أوجلان : يجب إنهاء الاعتقالات والقمع فوراً
الأحد 21 شباط / فبراير 2010, 02:25
كورداونلاين
هناك فراغ في تركيا . وإذا لم يقم الأكراد والقوى الديموقراطية بملء هذا الفراغ ، فستتصاعد الحرب والخسائر ، أما إذا تم ملء هذا الفراغ من جانبنا ، فسيُفتح في تركيا المجال أمام سلام ذو معنى كبير وطويل الأمد
أنادي AKP : يجب إنهاء الاعتقالات والقمع فوراً
ظروفي الصحية كما هي في كل وقت ، ليس من تغيير كبير ، لا أستطيع النوم ليلاً ، حيث ألاقي صعوبة في التنفس ، وأستيقظ أثناء الليل ، وأتعرق كثيراً ، بالطبع ارتحت قليلاً بعد فتح تلك النافذة بعض الشيء ، فلو لم تفتح لتعرضتُ لصعوبات أكبر . ولكن كل أمراضي المرئية السابقة لا زالت مستمرة ، أما السبب فهو هذا المكان الذي يشبه البئر ، حيث يتميز بتأثير البئر . ويبدو أنني سأبقى بعد الآن في هذه الظروف ولن يحدث تغيير كبير على الأغلب ، لنرى فإنني سأحاول التحمل بهذا الشكل . قالوا هنا بأن الظروف ستتغير بعد الآن ، وقالوا بأن اللقاء مع الآخرين هنا سيكون ثلاثة أيام في الأسبوع ، أي أيام لقاءاتنا ارتفعت إلى ثلاثة أيام.
لقد قاموا بوأد فتاة حية في السادسة عشر من عمرها ، ومعروف أن "آديامان" هي مركز طريقة الـ"منزيليين" فهم يمارسون نشاطاً كثيفاً هناك منذ سنوات ، وهم أسسوا شيئاً ما في "كاختا"(منطقة تابعة لآديامان) إلى درجة أن سبب قتل هذه الفتاة قد يكون على علاقة ومرتبط بالطريقة هناك . يمكنهم التوقف على هذا الموقف الإيديولوجي ، ويمكن للرفاق في السجون التعمق في هذا الحدث من أجل تفعيل هذه المواضيع ، فالرفاق في السجون يمكنهم كتابة الروايات حول هذا الموضوع والمواضيع الأخرى ، ويجعلوا منها قصصاً ، ومقالات . حيث يمكن سرد مثل هذه الأحداث بلغة الرواية بشكل أفضل . يمكنهم القيام بأعمال ذو قيمة في هذا الموضوع ، ويتوفر لديهم الوقت لذلك ، وظروفهم مناسبة ، يمكنهم القيام بها . كما يمكن أن يقوم DTK (مؤتمر المجتمع الديموقراطي) أيضاً بأنشطة في موضوع القضايا الاجتماعية من هذا النوع . فذلك هو المجال الحقيقي لنشاطهم ومهامهم .
يمكن للرفاق اليساريين أن ينضموا إلى BDP ، أو أن يؤسسوا حزباً منفصلاً ، أو يأخذوا مهامهم في حزب السقف(الحزب الذي سيضم العديد من التنظيمات تحت سقفه) ، فالمهم هو أن ينسجوا خطاً مشتركاً للنضال والقيام بأمور عملية . شعرت بأن لديهم هموم من قبيل أن لا تسمح لهم الدولة بتأسيس حزب جديد ، أو أنها ستتحامل عليهم بقسوة ؛ عليهم أن يكونوا مرتاحين بهذا الصدد ، حيث هناك فراغ في تركيا . وإذا لم يقم الأكراد والقوى الديموقراطية بملء هذا الفراغ ، فستتصاعد الحرب والخسائر ، أما إذا تم ملء هذا الفراغ من جانبنا ، فسيُفتح في تركيا المجال أمام سلام ذو معنى كبير وطويل الأمد. ويجب نسج نهج مشترك على هذا الصعيد في تركيا ، وإلا فستقوم قوى قوموية فاشية من أمثال CHP(حزب الشعب الجمهوري) و MHP(حزب الحركة القومية) باستخدام هذا الفراغ ، وعندها سيعمقون المأزق .
كانت هناك مقولة "يسار الوسط" في مرحلة 65 ـ 68 حيث كان ثمة توسع كبير لـ TiP(الحزب الشيوعي في تركيا) . وقد قاموا بتطوير مقولة يسار الوسط من أجل إيقاف ذلك المد لـTiP ، في تلك الأثناء كنت طالباً في كلية العلوم السياسية ، وعندما أتت "رهشان أجويد"(زوجة بولنت أجويد) إلى كلية العلوم السياسية ، قام الطلاب الثوريون باستنكارها ، فقد كانوا يقولون لها عندئذٍ ؛ إنكِ تحاولين إفراغ اليسار من مضمونه وتحريف قيَمه ، حيث اتخذت الشبيبة الثورية عندها موقفاً صارماً جداً حيال هذا الموضوع ، وقالوا ؛ إنك تشكلين عقبة أمام اليسار الثوري والشبيبة الثورية ، ورموا "رهشان" والآخرين خارجاً . يجب فهم ذلك الموقف من الشبيبة الثورية حينذاك جيداً ؛ والظروف الراهنة أنسب من ظروف تلك المرحلة ، ويجب ملء الفراغ القائم الآن من طرف الديموقراطيين الجذريين ، ففي ذلك الوقت كان يسار الوسط يعرقل اليسار الثوري ، أما الآن فيمارسون نفس الشيء من خلال CHP ويمكنهم أن يفعلوا ، عليهم أن يروا هذا الأمر جيداً ، ولهذا السبب عليهم أن ينظموا النضال المشترك في أقرب وقت ، يمكنهم أن يفعلوا ذلك ضمن BDP إن أرادوا ، أو أن يأخذوا مكانهم ضمن حزب السقف إن أرادوا ، فليفعلوا ما يفعلون ولكن المهم أن يملأوا هذا الفراغ . كما يجب على BDP أيضاً أن لا يكون كما الأحزاب السابقة ، ويجب أن ينقذ نفسه من الانطباع القوموي الذي تركته تلك الأحزاب ، وينظم نفسه كحزب ديموقراطي جذري لتركيا في المرحلة الجديدة ، فمشروع النهج المشترك للنضال هذا هو مشروع الأكراد والديموقراطيين الجذريين . بل يمكن للمحافظين الديموقراطيين أيضاً أن يأخذوا مكانهم ضمنه ، لا داعي لوجود الفكر المتماثل في كل المواضيع ، عليهم أن يكونوا ديموقراطيين في داخلهم ، وأن يرسخوا الأصول الديموقراطية ، وأن يعملوا بالديموقراطية ، وتكون لديهم مفاهيم ديموقراطية ، أما إذا لم يفعلوا ذلك ، ولم يقوموا بتطوير النضال المشترك فعندها سأضطر إلى القول بأنهم تحت تأثير أرغنكون .
لنا جهود تبذل بشأن الحل منذ 1993 ، ومنذ عهد أوزال ، ولم ينتهِ كل شيء ، أي أن أملنا في السلام لا زال مستمراً ، ولكن هذه تركيا ولا يمكن التكهن بما سيحدث ، فإن حدث السلام فسيكون قيِّماً جداً ، حتى أن تأثيره سينتشر إلى باكستان واليمن ليصبح نموذجاً مثالياً لكل طرف ، أما إذا لم يحدث السلام فقد يبدأ مسار عميق من الاشتباك ، ونحن نجهد من أجل عدم حدوث ذلك .
يقولون منذ سنوات بأننا سنؤسس حزباً لكم ، للعلويين ولكنهم لا يفعلون ، بل يراوغون . كذلك لا يؤسسون حزباً لحركة العاشر من كانون الأول ، حيث لا يتطور تنظيمهم بأي شكل ، يقولون نحن سنتحول إلى حزب ، ولكنهم لا يدَعونه يتأسس ، وكأن هؤلاء يراوغون منذ القديم إلى الآن ، لهذه الأسباب يتم خلق فراغ في هذا المضمار منذ القديم ، وبذلك يتم إلهاء هذه الشرائح في محاولة لصهرها ، وبذلك يتم إزالة تأثيرهم على السياسة ، يجب الانتباه إلى ذلك وإدراك هذه الأمور ، يقال بأن نسبة أصوات BDP لا زالت بحدود 7.5 % كنت أتوقع أن تكون نسبة أصواتهم بحدود 10 إلى 10.5% ، لقد استغربت كيف تكون متدنية إلى هذه الدرجة ! هذا يعني أنهم عاجزون عن تنظيم أنفسهم جيداً ، أما إذا قاموا بتطوير النهج المشترك للنضال فهم سيصعدون إلى جوار الـ 15% بكل سهولة ، وأفكر بأنهم سيتمكنون من تطوير الحل الديموقراطي بسهولة أكبر إذا نالوا 10 أو 15% ، وسيكون تأثيرهم أكبر . فحتى "ساريغول"(منشق عن CHP) يعمل ويُطوِّر ويُنظم بشكل دؤوب ، فحتى إذا كان "ساريغول" قادراً على ذلك ، فلماذا لا يفعلها BDP ؟ يجب أن ينشر BDP تنظيمه في كافة أنحاء تركيا ، وأن يطور تنظيمه في كل المحافظات وفي مقدمتها "قونيا" و "بورصه" و "استانبول" و "إزمير" و "أضنه" ، يجب إعطاء الأولوية لهذا الأمر .
نحن نحافظ على آمالنا في السلام ، ولكن يجب الإستعداد لكل شيء . وأقول مرة أخرى أن PKK يتخذ قراره بنفسه حيال كل التطورات المحتملة ، وهم الذين يُقيِّمون . فمن المهم أن تحدث التطورات حتى الربيع ، ونحن نجهد حتى لا تحدث مرحلة من الاشتباكات ، وبالطبع لن يحدث هذا بجهودنا لوحدها ، وأنا هنا دائماً على استعداد لتقديم الدعم اللازم ، وقد قدمته حتى اليوم ، ولكن قد لا تسمح لي صحتي بعد الآن ، حيث من المعلوم أنني ألاقي صعوبة حتى في التنفس ، ولا أعلم إلى متى سأتحمَّل ولكنني أجهد من أجل التحمل .
مقاربة AKP في هذا الموضوع مهمة ، إنه مرغم على القيام ببعض الأمور ولكن إلى أي مدى بنيته مناسبة لذلك ، فأنا لا أستطيع العلم بمدى ما جعل قاعدته تقبل بهذا السياق ، كما هناك قوى تقاوم بجدية ضد التغيير ، يجب معرفة ذلك أيضاً ، ولكن يجب على AKP أن يكون جريئاً بهذا الصدد ، وأن يتناول هذه المسائل بمنتهى التصميم والعزيمة ، ومن هنا أوجه ندائي إلى AKP ؛ يجب إنهاء الاعتقالات والقمع فوراً ، وأن يتبنى مواقف تخدم الحل . حيث يقوم AKP بهذه الممارسات من جهة ، ومن الجهة الأخرى هو مرغم على تحقيق التغيير ، إنه يعيش آلام هذا الأمر .
إن AKP مرغم على الاستمرار في السلطة من جانب ويمتثل لهواجس هذا الأمر ، ومن الجانب الآخر يرغم نفسه من أجل التغيير . ولكن AKP رغم كل شيء يجب أن يكون جريئاً في موضوع تحقيق التغيير . نحن أيضاً نحاول تطوير الحل الديموقراطي في تركيا ، فهذا هو سبيلنا . من المعروف أن هناك هيمَنَتان في تركيا حتى اليوم . الهيمنة الأولى هي هيمنة الاتحاد والترقي ، تلك الهيمنة التي تمثلها القوى القوموية الوطنية ، مع كل من CHP و MHP ، وهذه الهيمنة مستمرة في وجودها منذ ثمانين أو تسعين عاماً . أما الهيمنة الثانية فهي الهيمنة ذات تركيبة الإسلام ـ التركياتية ، وAKP الآن يتولى تمثيل هذه الهيمنة . أما السبيل الثالث الذي طرحناه في مواجهة هاتين الهيمنتين فهو سبيل الحل الديموقراطي ، وذلك هو ما أسميه بالجمهورية الديموقراطية . وكنت قد تناولت هذا الأمر بالتفصيل في مرافعتي المسماة بـ"سوسيولوجيا الحرية" . مفهومنا للحل الديموقراطي يتضمن ثلاثة مبادئ ، أولها الأمة الديموقراطية ، وثانيها الوطن الديموقراطي ، وثالثها الجمهورية الديموقراطية . فالأمة الديموقراطية هي مفهوم الأمة التي لا تؤسس فيه أية أمة تحكمها على أمة أخرى ، ولا تعلو عليها ، ولا تمارس عليها الصهر عنوة . فهنا في الأمة الديموقراطية لا يوجد صهر إرغامي ، بل هناك انصهار طوعي . فالشعوب والثقافات تؤسس العلاقات فيما بينها بشكل طوعي ، وتتداخل ولكنها لا تقضي على بعضها البعض ، وتحترم وجودها الحيوي وتغذي بعضها البعض بالتبادل . أما في البلد أو الوطن الديموقراطي ، هناك حياة مشتركة معاً دون تشبث بالحدود أو جعل الحدود قضية . وكل ذلك يتكامل بالجمهورية الديموقراطية . ومفهومنا هذا يسري من أجل دمقرطة الشرق الأوسط أيضاً . فقد تم تناول هذا في مرافعتي المتعلقة بدمقرطة ثقافة الشرق الأوسط .
لقد بدأت جرائم مجهولة الفاعل في إيران . إن وضع إيران يشبه وضع ما كانت عليه تركيا فيما بعد 1990 ، إنه خطير جداً . أنا أعزي شعبنا هناك بمناسبة الإعدامات ، وأتمنى لهم الصبر والعزيمة ، وأبدي احترامي نحو مقاومتهم ، ويمكنهم اتخاذ تدابير سلامتهم ، كما يمكنهم الإنسحاب إلى "زاغروس" ، وأنا لا أقصد النساء والأطفال والعيال ، بل المُستهدفين منهم يتخذون تدابيرهم الذاتية ، أما المسنون والأطفال فيمكنهم البقاء في قراهم ، أما الذين أصبحوا هدفاً فلا بد من أن ينسحبوا إلى زاغروس .
بالمناسبة أود توضيح ما يلي بشأن العراق ، يمكن أن ينعقد كونفرانس الوحدة الديموقراطية من أجل السلام ، فإذا انسحبت أميريكا من العراق فإن العرب هناك سيهاجمون الأكراد وكأنهم في مواجهة خطر إبادة عرقية ، ولهذا السبب أنا أقترح كونفرانس الوحدة الديموقراطية والسلام ، حيث يمكن أن يلتم شمل كل الشعوب القاطنة هناك كالعرب والأكراد والشعوب الأخرى في كونفرانس ليُكوِّنوا وحدتهم الديموقراطية ومستقبلهم ويناقشوا هذه المواضيع بعمق . وإلا فإن خطراً كبيراً جداً ينتظر الأكراد ، وخاصة أن هذا الخطر لم يَتدنَ بعد إعدام صدام بل إزداد أكثر ، وإذا لم تتحقق أنشطة الوحدة الديموقراطية والسلام هذه ، وإذا لم تُبذلُ الجهود في هذا الاتجاه ، فإن العرب سيفعلون بالأكراد ما هو أشنع مما فعله هتلر باليهود . كما أوضح ما يلي بشأن سوريا ، فليقوموا بتعزيز تنظيمهم ودفاعهم الذاتي . وعلى هذا الأساس أبعث بتحياتي إلى شعبنا في إيران والعراق وسوريا .
كنت قد قيَّمت سابقاً في خارطتي للطريق المؤلفة من مائة وستين صفحة ، المواقف نحو الأكراد في ثلاثة أصناف ، أولها موقف الإبادة وإنكار الوجود المطبق على الأكراد منذ ثمانين أو تسعين سنة وإلى اليوم ، هذا الموقف لم يترسخ . ولم يتم التمكن من القضاء على الأكراد بهذه المقاربة . أما الموقف الثاني فهو تأسيس دويلة ـ قومية صغيرة في شمال العراق ، ثم حبس جميع الأكراد وقضيتهم في هذه الدولة الصغيرة وخنقهم . وكنت قد قلت من قبل بأن هذه سياسة الانكليز ، والهدف الأول من تطبيق هذه السياسة هو تصفية PKK . فهاهو معلوم أنهم قاموا بفصل البعض عنا ، ثم تحاملوا على DTP في تركيا في محاولة لفصله عنا أيضاً ، كذلك قاموا بتعميق القمع على شعبنا في الأجزاء الأخرى في محاولة لإحياء هذه السياسة ، وتطبيق الإعدام في إيران نتيجة لهذه السياسة ، فهذه الإعدامات الأخيرة نُفذت في يوم ذهاب "أحمد داوودوغلو"(وزير خارجية تركيا) إلى إيران ، فهذه بمثابة هدية جرى تقديمها لتركيا ، ولكنني أستطيع قول ما يلي بكل راحة ، بالنتيجة هذه السياسة أو هذه المقاربة لم تفلح أيضاً ، فنحن تغلبنا عليها أيضاً . وفي هذا الموضوع خاصة أود الإعراب عن امتناني لشعبنا ، فمقاومتهم وارتباطهم وكفاحهم الكثيف أفشل هذه السياسة ، وخرجوا من كل ذلك أكثر قوة ، فلو تم تمرير سياستهم هذه فالنتيجة كانت ستشبه العرقنة ، أو الأيرنة(من إيران) ، أو ما يشبه وضع إسرائيل ـ فلسطين . فبصمودنا الصبور هنا ، وبكفاح شعبنا استطعنا الحيلولة دون ذلك ، وتطوَّرَ نهجنا للحل الديموقراطي .
يمكنني إضافة ما يلي إلى التصريحات التي أدليتُ بها في الأسبوع الماضي بمناسبة الذكرى الثانية عشرة للمؤامرة الدولية : إنني أتقدم بالشكر لشعبنا بسبب إبداء حساسيته ، فالمقاومة التي أبداها شعبنا أفشل المؤامرة ، ولهذا أعرب عن شكري لشعبنا مرة أخرى ، فالهدف من المؤامرة كان القضاء عليّ ، ففي حال حدوث ذلك كانت ستحدث أجواء من الفوضى ومرحلة دموية ، فأنا هنا حاولت البقاء على قيد الحياة مع كل الصعوبات حتى أتمكن من إفشال المؤامرة ، فذلك هو أساس موقفي في مواجهة ظروف إيمرالي على مدى أحد عشر عاماً . واستطيع الآن القول بأنه نتيجة للمقاومة العظيمة لشعبنا وامتثاله ، زال خطر إبادة الأكراد وخطر الإبادة العرقية السياسية .
يمكنني قول ما يلي بشأن علاقة KCK و DTK و BDP ؛ KCK منظمة مسلحة سرية غير قانونية ، تؤسس تنظيمها في الريف والمدينة وفي الأجزاء الأربعة وفي تركيا في المدن الكبيرة ، وفي أوروبا وكل مكان . ولكن عليها أن لا تتسرب إلى داخل كل من DTK و BDP ، كما على كل من DTK و BDP أن لا يقبلا بهذا الأمر . بينما DTK هو تنظيم الأكراد في الميادين الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والرياضية والفنية . وهو تنظيم معني بالأكراد فقط ، ومؤسسة مجتمع مدني تقوم بتنظيم ذاتها بهذا الشكل ، وقانوني يعتمد على الرسمية . فهاهي مأساة الفتاة الطفلة أبنة السادسة عشرة في "آديامان" ، وعمل DTK هو الاهتمام بهذا النوع من المشاكل . كذلك هناك قضية اختطاف الفتيات كما تعلمون ، فبعضهم يقول بأنها مشكلة هؤلاء الأطباء المزيفين أو ما إلى ذلك ، يقومون بها ، ولكن الوجه الداخلي للأمر ليس كذلك ، حيث يتم قتل الجميع ، وعلى DTK أن يهتم بهذا النوع من المشاكل الاجتماعية ، ويطور الحلول . وبالمناسبة أقول لشعبنا ما يلي ؛ عليهم أن يُطوروا دفاعهم الذاتي وتنظيمهم الذاتي ، وعليهم التمكن من تنظيم وتطوير دفاعهم المدني بذاتهم في مواجهة هذه الأخطار الكبيرة التي تنتظرهم ، فعليهم حل مثل هذه القضايا دون الشعور بالحاجة إلى أي تدبير من جانب الدولة .
DTK هو مضمار المجتمع المدني للأكراد ، أما BDP أو حزب السلام الديموقراطي فهو حزب سياسي قانوني ، يخاطب كل ساحة تركيا ، يقوم بتنظيم نفسه في النطاق السياسي القانوني ويملأ الفراغ القائم في الميدان السياسي . يحقق التمثيل السياسي ويعبر عن مطالبه بهذا الشكل ، ولا يمكن أن يكون له رابط عضوي مع KCK ، بل يجب أن لا يكون ، كما يجب أن لا يمارس عداءهم أيضاً . ويجب أن يتمكنوا من قول "ممارسة العداء لهم ليست مهمتنا" ، وأن يكونوا شفافين في هذا الموضوع . فمثلما قلت KCK عام ويعبر عن التنظيم في الأجزاء الأربعة . ولهذا السبب هو غير قانوني ، ولديه قواته المسلحة . الآن يتم تناول KCK كتنظيم غير قانوني ، ولكن إذا تطورت الأمور في الاتجاه السلمي فربما ينضمون إلى السياق . أما DTK فيعبر عن مؤسسات وميادين المجتمع المدني للأكراد فقط .
أريد قول ما يلي للقوى التي حققت مؤامرة 15 شباط ، حيث يجب أن يعلم كل شعبنا أيضاً بذلك . سياسات هؤلاء ليست لصالح الشعوب ، بل لصالح منافعهم . وعلى استقامة سياساتهم هذه ومصالحهم يصنعون دويلات قوموية صغيرة مرتبطة بهم ـ مثال قبرص الصغيرة ، واليونان الصغيرة ، وأرمينيا الصغيرة ، وكردستان الصغيرة ـ من أجل خنق الكفاح التحرري للشعوب . وإذا حدث حل في الإطار الديموقراطي الذي تكلمنا عنه ، عندها لن يبقى لزوم لهؤلاء ، فهم أيضاً لن يستطيعوا النجاح في سياساتهم هذه .
استشهد الرفيق "محمد قاراسونغور" مبكراً لسوء الحظ في اشتباك بين PDK(الحزب الديموقراطي الكردستاني) و YNK(الاتحاد الوطني الكردستاني) . وسقط أحد أخوته شهيداً ، أنا أعرف تلك الأسرة جيداً ، بلغوهم تحياتي . بالطبع "بينكول" مكان مهم بالنسبة لنا أيضاً ، ففيها كثير من شهدائنا العظام ، فهو مكان أكسب كفاحنا قيَمَه . أبعث بتحياتي الخاصة إلى شعبنا في "موش" و "جيرميك" . كما أعزي شعبنا الذي فقد إثنين من أبنائه البررة في حادثة "موش ـ بولانيك" وأسرتيهما . كما أبعث بتحياتي إلى الرفاق في السجون .
تصلني الرسائل من السجون ، وصلتني رسائل من سجن "أرضروم" و"موش" و "آديامان" ، ولا أستطيع كتابة الردود فرداً فرداً ، لقد استلمت رسائلهم وأبعث بتحياتي إليهم جميعاً.
كما أبعث بتحياتي إلى جميع الرفاق في السجون وإلى كل شعبنا .