الناجون من الزلزال يمضون ليلة ثانية في العراء ويستغيثون بالله
الخميس 14 كانون الثّاني / يناير 2010, 19:23
كورداونلاين

فضل الناجون من الزلزال الذي ضرب هايتي مساء الثلاثاء بقوة 7 درجات على مقياس ريختر قضاء ليلة ثانية في العراء خوفا من وقوع هزات ارتدادية. وخلف الزلزال عشرات الآلاف من الضحايا بحسب تقديرات رسمية مختلفة ووسط غياب حصيلة دقيقة.
قضى سكان عاصمة هايتي بورت أو برنس ليلة ثانية في العراء خوفا من وقوع هزات ارتدادية بعد الزلزال الذي ضرب البلاد مساء الثلاثاء بقوة 7 درجات على مقياس ريختر وخلف عشرات الآلاف من القتلى بحسب تقديرات رسمية مختلفة.
وفي الوقت الذي يبقى فيه العديد من المنكوبين تحت الأنقاض في بورت أو برنس، التي تضم 4 ملايين نسمة وحيث لم تصمد العديد من المنازل والمباني أمام قوّة الزلزال، يبدو أن أولى عمليات الإنقاذ تفتقد إلى الفعالية، كما أن المصالح الطبية تفتقد إلى التجهيزات والمعدات الضرورية لمواجهة الكارثة.
الناجون يهبون لإنقاذ المنكوبين
وفضل الناجون من الكارثة قضاء ليلة الأربعاء الخميس خارج بيوتهم تفاديا لخطر العودة إلى منازلهم التي أصبحت هشة بعد الزلزال. وقد أمضى السكان الليلة في أداء الصلاة وتلاوة الأناشيد الدينية وسط الظلام الحالك الذي يغرق العاصمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وبالنسبة لديرمين دوما، الذي يعمل موظفا بأحد فنادق العاصمة والذي فقد أربعة أفراد من عائلته "إنهم يغنون لأنهم ينتظرون مساعدة من الله، مثلنا جميعا".
بعض الأجانب المتواجدين في الفندق الذي يعمل فيه ديرمين دوما، فضلوا قضاء ليلتهم بالقرب من المسبح، ومن بينهم جرحى ينتظرون المساعدة.
كما أن جثث الضحايا كانت جلية في كل مكان: تحت الأنقاض وفوق الأرصفة وداخل العربات، في حين مازالت صرخات الناجين المحاصرين تحت الأنقاض تتعالى طلبا للمساعدة.
وفي ظل غياب فرق الإنقاذ، تطوع بعض السكان لتقديم المساعدة للمصابين عبر محاولة كسر الجدران والأنقاض لإخراجهم. وقد وجه أحد الناجين نداءه أمام أحد الصحافيين البريطانيين بعين المكان قائلا "نحن في حاجة إلى المساعدات الدولية... لا نتوفر على مساعدات ولا غذاء ولا هاتف ولا ماء...".
وأمام الحاجة الصارخة لمساعدة للناجين، تشتكي المنظمات الإنسانية المحلية من قلة إمكانيتها وهو ما يجسده ما قاله الناطق باسم "الصليب الأحمر" الهايتية بيريكليس جان باتيست لوكالة الأنباء رويترز "نحن في حاجة إلى التجهيزات والأكياس لوضع الجثث".
وقد بدأت صباح الخميس أولى المساعدات الدولية بالوصول إلى مطار بورت أو برنس، في حين ينتظر وصول مساعدات أخرى اعتبارا من اليوم.