ميركل تبدي استعدادها لاستقبال عدد من معتقلي غوانتنامو العرب
السبت 29 أيّار / مايو 2010, 02:26
كورداونلاين
أفادت تقارير إعلامية أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد وافقت بشكل مبدئي على استقبال عدد من معتقلي غوانتنامو العرب في بلادها. هذه الموافقة تأتي بعد أن كانت الحكومة الألمانية قد رفضت من قبل مطالب أمريكية بهذا الشأن.
ذكرت مجلة فوكوس الألمانية الأسبوعية اليوم السبت (29 أيار/مايو) أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد أبدت استعدادها لاستقبال عدد من معتقلي غوانتنامو. وتأتي هذه الخطوة بعد أن كانت الحكومة الألمانية قد رفضت العام الماضي تلبية مطالب أميركية بهذا الخصوص. وأوردت المجلة أن وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيير قد قال في اجتماع عقد هذا الشهر في برلين مع مسؤولين من الحزب المسيحي الديمقراطي إن المستشارة ميركل تأمل "في تقديم مساعدة إلى الأميركيين". وهذا يعني أنه يتعين على ألمانيا استقبال واحد على الأقل من ثلاثة معتقلين اقترحتهم الولايات المتحدة، حسبما ذكرت المجلة.
ومن جهتها ذكرت المجلة الأسبوعية الألمانية دير شبيغل، في تقرير، تنشره في عددها بعد يوم غد الاثنين، أن المعتقلين الثلاثة هم السوري محمود سالم العلي والفلسطيني محمد عبد الله طه مطاعن والأردني أحمد محمد الشرفا. يأتي ذلك بعد أن أعطت لجنة خبراء من وزارة الداخلية الألمانية الضوء الأخضر للمعتقلين الثلاثة من غوانتنامو. بيد أن هناك عددا من النقاط، التي لم تتضح بعد، ومن ضمنها ما إذا كان سيسمح للأردني الشرفا بإحضار زوجته وطفله المقيمين في السعودية معه إلى ألمانيا، إذا ما تمت الموافقة على استقباله. فيما أوردت وكالة فرنس بريس أن وزارة الداخلية الألمانية تشكك في احتمال استقبال الشرفا (34 عاما) الذي اعتقل في أفغانستان في العام 2001 بعد أن خضع للتدريب في معسكر للقاعدة.
إعادة تأهيل المعتقلين
ومن جهته، يعد دو ميزيير مع المسؤولين في مدينة هامبورغ ومنطقة براندبورغ لإجراءات تقضي بتسهيل عودة هؤلاء المعتقلين، الذين تتم الموافقة على استقبالهم في ألمانيا، إلى حياة طبيعية بعدما أمضوا عدة سنوات في معتقل غوانتانامو، وفقا لمجلة "دير شبيغل". وجاء في تقرير المجلة أن المشروع يتضمن توفير فرص تعليم، وعمل للمعتقلين السابقين عقب استقبالهم في ألمانيا.
وكان دي ميزير قد اتفق من قبل مع وزيري داخلية ولايتي هامبورغ وبراندنبورغ على أن تستقبل كل ولاية منهما معتقلا من غوانتانامو. فيما لقيت خططه معارضة شديدة من وزراء داخلية الولايات، التي يقودها التحالف المسيحي، حيث رفض وزيرا داخلية ولايتي سكسونيا السفلى وبافاريا استقبال معتقلين من غوانتانامو، وطالبا خلال مؤتمر وزراء الداخلية، الذي اختتمت فعالياته أمس الجمعة، الحكومة الاتحادية برفض طلب الولايات المتحدة بهذا الشأن طالما أن الحكومة الأمريكية غير مستعدة للسماح لهؤلاء المعتقلين بدخول أراضيها.
تقرير أمريكي - غالبية معتقلي غوانتنامو ليسوا خطيرين
وفي سياق ذي صلة، ذكرت صحيفة واشنطن بوست في عددها الصادر أمس الجمعة أن معظم من كانوا معتقلين في غوانتنامو، في الفترة التي تزامنت مع تولي باراك أوباما السلطة في البلاد، قد صنفوا على أنهم ليسوا من المقاتلين البارزين، فيما صنف فقط 24 من إجمالي 240 معتقلا آنذاك، على أنهم تورطوا في مؤامرات ضد الولايات المتحدة. وقالت الصحيفة إن التقرير، الصادر من مراجعة قوة المهام في غوانتانامو، أوصى بنقل 126 معتقلا إمّا إلى بلادهم أو إلى دولة ثالثة. وأوصى التقرير بمحاكمة 36 أمام المحاكم الاتحادية أو أمام لجنة عسكرية، كما أوصى أيضا باعتقال 48 لأجل غير مسمى بموجب قوانين الحرب.
كما أفاد التقرير أن 10 في المائة من المعتقلين ضالعون في مؤامرات ضد الولايات المتحدة، فيما كان ل20 في المائة منهم علاقة مباشرة مع تنظيم القاعدة أو مع جماعات إرهابية أخرى. وقالت الصحيفة إنه تم الانتهاء من هذا التقرير في مطلع العام الجاري وأحيل إلى أعضاء الكونغرس في مطلع الأسبوع الماضي. وكان أوباما قد أمر بإغلاق معتقل غوانتانامو، عقب توليه زمام السلطة في البلاد في يناير كانون الثاني عام 2009 ، إلا أن الكونجرس وعددا من أعضاء الحزب الديمقراطي أحبطوا خططه.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: هشام العدم