أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في ختام محادثات أجراها مساء يوم الأحد(06 يونيو/حزيران 2010) مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير في باريس أنه " من المهم جدا أن يجري تحقيق ذو مصداقية وشفاف" في عملية اقتحام قافلة سفن المساعدات لقطاع غزة وأضاف "نعتقد أنه ينبغي أن يكون هنالك حد أدنى من الوجود الدولي في هذا التحقيق". ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن كوشنير اقتراحه قيام الإتحاد الأوروبي بتفتيش شحنات السفن المتجهة إلى قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا منذ ثلاث سنوات.

من جهة أخرى أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحكومة الأمنية المصغرة بحثت مساء أمس الأحد في اجتماعها الأسبوعي سبل الرد على الانتقادات الدولية التي أثارتها عملية الاقتحام الإسرائيلية لقافلة سفن المساعدات التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد رفضت المطالب بإجراء تحقيق دولي في الحادثة التي أسفرت عن مقتل تسعة نشطاء أتراك كانوا على متن إحدى سفن القافلة.

مطالب فرنسية بريطانية بإجراء تحقيق دولي

في ختام محادثات جرت مساء أمس الأحد في باريس أكد وزيرا الخارجية الفرنسي والبريطاني على ضرورة القيام بتحقيق دولي في عملية اقتحام قوات البحرية الإسرائيلية لقافلة سفن المساعدات لقطاع غزة، واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن "هذا التحقيق هو حتما دولي لأن عدة أطراف ضالعة فيه" وأضاف: "كان رد منا بالأساس أنه يعود للأمين العام للأمم المتحدة أن يختار شكل هذا التحقيق. سمعنا كلاما عن الصليب الأحمر الدولي،عن تحقيق تقوده الأمم المتحدة ولكن بمشاركة عدة فرقاء، أطراف دوليين، وهذا ما نحن عليه الآن".

وفي السياق ذاته قال كوشنير " نعتقد أن من مصلحة أصدقائنا الإسرائيليين تماما أن يجري تحقيق واسع يكون بالتالي حتما تحقيقا دوليا" وأشار بأن الأميركيين والفرنسيين والأمم المتحدة قدموا اقتراحا مفصلا عن أن يكشف النقاب عن المزيد في الموضوع. من جهته أكد وزير الخارجية البريطاني أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وبحث معه مسألة المطالب بإجراء تحقيق دولي في الحادثة.

ومن جهته أعلن السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة مايكل اورون أن بلاده ترفض أي محاولة لإجراء تحقيق دولي في شأن عملية اقتحام قواتها البحرية لقافلة "أسطول الحرية". وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أعلن رفض بلاده إجراء تحقيق دولي، غير أن بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين يؤيدون إجراء تحقيق دولي يعتبرون أن في وسع إسرائيل أن تثبت للمجتمع الدولي أن وحداتها الخاصة التي شنت الهجوم واجهت مجموعة من الناشطين المصممين على المواجهة.

كوشنير يقترح مراقبة أوروبية للسفن المتجهة إلى غزة

وفي سياق متصل نقل عن وزير الخارجية الفرنسي اقتراحه بأن يتولى الإتحاد الأوروبي تفتيش السفن المتوجهة إلى قطاع غزة وأضاف "يجب أن يشارك الإتحاد الأوروبي سياسيا وعمليا أكثر مما يقوم به بالفعل وهو يقوم بالكثير بالفعل في مسار السلام". وأوضح كوشنير أن الإتحاد الأوروبي كان في فترة ما مكلفا بمعبر رفح و"يمكننا أن نقترح مجددا أن يتولى الإتحاد الأوروبي مراقبة هذا المعبر بشكل صارم جدا". واعتبر كوشنير أن الوضع بالنسبة لسكان غزة لا يحتمل  وأن المستفيدين من هذا الوضع هم "أولئك الذين يمررون بضائع في الأنفاق مع مصر، الذين يفرضون ضرائب على المنتجات التي تدخل إلى غزة، لا يمكن الاستمرار على هذا النحو". من جهته قال وزير الخارجية البريطاني أن " في وسع الإتحاد الأوروبي أن يساعد مثلما فعل في الماضي" مؤكدا أهمية السماح بعبور المزيد من البضائع إلى غزة مع الحرص على منع وصول الأسلحة إلى قطاع غزة.

وأمنيًا، أكدت مصادر إسرائيلية وفلسطينية متطابقة مقتل أربعة نشطاء فلسطينيين على الأقل كانوا يرتدون ملابس غوص قبالة سواحل غزة اليوم الاثنين ، وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن" دورية للبحرية الإسرائيلية رصدت قاربا عليه أربعة رجال يرتدون ملابس غوص في طريقهم لتنفيذ هجوم إرهابي وأطلقت عليهم النار" وأضاف أن الدورية أكدت إصابتهم.

من جهتها أكدت مصادر طبية وأمنية في حكومة حماس المقالة في غزة العثور على أربع جثث وأضافت إن رجلا خامسا مفقودا ويفترض أنه قتل. وذكرت مصادر محلية في غزة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن النشطاء الأربعة الذين قتلوا ينتمون لمجموعات "أيمن جودة" المنبثقة عن "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة فتح ، وأشارت بدورها إلى احتمال فقدان ناشط خامس في الحادث ويجري البحث عن جثته.

(م.س/ ا.ف.ب/رويترز/د.ب.أ)

مراجعة طارق أنكاي

DW