وقال رئيس المجلس الإسلامي للديانة الإسلامية محمد الموسوي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن مشاركة رئيس الوزراء في تدشين مسجد هي "سابقة لا مثيل لها في عهد الجمهورية الخامسة التي أعلنها الجنرال شارل ديغول عام 1958"، وأضاف "هي تعبير عن اعتراف الحكومة بالإسلام وبكل رموزه في فرنسا"، وفق تعبيره

ورأى الموسوي في افتتاح فيون للمسجد "مؤشراً مهماً" بعد الجدل حول الإسلام خلال النقاش بشأن الهوية الوطنية وحظر النقاب في الأشهر الماضية، وقال إنه ذكر لرئيس الوزراء الفرنسي لدى الاجتماع به قبل أسابيع "ضرورة مشاركته إلى جانب المسلمين في مناسبات ايجابية لأن الجدل والنقاش حول أمور جانبية أضر بالإسلام"، ونوه رئيس المجلس الإسلامي أن استطلاعاً للرأي بين أن 40% من الفرنسيين لا يؤيدون بناء المساجد في بلادهم، وأن حضور فيون اليوم "دليل" على أن الحكومة مصرة على إعطاء الإسلام المكان الذي يستحقه بغض النظر عن استطلاعات الرأي

وكان عميد مسجد باريس دليل بوبكر دعا في حديث لصحيفة (فرانس سوار) إلى مضاعفة عدد المساجد في فرنسا، ليزيد من ألفي مسجد ومكان عبادة إلى أربعة آلاف، مستغرباً "انزعاج" الشعب الفرنسي من بناء المساجد، وأبدا تفهما إزاء عدم الرغبة ببناء المآذن، ورأى أن الشعب الفرنسي هو الأكثر ترحابا بالمسلمين في أوروبا

ويدشن فيون مسجد "الإحسان" برفقة وزير الداخلية بريس هورتفو ورئيس المجلس الإسلامي الموسوي وعميد مسجد باريس، وأكثر من 800 من المدعوين، فيما اعتبر رئيس بلدية ضاحية (ارجنتوي) فيليب دوسيه وهو من المعارضة الاشتراكية أن مشاركة فيون "لا يمكن أن تخفي صعوبات الحكومة بشأن مسألتي الأديان والهجرة"، على حد قوله

ويستوعب المسجد الجديد أكثر من ألفين وخمسمائة شخص في ضاحية يقطنها عدد كبير من المسلمين، وقد شيد المسجد على مساحة تزيد عن ثمانية آلاف متر مربع، وأقيمت له قبة ومآذنه، وقد يكون "المسجد الأكبر في أوروبا من حيث مساحته"، حسب عبد القادر اشبوش رئيس الجمعية التي تتولى مشروع بناء المسجد منذ عام 1997