اعرب الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين عن استعداد سوريا للتوسط بين ارمينيا وتركيا بهدف "بناء علاقات ارمنية تركية طبيعية" وذلك خلال استقباله نظيره الارمني سيرج سركيسيان.
وقال الرئيس السوري في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الارمني في دمشق ان سوريا "مستعدة للعب دور من اجل ايجاد ارضية مشتركة لبناء علاقات ارمنية تركية طبيعية تخدم استقرار وامن المنطقة".
واضاف الرئيس السوري "اعتقد ان الرئيس الارمني والمسؤولين في ارمينيا يثقون ثقة كبيرة بنيتنا الطيبة تجاههم، لذلك سوف نتحرك مباشرة بعد ان لمسنا التشجيع من الرئيس سركيسيان في هذا الاتجاه".
ونوه الاسد ب"العلاقات الانسانية التي تربطنا بالشعب الارمني وعلاقاتنا الجيدة التي تتطور بشكل متسارع مع تركيا".
ووقعت تركيا وارمينيا في تشرين الاول/اكتوبر 2009 اتفاقين ينصان على اعادة العلاقات الدبلوماسية واعادة فتح حدودهما، الا انه لا يزال يتعين ان يصادق عليهما برلمانا البلدين.
ومنذ ذلك الحين، ظهرت خلافات عرقلت المضي قدما في هذه العملية.
ويؤكد الارمن ان الاتراك تسببوا بقتل مليون ونصف مليون ارمني بين 1915 و1918 في عملية ابادة وهو الوصف الذي ترفضه انقرة بشدة.
وتطورت العلاقات السورية التركية في شكل ملحوظ خلال السنوات الاخيرة سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا بعد فترة طويلة من التوتر على خلفية تقاسم مياه الفرات ووضع منطقة لواء اسكندرون (ارض سورية تنازل عنها الانتداب الفرنسي عام 1939 لتركيا).
ووصف الرئيس السوري قرار سركيسيان بالسعي لتطبيع العلاقات بين ارمينيا وتركيا بانه كان "قرارا شجاعا ومستندا الى نظرة بعيدة (...) وفيه مصاعب كثيرة، ولكنه (سركيسيان) قرر السير فيه ويجب ان ينجح".
وشدد الاسد على "ضرورة العمل لتجاوز الخلافات بين تركيا وارمينيا واعتماد مبدأ الحوار بين البلدين للاستمرار في مسيرة بناء الثقة" معتبرا ان "حل اي مشكلة معقدة يجب ان يكون بيد ابنائها اولا ثم بيد جيرانها او ابناء المنطقة ثانيا لان التدخل الاجنبي اثبت عبر العقود انه يعقد المشاكل ولا يؤدي الى حل".
واشار الاسد الى ان العلاقة التي تؤسس بين تركيا وارمينيا تمر "بمرحلة انتقالية" التي قد يحصل خلالها "سوء تفاهم كما قد تحدث اخطاء" مشددا على ضرورة ان "نسارع كدولة تربطها بالبلدين علاقات طيبة لنحاول حلها بشكل او باخر".
من جهته عبر سركيسيان عن عزم بلاده على المضي في تطبيع علاقاتها مع تركيا. وقال "عندما ننظر الى محاولتنا في تطبيع العلاقات مع تركيا المجاورة نرى ان الخطوات التي قمنا بها من اجل تحسين العلاقات الثنائية هي شهادة ساطعة على عزمنا للسير في هذا المجال".
واشار الى ان ارمينيا "بدون اثارة الشكوك تجاه تاريخها او نسيانه" تؤكد على "حل النزاعات عبر الحلول السلمية والحوار الثنائي".
واعتبر ان ارمينيا "تقوم بالعمل الجدي من اجل اقامة السلام والاستقرار وتعزيز الامن في جنوب القوقاز" مشيرا الى ان "من العوامل التي تعرقل التكامل هو موقف عدم التسامح الذي تتخذه اذربيجان".
واضاف "ان اذربيجان هي الدولة الوحيدة التي ترفض اقامة التعاون الاقليمي وتثير عوضا عن ذلك هستيريا ذات نبرة عسكرية" معتبرا انه "ليس من المصادفة ان تكون هي البلد الوحيد الذي يعارض تطبيع العلاقات التركية الارمنية".
واشار سركيسيان الى رفض اذربيجان للعرض الذي تقدم به اليها من اجل "التوقيع على اتفاقية تنص على عدم استخدام القوة والتهديد باستخدامها والتوقيع على اتفاقية تساعد على اقامة الاستقرار والهدوء والسير نحو الامام عن طرق المباحثات".
واضاف سركيسيان "نحن نسعى الى حل مسالة ناغورني قره باخ على هذا الاساس ولكن اذربيجان برفضها اقتراحنا تتجاهل احدى اهم المبادئ الدولية وهذا الواقع لا يمكن ان يؤدي الى نتائج ايجابية".
وكان التوتر عاد بين ارمينيا واذربيجان في الاشهر الاخيرة بسبب عملية التقارب الجارية بين ارمينيا وتركيا، حليفة اذربيجان، من اجل اقامة علاقات دبلوماسية.
وتشهد الجارتان علاقات متوترة منذ استقلالهما من الاتحاد السوفياتي السابق والحرب التي اندلعت بينهما في مطلع التسعينات للسيطرة على ناغورني قره باخ، وهي منطقة غالبية سكانها من الارمن لكنها تشكل جيبا في الاراضي الاذربيجانية.