أوجلان:إذا حدثت أمور إيجابية يمكنني إعداد خريطة طريق
الإثنين 07 حزيران / يونيو 2010, 02:15
كورداونلاين
في أورفا التي تكفي أراضيها الغنية لإشباع عشرة ملايين من البشر تم ترك الناس جائعين عاطلين عن العمل
أنا لا أقبل لوبي الحرب الخاصة ولا اللوبي الخفي لـAKP
إن افتتاح الأكاديمية في أورفا أمر مهم ، ولكن ليس الأكاديمية فقط بل على BDP(حزب السلام والديمقراطية) وكل المؤسسات وكل الأوساط الديمقراطية أن توَّحِد قدراتها ، أي يجب تحقيق وحدة القوى ، وأن يكون المجتمع في حالة تضامن بكل جوانبه وأن يتحرَّكوا هكذا ، كما يجب الاستعجال بشأن الأكاديمية ، يجب إتمامها .
نحن نمر في مرحلة حرجة جداً ، فهذه مرحلة مهمة جداً ، ولا أعلم كيف ستكون نتائجها . ولكن يجري فهمي بشكل خاطئ بشأن المرحلة في الإعلام ، فأنا هنا لم أعد أريد أن أكون عقبة أمام أي شيء ، أنا بذاتي لا أريد أن أكون عقبة ولا أداة لأي شيء . حيث لم يتطور شيء منذ إثني عشر عاماً ، وأنا لم أعد أريد سد المجال أمام بعض الأمور ، فأنا لا أستطيع خداع نفسي بشكل مزيَّف وكأن هناك سلام في تركيا ، ولا أستطيع التصرف بشكل مزيف وكأن هناك ديموقراطية في تركيا . أنا لا أستطيع خداع نفسي كما لن أسمح باستخدامي ، ولا أهمية لأن يأتوا ويلتقوا بي ، فالأمر المهم هو النتيجة ، فإذا لم تكن هناك نتيجة في الميدان ولم تكن تسفر عن الحل فلا يبقى أي معنى للقاءات أيضاً .
أنا أقسم فترة الثلاثين سنة الأخيرة المتعلقة بي في القرنين الأخيرين من التاريخ الكردي المعاصر إلى أربع مراحل تآمرية .
فترة التآمر الأولى : في عهد "أوزال" (تورغوت أوزال رئيس جمهورية تركيا ، قتل بسبب موقفه من القضية الكردية) كان في تركيا لوبي الحرب الخاصة ، وكان نامياً جداً ، فالإعدامات لأمثال "خالد جبراني" و"الشيخ سعيد" و "سيد رضا" منذ القديم وحتى اليوم وفي 1925 في عهد مصطفى كمال ، كلها من عمل لوبي الحرب الخاصة . فقد كانت هناك قضية كركوك والموصل حينذاك ، والآن هذه القضية قائمة أيضاً ، إنقلاب 1960 وإنقلاب 12 أيلول وكل هذه الأمور من عمل لوبي الحرب الخاصة . فأنا بمصطلح لوبي الحرب لا أقصد دائرة الحرب الخاصة فقط ، فهم منظمون جداً اعتباراً من دائرة الحرب الخاصة وصولاً إلى الكثير من الميادين وخاصة المدنية منها ، وهكذا أسميها بـ"لوبي الحرب" . لوبي الحرب هذا يحكم تركيا ، وهم أقوى في الميدان المدني ، ومنذ القديم وحتى يومنا كان هناك الكثير من الشخصيات ضمن لوبي الحرب الخاصة هذا ، أمثال "تشيللر"(رئيسة وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) و "مسعود يلماز"(رئيس وزراء تركيا سابق) و"باخجلي"(رئيس MHP) و"بايكال"(رئيس CHP سابقاً) وغيرهم ، وأنا أسمي هذا النظام بـ"النظام الأوليغارشي الخاص" . عندما تواجَهَ "أوزال" مع القضية الكردية و PKK قام بتحريك لوبي الحرب التقليدي ودفعه إلى الحرب ضدها كرد فعل أولي ، ولكن أوزال لم يكن يدرك تماماً مدى قوة لوبي الحرب الخاصة هذا ، أو أنه تجاهلها ، أما قناعتي فهي أن أوزال كان مدركاً بقوة هؤلاء بشكل محدود . لوبي الحرب الخاصة هذا قام بالقضاء على أوزال وإزالته بسبب محاولته نحو حل القضية الكردية ، نحن أيضاً تجاوبنا مع هذا الأمر بوقف إطلاق النار المعلوم في عام 1993 . في تلك المرحلة كان هناك "فوسونوغلو"(جنرال كان مرشحاً لتولي رئاسة هيئة الأركان) ولكن هؤلاء حالوا دون توليه رئاسة الأركان ، وقاموا بوضع "غوريش"(رئيس هيئة الأركان في أوائل التسعينيات) المنتمي إلى لوبي الحرب الخاصة في رئاسة الأركان بشكل يتناقض مع التقاليد ، ثم أتوا بـ"تشيللر" ، لدرجة أن "ديميريل"(رئيس جمهورية تركيا بعد أوزال) لم يفهم أسباب الإتيان بها . وبالأصل كان الإتيان بـ"تشيللر" بمثابة إنقلاب على "ديميريل" ، فقد فهم ذلك متأخراً . أول عمل قام به "غوريش" بعد الإتيان به إلى رئاسة الأركان هو القيام بزيارة إلى لندن ، وقال بأنه حصل على الضوء الأخضر من انكلترا لمواجهة PKK . حيث ارتكب الثنائي غوريش ـ تشيللر مع لوبي الحرب الخاصة أعمالاً رهيبة جداً في تلك المرحلة ، فكل حوادث القتل مجهولة الفاعل وقتل آلاف الأبرياء وإفراغ آلاف القرى وماشابه ذلك كلها حدثت في تلك الفترة ، إن لوبي الحرب الخاصة منظم جداً في كل مكان .
لنتناول أورفا مثالاً ، يجب أن نعلم بأن لوبي الحرب الخاصة قام بتطبيق سياسات خاصة على أورفا نظراً لخصوصياتها ، أقول هذه الأمور انطلاقاً من معرفتي بتلك المنطقة . وتعلمون بأنه يتم التلاعب سواءً من خلال العائلات أو البنية الإقطاعية هناك . فالمعلوم أن "فائق بوجاق"(قتل عام 1966) كان هو مؤسس الحزب الديموقراطي الكردستاني ـ تركيا وأمينه العام . حسناً من الذي قتله ؟ بنية لوبي الحرب الخاصة المتسربة إلى داخل أسرته هي التي قتلته . لقد حاولوا إظهار شكل مقتله على انه نابع من داخل الأسرة . ولكن اليوم يُفهم بأن كل ذلك كانت ألاعيب لوبي الحرب الخاصة في تركيا . وبذلك تنكشف أنشطة لوبي الحرب الخاصة من خلال البنية الإقطاعية وتأثيره على العائلة .
في نفس الوقت هناك الألاعيب التي مورِست على الشرائح العربية من خلال الأراضي التي هي مؤشر على هذا الأمر . فمثلاً تزويد بعض المناطق بالماء بقنوات الرَّي وحرمان بعضها الآخر يرتبط بذلك . ففي أورفا التي تكفي أراضيها الغنية لإشباع عشرة ملايين من البشر تم ترك الناس جائعين عاطلين عن العمل ، فهناك تصل نسبة البطالة إلى 80% ، ويهاجر السكان سنوياً من أجل العمالة الموسمية أو العمالة اليومية .
فترة التآمر الثانية : هي عهد أرباكان ، حيث تراسلنا مع أرباكان من خلال سوريا ، وكان سيتم إلقاء خطوات بشأن حل القضية ، ولهذه الغاية حدث وقف لإطلاق النار من جانبنا عام 1995 ، واستمر لثمانية أشهر ، ولكنهم قاموا بتصفية أرباكان أيضاً ، فقد كانت حكومة أرباكان وقسم من الجيش وحتى قسم من الدولة راغباً في حل القضية ، ولكن لوبي الحرب الخاصة كان طاغياً ولهذا لم يتطور الحل . فقد كان "قاراداية"(رئيس هيئة الأركان سابقاً) مؤيداً للحل حينذاك ، ويرى ذلك إيجابياً ، ولكن لم يكن متنفذاً في مواجهة لوبي الحرب الخاصة .
فترة التآمر الثالثة : هي عهد أجويد ـ كيفيريكوغلو ، فقد حدثت حوارات ولقاءات في اتجاه الحل في تلك الفترة أيضاً ، فنحن كنا قد بدأنا مسار وقف إطلاق النار في عام 98 ، ولكن كانت هناك مرتكزات خارجية للوبي الحرب الخاصة ، وكانوا أقوى فتحركوا ومارسوا ضغوطاً كثيفة على سوريا ، حيث كانت هناك ضغوط كثيفة من جانب الولايات المتحدة ولندن وإسرائيل على سوريا من أجل إخراجنا منها ، ولهذا اضطررنا إلى مغادرة سوريا ، ثم حدث سفرنا إلى اليونان وروسيا ، وهذه القوى هي التي حققت خروجنا من روسيا مقابل "مشروع التيار الأزرق"(مشروع أنابيب الغاز من روسيا إلى أوروبا) وعشرة مليارات دولار واعتقالنا في إيمرالي .
في عام 99 وبعد الإتيان بي إلى هنا جاؤوا والتقوا بي باسم "أجويد"(رئيس وزراء راحل) و "كيفيريكوغلو"(رئيس هيئة الأركان سابقاً) ، وقد تكلمت عن ذلك كثيراً من قبل . واستمرت اللقاءات إلى ما يقارب السنتين ، وأنا الآن لا أقول بأن قاراداية وكيفيريكوغلو وأجويد كانوا سيحلون القضية في تلك المراحل ، ولكن هؤلاء كانوا سيفتحون مجالاً سياسياً ، وقنالاً سياسياً من أجل حل القضية . ففي تلك المرحلة قاموا بطرح مسألة عفوٍ في عهد أجويد ـ كيفيريكوغلو ، ولكن MHP (حزب الحركة القومية) حال دون ذلك ، وهكذا جاء العفو محدوداً جداً ، فهنا كانت مسؤولية MHP التاريخية كبيرة جداً ، فقد كان MHP وباخجلي من ضمن لوبي الحرب الخاصة ، وأثناء تلك المرحلة وفيما بعد تحرك لوبي الحرب الخاصة في محاولة لتحييد أجويد ، كما حاول لوبي الحرب الخاصة من خلال ممثله "جيفيك بير"(نائب رئيس الأركان سابقاً) تحييد كيفيريكوغلو ، فمن المعلوم أنه جرت محاولة إغتيال لكيفيريكوغلو في قبرص ، محاولة الإغتيال تلك كانت على علاقة مباشرة بلوبي الحرب الخاصة . أعتقد أن حسن جمال(باحث وكاتب صحفي) أيضاً يتحدث عن هذا الأمر في كتابه الجديد ، حيث يتحدث عن هكذا ترابط في هذا الموضوع ، فأنا لم أكن أعلم بهذا وعلمت به من هذا الكتاب ، كما قرأت مقالة "عوني أوزغورال"(باحث وكاتب) حول هذا الموضوع . في تلك المرحلة تغيَّر أسم لوبي الحرب فأصبح أرغنكون ، فحتى تلك المرحلة كانت هناك أسماء مختلفة ، واعتباراً من تلك المرحلة تم تحويله إلى أرغنكون قطعاً ، فالغلاديو على مدى ستين عاماً أخذ اسم أرغنكون . في عام 2002 زاد لوبي الحرب الخاصة من ضغوطه على أجويد ودفع الحكومة إلى اتخاذ قرار الانتخابات المبكرة التي كانت سبباً للابتداء بالمرحلة المعلومة أي عهد AKP(حزب العدالة والتنمية) .
والآن هناك فترة التآمر الرابعة ، فشريحة أرغنكون في سيليفري(منطقة قرب استانبول تجري فيها محاكمة أرغنكون) ما هي سوى قسم ضئيل جداً من أرغنكون ، وهي شريحتها المكشوفة على الأغلب ، فالقسم الأكبر منه لم يظهر إلى الميدان بعد . فأنا أرى أن قسمه المكشوف حتى الآن ما هو سوى تلاعباً مع أذرعته أو أفخاذه ، أو على الأصح تلاعباً مع أصابعه . أي أنهم لا يأخذون سوى الأصابع من الجسد ويفصلونها ، أما الجذع والأذرع والأفخاذ فلا زالت سليمة وفي مكانها . الرقم واحد في أرغنكون لازال سليماً وفي الخارج ومتنفذٌ جداً ولا يُعرف من هو أو لا تتم مواجهته . بل لم يتم التمكن من الوصول إلى مسؤولي أرغنكون من المستويات العليا ، بل حتى أن قسماً من شريحة سيليفري ليست على علاقة مؤكدة بأرغنكون ، بل بينهم من هو في وضع المغدور به ، أمثال "سيفي أوكتاي"(وزير سابق) وآخرين ، فأنا لا أعتقد بوجود علاقة لهم بأرغنكون ، بينما لا يمكن المساس بجذع أرغنكون أو بالقسم الأكبر منه ، فهناك قسم من الذين أخذوا دوراً في عهد أجويد تجري محاكمتهم الآن ، ولكن لا يتم المساس بالآخرين . النقطة التي لم أستطع فهمها هي ؛ ألا يحظى AKP(حزب العدالة والتنمية) بالقوة اللازمة للتحامل عليهم ، أم أنه يخاف ، أم أنه لا يريد ؟ فأنا لم أستطع استيضاح هذا الموضوع تماماً . تكلمت مع الرفاق هنا عن هذا الموضوع هذا الصباح ، بعضهم يقول بأن قوة AKP لا تكفي لذلك ، والبعض الآخريقول بأن AKP قد توافق مع لوبي الحرب الخاصة ، وأنا لا أريد أن أكون مجحفاً بحق رئيس الوزراء ، ولكن أحاول فهم الوضع .
أنا لا أستطيع معرفة ما سيحدث في هذه المرحلة ، فبعد الحادي والثلاثين من أيار أي في المرحلة المبتدئة بالأول من حزيران سوف يريد لوبي الحرب الخاصة أن يكون ذو تأثير مرة أخرى ، ويجب عدم استصغار قدرات لوبي الحرب الخاصة هذا ، فقد انتظموا في كل مكان ، فأنا قد انتقدت التنظيم كثيراً منذ 1980 وحتى الآن ، فقبل 1984 بل وبعد 1990 أيضاً انتقدت التنظيم بشكل ثقيل جداً ، والآن لا أريد تكرار انتقاداتي الثقيلة تلك مرة أخرى ، ولكنني أكتفي بالتذكير بتلك الانتقادات الثقيلة ، فلو دخل لوبي الحرب الخاصة على الخط لن يكون كما كان سابقاً ، بل سيكون أكثر تأثيراً وسيتحاملون بدون رحمة على الإطلاق . فهم تحاملوا على الأرمن سابقاً ، ويمكنهم أن يتحاملوا على الأكراد أيضاً ، فنظراً لأن الأرمن كانوا واعين جداً فقاموا بارتكاب الإبادة العرقية الجسدية بحقهم . ولكن نظراً لأن الأكراد مشتتون جداً وأكثر عدداً وبنيتهم قبلية وإقطاعية فقاموا بتطبيق الإبادة العرقية الثقافية بحقهم ، فحاولوا صهرهم بالإبادة العرقية الثقافية ، بينما الآن ربما يريدون تطبيق الإبادة العرقية الجسدية ، وقد يتحاملون بشكل أثقل بكثير مما تحاملوا به على "بهجت جانتورك"(رجل أعمال وطني كردي جرى اختطافه وقتله في بدايات التسعينيات) وأمثاله .
AKP يقوم بتأسيس أرغنكون الذي يخصه ، يجب فهمه ، AKP يؤسس لوبيه السري الخاص به . وأنا لا أقبل لوبي الحرب الخاصة ولا لوبي AKP السري ، ولن أنزلق إلى لعبة كليهما ، فأنا في منتهى النقاء في هذا الموضوع ، فكلاهما منهمكان من أجل إنشاء سلطتهما ، فلماذا لاتستطيع حتى مؤسسة جادة من قبيل BDP أن تفهم هذه الأمور بما يكفي ؟ يجب على BDP أن يكون حذراً جداً في هذه المرحلة ، فمئات الأكراد من خارج BDP يوجهون الانتقادات إلى BDP لأنهم منزعجون منه ، يجب عدم الإصغاء لهؤلاء ، بل يجب عليهم أن يكونوا ضمن علاقة متعددة الجوانب مع كل شرائح المجتمع ، وعليهم أن يصلوا بعلاقتهم مع شريحة اليسار إلى مستوى التحالف بنجاح من خلال أنشطتهم الديموقراطية ، وعليهم تطوير علاقاتهم مع CHP(جزب الشعب الجمهوري) أيضاً ، فيمكنهم الالتقاء بشريحة CHP ، فإن استطاع BDP فرض التراجع على قوة AKP ، فعليهم الالتقاء والتحادث مع CHP في موضوع الحل الديموقراطي للقضية الكردية على صعيد الإعداد لما بعده ، إن هذا أمر مصيري . إن لوبي الحرب الخاصة في تركيا وطيد جداً ، ولكن هذا الوضع لا يعني أن الذين يريدون السلام ضعفاء ، فهناك شريحة كبيرة ضمن الدولة تريد السلام ، وعلى BDP أن يخوض نشاطاً من أجل أن لا تذهب قوة الشريحة التي تريد السلام إلى الطرف الذي يريد الحرب .
الآن أوضح ما يلي كفكرة ، إذا حدثت أمور إيجابية يمكنني إعداد خريطة طريق لتقديمها إلى الدولة من جديد ، وربما أرسلُ رسائل إلى المؤسسات الأربع في الدولة ، رئيس الجمهورية والحكومة أي رئاسة الوزراء وربما لرئاسة هيئة الأركان ورئيس البرلمان . ولكن هذا ليس وضعاً اتخذت قراراً بشأنه كما أسلفت ، بل هو مجرد فكرة وأردت مشاركتكم فيها ، فهل سيحدث أو لايحدث ، هذا ما سأقرره حسب الأوضاع التي ستتطور لاحقاً ، كما لا أعلم إن كان وضعي الصحي سيسمح بذلك أم لا ، فهل سيسمح وضعي الصحي بكتابة خريطة طريق جديدة أم لا ، هذا ما لا أعلمه أيضاً .
يجب على البرلمان أن يتناول الحدث من أجل أن تتوطد الشريحة التي تريد السلام ، حتى يتم التمكن من حل القضية الكردية بشكل ديموقراطي ، فيمكن أن يتخذ البرلمان قراراً في اتجاه حل القضية ، فيمكن تأسيس لجنة البحث عن الحقائق مثلما حدث في جنوب أفريقيا ، فإما أن أن يقوم البرلمان ذاته بذلك ، أو تتأسس لجنة خاصة باسمه . فربما يكون ذلك صعباً ولكن يمكن أن يتأسس . مثل هذه اللجنة تقوم بالكشف عن كل العقبات التي تعترض السلام ، حيث يجب أن تكشف اللجنة عن المتسبب في هذه الحرب ودوره ، وبذلك تستمع اللجنة إلى الجميع . مثلاً أن تستمع إلى ديميريل ومسعود يلماز وتانسو تشيللر من ضمن الدولة ، وإلى كل الذين لهم علاقة بذلك ، وتستمع إليَّ أيضاً ، وتستمع إلى ألف وخمسمائة شخص معتقل من ملف KCK ، وتستمع إلى الذين في سيليفري ، وتستمع إلى بعض الأشخاص من ضمن PKK ، فهكذا تقوم اللجنة باستدعاء الجميع إلى المجلس لتسمعهم ، ولكن يجب توفير الضمانات بعدم المعاقبة بسبب الإدلاء بالمعلومات الصادقة إلى اللجنة ، فستبحث اللجنة في المعلومات وتقرر ضمان عدم المعاقبة إذا كان صادقاً ، فإذا تم توفير هذه الضمانة فإن الجميع سيدلون باعترافات صادقة وبأريحية أكبر . وعندما أقول الاعتراف يجب أن لايُفهم بشكل خاطئ ، فأنا لا أقصد الخيانة ، بل أقصد البيانات الصادقة من أجل الحل . حيث يتم الكشف عن كل الجرائم مجهولة الفاعل ، ويتم الكشف عن كل العقبات التي تعترض طريق حل القضية ، وهذا هو القسم الناقص في دعوى سيليفري ، ولهذا لا يتم التمكن من الوصول إلى نتيجة ، فهي محكمة صورية في سيليفري ، ولا يمكن انتظار الكثير منها بشكلها هذا . هذه اللجنة سترى وظيفة القضاء بشكل ما ، ولكن ليس محاكمة صورية ملفقة مزيفة كما كانت في إيمرالي عام 99 ، بل يجب تفعيل مفهوم محاكمة حقيقية جادة دافعة نحو الحل وكاشفة عن جميع النقاط الغامضة . والبرلمان سيتخذ قراراً من أجلي لفتح المجال أمامي ، حتى أتمكن من المساهمة في حل القضية في هذا السياق ، وأنا بدوري أقوم بعقد لقاءات واجتماعات مع شعبي والشرائح السياسية والتنظيم لإقناعهم بهذا السياق ، حيث يجب عليَّ الالتقاء بمليون شخص على الأقل ، وأنا أعلم بقدرتي على ذلك .
لجنة العدالة والبحث عن الحقائق هذه تمت تطبيقها وتجربتها سابقاً وحققت النجاح في جنوب أفريقيا ، وفي أميريكا اللاتينية . أخذ المبادرة من جانب البرلمان بشأن حل القضية أمر مهم جداً ، فسابقاً أخذ البرلمان قراراً مشتركاً في "كوجكيري" واختار سبيلاً للوفاق .
يتقدم المجلس باقتراحات مرة أخرى من أجل الحل الديموقراطي للقضية الكردية يتم تنفيذ تلك المقترحات ، ليتم توفير الضمانات الدستورية لحقوق الأكراد ، فإذا أضيفت مادة وحيدة على شكل "الدستور يوفر الضمانات لحقوق الأكراد وثقافتهم" في الدستور فسيتحقق الحل . وأنا أتكلم عن هذه الضمانة الدستورية منذ أمد بعيد ، حيث تحدثت عن هذا الأمر في أعوام التسعينيات ، حيث يجب توفير الضمانة الحقيقية للحقوق الديموقراطية وليس بخطوات مزيفة صورية هكذا من قبيل TRT-6 الذي يشبه الدورة .
أنا مستمر بإصراري على السلام منذ التسعينيات بمتوسط خمسة عشر عاماً ، ولكن الوضع الذي أنا موجود فيه حالياً ، يعرقلني من تولي دور أكبر في هذا الموضوع . إن انسحابي بعد 31 أيار ليس هروباً من القضية ، بل على العكس تماماً ذلك نابع من عدم قدرتي على الاستمرار أكثر في هذه الظروف ، فأنا هنا وفي هذه الظروف لا أستطيع تولي أي أمر عملياً ، وإذا كان تموضعي هذا يشكل عقبة أمام الحل ، فإن هذه العقبة تزول أيضاً ، وأنا لا أقول اذهبوا وحاربوا ، كما لا أصدر تعليمات الحرب ، فإذا كانوا سيحاربون أو يسالمون ، أو ينتصرون أو يخسرون فذلك هو شأنهم .
في النهاية على كل شخص أن يقوم بما يقع على عاتقه ، وعلى BDP أن ينشط في اتجاهات عديدة ، حيث عليه أن يضع كل قدراته في الميدان من أجل دستور ديموقراطي جديد .
أبعث بتحياتي الخاصة إلى الحزب الشيوعي البيروني . هناك رسائل وردتني من السجون . أبعث بتحياتي إلى الرفاق في السجون وإلى شعبنا في موش وأورفا .
تحياتي للجميع . طابت أيامكم .
4 حزيـــــــــران 2010