الخميس 21 تشرين الثّاني / نوفمبر 2024, 09:31
طاولة مستديرة في برلين للتصدي للاعتداء الجنسي على الأطفال في الكنيسة




طاولة مستديرة في برلين للتصدي للاعتداء الجنسي على الأطفال في الكنيسة
السبت 24 نيسان / أبريل 2010, 09:31
كورداونلاين
عُقدت في برلين مائدة مستديرة لبحث تداعيات حالات الاعتداء الجنسي والجسدي التي طالت قاصرين في مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية ودرس سبل التصدي لها قضائيا واجتماعيا،

شارك ممثلون عن مختلف الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية والحقوقية والتربوية والكنيسة في اجتماع الطاولة المستديرة الذي عُقدت في برلين الجمعة (23 أبريل/نيسان) من أجل التشاور حول وسائل مساعدة ضحايا الاعتداءت الجنسية والجسدية من جانب كهنة كاثوليك على قاصرين كانون يدرسون في مؤسسات تابعة للكنيسة. وتشاور المجتمعون البالغ عددهم 61 شخصا حول كيفية وضع خطط وقائية، وإلزام الهيئات الكنسية بإعلام النيابة العامة على الفور عن كل معتد جنسي.

 

وترأست الطاولة المستديرة، التي شكلتها الحكومة الألمانية للتصدي للإعتداءت الجنسية على أطفال، كل من وزيرتا الأسرة والتعليم الاتحاديتان كريستينا شرودر وأنّته شافان ووزيرة وزيرة العدل سابينه لويتهويزر شنارنبرغر، كما ضمَّت الطاولة عددا من السياسيين والحقوقيين، والأطباء النفسيين، وممثلين عن الكنيسة والمدارس الداخلية الكنسية، والاتحادات الرياضية ونقابات المعلمين من مختلف الولايات الألمانية.

 

المجتمعون يشكّلون فريقي عمل

 

وبعد بدء الجلسة تم تشكيل فريقي عمل، اضطلع أحدهما بمهمة وضع تصوّر حول كيفية الحماية والتدخل وتوفير المعلومات، والآخر بمهمة دراسة التبعات القانونية والسياسية لجرائم التحرش الجنسي. وناقش المجتمعون موضوع الاعتراف قانونيا بالمعاناة التي تعرض لها الضحايا، والمطالب الخاصة بتعويض الضرر الذي لحق بهم ماديا ومعنويا ونفسيا.

 

وفيما شدَّدت الوزيرة شرودر على ضرورة إنشاء نظام إنذار ووقاية من المعتدين جنسيا على الأطفال، وعدم ترك أية فرصة لهم للتهرب من العقاب، طالبت مفوَّضة الحكومة لقضايا الاعتداءات الجسدية والجنسية على الأطفال، كريستينا برغمان، الكنيسة بضرورة تعويض الضحايا واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار ما حصل. ورأت أن المجتمعين الذين يمثلون مختلف الأحزاب السياسية والمجموعات الاجتماعية في البلاد قادرين على الوصول إلى قرارات تؤدي إلى مواجهة "هذه الآفة الأخلاقية مستقبلا بعدما تقاعس المرء عن معالجة الأمر في الماضي كما يجب". وطالبت برغمان أيضا بإدراج حقوق الأطفال في دستور البلاد، وهو الأمر الذي طالبات به أيضا وزيرة العدل شنارنبرغر التي أيَّدت أيضا تمديد فترة تقادم الجريمة الجنسية في قانون العقوبات وعقد محاكمات علنية للقائمين بها للتشهير بهم.

 

صدمة داخل الكنيسة ومطالبة بمحاسبة ذاتية شديدة 

 

إلى ذلك طالب رئيس الأساقفة الألمان الكاردينال غيورغ شترتسنكي في برلين بتوخي الحذر عند ترسيم القساوسة في أروقة الكنيسة الكاثوليكية. وقال:"تساورنا الشكوك داخل الكنيسة في الفترة الأخيرة حول أفراد يقررون العيش في العزوبية قبل أن ينضجوا في تعاملهم مع رغباتهم الجنسية لدرجة تفرض علينا الآن التدقيق في اختيار من يُجاز له العمل الرعوي ومن لا يجاز له". وأضاف: "لم أكن أتوقع أبدا أن يصل عدد حالات الاعتداء إلى هذا الحجم، ولكن ما دام حصل ذلك فلا بد أن يعلن على الملأ". واعترف بأن الفضيحة هذه أدخلت الكنيسة في أسوأ أزمة عاشتها في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وبدوره وجه المطران الألماني شتيفان أكرمان، الذي عيّنته الحكومة أخيرا مفوضا للتحقيق في حالات الاعتداء الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية، انتقادات لعدد من زملائه الأساقفة في ألمانيا وللفاتيكان. وأضاف: "لقد خان القساوسة الثقة التي منحها الناس إياهم بأفظع ما يكون".

 

وشبَّه أكرمان الأزمة الحالية للكنيسة باندلاع بركان آيسلندا قائلا إن فضيحة الاعتداءات الجنسية فجرت القشرة الخارجية للكنيسة كما فجر البركان القشرة الخارجية للأرض مضيفا:"تولّد عن ذلك سحابة سامة ذات رائحة عفنة". ورأى أن الفضيحة جعلت العديد من القساوسة يقفون مع أنفسهم وقفة محاسبة واسترجاع للأخطاء، والنظر في ماضيهم الشخصي، والتساؤل عما إذا كانوا هم أيضا مذنبين. وطالب أكرمان رجال الدين الكاثوليك بألا تنحصر تساؤلاتهم في الانتهاكات الجنسية، بل أن يتجاوزوها إلى التساؤل عما إذا كانوا قد ضربوا أطفالا أو تغاضوا عن أخطاء لزملائهم في إشارة إلى المطران الألماني فالتر ميكسا الذي استقال قبل يومين من منصبه بعدما اعترف إثر نفي قاطع منه بضرب قاصرين عندما كان كاهنا.

 

ولا تقتصر حالات الاعتداء الجنسي على الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا فقط، بل وتشمل أيضا بلدانا أخرى مثل ايرلندا والنمسا والولايات المتحدة وغيرها. وبعد تزايد تداعياتها على كنيسته وهيبته كرئيس لها أكد بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر أن الكنيسة ستتخذ الإجراءات اللازمة في مواجهة المتورطين في فضيحة الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال. وتحدّث عن اللقاء الذي جمعه قبل ثلاثة أيام في مالطا مع ثمانية من ضحايا الاعتداءات الجنسية قائلا:"لقد شاركتهم معاناتهم وصلّيت معهم ووعدتهم بأن الكنيسة ستتخذ الإجراءات اللازمة". وأعلن الفاتيكان قبل يومين أن البابا قبل استقالة مطران رابع في ارلندا بعد تفجر فضيحة جنسية مماثلة.

 

استطلاع: ربع الكاثوليك الألمان فكَّروا بترك كنيستهم

 

ويبدو أن ما حصل وما كُشف عنه حتى الآن زعزع إيمان الكثيرين من الكاثوليك والمسيحيين الألمان. وأظهر استطلاع أجري على عيّنة منهم أن 23 في المئة تقريبا فكروا بترك كنيستهم في الأسابيع الماضية. وقال نصف المستطلعين إنهم يرون علاقة بين عزوبية رجل الدين والاعتداء الجنسي على القاصرين، وأيد 81 في المئة منهم إلغاء العزوبية والسماح للكهنة بالزواج، وهو أمر تعتمده الكنيستان الأرثوذكسية والبروتستانتية وموجود في أديان أخرى مثل الدين الإسلامي. ورأى 77 في المئة أن لديهم انطباع بأن الكنيسة الكاثوليكية تحاول إخفاء بعض الحقائق مقابل 16 في المئة فقط يعتقدون العكس. ولم تجد غالبية كبيرة تصل إلى87 في المئة أن على البابا بينيديكت الاستقالة من منصبه بسبب فضيحة الاعتداءات.

 

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: عبده جميل المخلافي 

 DW

395.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات