وزراء مالية الاتحاد الأوروبي يتفقون على خطة لدعم اليورو
الإثنين 10 أيّار / مايو 2010, 10:18
كورداونلاين

اتفق وزراء مالية الاتحاد الأوروبي ليل الأحد الاثنين على إجراءات طارئة لدعم دول منطقة اليورو الـ16 تبلغ قيمتها 500 مليار يورو وقد تصل إلى 720 مليار يورو
أ ف ب - اتفقت دول الاتحاد الاوروبي بعد مفاوضات شاقة ومطولة على خطة انقاذ تاريخية تصل قيمتها الى 750 مليار يورو لمساعدة دول منطقة اليورو عند الاقتضاء واحتواء ازمة مالية تهدد بالانتشار في العالم باسره.
وتتضمن هذه المساعدة غير المسبوقة في التاريخ الحديث بالنسبة لبرنامج دعم مالي، قروضا وضمانات من دول منطقة اليورو، فضلا عن قروض من صندوق النقد الدولي.
وتقررت هذه الخطة ليل الاحد الاثنين بعد مفاوضات استمرت اكثر من 11 ساعة في بروكسل بين وزراء المالية الاوروبيين الذين تم استدعاؤهم بشكل عاجل.
واعلنت وزيرة المالية الاسبانية ايلينا سالغادو للصحافيين ان المبلغ المخصص للخطة يتألف من 60 مليار يورو من القروض التي تقدمها المفوضية الاوروبية و440 مليارا من القروض والضمانات من دول منطقة اليورو، ما يوازي 500 مليار يورو.
واضافت ان صندوق النقد الدولي سيقدم مساهمة اضافية تتضمن قروضا تصل قيمتها الى 250 مليار يورو.
كذلك قام البنك المركزي الاوروبي ببادرة اذ قرر التدخل لتخفيف الضغوط التي تواجهها سوق الديون في منطقة اليورو منذ اسابيع بسبب مخاوف المستثمرين من عدم قدرة العديد من الدول على تسديد المبالغ المتوجبة عليها.
وخاض وزراء المالية سباقا ضد الساعة للتوصل الى حل يطمئن الاسواق قبل افتتاح بورصات آسيا، في وقت تهدد الازمة اليونانية بالانتشار الى دول اخرى من منطقة اليورو مثل البرتغال واسبانيا وبزعزعة استقرار الاسواق العالمية.
وتعهدت مدريد ولشبونة باتخاذ اجراءات اضافية "ذات مغزى" للحد من العجز في ميزانيتيهما لسنتي 2010 و2011، على ان تعلنا عن هذه الخطوات على وجه السرعة لطمأنة الاسواق.
وتتركز مخاوف الاسواق على نسبة العجز المرتفعة في عدد من الدول الاوروبية التي ازدادت حدة مع تفاقم الازمة المالية والاقتصادية.
وجاءت ردود الفعل الاولى على هذه الاجراءات الاوروبية ايجابية فارتفع سعر اليورو في اولى المداولات في بورصة طوكيو ليتخطى من جديد عتبة 1,29 دولار كما شهدت البورصات الاوروبية الرئيسية ارتفاعا لدى الافتتاح.
واوضح المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية اولي رين ان برنامج القروض الذي تم الاتفاق عليه لن يستخدم "الا عند الضرورة"، مشيرا الى ان القروض في حال منحها سترفق "بشروط صارمة" تلزم دول منطقة اليورو باحترامها.
من جهته اشاد مدير عام صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان ب "الاجراءات الواسعة النطاق" التي اعلنها الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي معتبرا انها "ستساعد على ارساء الاستقرار المالي والاقتصادي وعلى الحفاظ على الانتعاش الاقتصادي العالمي".
والخطة شبيهة جدا ببرنامج المساعدة الذي اقر لليونان وتضمن قروضا بقيمة 110 مليارات يورو على ثلاث سنوات، قدم شركاء اليونان في منطقة اليورو 80 مليارا منها فيما امن المبلغ المتبقي صندوق النقد الدولي الذي صادق الاحد على مساهمته في هذه الخطة.
وقال وزير المالية السويدي اندرس بورغ انه لم يكن بوسع اوروبا ان "تخيب امل الاسواق" مرة جديدة بعدما ماطلت كثيرا في الاشهر الاخيرة قبل ان تقرر مساعدة اليونان على مواجهة استحقاقات ديونها الطائلة.
ودعا في الوقت نفسه الى "وقف عصابات" المضاربين الذين شبه سلوكهم بسلوك "قطيع من الذئاب".
ورأت وزير المالية الفرنسية كريستين لاغارد ان الآلية التي اقرت تشكل "شبكة امان مقبولة".
وتابعت "اعتقد ان المبلغ .. يمثل رزمة ضخمة ويشير بالتالي الى التصميم الجماعي على مواجهة هذه الاجراءات لارساء الاستقرار في منطقة اليورو".
وكان الاتحاد الاوروبي يواجه ضغوطا لحمله على التحرك اذ باتت الازمة تتخذ ابعادا دولية تهدد بالانتشار في العالم باسره.
واتصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد بالمستشارة الالمانية انغيلا ميركل لمطالبتها ب"اجراءات نشطة لاعادة الثقة الى الاسواق"، على ما اعلن البيت الابيض.
وفي مؤشر على المخاوف التي عمت العالم، اعلنت المصارف المركزية الكبرى بما فيها البنك المركزي الاوروبي والاحتياطي الفدرالي الاميركي والبنك المركزي الياباني خلال الليل عن تحرك منسق فيما بينها لاعادة الهدوء الى الاسواق.
ويقضي هذا التحرك بتحسين امدادات الدولارات ولا سيما للمصارف الاوروبية، بعدما انحسرت بفعل الهبوط المفاجئ في سعر صرف اليورو.
كما اصدر وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة السبع بيانا "رحبوا" فيه بالاجراءات الاوروبية الرامية الى ارساء الاستقرار في الاسواق.