الأحد 22 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 02:25
أوجلان:كرامة شعب ما هي لغته وثقافته




أوجلان:كرامة شعب ما هي لغته وثقافته
الإثنين 10 أيّار / مايو 2010, 02:25
كورداونلاين
فقد كنت عندها صغيراً جداً ، وكنت أتحامل على والدتي ثقيلاً معترضاً ؛ إنك لا تتكلمين بلغتك مع طفلك ، ولا تعلِّمينه ثقافتك

كرامة شعب ما هي لغته وثقافته

هناك برودة في الكاحل ، ويحتمل أن يكون من العضلات ، فأنا لاأستطيع الانحناء إلى الأمام ، حيث تؤلمني العضلات في هذه البقعة ، وأجد صعوبة في النهوض والجلوس ، ويحتمل أن يكون لذلك علاقة بظروف السجن الجديد ، في الفترة الأخيرة أصبحت عيناي تدمعان وتسيلان ، وفيهما ألم وحكة ، وألاقي صعوبات . من المحتمل أن يكون لهذه الأمور علاقة بمناخ هذا المكان .

حينذاك لم أستطع التطرق إلى كونفرانس المرأة الذي انعقد في دياربكر كثيراً . لقد كان كونفرانساً مهماً جداً . إن حركة المرأة التحررية الديموقراطية مهمة جداً ، فمن المهم تطوير ديموقراطية المرأة في نطاق حرية المرأة . المستوى الذي وصلت إليه النساء الكرديات جيد . من المهم تطوير وعي المرأة لدى النساء في الجنوب أيضاً ، فوضع النساء في كردستان تركيا أفضل على هذا الصعيد . والنساء في كردستان تركيا يجب أن يتمكنَّ من مساعدة النساء في الأجزاء الأخرى ، ويتمكنَّ من لعب دور الطليعة لهن . في الحقيقة هناك الكثير مما يمكن قوله .

في الأيام القادمة سيقام مهرجان المرأة في تاتوان على ما أعتقد . تاتوان ومحيطها مهم على صعيد نضال المرأة وحريتها ، لأن نضال المرأة قادر على إجراء التحويل . أتمنى النجاح لحركة المرأة التحررية الديموقراطية في نضالها وأبعث إليهن بتحياتي . إن لـ"تاتوان" و"باتمان" وتلك المناطق دور مهم جداً في كفاحنا ، بالطبع تاتوان مكان مهم جداً . رفيقتنا "كوليزار" من سجن آديامان تكتب لي مراراً ، وهي تنتمي إلى "آهلات" ، أعتقد أنها مريضة جداً ، وفي إحدى كتاباتها تقول بأن أكبر آمالها هو أن تؤسس أكاديمية المرأة في تاتوان عندما تخرج . بالطبع هذه أمور مهمة ، هذا ما أستطيع قوله بشأن تاتوان . في المستقبل يمكن أن تحدث أمور أكثر أهمية وجمالاً هناك ، حيث أن محيط تاتوان و وان وبحيرة وان مهم جداً على صعيد الإرث الثقافي التاريخي ، إنها أماكن غنية من الناحية الثقافية ، إنها أماكن أسطورية ، حيث يمتد أحد أطرافها إلى زاغروس وأحدها إلى القوقاز والآخر إلى الأناضول . تاتوان مكان مناسب للمهرجانات من الناحية الفنية والجمال ، إذا لم أتذكر خطاً هناك هكذا تقييم بشأن "زيلان" أيضاً ، ويقال بأن هناك تجمع وتثقيف للمرأة ، إن أطراف وان وتاتوان هي العصب والأماكن التي تكونت فيها هذه الثقافة ، ولهذا فإن أنشطة المرأة وتجذير هذه الأنشطة هناك ذات معنى .

يمكن أن تكون تاتوان مثالاً جيداً للإدارة الديموقراطية الذاتية والإنشاء الاجتماعي ، إنها مكان مناسب لذلك ، ويجب تأسيس أكاديمية المرأة للسياسة هنا .

بهذه المناسبة أستذكر المغنية "ميزكين" والفتاة اللبنانية التي لا أتذكر اسمها الآن ، هاتان ترعرعتا بجانبي ، و"ميزكين" وضعت نهاية لحياتها بيدها في "تاتوان" حتى لا تعتقل ، كما كانت هناك فتاة لبنانية ، هي أيضاً وضعت نهاية لحياتها في باتمان كي لا تعتقل . المغنية "ميزكين" والفتاة اللبنانية كانتا شهمتان جداً ، كلاهما نشأتا بين يدي ، إنهما شهيدتان غاليتان لشعبنا .

لقد حللتُ ما يريد AKP القيام به في موضوع الحزمة الدستورية ، لقد حللت رموز وشيفرات AKP ، وكل مواقف AKP في موضوع الحزمة الدستورية هذه ليست سوى لعبة . اليوم عبرت ترتيبات المحكمة الدستورية بـ337 صوتاً حيث سمعته من الراديو ، ولكن المادة الثامنة بقيت في 327 صوتاً وسقطت . في الحقيقة لو أراد AKP لاستطاع تمرير هذه المادة أيضاً ، وقوته كافية لذلك ، ولكنه لم يمررها ويحاولون من خلالها جعلي أنا و BDP مسؤولين عن ذلك واتهامنا ، وإلا فإن تمرير المادة أو عدم تمريرها لا يهمهم في شيئ ، فهم يتذرعون بعدم مرور هذه المادة ليجعلوا مني ومن BDP هدفاً ، فهم يحاولون إظهار AKP على أنه يقوم بحملات ديموقراطية ، وتقديمنا كمعرقلين لذلك ! إن AKP يمارس لعبة في هذه المواضيع ، وإلا فإن همه ليس الدمقرطة ، كما أن بعض الشرائح اليمينية الليبرالية أيضاً تصبح أداة لهذه اللعبة ، وهناك "نوراي ميرت" وأمثالها فهموا هذا الأمر .

إذا كان AKP يريد التطورات الديموقراطية حقاً ، فلماذا لا يتحامل على حادثة الاغتصاب التي جرت في "سيرت" ؟ إن حوادث الإغتصاب التي في سيرت و"برواري" وفي المدارس الداخلية للمناطق كلها تجري بشكل منظم ومخطط وعن إدراك . وهناك العشرات بل والمئات من المتورطين فيها ، إنها أحداث عميقة ومخططة ، حيث أن تورط هذا الكم من الناس فيها دليل على أنها ليست اعتباطية ، فأنا كنت قد حذرت بهذا الصدد سابقاً ، فبهذه الأحداث يتم التدريب على إبادة عرقية كبيرة ، فما تم معايشته في سيرت وبرواري دلالة على إبادة عرقية . يتلطخ كل هذا الكم من الناس في هكذا فعل ، ولايتم الكشف عن أي واحد منهم كل هذه المدة ! الحادث استمر لسنتين ، وها قد شوهد أن رجالهم على رأس هذا الأمر . فهناك معاون المدير المتورط في الأمر ، هؤلاء في المقدمة ، كما أن جريان هذا الحدث في سيرت ذو معنى أيضاً ، لقد أُريد الانتقام من الأكراد بشكل ما ، نظراً لأن الأكراد حققوا فيها نجاحاً في الانتخابات المحلية . إنه حادث من نوع الثأر ، والإغتصاب الذي جرى في سيرت وبرواري يستهدف كل الأكراد ، فبحادث الإغتصاب هذا تم تلويث ناموس سيرت وبرواري ، وسيرت أصبحت ملطخة ، وبرواري ملطخة ، وباتتا في الدرك الأسفل . ولهذا وكما قلت من قبل ، يجب إقامة القيامة . إنهم يرهبون الطفلات الصغيرات ويستخدمون عجزهن ليستغلوهن ويفعلوا بهن ما يشاؤون ، إنها وحشية وإرهاب ، أنا عاجز عن الفهم ، كيف يمكن البقاء متفرجاً ! عندما أفكر في ثقافة الإغتصاب هذه ، أكره المرأة أحياناً . فبدون تجاوز ثقافة الإغتصاب هذه ، ودون مكافحتها ، لايمكن أن يكون هناك عشق ولا خبز ، فلا محبة ولا عشق ، إن خوض الصراع ضد ثقافة الإغتصاب هذه شرط من أجل حرية المرأة . أنا أفهم النساء ، ماذا تفعلن ؟ عليكن القيام بما تستطعن عليه من أجل وضع حل لهذا الأمر . لقد سمعت من الراديو ، من TRT-1 ، عندما يراد الحديث مع المثقفين والكتاب عن هذا الأمر يَجُف ريقهم ! ويقولون بأنهم تأثروا كثيراً ولن يستطيعوا خوض الحديث فيه ، وهكذا هم الناس هناك ، يعجزون عن الحديث بشأن الموضوع ، ويلاقون صعوبة في الحديث ، هاهو أمامكم ماجرى في سيرت وبرواري . فإذا كان AKP ديموقراطياً وصادقاً حقاً ، عليه أن يتحامل على هذه القضايا ، فهناك حوادث مماثلة تعاش في المدارس الداخلية للمنطقة ، حيث يجري إبعاد الأطفال الصغار من موطنهم مستفيدين من الحرمان والجوع الذي تعاني منها أسَرُهم ، ويستمدون الجرأة من عجزهم ووضعهم هذا ويتصرفون كما يحلو لهم بهؤلاء الأطفال ويستغلونهم .

يجب القيام بتحليل جيد جداً لوضع المدارس الابتدائية الداخلية للمنطقة ، حيث يجري فصل الأطفال الأكراد عن أسرهم وإبعادهم عن ثقافتهم ولغتهم ، وبذلك يجري تغريبهم ، فالأطفال الأكراد الذين لا يعرفون اللغة التركية ينسون لغتهم هنا . هل هذه هي ديموقراطية AKP ؟ يجب على المثقفين الأكراد لدينا أن يكتبوا بحق المدارس الإبتدائية الداخلية للمنطقة ، وأن يتوقفوا على هذا الموضوع ، فما يُطبق على هؤلاء الأطفال هو الإبادة العرقية ، إنها إبادة عرقية للثقافة ، وإبادة عرقية للغة ، حيث يجري شرح ذلك في المادة 67 لهيئة الأمم المتحدة ، يجري فيها تعريف الإبادة العرقية ، وتقول ؛ إن إبعاد الإنسان وفصله عن لغته وثقافته وتوجيهه نحو لغة وثقافة أخرى وإرغامه على العيش ضمنها هي إبادة عرقية ، هكذا هو تعريف الإبادة العرقية في هذه المادة ، وهذا ما يجري تطبيقه في المدارس الداخلية الإبتدائية للمنطقة . يجرى فصل آلاف الأطفال الأكراد الصغار من ذويهم منذ أعمارهم الصغيرة ، ويُلقى بهم ضمن لغة وثقافة غريبة عليهم لإخضاعهم للإبادة العرقية . طبعاً تعلمون بمشكلة البطالة الهائلة التي تسود المجتمع ، ويجري إستغلال جوع وبطالة الأكراد أيضاً ، بل هم يُرغمون على ذلك ، وكأن ذلك لا يكفي يقومون بكل أشكال الممارسات المُقرفة بحق هؤلاء الأطفال . يتم إغتصاب طفل في الثالثة من العمر ! إن هذا إعدام للكرامة والشخصية ، أي فرض كل ما تريده بالإغتصاب المتكرر ، وتركه عاجزاً . وهذا ما يراد فعله بالأكراد ، ولهذا أقول إن هذه إبادة عرقية للأكراد .

الأمر الأهم هو الثقافة واللغة ، فالثقافة واللغة هما كرامة شعب ما ، فإن استوليتم على لغته وثقافته ستبقى مجموعة بشرية بدون كرامة ، بل حتى أنني لا أنسى على هذا الصعيد ، فقد كنت عندها صغيراً جداً ، وكنت أتحامل على والدتي ثقيلاً معترضاً ؛ إنك لا تتكلمين بلغتك مع طفلك ، ولا تعلِّمينه ثقافتك ، لا أنسى أبداً فقد كنت في ظل الجارداغ (الفيالة التي تنصب في الكرمة) عندما قلت لأمي مشيراً إلى الدجاجة وصيصانها ؛ "كما تَرَين، حتى الدجاجة تتواصل مع فراخها بلغتها ، وتناديها بلغتها ، فلماذا لا تستطيعين حمايتي حتى بقدرِ دجاجة ؟ " ، في تلك المرحلة لم أكن أعرف التركية عند ذهابي إلى المدرسة ، وكنت ألاقي صعوبات جمة بهذا الصدد ، كما ترون حتى في ذلك العمر كان لدينا تناقضنا ، فهكذا كان يحدث تمردنا وعصياننا الأول ، بالطبع قمنا بتعميق وتطوير تمردنا إلى أن أوصلناه إلى يومنا . هذا ما فعلوه بنا ، وهناك أبعاد كثيرة لهذه الإبادة العرقية . الإبادة العرقية الثقافية ، والإبادة العرقية اللغوية ، والإبادة العرقية السياسية ، والإبادة العرقية الإقتصادية ، والإبادة العرقية للبيئة ، كلها تدخل ضمن هذا الأمر . أعتقد أن تعريف الإبادة العرقية هذا يجري ترتيبه في ميثاق هيئة الأمم المتحدة ، وعلى BDP أن ينقل الموضوع إلى الأمم المتحدة ضمن هذا النطاق ، ويخوض نشاطاً على هذا الصعيد . كما على الأمم المتحدة أن تدافع عن حقوق شعبنا . حيث تُمارس عليه كافة أشكال الإبادة العرقية ، وليس من ردِّ فعل مطلقاً . يجري فصل الأطفال عن أسرهم من دون ردِّ فعل ، وتعاش حوادث الإغتصاب ولا يستطيع أحد القيام بشيء وليس من ردِّ فعل ، ويتم قتل ثقافتنا وإرثنا وطبيعتنا ، وتُبنى السدود ، والناس ليسوا في وارد أي رد فعل ، ولا يستطيعون أن يصبحوا عائقاً أمام كل ذلك ، ويتفرَّجون فقط . إنها أمور مؤلمة جداً ، وكنت قد قلت من قبل ، حيث هناك أمور مماثلة في ديرسيم أيضاً . فهذا ما يجري معايشته تحت سلطة AKP . كما وصفتها من قبل أيضاً هناك الإبادة العرقية السياسية المتمثلة في اعتقال ألف وخمسمائة سياسي كردي من DTP(حزب المجتمع الديموقراطي) و BDP ، فقد مضت سنة كاملة ولم يتم تقديمهم للمحاكمة ، مع الاحتفاظ بهم في السجون هكذا ، حتى أنه لم يتم إعداد لوا ئح الاتهام بعد ، إن هذه إبادة عرقية سياسية ، ما يقرب ألف وخمسمائة سياسي كردي من BDP لا زالوا في السجون . مثلما يُسمون الإبادة العرقية الأرمينية بـ"الكارثة الكبرى" ، إن هذه الكارثة الكبرى تبدأ باعتقال ونفي مائتين وعشرين مثقفاً أرمينياً في الرابع والعشرين من نيسان ، ولكن هذا العدد هو ألف وخمسمائة لدى الأكراد .

كما أن الإداري في BDP "اوسمان يغيت" فقد حياته في السجن ، اتقدم بتعازيي إلى أسرته وإلى شعبنا . إن الإبادة العرقية للأكراد بادئة بإرسال ألف وخمسمائة سياسي ومثقف إلى السجون ، والهدف من هذه الإبادة العرقية السياسية هو انتزاع إرادة الأكراد واستسلامهم . إن هذه ممارسة تغنينا عن البحث في فاشية هتلر ، فكما تعلمون كان هتلر يرسل اليهود إلى غرف الغاز عند إبادته لليهود ، ويحتفظ بهم في معسكرات التجميع ، أما الإبادة المطبقة على الأكراد من النوع الذي يغنينا عن البحث عن غرف غاز هتلر ، فقد أجرى أردوغان تقييم "هتلر ـ إينونو" كما تعرفون ، ومعلوم مدى انتقادي لـ"إينونو"(عصمت إينونو ، من مؤسسي الجمهورية التركية) سابقاً ، ومدى تقييماتي بحقه معروفة ولن أدخل في ذلك ، ولكن على أردوغان أن لا يبحث عن روح هتلر في أماكن بعيدة جداً ، ويكفيه أن ينظر إلى حزبه وسياسات حزبه ، فمن جانب هناك حوادث الإغتصاب ومن جانب المدارس الداخلية للمناطق ومن الجانب الآخر هناك اعتقال السياسيين الأكراد الذي يعني شروعاً بالإبادة العرقية للأكراد ، ومن جانب تطالب بدعم الأكراد لك ! يجب على AKP أن يكون صادقاً في هذا الموضوع . إن تناول الحزمة الدستورية بمعزل عن كل هذه التطورات ورؤيتها كـ"حملة ديموقراطية" والإشارة إليَّ وإلى BDP كهدف في هذا الموضوع هو الظلم بعينه وقلة الضمير . ما يريد AKP أن يحققه من هذه الحزمة الدستورية هو تعزيز سلطته السياسية وهيمنته واستمرارها ، فلماذا يتحاملون عليَّ إلى هذه الدرجة ؟ إنهم يفعلونها لأنني عطَّلت ألاعيب AKP ، هذا هو كل السبب . ولا يمكن لأحد أن يتهمنا في هذا الموضوع ، وليس له حق في ذلك ، فإن لم يروا كل هذه الأمور كيف يتوصلون إلى نتيجة ؟ لن ترى هذه الإبادة العرقية ، ولن تتناولها ، ويتم إغتصاب طفلة في الثالثة من العمر ، ولا يتم نقاش كل ذلك ، ولكن تلقى بالمسؤولية على عاتقي أنا و BDP ! هذه الأوساط تتهمنا بالسقوط إلى موقع CHP(حزب الشعب الجمهوري) و MHP(حزب الحركة القومية) ، بينما نحن لن نسقط إلى وضع CHP ولا MHP ، كما لن نكون ملحقاً بـAKP . فيجب على BDP تطوير نشاطه من أجل الدستور الديموقراطي ، حيث يجب نشر هذا النشاط من أجل الدستور الديموقراطي في كل المجتمع ، لكل المجتمع  ومنظمات المجتمع المدني ، والمثقفين وكل الشرائح ، حيث يجب خلق أرضية لنقاش موضوع الدستور الديموقراطي ، وجعل الجميع يستوعبون ضرورة وجود دستور ديموقراطي ، كما يجب خوض نقاش مكثف في هذا الموضوع .

كنت قد بينت من قبل ، هناك شريحتان للقوموية التركية في تركيا ، فمن جانب هناك النهج القوموي التركي الوطني العلماني ، وهذا هو النهج القوموي التركي الذي يتمركز في العاصمة أنقرا ويمثله على الأغلب كل من CHP و MHP ، ومن الجانب الآخر هناك المفهوم القوموي ـ الإسلامي الذي يتمركز في قونية ـ قيصري ويمثله AKP ، ونحن لن نختار أحد هذين المفهومين القومويين التركيين ، بل حتى أن المفهوم القوموي التركي ـ الإسلامي أكثر خطراً من المفهوم القوموي التركي الوطني ، بل كل منهما أخطر من الآخر . كلا مفهومي القوموية التركية فاشيان ، كلاهما فاشية مؤسساتية تقضي على التعددية . في موضوع الأكراد كل من CHP و MHP حليفان سِرِّيان لـAKP . أقولها للسيد أردوغان ؛ إن حليفاك السريان هما "بايكال"(رئيس CHP) و "باخجلي"(رئيس MHP) ، وAKP في جوهره لا يجلب الديموقراطية ، بل يحاول تعزيز سلطته ، ويراوغ حيال مطالب الديموقراطية . ما يهدف إليه AKP هو دفعنا إلى الاشتباك مع أرغنكون ومع قسم من الجيش وإضعافنا والتنصل من بيننا ، والولايات المتحدة وانكلترا هما اللتان خلف هذه السياسات ، مثلما كان لهذه القوى دور في جلبي إلى هنا . عندما أضع الأجزاء الصغيرة بجانب بعضها البعض يُفهم هذا الأمر بشكل جيد ، حيث أن جلبي إلى هنا قد تم نتيجة لمساومات معينة ومقابل تنازلات محددة . فبالإضافة إلى الولايات المتحدة وانكلترا في المقدمة هناك دول أخرى من خلف المؤامرة مقابل تنازلات معينة ، مثل اليونان وإيران والعراق وسوريا وأرمينيا . فقد قدمت تركيا تنازلات كثيرة مقابل استعادتي ، وقدمت إلتزامات نحو تلك الدول ، فمع اعتقالي عَقدت معاهدات ثنائية في منطقتها مع العديد من الدول مثل إيران وسوريا والعراق ، وحاولوا ترتيب العلاقات في المنطقة ، فقد قدموا تنازلات إلى اليونان بشأن جزر بحر إيجة ، وسيجلسون في المفاوضات مع اليونان في الرابع عشر من أيار ، ولنرى ماذا سيحدث ؟ وبعدها من المعلوم أنهم عقدوا معاهدات ثنائية مع إيران وسوريا ، وجعلوا سياساتهم الكردية مشتركة ، والآن تقوم كل من تركيا وإيران وسوريا بتطوير تحالفها المعادي للأكراد ، وهذا أمر خطير جداً . وفي العراق أيضاً قاموا بحل نظام صدام حسين بعد اعتقالي وتوجهوا نحو ترتيب جديد هناك ، وأبرزوا قادة الجنوب هناك ، كما يحاولون ترتيب علاقاتهم مع أرمينيا ، فهاهي الاتفاقيات . كل هذه التطورات على علاقة وثيقة باعتقالي وبالحركة الكردية ، فكل هذه التطورات بدأت مع المؤامرة وإخراجي من سوريا ، وهذا ذو علاقة وطيدة بالمؤامرة . في الحقيقة الهدف من كل هذه الجهود كان فرض الإستسلام على BDP وتصفية PKK . حيث تجري محاولة فرض الإستسلام على BDP ومحاولة حصار PKK لتصفيته ، وليتم تركي للموت هنا . ولكن سواء بجهودي هنا ، أو بجهود PKK أو بمقاومة شعبنا تم إفشال هذه الألاعيب . ففي مرحلة ما حاولوا فرض الإستسلام على BDP من خلال "أحمد تورك" ، وأنا أعلم بأن "أحمد تورك" ذو نوايا حسنة ، ولكنهم حاولوا تطبيق سياسة الإستسلام هذه من خلاله ، ولم ينزلق "أحمد" ورفاقه إلى هذه اللعبة ، وبعدها حصلت إعتداءات كل من إزمير وسامسون . وتلك الإعتداءات لم تكن عَرَضية ، وفي الحقيقة كان اعتداء سامسون بمثابة تعبير عن الغضب الذي شعروا به نحو "أحمد تورك" بعد فشل هذه الألاعيب . أي ظهور لشعورهم بالفشل في الوصول إلى هدفهم . هكذا يجب فهمها .

في الحقيقة حل القضية ليس صعباً جداً ، وكنت قد تطرقت سابقاً ، حيث كان لي شرطان ؛ الأول هو شرط حقوق الإنسان والديموقراطية ، أما الثاني فقد كان شرط الأمن . وأنا نقلت هذه المواضيع سابقاً وفي عهد سلطة AKP ، إلى الشريحة الحكيمة العارفة في الدولة وإلى AKP ورئيس الوزراء سواء شفوياً أو كتابياً . وفي هذا الموضوع يجب إدراك بأننا لا نطلب الكثير ، فكلا الشرطان حقان دستوريان ، الشرط الأول هو شرط حقوق الإنسان والديموقراطية ، وهذا يعني الدستور الديموقراطي ، فإنشاء دستور ديموقراطي يعني الحقوق الديموقراطية ، وتوفير الضمان الدستوري للحقوق الديموقراطية للأكراد . أما الشرط الثاني فهو شرط الأمن ، وشرط الأمن أيضاً هو حق دستوري يجري ترتيبه في الدستور ، حيث يجب توفير الضمان لكل المجموعات ، ويجب أن يكون لشعب تركيا ضمانه أيضاً ، ويكون للأكراد أيضاً ضمانهم . وقلت ؛ عندما يتحقق هذان الشرطان أنا أيضاً سأقوم بما يقع على عاتقي . ومن قبل أيضاً وجهت نداءً وقلت إذا تحقق هذان الشرطان فإنني سأقوم بجمع القوات المسلحة في مكان ما ، سأجمع القوات في مكان ترونه أنتم مناسباً وهم يرونه مناسباً ، ولدي القوة التي تحقق النجاح في ذلك ، وقلت بأنني واثق من ذلك ، ولا فرق في أن أكون في السجن أو في الخارج أو إلى جانبهم ، إنني مستعد لذلك الآن أيضاً . فيمكن لقوات التنظيم المسلحة أن تجتمع في قنديل أوفي جودي أوفي جيلو أو سبحان . فإذا تحقق هذان الشرطان لدي قوتي التي تمكنني من القيام بهذا الأمر ، كما أنني لست مرغماً على أن أكون إلى جانبهم أيضاً.

كانت ولا زالت لنا بحثٌ وجهود في موضوع الحوار والحل منذ عهد "أوزال" . ولكن عند عبورنا إلى كل لقاء أو علاقة تعرَّضت حكومات تلك المرحلة للتصفية ، ففي عهد أوزال أيضاً تم التفاوض حول جمع القوات في مكان ما ، وكان أوزال صادقاً في موضوع حل القضية ، ونحن تأخرنا في الجواب على هذا الأمر ، ولكن في النتيجة تمت تصفية أوزال ، بعدها وفي عهد "أرباكان"(رئيس وزراء تركيا سابقاً) أيضاً تم طرح موضوع جمع القوات في مكان ما ، فقد كانت لدى أرباكان أيضاً محاولات حسن النية في هذا الموضوع ، وقد كان جوابنا إيجابياً على محاولات أرباكان تلك ، فقد أبدى أرباكان هذه الإرادة ولكنهم قاموا بتصفيته أيضاً . وهكذا ذهبت محاولتنا في تلك المرحلة أيضاً هباءً . بعدها جاء عهد "أجويد"(رئيس وزراء تركيا راحل) ، ففي عهده أيضاً جرت لنا لقاءات ، جاؤوا إلى هنا والتقينا ، وألقينا خطوة في موضوع سحب قواتنا ، ولكن جهدنا هذا لم يجد تجاوباً ، وتمت تصفية أجويد ، فمنذ أوزال وحتى الآن كانت ولا زالت لنا مبادرات شفوية وكتابية في موضوع الحوار والحل . ولكن من الآن فصاعداً لا أنا سأماطل كما لن أسمح لأن يماطلوني . فقد صبرت على AKP لثماني سنوات ، إنني أنادي رئيس الوزراء ؛ انهض وقل : إنني أريد التصالح مع الأكراد ، وأظهر هذه الإرادة ونحن سنجعل قواتنا تتمركز في مواقع مناسبة من أجل توفير الإمكانية للحل . وأخيراً سأنتظر حتى آخر شهر أيار وبداية حزيران ، فإذا لم تظهر إرادة في موضوع الحل فإنني سأنسحب من الوسط ، ولن أقبل بالمسؤولية بعد الآن ، وسأقول لـKCK  ؛ "ظروفي الصحية لم تعد مواتية" . وبعدها ماذا تفعل الحكومة والدولة ، وماذا تفعل KCK ، هل يتحاربون أم يتسالمون ، وكيف يتناولون القضايا فيما بينهم هم الذين يقررون كل ذلك ، فأنا سأنسحب من الوسط بعد الآن . ربما سيتضح كل شيء في بداية حزيران ، كما لا يمكن لأحد أن يراني مسؤولاً عن التطورات بعد الآن ، أقول ذلك بكل وضوح ونقاء ، وهذا هو آخر نداء لي .

أقول لـ PKK و KCK ما يلي : ما قاله "قارايلان" و"دوران" ومؤخراً "جميل بايك" في الميدان ، فهم يتكلمون عن آرائهم وأفكارهم ، وهم الآن باتوا في مركز هذا العمل ، وأنا أحترم آراء وأفكار الجميع ، وهم أدرى بظروفهم ، فهم الذين سيمضون في هذا العمل وهم الذين يقررون ، فهل سيتحاربون مع الدولة أم يتسالمون معها ، هم الذين يقررون ذلك . فهل يمكنهم أن ينتظموا ضمن الشعب في كل الميادين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية بنسبة ثمانين في المائة ليكونوا جواباً للحاجات ؟ هل سيتمكنون من تكوين أكاديميات السياسة الثورية ؟ . هاهم يوضحون ، بأنه سيكون هناك عصيان في المدن وتمردات مدينية . وهم يقولون ستكون هناك اشتباكات منتشرة ، وبأنهم سيصعِّدون العنف إلى المستوى المتوسط ، ولست أنا الذي يقول ذلك ، بل هم الذين يقولونه . هم الذين سيتخذون القرار بشأن كل هذه الأمور .

يتطلب حل القضية الكردية في إيران ، فعليها أن تقوم بالتحول الديموقراطي حتى تتخلص من هذا الحصار .

أبعث بتحياتي الخاصة إلى النساء وإلى شعبنا وإلى تاتوان وباتمان .

تحياتي للجميع . طابت أيامكم .

                                                                5 أيــــــــــار 2010

842.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات