البحرية الإسرائيلية تهاجم أسطول الحرية وتقتل 16 شخصا
الإثنين 31 أيّار / مايو 2010, 15:57
كورداونلاين

قتل 16 شخصا على الأقل وجرح العشرات من أعضاء "أسطول الحرية" الذين كانوا يحملون مساعدات دولية لقطاع غزة المحاصر، خلال عملية عسكرية أطلق خلالها الجيش الإسرائيلي النار على سفن المتضامنين لمنعها من الوصول إلى القطاع حسب ما أعلنه التلفزيون الإسرائيلي.
هاجمت قوات البحرية الإسرائيلية صباح الاثنين في المياه الدولية سفن "أسطول الحرية" التي كانت محملة بالمساعدات الدولية وفي طريقها إلى قطاع غزة لكسر الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية عليه منذ صعود حركة حماس في القطاع عام 2007.
وفي اتصال هاتفي بالسيد عدنان بن يوسف، الملحق الصحفي "للحملة الدولية من أجل حماية الشعب الفلسطيني" بباريس قال لنا: "نحن قلقون للغاية فقد فقدنا الاتصال بأعضاء وفدنا منذ الساعة الثالثة والنصف صباح اليوم، كنا نتوقع أن يوقف أعضاء الحملة لا أن تهاجم سفنهم كما لو كانت سفنا حربية معادية. إن الرسالة التي تريد توجيهها إسرائيل بكل وضوح إلى جميع الناشطين فحواها: لا يجب مساعدة أو إيصال دعم من أي نوع إلى سكان غزة وإذا حاولتم فعل ذلك فهذا هو ما سيصيبكم. إن الإسرائيليين يحاولون أن يمنعوا بكل الطرق حصول أهل غزة على أقل قدر من البهجة."
وقد تحرك أسطول الحرية من أمام الشواطئ القبرصية يوم السبت 29 مايو/أيار وعلى متنه 750 مشاركا من 40 دولة بالإضافة إلى 44 شخصية سياسية وبرلمانية عربية وأوروبية، ويحمل عشرة آلاف طن من المساعدات الطبية ومواد البناء وأخشاباً و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام 2009، كما يحمل معه 500 عربة كهربائية للمعوقين حركيًا.
وكانت إسرائيل قد وصفت حملة كسر الحصار على غزة ومهمة "أسطول الحرية" على لسان وزير خارجيتها أفيغدور ليبرمان بأنها تحرش ببلاده وهدد بالتصدي بالقوة لهذه الحملة وتوقيف أعضائها أو إقناعهم بالعودة من حيث جاءوا.
وألقى إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس المقالة، بعد الهجوم، خطابا متلفزا طالب فيه المجتمع الدولي بالتحرك لمواجهة "القرصنة الإسرائيلية" وطالب الدول العربية بالعمل على الكسر الفوري للحصار المفروض على القطاع، كما طالب بوقف المفاوضات مع إسرائيل ودعا إلى القيام بإضراب شامل في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وعبر محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية عن إدانته الكاملة للهجوم واصفا إياه "بالمجزرة" وأعلن الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، وطالبت السلطة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن والجامعة العربية.
وتوالت ردود الأفعال الدولية على الهجوم وجاء أولها من تركيا، التي تشارك سفينة تحمل جنسيتها وبها عدد كبير من الناشطين الأتراك في الحملة؛ فقد وجهت إنذارا إلى إسرائيل "بعواقب لا يمكن إصلاحها" في العلاقات الثنائية بينهما كما خرج كثير من المحتجين الأتراك في حصار للقنصلية الإسرائيلية في إسطنبول.
واستدعت اليونان وأسبانيا سفيري إسرائيل لديهما للتعبير عن احتجاجهما على الهجوم. كما طالب الاتحاد الأوروبي على لسان وزيرة خارجيته كاثرين آشتون فتح "تحقيق كامل" في الحادث وعبرت عن تعاطفها مع عائلات القتلى والجرحى وعدم قبولها استمرار الحصار الإسرائيلي عل قطاع غزة.
وعلى الصعيد العربي، تقدمت سوريا بمذكرة رسمية للجامعة العربية تدعو إلى اجتماع فوري لمجلس الجامعة لبحث تداعيات "العدوان" الإسرائيلي على حملة أسطول الحرية.