أوجلان:كرامة شعب ما هي لغته وثقافته
الإثنين 10 أيّار / مايو 2010, 02:25
كورداونلاين
فقد كنت عندها صغيراً جداً ، وكنت أتحامل على والدتي ثقيلاً معترضاً ؛ إنك لا تتكلمين بلغتك مع طفلك ، ولا تعلِّمينه ثقافتك
كرامة شعب ما هي لغته وثقافته
هناك برودة في الكاحل ، ويحتمل أن يكون من العضلات ، فأنا لاأستطيع الانحناء إلى الأمام ، حيث تؤلمني العضلات في هذه البقعة ، وأجد صعوبة في النهوض والجلوس ، ويحتمل أن يكون لذلك علاقة بظروف السجن الجديد ، في الفترة الأخيرة أصبحت عيناي تدمعان وتسيلان ، وفيهما ألم وحكة ، وألاقي صعوبات . من المحتمل أن يكون لهذه الأمور علاقة بمناخ هذا المكان .
حينذاك لم أستطع التطرق إلى كونفرانس المرأة الذي انعقد في دياربكر كثيراً . لقد كان كونفرانساً مهماً جداً . إن حركة المرأة التحررية الديموقراطية مهمة جداً ، فمن المهم تطوير ديموقراطية المرأة في نطاق حرية المرأة . المستوى الذي وصلت إليه النساء الكرديات جيد . من المهم تطوير وعي المرأة لدى النساء في الجنوب أيضاً ، فوضع النساء في كردستان تركيا أفضل على هذا الصعيد . والنساء في كردستان تركيا يجب أن يتمكنَّ من مساعدة النساء في الأجزاء الأخرى ، ويتمكنَّ من لعب دور الطليعة لهن . في الحقيقة هناك الكثير مما يمكن قوله .
في الأيام القادمة سيقام مهرجان المرأة في تاتوان على ما أعتقد . تاتوان ومحيطها مهم على صعيد نضال المرأة وحريتها ، لأن نضال المرأة قادر على إجراء التحويل . أتمنى النجاح لحركة المرأة التحررية الديموقراطية في نضالها وأبعث إليهن بتحياتي . إن لـ"تاتوان" و"باتمان" وتلك المناطق دور مهم جداً في كفاحنا ، بالطبع تاتوان مكان مهم جداً . رفيقتنا "كوليزار" من سجن آديامان تكتب لي مراراً ، وهي تنتمي إلى "آهلات" ، أعتقد أنها مريضة جداً ، وفي إحدى كتاباتها تقول بأن أكبر آمالها هو أن تؤسس أكاديمية المرأة في تاتوان عندما تخرج . بالطبع هذه أمور مهمة ، هذا ما أستطيع قوله بشأن تاتوان . في المستقبل يمكن أن تحدث أمور أكثر أهمية وجمالاً هناك ، حيث أن محيط تاتوان و وان وبحيرة وان مهم جداً على صعيد الإرث الثقافي التاريخي ، إنها أماكن غنية من الناحية الثقافية ، إنها أماكن أسطورية ، حيث يمتد أحد أطرافها إلى زاغروس وأحدها إلى القوقاز والآخر إلى الأناضول . تاتوان مكان مناسب للمهرجانات من الناحية الفنية والجمال ، إذا لم أتذكر خطاً هناك هكذا تقييم بشأن "زيلان" أيضاً ، ويقال بأن هناك تجمع وتثقيف للمرأة ، إن أطراف وان وتاتوان هي العصب والأماكن التي تكونت فيها هذه الثقافة ، ولهذا فإن أنشطة المرأة وتجذير هذه الأنشطة هناك ذات معنى .
يمكن أن تكون تاتوان مثالاً جيداً للإدارة الديموقراطية الذاتية والإنشاء الاجتماعي ، إنها مكان مناسب لذلك ، ويجب تأسيس أكاديمية المرأة للسياسة هنا .
بهذه المناسبة أستذكر المغنية "ميزكين" والفتاة اللبنانية التي لا أتذكر اسمها الآن ، هاتان ترعرعتا بجانبي ، و"ميزكين" وضعت نهاية لحياتها بيدها في "تاتوان" حتى لا تعتقل ، كما كانت هناك فتاة لبنانية ، هي أيضاً وضعت نهاية لحياتها في باتمان كي لا تعتقل . المغنية "ميزكين" والفتاة اللبنانية كانتا شهمتان جداً ، كلاهما نشأتا بين يدي ، إنهما شهيدتان غاليتان لشعبنا .
لقد حللتُ ما يريد AKP القيام به في موضوع الحزمة الدستورية ، لقد حللت رموز وشيفرات AKP ، وكل مواقف AKP في موضوع الحزمة الدستورية هذه ليست سوى لعبة . اليوم عبرت ترتيبات المحكمة الدستورية بـ337 صوتاً حيث سمعته من الراديو ، ولكن المادة الثامنة بقيت في 327 صوتاً وسقطت . في الحقيقة لو أراد AKP لاستطاع تمرير هذه المادة أيضاً ، وقوته كافية لذلك ، ولكنه لم يمررها ويحاولون من خلالها جعلي أنا و BDP مسؤولين عن ذلك واتهامنا ، وإلا فإن تمرير المادة أو عدم تمريرها لا يهمهم في شيئ ، فهم يتذرعون بعدم مرور هذه المادة ليجعلوا مني ومن BDP هدفاً ، فهم يحاولون إظهار AKP على أنه يقوم بحملات ديموقراطية ، وتقديمنا كمعرقلين لذلك ! إن AKP يمارس لعبة في هذه المواضيع ، وإلا فإن همه ليس الدمقرطة ، كما أن بعض الشرائح اليمينية الليبرالية أيضاً تصبح أداة لهذه اللعبة ، وهناك "نوراي ميرت" وأمثالها فهموا هذا الأمر .
إذا كان AKP يريد التطورات الديموقراطية حقاً ، فلماذا لا يتحامل على حادثة الاغتصاب التي جرت في "سيرت" ؟ إن حوادث الإغتصاب التي في سيرت و"برواري" وفي المدارس الداخلية للمناطق كلها تجري بشكل منظم ومخطط وعن إدراك . وهناك العشرات بل والمئات من المتورطين فيها ، إنها أحداث عميقة ومخططة ، حيث أن تورط هذا الكم من الناس فيها دليل على أنها ليست اعتباطية ، فأنا كنت قد حذرت بهذا الصدد سابقاً ، فبهذه الأحداث يتم التدريب على إبادة عرقية كبيرة ، فما تم معايشته في سيرت وبرواري دلالة على إبادة عرقية . يتلطخ كل هذا الكم من الناس في هكذا فعل ، ولايتم الكشف عن أي واحد منهم كل هذه المدة ! الحادث استمر لسنتين ، وها قد شوهد أن رجالهم على رأس هذا الأمر . فهناك معاون المدير المتورط في الأمر ، هؤلاء في المقدمة ، كما أن جريان هذا الحدث في سيرت ذو معنى أيضاً ، لقد أُريد الانتقام من الأكراد بشكل ما ، نظراً لأن الأكراد حققوا فيها نجاحاً في الانتخابات المحلية . إنه حادث من نوع الثأر ، والإغتصاب الذي جرى في سيرت وبرواري يستهدف كل الأكراد ، فبحادث الإغتصاب هذا تم تلويث ناموس سيرت وبرواري ، وسيرت أصبحت ملطخة ، وبرواري ملطخة ، وباتتا في الدرك الأسفل . ولهذا وكما قلت من قبل ، يجب إقامة القيامة . إنهم يرهبون الطفلات الصغيرات ويستخدمون عجزهن ليستغلوهن ويفعلوا بهن ما يشاؤون ، إنها وحشية وإرهاب ، أنا عاجز عن الفهم ، كيف يمكن البقاء متفرجاً ! عندما أفكر في ثقافة الإغتصاب هذه ، أكره المرأة أحياناً . فبدون تجاوز ثقافة الإغتصاب هذه ، ودون مكافحتها ، لايمكن أن يكون هناك عشق ولا خبز ، فلا محبة ولا عشق ، إن خوض الصراع ضد ثقافة الإغتصاب هذه شرط من أجل حرية المرأة . أنا أفهم النساء ، ماذا تفعلن ؟ عليكن القيام بما تستطعن عليه من أجل وضع حل لهذا الأمر . لقد سمعت من الراديو ، من TRT-1 ، عندما يراد الحديث مع المثقفين والكتاب عن هذا الأمر يَجُف ريقهم ! ويقولون بأنهم تأثروا كثيراً ولن يستطيعوا خوض الحديث فيه ، وهكذا هم الناس هناك ، يعجزون عن الحديث بشأن الموضوع ، ويلاقون صعوبة في الحديث ، هاهو أمامكم ماجرى في سيرت وبرواري . فإذا كان AKP ديموقراطياً وصادقاً حقاً ، عليه أن يتحامل على هذه القضايا ، فهناك حوادث مماثلة تعاش في المدارس الداخلية للمنطقة ، حيث يجري إبعاد الأطفال الصغار من موطنهم مستفيدين من الحرمان والجوع الذي تعاني منها أسَرُهم ، ويستمدون الجرأة من عجزهم ووضعهم هذا ويتصرفون كما يحلو لهم بهؤلاء الأطفال ويستغلونهم .
يجب القيام بتحليل جيد جداً لوضع المدارس الابتدائية الداخلية للمنطقة ، حيث يجري فصل الأطفال الأكراد عن أسرهم وإبعادهم عن ثقافتهم ولغتهم ، وبذلك يجري تغريبهم ، فالأطفال الأكراد الذين لا يعرفون اللغة التركية ينسون لغتهم هنا . هل هذه هي ديموقراطية AKP ؟ يجب على المثقفين الأكراد لدينا أن يكتبوا بحق المدارس الإبتدائية الداخلية للمنطقة ، وأن يتوقفوا على هذا الموضوع ، فما يُطبق على هؤلاء الأطفال هو الإبادة العرقية ، إنها إبادة عرقية للثقافة ، وإبادة عرقية للغة ، حيث يجري شرح ذلك في المادة 67 لهيئة الأمم المتحدة ، يجري فيها تعريف الإبادة العرقية ، وتقول ؛ إن إبعاد الإنسان وفصله عن لغته وثقافته وتوجيهه نحو لغة وثقافة أخرى وإرغامه على العيش ضمنها هي إبادة عرقية ، هكذا هو تعريف الإبادة العرقية في هذه المادة ، وهذا ما يجري تطبيقه في المدارس الداخلية الإبتدائية للمنطقة . يجرى فصل آلاف الأطفال الأكراد الصغار من ذويهم منذ أعمارهم الصغيرة ، ويُلقى بهم ضمن لغة وثقافة غريبة عليهم لإخضاعهم للإبادة العرقية . طبعاً تعلمون بمشكلة البطالة الهائلة التي تسود المجتمع ، ويجري إستغلال جوع وبطالة الأكراد أيضاً ، بل هم يُرغمون على ذلك ، وكأن ذلك لا يكفي يقومون بكل أشكال الممارسات المُقرفة بحق هؤلاء الأطفال . يتم إغتصاب طفل في الثالثة من العمر ! إن هذا إعدام للكرامة والشخصية ، أي فرض كل ما تريده بالإغتصاب المتكرر ، وتركه عاجزاً . وهذا ما يراد فعله بالأكراد ، ولهذا أقول إن هذه إبادة عرقية للأكراد .
الأمر الأهم هو الثقافة واللغة ، فالثقافة واللغة هما كرامة شعب ما ، فإن استوليتم على لغته وثقافته ستبقى مجموعة بشرية بدون كرامة ، بل حتى أنني لا أنسى على هذا الصعيد ، فقد كنت عندها صغيراً جداً ، وكنت أتحامل على والدتي ثقيلاً معترضاً ؛ إنك لا تتكلمين بلغتك مع طفلك ، ولا تعلِّمينه ثقافتك ، لا أنسى أبداً فقد كنت في ظل الجارداغ (الفيالة التي تنصب في الكرمة) عندما قلت لأمي مشيراً إلى الدجاجة وصيصانها ؛ "كما تَرَين، حتى الدجاجة تتواصل مع فراخها بلغتها ، وتناديها بلغتها ، فلماذا لا تستطيعين حمايتي حتى بقدرِ دجاجة ؟ " ، في تلك المرحلة لم أكن أعرف التركية عند ذهابي إلى المدرسة ، وكنت ألاقي صعوبات جمة بهذا الصدد ، كما ترون حتى في ذلك العمر كان لدينا تناقضنا ، فهكذا كان يحدث تمردنا وعصياننا الأول ، بالطبع قمنا بتعميق وتطوير تمردنا إلى أن أوصلناه إلى يومنا . هذا ما فعلوه بنا ، وهناك أبعاد كثيرة لهذه الإبادة العرقية . الإبادة العرقية الثقافية ، والإبادة العرقية اللغوية ، والإبادة العرقية السياسية ، والإبادة العرقية الإقتصادية ، والإبادة العرقية للبيئة ، كلها تدخل ضمن هذا الأمر . أعتقد أن تعريف الإبادة العرقية هذا يجري ترتيبه في ميثاق هيئة الأمم المتحدة ، وعلى BDP أن ينقل الموضوع إلى الأمم المتحدة ضمن هذا النطاق ، ويخوض نشاطاً على هذا الصعيد . كما على الأمم المتحدة أن تدافع عن حقوق شعبنا . حيث تُمارس عليه كافة أشكال الإبادة العرقية ، وليس من ردِّ فعل مطلقاً . يجري فصل الأطفال عن أسرهم من دون ردِّ فعل ، وتعاش حوادث الإغتصاب ولا يستطيع أحد القيام بشيء وليس من ردِّ فعل ، ويتم قتل ثقافتنا وإرثنا وطبيعتنا ، وتُبنى السدود ، والناس ليسوا في وارد أي رد فعل ، ولا يستطيعون أن يصبحوا عائقاً أمام كل ذلك ، ويتفرَّجون فقط . إنها أمور مؤلمة جداً ، وكنت قد قلت من قبل ، حيث هناك أمور مماثلة في ديرسيم أيضاً . فهذا ما يجري معايشته تحت سلطة AKP . كما وصفتها من قبل أيضاً هناك الإبادة العرقية السياسية المتمثلة في اعتقال ألف وخمسمائة سياسي كردي من DTP(حزب المجتمع الديموقراطي) و BDP ، فقد مضت سنة كاملة ولم يتم تقديمهم للمحاكمة ، مع الاحتفاظ بهم في السجون هكذا ، حتى أنه لم يتم إعداد لوا ئح الاتهام بعد ، إن هذه إبادة عرقية سياسية ، ما يقرب ألف وخمسمائة سياسي كردي من BDP لا زالوا في السجون . مثلما يُسمون الإبادة العرقية الأرمينية بـ"الكارثة الكبرى" ، إن هذه الكارثة الكبرى تبدأ باعتقال ونفي مائتين وعشرين مثقفاً أرمينياً في الرابع والعشرين من نيسان ، ولكن هذا العدد هو ألف وخمسمائة لدى الأكراد .
كما أن الإداري في BDP "اوسمان يغيت" فقد حياته في السجن ، اتقدم بتعازيي إلى أسرته وإلى شعبنا . إن الإبادة العرقية للأكراد بادئة بإرسال ألف وخمسمائة سياسي ومثقف إلى السجون ، والهدف من هذه الإبادة العرقية السياسية هو انتزاع إرادة الأكراد واستسلامهم . إن هذه ممارسة تغنينا عن البحث في فاشية هتلر ، فكما تعلمون كان هتلر يرسل اليهود إلى غرف الغاز عند إبادته لليهود ، ويحتفظ بهم في معسكرات التجميع ، أما الإبادة المطبقة على الأكراد من النوع الذي يغنينا عن البحث عن غرف غاز هتلر ، فقد أجرى أردوغان تقييم "هتلر ـ إينونو" كما تعرفون ، ومعلوم مدى انتقادي لـ"إينونو"(عصمت إينونو ، من مؤسسي الجمهورية التركية) سابقاً ، ومدى تقييماتي بحقه معروفة ولن أدخل في ذلك ، ولكن على أردوغان أن لا يبحث عن روح هتلر في أماكن بعيدة جداً ، ويكفيه أن ينظر إلى حزبه وسياسات حزبه ، فمن جانب هناك حوادث الإغتصاب ومن جانب المدارس الداخلية للمناطق ومن الجانب الآخر هناك اعتقال السياسيين الأكراد الذي يعني شروعاً بالإبادة العرقية للأكراد ، ومن جانب تطالب بدعم الأكراد لك ! يجب على AKP أن يكون صادقاً في هذا الموضوع . إن تناول الحزمة الدستورية بمعزل عن كل هذه التطورات ورؤيتها كـ"حملة ديموقراطية" والإشارة إليَّ وإلى BDP كهدف في هذا الموضوع هو الظلم بعينه وقلة الضمير . ما يريد AKP أن يحققه من هذه الحزمة الدستورية هو تعزيز سلطته السياسية وهيمنته واستمرارها ، فلماذا يتحاملون عليَّ إلى هذه الدرجة ؟ إنهم يفعلونها لأنني عطَّلت ألاعيب AKP ، هذا هو كل السبب . ولا يمكن لأحد أن يتهمنا في هذا الموضوع ، وليس له حق في ذلك ، فإن لم يروا كل هذه الأمور كيف يتوصلون إلى نتيجة ؟ لن ترى هذه الإبادة العرقية ، ولن تتناولها ، ويتم إغتصاب طفلة في الثالثة من العمر ، ولا يتم نقاش كل ذلك ، ولكن تلقى بالمسؤولية على عاتقي أنا و BDP ! هذه الأوساط تتهمنا بالسقوط إلى موقع CHP(حزب الشعب الجمهوري) و MHP(حزب الحركة القومية) ، بينما نحن لن نسقط إلى وضع CHP ولا MHP ، كما لن نكون ملحقاً بـAKP . فيجب على BDP تطوير نشاطه من أجل الدستور الديموقراطي ، حيث يجب نشر هذا النشاط من أجل الدستور الديموقراطي في كل المجتمع ، لكل المجتمع ومنظمات المجتمع المدني ، والمثقفين وكل الشرائح ، حيث يجب خلق أرضية لنقاش موضوع الدستور الديموقراطي ، وجعل الجميع يستوعبون ضرورة وجود دستور ديموقراطي ، كما يجب خوض نقاش مكثف في هذا الموضوع .
كنت قد بينت من قبل ، هناك شريحتان للقوموية التركية في تركيا ، فمن جانب هناك النهج القوموي التركي الوطني العلماني ، وهذا هو النهج القوموي التركي الذي يتمركز في العاصمة أنقرا ويمثله على الأغلب كل من CHP و MHP ، ومن الجانب الآخر هناك المفهوم القوموي ـ الإسلامي الذي يتمركز في قونية ـ قيصري ويمثله AKP ، ونحن لن نختار أحد هذين المفهومين القومويين التركيين ، بل حتى أن المفهوم القوموي التركي ـ الإسلامي أكثر خطراً من المفهوم القوموي التركي الوطني ، بل كل منهما أخطر من الآخر . كلا مفهومي القوموية التركية فاشيان ، كلاهما فاشية مؤسساتية تقضي على التعددية . في موضوع الأكراد كل من CHP و MHP حليفان سِرِّيان لـAKP . أقولها للسيد أردوغان ؛ إن حليفاك السريان هما "بايكال"(رئيس CHP) و "باخجلي"(رئيس MHP) ، وAKP في جوهره لا يجلب الديموقراطية ، بل يحاول تعزيز سلطته ، ويراوغ حيال مطالب الديموقراطية . ما يهدف إليه AKP هو دفعنا إلى الاشتباك مع أرغنكون ومع قسم من الجيش وإضعافنا والتنصل من بيننا ، والولايات المتحدة وانكلترا هما اللتان خلف هذه السياسات ، مثلما كان لهذه القوى دور في جلبي إلى هنا . عندما أضع الأجزاء الصغيرة بجانب بعضها البعض يُفهم هذا الأمر بشكل جيد ، حيث أن جلبي إلى هنا قد تم نتيجة لمساومات معينة ومقابل تنازلات محددة . فبالإضافة إلى الولايات المتحدة وانكلترا في المقدمة هناك دول أخرى من خلف المؤامرة مقابل تنازلات معينة ، مثل اليونان وإيران والعراق وسوريا وأرمينيا . فقد قدمت تركيا تنازلات كثيرة مقابل استعادتي ، وقدمت إلتزامات نحو تلك الدول ، فمع اعتقالي عَقدت معاهدات ثنائية في منطقتها مع العديد من الدول مثل إيران وسوريا والعراق ، وحاولوا ترتيب العلاقات في المنطقة ، فقد قدموا تنازلات إلى اليونان بشأن جزر بحر إيجة ، وسيجلسون في المفاوضات مع اليونان في الرابع عشر من أيار ، ولنرى ماذا سيحدث ؟ وبعدها من المعلوم أنهم عقدوا معاهدات ثنائية مع إيران وسوريا ، وجعلوا سياساتهم الكردية مشتركة ، والآن تقوم كل من تركيا وإيران وسوريا بتطوير تحالفها المعادي للأكراد ، وهذا أمر خطير جداً . وفي العراق أيضاً قاموا بحل نظام صدام حسين بعد اعتقالي وتوجهوا نحو ترتيب جديد هناك ، وأبرزوا قادة الجنوب هناك ، كما يحاولون ترتيب علاقاتهم مع أرمينيا ، فهاهي الاتفاقيات . كل هذه التطورات على علاقة وثيقة باعتقالي وبالحركة الكردية ، فكل هذه التطورات بدأت مع المؤامرة وإخراجي من سوريا ، وهذا ذو علاقة وطيدة بالمؤامرة . في الحقيقة الهدف من كل هذه الجهود كان فرض الإستسلام على BDP وتصفية PKK . حيث تجري محاولة فرض الإستسلام على BDP ومحاولة حصار PKK لتصفيته ، وليتم تركي للموت هنا . ولكن سواء بجهودي هنا ، أو بجهود PKK أو بمقاومة شعبنا تم إفشال هذه الألاعيب . ففي مرحلة ما حاولوا فرض الإستسلام على BDP من خلال "أحمد تورك" ، وأنا أعلم بأن "أحمد تورك" ذو نوايا حسنة ، ولكنهم حاولوا تطبيق سياسة الإستسلام هذه من خلاله ، ولم ينزلق "أحمد" ورفاقه إلى هذه اللعبة ، وبعدها حصلت إعتداءات كل من إزمير وسامسون . وتلك الإعتداءات لم تكن عَرَضية ، وفي الحقيقة كان اعتداء سامسون بمثابة تعبير عن الغضب الذي شعروا به نحو "أحمد تورك" بعد فشل هذه الألاعيب . أي ظهور لشعورهم بالفشل في الوصول إلى هدفهم . هكذا يجب فهمها .
في الحقيقة حل القضية ليس صعباً جداً ، وكنت قد تطرقت سابقاً ، حيث كان لي شرطان ؛ الأول هو شرط حقوق الإنسان والديموقراطية ، أما الثاني فقد كان شرط الأمن . وأنا نقلت هذه المواضيع سابقاً وفي عهد سلطة AKP ، إلى الشريحة الحكيمة العارفة في الدولة وإلى AKP ورئيس الوزراء سواء شفوياً أو كتابياً . وفي هذا الموضوع يجب إدراك بأننا لا نطلب الكثير ، فكلا الشرطان حقان دستوريان ، الشرط الأول هو شرط حقوق الإنسان والديموقراطية ، وهذا يعني الدستور الديموقراطي ، فإنشاء دستور ديموقراطي يعني الحقوق الديموقراطية ، وتوفير الضمان الدستوري للحقوق الديموقراطية للأكراد . أما الشرط الثاني فهو شرط الأمن ، وشرط الأمن أيضاً هو حق دستوري يجري ترتيبه في الدستور ، حيث يجب توفير الضمان لكل المجموعات ، ويجب أن يكون لشعب تركيا ضمانه أيضاً ، ويكون للأكراد أيضاً ضمانهم . وقلت ؛ عندما يتحقق هذان الشرطان أنا أيضاً سأقوم بما يقع على عاتقي . ومن قبل أيضاً وجهت نداءً وقلت إذا تحقق هذان الشرطان فإنني سأقوم بجمع القوات المسلحة في مكان ما ، سأجمع القوات في مكان ترونه أنتم مناسباً وهم يرونه مناسباً ، ولدي القوة التي تحقق النجاح في ذلك ، وقلت بأنني واثق من ذلك ، ولا فرق في أن أكون في السجن أو في الخارج أو إلى جانبهم ، إنني مستعد لذلك الآن أيضاً . فيمكن لقوات التنظيم المسلحة أن تجتمع في قنديل أوفي جودي أوفي جيلو أو سبحان . فإذا تحقق هذان الشرطان لدي قوتي التي تمكنني من القيام بهذا الأمر ، كما أنني لست مرغماً على أن أكون إلى جانبهم أيضاً.
كانت ولا زالت لنا بحثٌ وجهود في موضوع الحوار والحل منذ عهد "أوزال" . ولكن عند عبورنا إلى كل لقاء أو علاقة تعرَّضت حكومات تلك المرحلة للتصفية ، ففي عهد أوزال أيضاً تم التفاوض حول جمع القوات في مكان ما ، وكان أوزال صادقاً في موضوع حل القضية ، ونحن تأخرنا في الجواب على هذا الأمر ، ولكن في النتيجة تمت تصفية أوزال ، بعدها وفي عهد "أرباكان"(رئيس وزراء تركيا سابقاً) أيضاً تم طرح موضوع جمع القوات في مكان ما ، فقد كانت لدى أرباكان أيضاً محاولات حسن النية في هذا الموضوع ، وقد كان جوابنا إيجابياً على محاولات أرباكان تلك ، فقد أبدى أرباكان هذه الإرادة ولكنهم قاموا بتصفيته أيضاً . وهكذا ذهبت محاولتنا في تلك المرحلة أيضاً هباءً . بعدها جاء عهد "أجويد"(رئيس وزراء تركيا راحل) ، ففي عهده أيضاً جرت لنا لقاءات ، جاؤوا إلى هنا والتقينا ، وألقينا خطوة في موضوع سحب قواتنا ، ولكن جهدنا هذا لم يجد تجاوباً ، وتمت تصفية أجويد ، فمنذ أوزال وحتى الآن كانت ولا زالت لنا مبادرات شفوية وكتابية في موضوع الحوار والحل . ولكن من الآن فصاعداً لا أنا سأماطل كما لن أسمح لأن يماطلوني . فقد صبرت على AKP لثماني سنوات ، إنني أنادي رئيس الوزراء ؛ انهض وقل : إنني أريد التصالح مع الأكراد ، وأظهر هذه الإرادة ونحن سنجعل قواتنا تتمركز في مواقع مناسبة من أجل توفير الإمكانية للحل . وأخيراً سأنتظر حتى آخر شهر أيار وبداية حزيران ، فإذا لم تظهر إرادة في موضوع الحل فإنني سأنسحب من الوسط ، ولن أقبل بالمسؤولية بعد الآن ، وسأقول لـKCK ؛ "ظروفي الصحية لم تعد مواتية" . وبعدها ماذا تفعل الحكومة والدولة ، وماذا تفعل KCK ، هل يتحاربون أم يتسالمون ، وكيف يتناولون القضايا فيما بينهم هم الذين يقررون كل ذلك ، فأنا سأنسحب من الوسط بعد الآن . ربما سيتضح كل شيء في بداية حزيران ، كما لا يمكن لأحد أن يراني مسؤولاً عن التطورات بعد الآن ، أقول ذلك بكل وضوح ونقاء ، وهذا هو آخر نداء لي .
أقول لـ PKK و KCK ما يلي : ما قاله "قارايلان" و"دوران" ومؤخراً "جميل بايك" في الميدان ، فهم يتكلمون عن آرائهم وأفكارهم ، وهم الآن باتوا في مركز هذا العمل ، وأنا أحترم آراء وأفكار الجميع ، وهم أدرى بظروفهم ، فهم الذين سيمضون في هذا العمل وهم الذين يقررون ، فهل سيتحاربون مع الدولة أم يتسالمون معها ، هم الذين يقررون ذلك . فهل يمكنهم أن ينتظموا ضمن الشعب في كل الميادين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية بنسبة ثمانين في المائة ليكونوا جواباً للحاجات ؟ هل سيتمكنون من تكوين أكاديميات السياسة الثورية ؟ . هاهم يوضحون ، بأنه سيكون هناك عصيان في المدن وتمردات مدينية . وهم يقولون ستكون هناك اشتباكات منتشرة ، وبأنهم سيصعِّدون العنف إلى المستوى المتوسط ، ولست أنا الذي يقول ذلك ، بل هم الذين يقولونه . هم الذين سيتخذون القرار بشأن كل هذه الأمور .
يتطلب حل القضية الكردية في إيران ، فعليها أن تقوم بالتحول الديموقراطي حتى تتخلص من هذا الحصار .
أبعث بتحياتي الخاصة إلى النساء وإلى شعبنا وإلى تاتوان وباتمان .
تحياتي للجميع . طابت أيامكم .