خالد الريسوني يكشف أسرار الفاتنة لالوتانا الأندلسية
الإثنين 15 شباط / فبراير 2010, 14:24
كورداونلاين
الشاعر والمترجم المغربي : خالد الريسوني ... يكشف أسرار الفاتنة :
" لالوتانا الأندلسية " ، للروائي الإسباني فرانسيسكو ديليكادو
عن دار ( ليتوغراف ) للنشر بطنجة ... صدر للشاعر والمترجم المغربي : خالد الريسوني ، ترجمة منقحة جميلة لغة وسردا ، لرواية " لالوتانا الأندلسية " للروائي الإسباني : فرانسيسكو ديليكادو ( 1535- 1475) ذو الأصول اليهودية ، في طبعتها الأولى 2009 .
الشاعر والمترجم المغربي : خالد الريسوني ... أستاذ اللغة العربية وثقافتها بالمعهد الإسباني : سيفيرو أوتشوا بطنجة ... عضو إتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر ، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية ... حاصل على جائزة رافائيل ألبيرتي للشعر سنة 2003 ، التي تمنحها مستشارية التربية والثقافة والعلوم للسفارة الإسبانية بالمغرب ...
" لالوتانا الأندلسية " ... رواية ولدت يوم 30 يونيو 1524 بروما (إيطاليا) ، واستكملت نموها في أول دجنبر من نفس السنة ، لكنها انتظرت سنوات في كنف كاتبها : فرانسيسكو ديليكادو ، حتى تكتمل أنوثتها ويفاعتها ، لتزف إلى جمهورالقراء . ( ليجمعوا من الأزهار أبهاها لتعميق معارفهم) ، كما جاء في إهداء كاتبها ، الذي مزج فيها المتعة بالخيال ، والحقيقة التاريخية بالأسطورة ، والوصف الحكائي بالسرد الجميل ...
" لالوتانا الأندلسية " ... سيرة ذاتية ، تؤرخ لأسفار الكاتب ، السبعة والخمسون في حياة امرأة كلها جمال ورقة ورشاقة ... رواية كتبها في صحة هذه الفاتنة التي راحت تبحث عن الذات ... عن هوية ، متحررة من كل القيود والإيديولوجيات ، سواء الأخلاقية أو الدينية ... عدا الإنسانية .
" لالوتانا ... أو ألضونتا ... أو حتى فييدا " كما كانوا يسمونها آنذاك ... امرأة حكمت عليها الأقدار بالتيه في متاهات الحياة ، بعدما فقدت شريك حياتها الذي زج به في السجن بكل ترصد ، لتحرم من السعادة التي عاشت تحلم بها بكل إصرار .
" لالوتانا الأندلسية " ...و انطلاقا من الإهداء الذي كتبه باسمي في الصفحة الأولى ، الشاعر ومترجم هذا العمل البديع ، الأستاذ : خالد الريسوني ، حيث قال :" لالوتانا ... رسم صور لامرأة فاتنة تسكن مخيالنا ، وتقودنا نحو المتعة المحظورة في بساتين الإله الواسعة والخصبة ..." ... فمن خلال صورتها الجميلة التي تزين غلاف الرواية ومراحل السرد الحكائي طيلة الأسفار ، تأكد لي صدق هذا التقديم ، الذي لا يمكن أن يصدر إلا من كاتب وعاشق لكل جمال ... ومع ذلك فهي لا تنفصل ( الرواية) عن الأدب البورنوغرافي الذي كان منتشرا إبان عصر النهضة في الوسطين الإيطالي والإسباني بصفة خاصة ... كما أن العمل لا يبرز المفاتن الحساسة والمثيرة للاتونا فحسب ، بقدر ما يبرز كذلك المفاتن الروحية والإنسانية في جمالها وكمالها ...
تطغى على كل الأسفار ، الإباحية البورنوغرافية التي كانت سائدة آنذاك ، والتي قد تكون سببا في انتشار مرض ( السيفيليس ) وبالتالي مرض ( الطاعون ) ، الناتجين عن انتشار الفساد ... الفساد الروحي والأخلاقي ... أما الفساد الجنسي فكان الزاد الأوفر والأوفى ...
" لالوتانا ... ألضونتا ... أو حتى فييدا ... مهما تعددت الأسماء التي لقبت بها هذه الفاتنة المفترضة ... بل مهما لحق بها من عار ( بورنوغرافي ) وعدم استقرار جراء تقلبات الحياة خلال كل تلك الأسفار ، تبقى الدلالة الأدبية والإبداعية هي السمة الطاغية ، التي تشفع لها عما سبق ... لذا فهي تستحق أكثر من قراءة لسبب واحد ووحيد ... أنها فاتنة حقا ... ( الرواية ) .
إن الشاعر والمترجم : خالد الريسوني ... استطاع أن يرصد لنا حياة متميزة لامرأة أكثر تميزا ، بفنية لامتناهية ، بلغة رصينة وبليغة ، وأسلوب سردي حكائي رفيع ، أضفى على الرواية مصداقية تاريخية جديدة ...
وأختتم بخلاصة الكاتب الأصلي للرواية ( فرانسيسكو ديليكادو ) ، التي طلب فيها من القارئ تبنيها والعيش في ظلها ، من أجلها ولها ، حين قال : " إن الإنسان يريد أن تعيش روحه وجسده في توافق وتناغم دائمين ... " .
محمد الكلاف
طنجة – المغرب
Mohammed_gu@hotmail.f