الانهيار يهدد الحوار مع المسلمين في المانيا
السبت 13 آذار / مارس 2010, 17:53
كورداونلاين
حوالي أربعة ملايين مسلم يترقبون انطلاقة حقيقية للمرحلة الثانية من أعمال مؤتمر الاسلام في المانيا. ويهدف هذا المنتدى الى تحسين سبل اندماج المسلمين، غير أن المؤشرات توحي باحتمال انهياره.
كانت الآمال كبيرة عندما انطلقت قبل أربع سنوات فعاليات مؤتمر الاسلام في المانيا الذي من شأنه دفع عملية اندماج المسلمين الى الأمام . واعتقد الكثير من المتتبعين لشؤون الجالية المسلمة في المانيا أن البلاد حصلت أخيرا على منتدى حوار بين الحكومة الالمانية والمسلمين سيعكف بصفة رسمية على معالجة موضوع الاندماج الذي لقي التهميش لعقود من الزمن.
وبعد اجتماع في مدينة كولونيا وسط غرب المانيا استمر الجمعة نحو ثمان ساعات أرجأت الاتحادات الاسلامية الكبرى اتخاذ قرار مشترك بشأن الانسحاب المحتمل من مؤتمر الاسلام في المانيا. وقال بكر البوغا المتحدث باسم مجلس التنسيق لشؤون المسلمين إن " هناك حاجة لمزيد من التشاور " ، مؤكدا في الوقت نفسه أن " المشاورات كانت مكثفة مما يدل على أهمية الموضوع ". وأوضح البوغا أن " نوعية القرار النهائي غير معروفة الى حد الان، وأن جميع الخيارات مفتوحة ". ويذكر أن هذه المشاورات ستستأنف الجمعة المقبل . وشارك في اللقاء المجلس المركزي للمسلمين والاتحاد التركي الاسلامي ( ديتيب ) ونادي المراكز الثقافية الاسلامية ومجلس الاسلام .
وتجدر الاشارة الى أن وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير أعرب في وقت سابق عن استعداده لتسوية الخلاف مع المنظمات الإسلامية حول التوجه الجديد المعتمد لسير مؤتمر الإسلام في المانيا . وقال الوزير الالماني في تصريح صحفي اليوم الجمعة إن استبعاد مجلس الإسلام ومنظمة ميلي غوروش التركية من المشاركة في منتدى الحوار القائم ليس له أي علاقة بالمنظمات الإسلامية الأخرى داخل ألمانيا وأكد الوزير ترحيبه بهذه المنظمات واستعداده لمناقشة الانتقادات المختلفة وفي مقدمتها العنصرية وظاهرة الخوف من الإسلام.
وتشعر المنظمات الاسلامية بمحاولة احداث شرخ في صفوفها ، وهي توجه انتقادات للمؤتمر من ناحية الموضوعات المطروحة للنقاش وتشكيلته . وسبق لرئيس المجلس المركزي للمسلمين أيوب كولر أن قال انه في حال قررت المنظمات الإسلامية الانسحاب من المؤتمر فإن هذا قد يعني نهاية منتدى الحوار بين الحكومة الألمانية وممثلي المسلمين.
ومن ناحية أخرى طالب أيوب كولر بالاعتراف بالمسلمين المنضوين تحت منظمات إسلامية بأنهم أفراد ينتمون لمذهب ديني حتى يتم التمكن من التفاوض حول موضوعات مثل دروس الدين الإسلامي في المدارس. وفي الوقت نفسه شكا كولر من عدم توصل المؤتمر حتى الآن لنتائج محددة بشأن مستقبل الإسلام في ألمانيا بالرغم من أن هذا هو الهدف من المؤتمر ،
مشيرا في ذلك إلى استمرار وجود الكثير من المشكلات مثل العداوة ضد الإسلام والتمييز ضد المسلمين. ولم يتردد أيوب كولر في الاشارة بصراحة الى أن القرار بشأن ما إذا كانت المنظمات الاسلامية ستواصل المشاركة في مؤتمر الاسلام في المانيا أم لا الى أن المسألة لا تتعلق فقط باستبعاد مجلس الإسلام من المؤتمر ، بل إنه سيرتبط بكثير من القضايا الرئيسية الأخرى".