أوجلان:لايمكن القضاء على العمال الكردستاني
الثلاثاء 13 تمّوز / يوليو 2010, 22:18
كورداونلاين
أتقدم بثلاث اقتراحات ضمن هذا الإطار ، أولها : يجب تحقيق وضع عدم الاشتباك بشكل متبادل . وثانياً : يجب تأسيس لجنة العدالة والحقيقة ضمن بنية البرلمان ، بما يشبه جنوب أفريقيا ،
لدى PKK نمطه في المقاومة، ومصدر الانضمام المستمر وإمكانياته فلا يمكنهم القضاء عليه
هناك التصريحات التي أدلى بها رئيس الدولة السورية السيد بشار الأسد عندما جاء سابقاً إلى استانبول ، فقد تحدث عن الحوار والوفاق من أجل الحل الديمقراطي ، إن الحل ضمن هذا الإطار أمر مهم .
إن تصريحات "باشبوغ"(رئيس هيئة الأركان) ، تكرار للقديم ، إن تكرارٌ لمفهوم تمت تجربته وأفلسَ وانتهى .
أعتقد أن BDP(حزب السلام والديموقراطية) سيؤسس مكتباً للاتصال في "هولير" ، ذلك المكان يشهد حراكاً ، إن "بروكسل" مهمة و"واشنطن" مهمة ، ولكن "هولير" أهم ، ومن المهم فتح ممثلية فيها . فالناس هناك هم أناسنا ، وهناك ما يزيد على خمسمائة شركة ، وعدم وجود مكتب هناك حتى الآن كان خطأً .
افتتاح أكاديمية السياسة في أورفا مهم جداً ، وذكرت سابقاً بأن هناك قضايا هائلة في أورفا ، كالمياومة والبطالة والفقر والهجرة ـ حيث يهاجر شباب أورفا إلى الجهات الأربعة من العالم ـ ووضع النساء أمام الأنظار ، أي هناك قضايا هائلة ، والمطلوب هو جهود جادة جداً ونضال ديموقراطي من أجل حل هذه القضايا ، وحل أورفا يعني حل كثير من المناطق والأمور ، فتاريخ أورفا معلوم . في الحقيقة كفاح إلحاق الهزيمة بالفرنسيين في أورفا هو من إنجاز الأكراد ، ولولا ذلك ربما ما أمكن تحقيق النجاح في حرب التحرير . فالنصر الأول على هذا المسار كان المعاهدة التركية الفرنسية التي تم توقيعها ، كما أن تتبع المقدم "نوئل" لمصطفى كمال بدأ من أورفا في هذا السياق ، فمن هناك أمتد الكفاح ووصل إلى "سيواس" و"ألعزيز" ولكن البداية كانت من أورفا . في الحقيقة انعكس دور ومكانة الأكراد في حرب التحرير على دستور 1921 أيضاً ، وتعلمون بأنه تم اتخاذ الترتيبات التي تعترف للأكراد بالحكم الذاتي في تلك المرحلة ، أي تم الاعتراف بالحكم الذاتي . وهذا الأمر موجود في أحاديث مصطفى كمال حينذاك . ولكن الانكليز وكوادر الاتحاد والترقي وبيد كل من "عصمت إينونو"(رئيس وزراء تركيا آنذاك) و "فوزي جاكماك"(رئيس هيئة الأركان آنذاك) قضوا على نفوذ مصطفى كمال ، وذهب الأكراد ضحية للسياسات الانكليزية . بعدها بدأ لوبي الحرب الخاصة بالتأثير تدريجياً على المسألة الكردية . وفي يومنا يحاول لوبي الحرب الخاصة تأسيس نفوذه في أورفا . يتم التلاعب من خلال العرب ، والوضع الذي يتم تعريض شعبنا إليه أمام الأنظار ، فرغم الإمكانيات الهائلة لأورفا تتم ممارسة سياسة إفقار رهيبة ، ولهذا فإن تأسيس الأكاديمية أمر مهم ، وأُبدي بها الاهتمام كثيراً . حيث هناك التقييمات التي أجريتها بشأن "غوباكلي تبه"(مكان أثري يعود لإثني عشر ألف عام قرب أورفا) ومكان وأهمية أورفا في التاريخ العبري . أعتقد أن تصريحاً صدر من منظمات المجتمع المدني في أورفا هذه الأيام ، أظن أن التصريحات في هذا الاتجاه مستمرة .
خط "عينتاب" و "آديامان" و "ماراش" و "مالاتيا" يبدو ساكناً ، أعتقد أن BDP عاجز عن إقامة تنظيم فعّال هناك . أنا أعرف وأتذكر أن تلك المناطق كانت متطورة ، كان الجانب الديموقراطي وجوهره متطوراً فيها . الرأسمالية دمّرت هذه المناطق ويجب إنقاذها من التعلق بالرأسمالية وعدم تركها فارغة ، من المهم أن ينشط BDP في هذه المناطق .
لدي بعض المقترحات العملية إلى الحكومة و KCK و BDP وكل المعنيين بشأن الحل الديموقراطي للقضية ، وأتقدم بثلاث اقتراحات ضمن هذا الإطار ، أولها : يجب تحقيق وضع عدم الاشتباك بشكل متبادل . وثانياً : يجب تأسيس لجنة العدالة والحقيقة ضمن بنية البرلمان ، بما يشبه جنوب أفريقيا ، حيث يجب أن تتكون هذه اللجنة من الأشخاص المختصين في ميادينهم . يمكن أن تكون هناك لجنة في البرلمان ولكن هناك مجموعات عمل أدنى متنوعة مرتبطة بها ، هذه أيضاً تتكون من المختصين ، حيث يمكن أن يأخذ المثقفون وممثلوا المجتمع المدني أماكنهم ضمنها . هذه اللجنة تستمع إلى كل الأطراف التي لها علاقة بمسار الاشتباك بمن فيهم أنا . وتستمع إلى "تشيللر"(رئيسة الوزراء في التسعينيات) و "آغار"(محمد آغار رئيس الأمن ووزير داخلية سابق) والممثلين الآخرين الذين أخذوا مكانهم في المراحل الماضية . هذه اللجنة تكشف عن الحقائق . فعلى اللجنة أن تعمل بشمولية ، وتستمع إلى جميع الأطراف ثم تشارك الرأي العام والشعب فيما تتوصل إليه من نتائج . ثم تقوم الأطراف بالعفو عن بعضها البعض ، وبذلك يتم إغلاق مرحلة . إن القيام بذلك ليس صعباً إلى تلك الدرجة ، فقد نجح ذلك في جنوب أفريقيا وأوصل إلى الحل . وليس من سبب يجعله غير ناجح هنا ، أعتقد أن هذا مفهوم . بالتوازي مع ذلك يصبح جمع القوات في ساحة ما أمراً مطروحاً . ويتم وضعها في الانتظار بضمانة قوات دولية من قبيل هيئة الأمم المتحدة حتى يتحقق الحل ، وبعدها تأتي المرحلة الثالثة . وثالثاً : تتحقق عودة القوات المتجمعة في ساحة معينة إلى الوطن الأم . ليس كما حدث في خابور ، بل تكون العودة جماعية ، وعلى صعيد البعد الأمني لهذا المسار فتجري لقاءات مع KCK أما العمل من أجل دستور ديموقراطي فتسير من خلال BDP ، كما تنضم إليه الأحزاب الأخرى أيضاً ، وإذا تطورات الحلول الدستورية والقانونية على هذا الأساس فيتم التخلي عن السلاح .
إن دوري هنا يُفهم بشكل خاطئ ، والمقاربات من نوع إنه يريد إنقاذ نفسه هي مقاربات رخيصة . فأي مسار لا يضمني ليس له فرصة في النجاح ، والأمر هكذا من طبيعة الأمور . فليس لدي هموم من قبيل إنقاذ نفسي ، وإذا كان هناك خلاص فسيكون من أجلنا جميعاً . يجب الابتداء بمسار التفاوض من أجل الحل ، ولكن ؛ ماذا سيحدث إذا لم يجري ذلك ، أو إذا لم يأتي مسار التفاوض ماذا سيحدث ؟ هذه النقطة مهمة . في السابق تحدثت عن مسارات الثورة ،إنني أتحدث عن هذه المسارات من أجل ما يلي ؛ إذا ما ابتدأت مسارات الثورة مرة فإنها تخرج عن السيطرة ، فليس من أحد يستطيع السيطرة عليها . هل هذا الخطر قائم في تركيا الآن ؟ نعم إنه موجود . أنا هنا لا أقول لـPKK أفعلوا كذا ...وكذا ، كما لا أزوده بالتكتيك ، ففي الأصل يقوم PKK بتطبيق تكتيكاته ، فلديه طرازه في المقاومة ، وهم عارفون بما يفعلونه .
أنا لا أقول لأحد أن يصعِّد ويعمق الحرب ، بل أضع تشخيصاً ، وأريد لفت الانتباه إلى خطر ما . لقد تم فهم تصريحي في 31 أيار أيضاً شكل خاطئ ، فأنا أقول أن هناك ناراً مندلعة فلنطفئها ، بينما بعضهم ماانفك يرمي بالحطب في النار أمثال "باخجلي"(رئيس MHP) والآخرين . لا يمكن إطفاء النار هكذا . وأنا أقول عكس ذلك ، تعالوا لنسحب هذا الحطب من تحت النار ، وألفت الانتباه إلى الأخطار التي ستنجم عن توهج النيران . أنا لا أحزن على موت الكريلا فقط ، بل أحزن حقاً لموت الجنود أيضاً ، وأريد الحيلولة دونه ، وأقوم بطرح مقترحات وسبل الحل السلمي الديموقراطي ، ولكن لا يمكن تطوير الحل مع مخلفات الاتحاديين المتمثلة في CHP(حزب الشعب الجمهوري) و MHP(حزب الحركة القومية) . ولا مع استمرارية "حزب الحرية والاختلاف" المتمثلة في ذهنية الإسلاموية المزيفة . فلا زال هناك من يقول ؛ سنقضي عليهم ، ونقتلهم ونبيدهم . لا يمكن القضاء على PKK مثلما يقول البعض بالضرب والقتل ، فلا الجيش المحترف ولا الأسلحة التكنولوجية كل هذه لا يمكنها أن تقضي على PKK ، هل ستُلحق به الضرر ؟ نعم يمكنها إلحاق الضرر ، لنفترض أنه قُتل مائة شخص من PKK ، فماذا سيحدث ؟ سيحدث تدفقاً إلى هناك من الأكراد القاطنين في جميع أرجاء العالم وليس من تركيا فقط ، ولهذا لا يمكن القضاء على PKK ، علماً بأن هناك خطر انتشار الاشتباكات إلى المدن ، عندها لا يمكن الخروج من أعباء الأمر . تكلمت عن مراحل الثورة والثورة المضادة ، عن الثورة الفرنسية عام 1789 وثورة أوكتوبر 1917 . ويجب التدقيق في السنوات الأولى من الإشتراكية الوطنية الألمانية ، وأنا لا أقول بمعنى ضرورة أن يحدث ذلك في تركيا ، بل ألفت الانتباه إلى خطر ما ، وكنت قد قلت سابقاً ، وأكرره لأهميته ؛ قلت ؛ إذا لم يتطور الحل فيمكن أن تحدث ثلاثة أمور . أولها ؛ مسار الاشتباك ، أي أن تدوم الحرب ، وفي هذا المسار يمكن أن تلحق الدولة ضرراً كبيراً بـPKK ، ولكن كما قلت سابقاً لدى PKK طرازه في المقاومة ، ولديه مصدر الانضمام المستمر ، ولديه إمكانياته ، ولا يمكنهم القضاء على PKK . ثانيها ؛ أن يتعمق مسار الاشتباك أكثر ، ويطول أمده . فإذا امتدت الحرب فلا بد أن يحدث الانحراف لدى الطرفين ، ويمكن أن تشتق العصابات لدى الطرفين ، أي أن تحدث جرائم مجهولة الفاعل وإحراق القرى على نمط JİTEM(استخبارات الجندارما) لدى الدولة ، أما لدى PKK فيمكن أن تتطور أمور مشابهة للعصابات . ثالثها ؛ أن تقفز الحرب والاشتباكات إلى كل مكان ، وتنتشر إلى المدن ، ويؤول الوضع إلى اشتباكات مجتمعية ـ أثنية ، ويخرج المسار عن السيطرة وتحدث الفوضى ، فلن يكسب أحد ، بل سيخسر الجميع ، ولكن الدولة ستكون أكبر الخاسرين .
هناك رسائل عديدة لم يعطوني إياها ، أعتقد أن رسالة من ألمانيا ـ أوفنباخ لم يعطوني إياها . وكذلك رسالة كتبها....من حي الخامس من نيسان في دياربكر لم يعطوني إياها . وهناك رسائل كثيرة مماثلة لم تعط لي . هذه رسائل أُرسِلت من الخارج ولم يعطوني إياها . مثلما هناك رسائل أُرسِلت من السجون ولم يعطوني إياها . وصلتني رسالة من سجن مالاتيا ، وفد كانت رسالة متعمقة حقاً ، أتمنى لها النجاح . كما استلمت رسائل جيدة من سجن أرضروم ، ومنها رسالة قوية بشكل خاص ، لدى الكاتب تركيز جيد في موضوع تاريخ الجمهورية خاصة ، فهو يجد بعض الوثائق المتعلقة ببعض التطورات في تلك المرحلة ويبرزها ، أتمنى له النجاح . كما استلمت رسالة من سجن زونغولداك . كما وصلتني رسالة من رفيق من أكراد إيران . أبعث بتحياتي الخاصة إلى كل الرفاق من الأجزاء الأخرى والموجودين في سجون تركيا . كما استلمت رسائل الرفاق من سجون آديامان وتكيرداغ وبوجا ، أبعث بتحياتي إليهم جميعاً .
أبعث بتحياتي كثيراً إلى جميع الناشطين في مؤسساتنا في أوروبا ، وإلى العاملين في التلفزيون والصحافة والجمعيات ، وإلى الفنانين .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في أورفا ، وقارس وأرضروم وسرحد .
تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .
7 تمــــــــــوز 2010