أوجلان:لم يعد لدى الأكراد خيار وسط ، فإما أن يأتي الحوار والحل .. وإما الحرب
الإثنين 12 نيسان / أبريل 2010, 16:22
كورداونلاين

كنت أفكر في الإدلاء برسالة إلى السريان بمناسبة عيد القيامة (باسكاليا) ، ليس بشأن السريان فقط ، بل لتكون رسالة إلى جميع المسيحيين
لم يعد لدى الأكراد خيار وسط ، فإما أن يأتي الحوار والحل .. وإما الحرب
لقد جرت احتفالات بيوم ميلادي ، في الحقيقة المسألة ليست مسألة يوم ميلادي ، فالشعب يرى ذلك ميلاداً له ، فالمسألة ليست مسألة ولادتي في تلك المدينة وتلك القرية وعلى تلك الأرض ، بل الشعب يحتفل بميلاده ، ويراه كيوم ميلاده هو ، ويرى ذلك بمثابة عهد النهضة بالنسبة له . إنني أتقدم بشكري إلى كل الذين ذهبوا ، والذين احتفلوا ، وبذلوا الجهود ، أتقدم إليهم جميعاً بشكري . ولكن يجب عدم إفراغ مضمونه ، فلدى الشرق الأوسط هكذا ثقافة ، وأنا أحترم هذه الثقافة ولكن يجب عدم تحويله إلى تقليد أجوف . إن لي معنى ، ولي إيمان بمعناي ذلك ، ومن الأهمية أن يتوقفوا على معناي ذاك . ففهمهم لهذا الأمر ذو أهمية ، وأؤمن بأنني أوسعت أموراً كثيرة في عمري البالغ واحداً وستين عاماً ، والشعب يساوي نفسه بذلك .
في الحقيقة كنت أفكر في الإدلاء برسالة إلى السريان بمناسبة عيد القيامة (باسكاليا) ، ليس بشأن السريان فقط ، بل لتكون رسالة إلى جميع المسيحيين . فأنا أتوقف على المسيحية جيداً ولدي بحوث عنها ، وأقارن بين المسيحية واليهودية والإسلام ، وأفكر بأنه وقع بعض الظلم على المسيحية . السريان يمثلون المسيحية الشرقية وهم ينتمون للشرق ، ويجب على المسيحية الغربية أن تتفهم المسيحية الشرقية بشكل خاص ، ويمكن التوقف على المسيحية الشرقية ، فالشرق الأوسط بحاجة إلى عصر نهضته ، ليس على صعيد الأكراد فقط ، بل من أجل السريان وكل شعوب الشرق الأوسط . أهنئهم بعيدهم على هذا الأساس .
في مرافعاتي شرحت بشكل واسع كيف يجب أن تكون الإدارات المحلية . ليست بلديات تشكِّل امتداداً للدولة ، بل يجب أن تكون إدارة محلية ونشاط بلدي يعتمد على المجتمع . يجب تكوين كومونات محلية . إذا تحققت هذه الأنشطة اعتماداً على المجتمع فستحترمها الدولة أيضاً . فانتظار المال من الدولة ، على نحو ‘هي لم تعطِ ، وهي لن تعطي‘ أمر غير جائز . يجب التخلي عن هذا المفهوم . النموذج المتأسس في الجنوب يرتكز على الدولة ، إنه مشروع الدولة ـ الأمة ، ولن يكون فالحاً ، بل سيتبلَّد ويهترئ ويذهب . ولكن نظراً لأن نموذجنا يعتمد على المجتمع فإنه سيتطور باستمرار . فأنتم إذا أسَّستم كوموناتكم الديموقراطية لن تبقى لكم حاجة لهذا الأمر . فعندما تسير الأمور نحو التنظيم القوي في كل مكان تأتي الأمور الثانوية كالمال أيضاً . يمكن أن تنتظم الكومونات المحلية على شكل كونفيدرالية ديموقراطية أيضاً ، وبذلك فقط يمكنها أن تحل مشاكل المجتمع . أنا لا أقول بأن كل شيء سيصل إلى الحلول مائة بالمائة إذا تم القيام بذلك ، فربما لا يُحل كل شيء مائة بالمائة في ظروف تركيا ، ولكن يمكن أن تتطور الحلول بنسبة خمسين بالمائة . حيث يجب بذل جهود كثيفة جداً من أجل ذلك ، مثلما يجب الدخول في التنظيم المكثف أيضاً .
على شعبنا في أوروبا أن يكون ضمن تنظيم مكثف ، وأن يطوروا تنظيمهم الديموقراطي ، فالتنظيم في أوروبا تابع لـKCK (منظومة مجتمع كردستان) ، عليهم أن ينتظموا آخذين القوانين السارية هناك في اعتبارهم ، فربما لا يتحقق النجاح الكامل في التنظيم هناك ولكن يمكن أن يكون هناك تنظيم على نمط KCK يأخذ القوانين السارية هناك في الاعتبار . أنا لا أقول بتجاهل القوانين هناك ، فكل شيء مكشوف هناك بالأصل . وهنا أيضاً إذا كان هذا التنظيم ناجحاً على المستوى المحلي ، فإنها ستنعكس وستتأثر ببعضها البعض . ومرافعتي تتناول هذه الأمور على الأغلب .
أما بشأن موضوع المرأة ، يمكنني قول ما يلي ؛ في الحقيقة إن عمري الممتد لواحد وستين عاماً قد مضى في النضال ضد مفهوم الناموس المزيَّف المفروض على المرأة ، خروجي من القرية كان مرتبطاً بذلك أيضاً ، لقد قمت بالتركيز على هذا الموضوع كثيراً ، وأنا واثق من أنني أخرجت وعي المرأة بحريتها إلى الميدان ، وهذا يشكل خلاصة أخرى لحياتي لواحد وستين عاماً . هناك وأد فتاة حية في "آديامان" ، وكذلك ما يجري بحق الفتيات الصغيرات أمام الأنظار . على النساء الإهتمام بتعليم كل النساء بما فيها الفتيات الصغيرات بقدر ما يجب عليهن خلق تنظيمهن الخاص بهن ، وكنت قد تكلمت عن أكاديميات المرأة الحرة سابقاً ، يجب عدم تناول ذلك ببساطة . حيث يجب أن يكون هناك تعليم مكثف في كل المجالات بدءاً من الفنون والرياضة ووصولاً إلى الصحة والثقافة وحتى الموضة . كنت قرأت خبراً يتعلق بجلب عارضة أزياء من "أوكراينا" لأجل افتتاح محل في "باتمان" ، كان ذلك مضحكاً بالنسبة لي ، حيث أن مكان ميلاد الموضة هو ميزوبوتاميا التي من ضمنها "باتمان" أيضاً ، فالأمر المهم هو إبراز هذا الأمر ، فيجب أن يكون هناك تعليم مكثف في كافة الميادين من الفنون إلى الرياضة ومن الصحة إلى الثقافة والموضة ، ويجب عكس ذلك على أزيائهن أيضاً .
أنا لا أتنكر لأهمية الفردية لدى المرأة ، فالفردية مهمة بالطبع ، ولكن ليس من معنى للفردية وحدها من دون وجود المجتمعية ، فقد تمت محاولة زرع هكذا مفهوم لدى PKK أيضاً . فالعيش المشترك والزيجات البسيطة التي قام بها أولئك المهزومون من صفوفنا ، هي قضاء على المرأة حسب قناعتي . وأنا لا أسمي مثل تلك الزيجات البسيطة بالعيش المشترك ، بل أسميها بالقضاء على بعضهما البعض بأرخص التعابير . وأتمنى لهن النجاح ، وأبعث إليهن بتحياتي .
يجب على اليسار أن يفهموا ويحلِّلوا لماذا وكيف تمت تصفية "مصطفى صبحي" ورفاقه (قيادة الحزب الشيوعي في تركيا ، تم إغراقهم في البحر الأسود في أواسط العشرينيات) ، فلا يمكن لليسار أن يحقق قفزة من دون تحليل ذلك .
إن ذهاب أحزاب الجنوب إلى بغداد في حلف واحد أمر جيد ، أهنئهم بهذا الأمر . أعتقد أن مجموع مقاعد الأكراد هو سبع وخمسين ، لقد انخفض عدد مقاعد الأكراد قليلاً ، وقد ذكرت من قبل بأن نجاحهم يبدو صعباً بهذا الشكل ، فالأكراد محتاجون إلى الوحدة القومية ، حيث يجب على الأكراد أن ينشطوا ضمن وحدة قومية ، ويجب أن يعمل كل من الطالباني والبارزاني في هذا الاتجاه أيضاً ، وأنا أهنئهم بمناسبة الانتخابات وأتمنى لهم النجاح .
في موضوع نقاشات الدستور أريد توضيح ما يلي أولاً ، وهو أن ليس للأكراد مكان في نقاشات الدستور ، فهذه ليست حزمة التغيير من أجل الاعتراف بالأكراد ، بل ليس الأكراد فقط وإنما ليس فيها انفتاحات ديموقراطية في الميادين الأخرى أيضاً . من جانب هناك فاشية التركياتية البيضاء التي يمثلها CHP(حزب الشعب الجمهوري) وMHP(حزب الحركة القومية) ، ومن الجانب الآخر هناك نهج الإسلام ـ السلطوي الذي يقوده AKP(حزب العدالة والتنمية) ، وأنا لا أستطيع القول بأن هذا النهج الذي يقوده AKP أقل خطراً من نهج فاشية التركية البيضاء ، وكلاهما غير ديموقراطيان حسب رأي ، بل مفهومهما هو الهيمنة ، الأول يتخذ من أنقرا مركزاً له ، والثاني هو النهج المدعوم من الرأسمال السعودي المتكوِّن على خط "قيصري ـ قونية" ، ولكلا هذين المفهومين ماضياهما التاريخي .
المفهوم الأول هو أوليغارشية وفاشية التركية البيضاء ، وهؤلاء هم الذهنية المستمرة للاتحاد والترقي ، فبعد تأسيس الجمهورية حاصر هؤلاء مصطفى كمال وقضوا على نفوذه ، وقد مارس مصطفى كمال السياسة خلال حرب التحرير اعتماداً على الأكراد على مدى أربع سنوات أعوام 16،17،18،1919 . فلولا السياسة والحرب المعتمدة على الأكراد لما كان هناك كفاح باسم كفاح التحرير ، وهذا التشارك وجد تعبيره في دستور عام 1921 . لهذا عندما أتطرق إلى نهج الاتحاد والترقي وفاشية التركية البيضاء ، فأنا لا أقصد دستور عام 1921 ، فدستور 1921 ديموقراطي وتحقق نتيجة تشارك الأكراد والدولة ، بناءً عليه أقول بضرورة تحديث دستور عام 1921 ليواكب الشروط القائمة هذا اليوم . يتطلب أن يكون BDP في نشاط دؤوب ومكثف من أجل تحديث دستور 1921 حسب شروط اليوم . في تلك المرحلة التي أتحدث عنها كان هناك مَيلان نحو الأكراد داخل الدولة ؛ أحدهما النهج الموالي للانكليز الذي يتزعمه "إينونو"(عصمت إينونو) ، وكانت كوادر الاتحاد والترقي تُطبق هذا النهج . والآخر هو نهج مصطفى كمال و"فتحي أوكيار" . حتى أنهم أبعدوا "فتحي أوكيار" من رئاسة الوزراء لأنه كان يتصرف بمرونة نحو الأكراد ووضعوا "إينونو" مكانه . إثنان من أحفاد "خالد الجبراني" أرسلا لي رسالة يسألانني فيها عن كيفية تعرُّض أجدادهما للتصفية ، وها أنا أقول بأن هناك أحفاد "الشيخ سعيد" أيضاً ، وهم في نفس الوضع . إن هؤلاء تعرَّضوا للتصفية من طرف نهج فاشية التركية البيضاء العلمانية التي تحدثت عنها . دستور عام 1924 هو التعبير الدستوري عن نهج فاشية التركية البيضاء الأوليغارشية الاتحادية . هذا المفهوم ودستور 1924 هذا حافظ على استمراريته بعد ذلك التاريخ بإدخال بعض التعديلات الطفيفة ، واليوم يجد تمثيله في نهج CHP و MHP .
أما النهج الثاني فهو إسلام الدولة والسلطة الذي يمثله AKP ويسمى هذا النهج بالـ"إسلاموفاشي" الذي يمتد بجذوره إلى الأمويين . الذي هو الإسلام المضاد . وليس للأكراد مكان في كلا النهجين . يجب على BDP وكل الشرائح الديموقراطية أن تفهم هذا الأمر بشكل جيد . ولكن ليس هناك انفتاحات ديموقراطية لدى كلا النهجين . فالأكراد والقوى الديموقراطية ليست مرغمة على تفضيل أحدهما على الآخر ، ليكن BDP والقوى الديموقراطية في نشاط دائب من أجل الدستور وليتقدموا باقتراحاتهم ، وهم يتقدمون بها فعلاً حسب متابعتي . فالحاجز ومسألة الديموقراطية داخل الحزب أمران مهمان بهذا المعنى . على الأكراد أن يدعموا الذي يأتي بدستور ديموقراطي يعترف بوجودهم كائناً من كان . فهم سيدعمون AKP إن قام بذلك ، وسيدعمون CHP و MHP إن هما قاما بذلك . ولكنهم لن يدعموا دستوراً لا يعترف بهم ولا يحمل في طياته انفتاحات ديموقراطية .
في الأسابيع الماضية أيضاً تحدثت عنها أيضاً ، وكنت قد فصلت تاريخ نضالنا إلى ثلاث مراحل ، المرحلة الأولى ثم المرحلة الثانية التي استمرت حتى عام 93 ، ثم المرحلة بعد 93 والمستمرة حتى يومنا الراهن ، والمرحلة الثالثة هذه كانت في حقيقتها حتى عام 2002 ، فقد كنت سأنهي هذه المرحلة الثالثة في عام 2002 ولكن AKP وصل إلى السلطة حديثاً فيها ، وأردت أن أمنحه الفرصة ولكنه راوغنا إلى أن أوصلونا إلى اليوم الراهن بالمراوغة . كنت قد قلت بأن AKP يهدف إلى التصفية بالتأكيد ، فأنا أقوم بما يتطلبه دوري منذ سبعة عشر عاماً ، وتم وضع كثير من العبء على عاتقي . وليس من الصحيح أن يجري كل شيء من خلالي أو إلقاء كل شيء على عاتقي ، فالأمور التي أستطيع إنجازها قليلة ، والدور الذي أستطيع لعبه هنا من أجل السلام محدود ، فالإمكانيات محدودة هنا ، ولا تسمح إلا بهذا الكم . وهم الذين سيقررون ما سيتقرر بشأن سياسات ونضالات المرحلة المقبلة ، وهم الذين يحددون المسار الذي سيتخذونه ، فهم الذين يقررون كل ذلك .
نحن مقبلون على شهر أيار ، وقد تحدث فيه بعض الأمور الحَرِجة ، ويجب الإستعداد منذ الآن لكل الخيارات ، فلم يعد لدى الأكراد خيار الوسط ، فإما أن يكون الحوار والحل وإما الحرب ! وقد تتطور بعض الأمور في الفترة المقبلة . فقد تتطور نحو التصفية أو نحو الحل . لقد قام AKP باعتقال آلاف الأكراد من جانبه ولا زال مستمراً ، كما أنني لا أعدد إستهدافاته البدنية .
الدولة قامت في العشرينيات بتصفية اليسار في شخص مصطفى صبحي ورفاقه ، ثم الأكراد بدستور 1924 ، ثم الإسلاميين فيما بعد في شخص محمد عاكف وسعيد النورسي ".
أعتقد أن هناك نشاطات من أجل حزب السقف ، وكنت قد تقدمت باقتراح أسميته بسقف السقف ، وكان هناك من انضم إلى الاجتماع ، أي كثير من الأوساط والأحزاب ، والآن هناك EDP(حزب المساواة والديموقراطية) أيضاً ، يمكن أن يمارس الجميع أنشطة مشتركة .
يمكن للأكراد أن يهتموا بالقضايا الداخلية لدى الأكراد ، وأن يقوموا بأنشطة من أجل تحقيق السلام الداخلي ، وأنا لا أقصد الأكراد هنا فقط ، بل أقصد تكثيف الأنشطة من أجل تحقيق السلام الداخلي والوحدة بين الأكراد جميعاً في كل جزء . فمثلاً هناك حماة القرى ، وقد ارتكبوا العديد من الجرائم ، ولكن يمكن الالتمام وتحقيق السلام أيضاً .
ابعث بتحياتي إلى كل الموجودين في سجن دياربكر . لقد وصلتني كثير من البطاقات بمناسبة نوروز ، وانا أهنئ الجميع بمناسبة نوروز ، كما كانت هناك رسائل آتية من بيسميل ، وأريد توضيح أمر آخر ، يجب أن يتصدى الشعب في بيسميل وحسنكيف لمشروع سد "أليسو" ، فليس لهذا السد علاقة بالرَّي ، إنه ذو أهداف استراتيجية وعسكرية . هناك رسالة آتية من رفيقة اسمها "نيلوفر شاهين" تنتمي إلى مالاتيا وهي في سجن سينجان ، وقد أعجبت كثيراً بما كتَبَته ووجدته قيِّماً ، فهي علقت على تقييماتي لـ"ماركس" الواردة في مرافعاتي . صحيح أن "ماركس" أتعب عقله في موضوع السوسيولوجيا ونظرية الكدح ـ القيمة وهو ضالع فيها ، ولكن رسب في صفه في موضوع الدولة ـ الأمة والصناعوية .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في جميع مناطق استانبول .
تحياتي إلى الجميع . أتمنى أياماً طيبة .