الغريبة- فيلم ألماني يعرض الصراع بين التقاليد و الحياة المعاصرة
السبت 13 آذار / مارس 2010, 13:42
كورداونلاين
داخل إحدى الأسر التركية في ألمانيا حدثت جريمة بدائية، كان من المتوقع حدوثها، بالرغم من أن هذه الأسرة أعطت دائما الانطباع بأنها مندمجة في المجتمع الألماني، إلا أن يبدو أن التقاليد كانت الأقوى وفرضت نفسها في نهاية المطاف
قصة كثيرا ما نسمع بها، إلا أنها بالرغم من ذلك فهي قصة مؤثرة وتطرح العديد من الأسئلة. هي قصة أوماي السيدة تزوجت في اسطنبول و أنجبت طفلا، وكان زوجها يضربها و يسيء معاملتها. لذلك قررت أوماي الفرار إلى أسرتها في برلين لتكتشف أنها لا تلاقي دعما معنويا من قبل أخواتها ووالديها لاتخاذها قرار الفرار من زوجها.
فخلال أحداث الفيلم تشعر أوماي بالغربة، نظرا لمعارضة أسرتها لسلوكها، "لأنها لا تشعر بأنه مرحب بها ومقبولة، وحين يتولد لدينا هذا الشعور، نحس بأننا غير محبوبين و نشعر بأننا غرباء". كما توضح المخرجة فيو آلداغ. والتي تقول إن هناك بعدا آخرا لإسم الفيلم، "فعائلة أوماي تعيش في الغربة ،وأوماي نفسها تشعر بالغربة و الوحشة".
وقامت المخرجة فيو آلداغ في السنوات الست الأخيرة بإخراج شريط دعائي لمنظمة العفو الدولية في إطار حملتها لمكافحة استخدام العنف ضد النساء، في فترة كثرت فيه التقارير حول ما يعرف بجرائم الشرف في وسائل الإعلام الألمانية. وهذا ما دفعها إلى التفكير في قصة فيلمها "الغريبة".
الفيلم لا يقدم دراسة حول حياة المهاجرين الأتراك و إنما يكتسب طابعه الدرامي لأنه يحكي قصة أوماي التي تبحث في برلين عن حياة جديدة لها ولابنها من خلال بحثها عن عمل جديد في المدينة الألمانية، وزيراتها لمدرسة مسائيه لاستكمال تعليمها و كيف تتنكر لها أسرتها لأنها قررت الحياة بشكل مختلف.أما الممثلة سبيل كيكيلي Sibel Kekilli التي قامت بدور أوماي فتقول إنه من خلال قراءتها للسيناريو لم تشعر أن الفيلم يحاكم شخصية ما. فأوماي تبحث عن طريق ثالث يجمع بين التقاليد و الحياة العصرية، و في الوقت ذاته تبحث عن احترام و تقبل أسرتها لها في حين تحاول أن تقرر مصيرها بيدها. إلا أن أسرة أوماي ترفض هذا الطريق الذي تسلكه الابنة التي تنهار أمام قوة التقاليد . فأخوها الصغير الذي يحبها هو الذي يقرر قتلها بيده.
الكاتبة: سيلكيه بارتليك/ هبة الله إسماعيل