وزارة الأوقاف في كوردستان تحدد مدة خطبة الجمعة بنصف ساعة
السبت 17 نيسان / أبريل 2010, 14:39
كورداونلاين
هناك قراء يبالغون كثيرا في أجورهم، وخصوصا في تعازي النساء حيث تتجاوز تلك الأجور في بعض الأحيان ألف دولار،
أربيل: أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في حكومة إقليم كوردستان قرارا يقضي بتقليص مدة إلقاء خطب الجمعة إلى نصف ساعة فقط، وذلك بعد إجراء استفتاء عام في جميع محافظات كوردستان الذي أجمع 87% من المستطلعين آراءهم من الخطباء وأئمة الصلاة على الموافقة بهذا التقليص، فيما أشار المتحدث الرسمي باسم الوزارة إلى «أن مقترحا آخر عرض على مجلس الأوقاف يقضي بمنع قراء القرآن من التلاوة في التعازي داخل المساجد، وأن الوزارة بانتظار صدور القرار من المجلس بالموافقة ليتم تنفيذه على مستوى الإقليم».
وأوضح مريوان النقشبندي المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف الكوردية في تصريح خص به «الشرق الأوسط» أنه نتيجة لثلاثة استفتاءات أجرتها الوزارة بالتعاون مع منظمتي «المسلة ونيروز» غير الحكوميتين حول مدة إلقاء خطب الجمعة، توصلت الدراسة إلى أن 87% من خطباء وأئمة الصلاة في 835 جامعا ومسجدا قد وافقوا على مقترح بتقليص مدة الخطبة إلى نصف ساعة أو أقل من ذلك، بينما وافق المواطنون الآخرون ممن استطلعت آراؤهم وفقا لتلك الدراسات بنسبة 100% على هذا المقترح، وبناء على ذلك قررت وزارة الأوقاف تحديد أوقات الخطبة بما لا يتجاوز نصف ساعة، مضيفا «أن هذا القرار أيده اتحاد علماء مسلمي كوردستان ولجنة الأوقاف بالبرلمان الكوردستاني، وسيطبق اعتبارا من الأسبوع القادم».
وأشار النقشبندي إلى «أنه أعد دراسة عرضها على مجلس الأوقاف وهو أعلى سلطة ومصدر لقرارات وزارة الأوقاف ويضم ممثلين عن الحكومة والبرلمان واتحاد العلماء ولجنة الفتوى يقضي بمنع قراء القرآن من التلاوة في التعازي مقابل الحصول على النقود»، منوها إلى أن أصحاب التعازي «يعانون كثيرا من ارتفاع أجور التلاوة، وهناك عوائل كثيرة ليس بمقدورها دفع تلك الأجور».
وفي رده على سؤال من «الشرق الأوسط» بالجواز شرعا للتكسب من تلاوة القرآن، قال النقشبندي: «هذا صحيح، فالشرع لا يمنع التكسب من التلاوة، ولكن هناك قراء يبالغون كثيرا في أجورهم، وخصوصا في تعازي النساء حيث تتجاوز تلك الأجور في بعض الأحيان ألف دولار، لذلك فإن دراستي تركز على تسجيل القرآن على الأقراص المدمجة بطريقة تتناسب مع مراسم التعازي وبثها داخل مجالس العزاء من دون تكبيد عائلة المتوفى أي أعباء مالية كبيرة».
ويشير النقشبندي إلى «أن هذا المقترح يحظى بموافقة لجنة الفتوى واتحاد علماء المسلمين ولكنه يواجه معارضة شديدة من جمعية القراء في كل من محافظتي أربيل والسليمانية، ويعزون ذلك إلى أن هؤلاء القراء سيحرمون من مصدر عيشهم الوحيد، ولكن المتحدث باسم الوزارة يتقدم بمقترح إلى حكومة الإقليم يقضي بتعيين هؤلاء القراء على ملاك الحكومة وتنسيبهم لتلاوة القرآن في المساجد أثناء صلاة الجمعة وغيرها، حيث إن هناك نقصا كبيرا في عدد قراء القرآن في المساجد والجوامع، ويقترح كذلك منحهم مخصصات تصل إلى حدود ما يتقاضاه الخطباء، ويشترط لذلك إجراء اختبار من قبل وزارة الأوقاف لتحديد أهلية هؤلاء القراء من حيث شروط حسن التلاوة والتجويد والشروط الأخرى الواجب توفرها لدى قارئي القرآن الكريم».
وحول توحيد خطب الجمعة، قال: «توحيد الخطبة ليس أمرا سهلا، خصوصا أن هناك اختلافا كبيرا في المستويات العلمية لدى الخطباء، ولذلك فهي غير مدرجة حاليا في أجندتنا على الأقل للمرحلة القريبة القادمة». يذكر أن في كوردستان أكثر من 2700 مسجد وجامع تلقى فيها خطب الجمعة من مجموع 4000 جامع ومسجد منتشر في أرجاء كوردستان بما فيها القرى النائية.