مجموعة منها على شكل موسوعات ورتبتها ضمن خزن خشبية وأخرى معدنية وهكذا حتى اكتمل الحلم وحصلت علي مكتبتي الكاملة التي تضم موسوعات من التراث العربي والبحوث في مختلف مجالات العلوم والسياسة والاقتصاد وكتباً نادرة من الأدب العربي والعالمي.

ويلفت أبو رياض إلى أنه تمكن حتى اليوم من قراءة ما يزيد على 1000 كتاب من الكتب التي ضمتها مكتبته الخاصة حيث تأثر بكتب التراث والأدب العربي وشعراء الجاهلية إضافة إلى مآثر الشاعرين الكبيرين المعري والمتنبي مشيراً إلى أن ابنه وليد الحاصل على الإجازة في الأدب العربي يعكف حالياً على إنجاز الأرشفة الالكترونية لهذه المكتبة.

 أكثر من 1000 كتاب من مكتبته الخاصة تمكن أبو رياض من قراءتها حتى اليوم

ويختم أبو رياض حديثه بدعوة جميع المهتمين والشباب إلى الاستفادة من محتويات مكتبته التي لم تمنع يوماً عن مثقف وبقيت على الدوام في متناول أيدي كل الباحثين عن الأدب والمعارف والعلوم.

ويقول الباحث اسماعيل الملحم رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في السويداء إن أبا رياض قامة أدبية وفكرية وكان من أوائل الخريجين الجامعيين في السويداء وله دور فاعل في جميع المجالات الاجتماعية والثقافية بمستوياتها المتعددة لافتاً إلى أنه قارىء جيد وصاحب رأي في جميع الأحداث التي شهدتها المحافظة على مدى قرن من الزمان و رغم أنه ناهز الستة والتسعين عاماً إلا أنه مازال يملك المهارات الفكرية والقدرة على إبداء الرأي في مختلف الموضوعات.

ويضيف الملحم إن مكتبة أبي رياض تشكل ظاهرة ثقافية لا مثيل لها في المحافظة من حيث عدد الكتب وتنوع موضوعاتها ومن حيث اقتنائه للدوريات والأبحاث مشيراً إلى أن المكتبة كانت على الدوام مفتوحة أمام كل من يطلب الاستزادة منها واستفاد منها كل من كتب عن المحافظة.

سهيل حاطوم

1846.

ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات