دول الاتحاد الأوروبي تتفق على فتح تدريجي للمجال الجوي
الإثنين 19 نيسان / أبريل 2010, 09:15
كورداونلاين

اتفق وزراء النقل في دول الاتحاد الأوروبي على تخفيف إجراءات تقييد حركة الطيران بسبب سحب الرماد البركاني ابتداء من اليوم الثلاثاء. وستفتح فرنسا مطاراتها بالتدريح وتنشئ ممرات جوية بين باريس والمطارات الجنوبية مساء اليوم الاثنين الساعة الثامنة بتوقيت باريس
أ ف ب - ستستأنف الرحلات الجوية تدريجيا في اوروبا اعتبارا من الثلاثاء مما يثير ارتياح ملايين المسافرين العالقين بسبب سحب الرماد البركاني الاتية من ايسلندا والتي تسببت باضطرابات غير مسبوقة في حركة الطيران وبخسائر تاريخية للشركات الجوية.
وقد اتفق وزراء النقل الاوروبيون مساء الاثنين على تخفيف القيود المفروضة على الرحلات الجوية منذ بعد ظهر الخميس في جزء كبير من اوروبا.
واعلنت الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي ان حركة النقل الجوي ستستأنف تدريجيا اعتبارا من الثلاثاء في الساعة 6,00 ت غ.
وتوقع المسؤول عن المنظمة الاوروبية لسلامة الملاحة الجوية (يوروكونترول) اثر اجتماع وزراء النقل الاوروبيين الاثنين ان تعود حركة الملاحة الجوية في اوروبا الى طبيعتها بحلول الخميس، في حال تواصل انخفاض انبعاثات الرماد من بركان ايسلندا.
وقال مدير يوروكونترول بو ريديبورن في مؤتمر صحافي انه مقارنة مع الوضع القائم الاثنين حيث تم تأمين نحو 30% فقط من رحلات الطيران في دول الاتحاد الاوروبي "نستطيع ان نتوقع اضافة ما بين 10 الى 15% الى هذه الحركة خلال يوم غد (الثلاثاء) و10 الى 15% اخرى اليوم الذي يليه".
واضاف "وفي حال تواصل تطور الامور كما يحصل حاليا، وتوقفت انبعاثات رماد البركان باتجاه اوروبا، سنكون على الارجح قادرين على العودة الى الحركة الطبيعية بحلول الخميس".
وقال وزير النقل الاسباني خوسيه بلانكو في مؤتمر صحافي ان الاتحاد الاوروبي قرر اقامة ثلاث مناطق جغرافية: واحدة قريبة من مركز انبعاث سحب الرماد البركاني في ايسلندا حيث ستبقى فيها القيود في "درجتها القصوى"، ومنطقة ثانية قد لا تكون معرضة للخطر ويتم تحديدها بشكل نهائي "خلال الساعات القليلة المقبلة"، ومنطقة ثالثة "لا ضرورة لفرض اي قيود عليها من اي نوع".
وهكذا فان المجال الجوي البريطاني سيفتح مجددا بصورة تدريجية اعتبارا من صباح غد الثلاثاء، فيما ستؤمن فرنسا ممرات جوية" بين باريس ومطارات الجنوب وستعيد فتح المطارات المغلقة تدريجيا.
وقد بدأت دول الشمال ودول عدة في اوروبا الوسطى باعادة فتح مجالها الجوي اعتبارا من بعد ظهر اليوم الاثنين.
ويتوقع ان يثير الاستئناف التدريجي لحركة النقل الجوي ارتياحا لدى ملايين المسافرين العالقين منذ ايام عدة.
ففي دبي وطوكيو او نيودلهي تتكرر المشاهد نفسها الى ما لانهاية. وقالت بربارا سيكان وهي المانية عالقة في مطار العاصمة الهندية منذ ثلاثة ايام، قبل ان تنهار، "لم يعد لدي المال وسامضي عيد ميلادي الخمسين مسمرة على هذا الكرسي".
وفي اوج حملتها الانتخابية حشدت الحكومة البريطانية العمالية برئاسة غوردن براون قواها لاعادة 150 الفا من الرعايا البريطانيين العالقين مستنجدة حتى بالسفن الحربية التابعة للبحرية الملكية.
واعلنت لوفتهانزا انها ستعيد 15 الف مسافر الى المانيا.
وزادت شركات عديدة لسكك الحديد عدد القطارات العاملة على خطوطها. وسجلت حركة تدفق كبيرة على الحافلات وسيارات الاجرة والبواخر كما ضاعف سائقو سيارات الاجرة حركة نقلهم لمسافات طويلة.
وقد علق اكثر من 6,8 ملايين مسافر في 313 مطارا بحسب المجلس الدولي للمطارات الذي يعد اهم منظمة مهنية للمطارات. وهناك الاف الاشخاص ينامون في المطارات.
ويبدو ان المبتهجين الوحيدين من هذا الحدث غير المسبوق هم المقيمون بجوار المطارات الذين نعموا بسرور نادر بايام ربيع هادئة بشكل استثنائي بعيدا عن ضجة محركات الطائرات التي الفوا سماعها.
وقد ضغط القطاع الجوي من جهته بقوة لتخفيف القيود المفروضة على حركة الملاحة الجوية والمبالغ فيها في نظره.
وانتقدت الجمعية الدولية للنقل الجوي (اياتا) ادارة الازمة من قبل الحكومات والاتحاد الاوروبي، متحدثة عن "فوضى اوروبية" تكلف القطاع نحو 150 مليون يورو يوميا.
وقال مدير هذه المنظمة جيوفاني بيزينياني "ان حجم هذه الازمة بات اكبر من (اعتداءات) 11 ايلول/سبتمبر".
وقدر كبير خبراء الاقتصاد في غرفة التجارة والصناعة الالمانية فولكر تراير الاضرار بنحو مليار دولار يوميا.
وراى العلماء ان بركان ايجافيول الايسلندي قذف اقل بكثير من الرماد في الساعات الاخيرة، وهي اشارة هدوء تبعث على الامل في نهاية قريبة لشلل حركة الطيران في اوروبا.
وقالت العالمة بالزلازل في القسم الجيوفيزيائي بجامعة ايسلندا برينديس براندسدوتير لوكالة فرانس برس "حاليا خف الثوران بشكل واضح".
واضافت "ان حجم الرماد (المنبعث من البركان) انخفض كثيرا" والسحابة لم تعد تتجاوز الثلاثة الاف متر. وقد ارتفع الرماد البركاني في اوج الثوران، الاربعاء عند بدايته الى تسعة الاف متر في الهواء.
وافاد قائد مروحية حلق الاثنين فوق بركان ايسلندا ان انبعاثات سحب الرماد منه تراجعت كثيرا، في حين بدأت تتدفق من فوهته حمم بركانية.
وقال الطيار رينير بيتورسون في اتصال مع وكالة فرانس برس "لاحظنا وجود تغيير في ثورة البركان وبدلا من الرماد بدأ الان يقذف الحمم". واوضح الطيار ان السحب فوق البركان باتت تتألف حاليا من بخار ماء وليس من رماد. وقال "ما نراه اليوم هو بخار ماء بشكل خاص".
ونقل مراسل فرانس برس في المكان انه شاهد سحابة كبيرة صفراء من الرماد الا انها اقل كثافة بكثير من السحابة التي كانت خلال الايام الماضية.
وحذر العلماء من ان ثورانات جديدة اقوى يمكن ان تحدث بعد انتهاء الثوران الحالي. وهم يخشون علاوة على ذلك من ان يوقظ النشاط البركاني المسجل في الاسابيع الاخيرة بركان كاتلا المجاور التي يعتبر اخطر والخامد منذ العام 1918.
الى ذلك ارتفعت اصوات متهمة السلطات بالمبالغة بحجة "مبدأ الاحتراز" مثلما حصل اثناء انتشار وباء انفلونزا الخنازير.
وقال وزير النقل الفرنسي دومينيك بوسيرو "اعتقد اننا لا نتخذ ابدا احتياطات كافية في مجال الامن الجوي".
واسهب مسؤول اميركي في هذا المنحى وكشف اليوم الاثنين ان محرك طائرة اف-16 تابعة للحلف الاطلسي اصيب باضرار بسبب سحب الرماد البركاني، اثناء تحليقها في اوروبا.