الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 21:13
أطفال العائلات المتنقلة...تأقلم سريع على المحيط الجديد ومفهوم جديد للوطن




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
أطفال العائلات المتنقلة...تأقلم سريع على المحيط الجديد ومفهوم جديد للوطن
الأحد 03 كانون الثّاني / يناير 2010, 21:13
كورداونلاين
تشير دراسة ألمانية حديثة إلى أن عدد الأطفال الذين يعيشون في تنقل مستمر مع عائلاتهم عادة ما ينجحون في التأقلم على محيطهم الثقافي الجديد، لكن مفهومهم للوطن يختلف عن مفهوم آبائهم

لم يعد الترحال والانتقال من بلد إلى بلد آخر أمرا يقتصر على نخبة من أطفال السفراء والعاملين في السلك الدبلوماسي فحسب، بل إن عدد العائلات المتنقلة من دولة إلى أخرى يزداد "بسبب العولمة"، بحسب أنغيلا إيتل، بروفسورة في علوم التربية في جامعة برلين التقنية. كما تشير البروفسورة الألمانية إلى "ضرورة دراسة مدى تأثير ذلك على نمو الأطفال والمراهقين، الذين يعايشون التغير الثقافي المستمر".

وكانت البروفسورة أنغيلا إيتل قد أجرت دراسة شملت ستين طفلا ومراهقا من عائلات تتنقل من بلد إلى آخر بسبب العمل، تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاما وينحدرون من 24 جنسية. وتوضح إيتل أن الهدف من وراء هذه الدارسة هو "معرفة مدى تأثير التنقل المستمر وتغيير مكان الإقامة" من بلد إلى بلد ومن ثقافة إلى أخرى، وخاصة "معرفة المكان الذي يشعر فيه هؤلاء الأطفال بأنه وطنهم". 

"وطني لا يقتصر على مكان واحد"

وبعكس التوقعات، أظهرت الدراسة أن الأطفال تمكن

الشابة اليمنية الأصل تمارا خميس ترى أن وطنها يتوزع على أماكن عديدة ومتنوعة ولا يقتصر على اليمن فحسب

وا من التأقلم مع الوضع الجديد وأن التنقل وتغيير مكان الإقامة لم يؤثر عليهم سلبا، ذلك أنهم سرعان ما يربطون علاقات صداقة في المكان الجديد الذين ينتقلون إليه، كما أن مستوى تحصليهم المدرسي لم يتأثر سلبيا من جراء التنقل.

لكن هؤلاء الأطفال يرون "أوطانهم" بطريقة تختلف عن الأطفال، الذين عاشوا في نفس المكان. وتطلق إيتل المصطلح العلمي "أطفال الثقافة الثالثة" (Third Culture Kids) على الأطفال الذين "لا يحاولون التعلق بمكان معين وجعله وطنا لهم"، وإنما "يرون وطنهم في التنقل المستمر"، على غرار تمارا خميس. وتقول الشابة البالغة من العمر 16 عاما، وهي ابنة لدبلوماسي يمني إن "كل مكان تعيش فيها يعد جزء من وطنها".

وتعيش تمارا، التي ولدت في الأردن وعاشت فترة في اليمن قبل أن تنتقل إلى بريطانيا والنمسا، حاليا في برلين. وعلى الرغم من أن "اليمن يعتبر وطنها من حيث أصولها من جهة الأب"، إلا أنها تؤكد أنها "عاشت في مدن كثيرة ومختلفة وبالتالي فإنها وطنها موزع على عدد من الأماكن المختلفة".

 المدرسة مقياس لنجاح أو فشل الطفل في التأقلم في المكان الجديد

البروفسورة أنغيلا إيتل تؤكد في دراستها على ضرورة أن يشعر الأطفال بارتياح في مدارسهم كمفتاح لنجاحهم أو فشلهم في التأقلم

وتقول تمارا إنها "تشعر بارتياح شديد في برلين"، لافتة إلى أن ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى المدرسة التي تدرس فيها، بحيث تقول: إن "المدرسين يدركون التجارب التي يمر بها الفرد من خلال التنقل المستمر"، لأن الكثير من التلاميذ ينحدرون من جنسيات وأصول أجنبية.

وتواصل تمارا دراستها في مدرسة "نيلسون مانديلا"، وهي مدرسة دولية ولكنها في الوقت نفسه مؤسسة حكومية. وتبرز نتائج الدراسة التي أجرتها البروفسورة أنغيلا إيتل أهمية المحيط المدرسي بالنسبة "لأطفال الثقافة الثالثة". وتضيف أنه "كلما تعاملت المدارس مع تلاميذها وأخذت وضعيتهم بعين الاعتبار، فإن ذلك من شأنه أن يسهل عليهم عملية الاندماج"، لافتة في الوقت نفسه النظر إلى أن "علامات التلاميذ المدرسة تتحسن بعدها بشكل ملحوظ".

وتنصح إيتل المدارس، التي تزورها أغلبية من التلاميذ الأجانب أن يتم التحدث عن تجارب هؤلاء التلاميذ المختلفة، مشيرة إلى أنه مثلا "في حال لازال تلميذ ما يواجه صعوبات في تعلم اللغة الألمانية، حينها يجدر التنويه إلى اللغات الأخرى التي يتقنها هذا التلميذ".

وتشدد التربوية الألمانية على ضرورة أن "يسلط المدرسون والأساتذة الضوء على نقاط الاختلاف"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن القواسم المشتركة بين هؤلاء التلاميذ تكمن في أنهم "عاشوا في دول عديدة وكان يتعين عليهم دائما التأقلم مع الوضع الجديد". وتقول إيتل إنه "في حال شعور التلاميذ بارتياح في مدارسهم وتأقلمهم فيها، فإنهم عادة ما ينجحون في التغلب على مصاعب التنقل وتغير المحيط الاجتماعي أفضل من آبائهم

DW

434.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات