مدرسة كاثوليكية في بون تعلم القرآن واللغة العربية
الإربعاء 23 كانون الأوّل / ديسمبر 2009, 14:17
كورداونلاين
الإدماج بدل التصنيف" هو شعار المدرسة الكاثوليكية الابتدائية في حي ميليم بمدينة بون الألمانية. في هذه المدرسة، يتعلم التلاميذ المسلمون والمسيحيون اللغتين الألمانية والعربية ويقرؤون القرآن والإنجيل معاً.
يوريس ويسرى وفاطمة وكارلا تلميذات في المدرسة الكاثوليكية الابتدائية في حي ميليم في مدينة بون، لا يعرفن تماماً الفروق بين دياناتهن، فعندما وجه لهن السؤال حول الاختلاف بين الديانتين المسيحية والإسلامية، قالت يسرى بنت السبع سنوات: "المسلمون يقرؤون القرآن والمسيحيون يقرؤون الإنجيل"، بينما أكدت يوريس ذات الثماني سنوات أن "المسلمين يصلون فوق السجاد، بينما المسيحيين لا يفعلون ذلك".
التلاميذ يعرفون من منهم مسيحي ومن هو مسلم، ولكنهم لا يهتمون بهذا الأمر؛ إذ أن الأهم بالنسبة لهم فيما إذا كان يسمح لفاطمة ويوريس أن تجلسا بجانب بعضهما، أو فيما إذا كانت كارلا ويسرى يمكن أن تغنيا معاً.
وهذه الفرصة متاحة في المدرسة الكاثوليكية في حي ميليم، التي تتعامل مع جميع التلاميذ بالتساوي، كما أنها تحرص على أن يكون نصف التلاميذ مسلمين والنصف الآخر مسيحيين. لكن الأمر لم يكن هكذا سابقاً، إذ أنه كان من النادر وجود تلميذ مسلم في هذه المدرسة كما في غيرها من المدارس المرتبطة بالكنيسة، بينما كان الأمر عكس ذلك تماماً في المدرسة الحكومية المجاورة كما تقول مديرة المدرسة آني كافكا فيغمان التي أضافت: "كان لدينا في السابق تمييز تام، حيث كان يفصل وبشكل دقيق بين التلاميذ، وكان المعلمون وأولياء التلاميذ في المدرستين يتحاشون بعضهم البعض". وكان من النادر أن يصل تلميذ من المدرسة الابتدائية الحكومية إلى الثانوية العامة، بينما كان الكثيرون من تلاميذ المدرسة الكاثوليكية يحققون ذلك.
في عام 2003، تم دمج المدرستين الحكومية والكاثوليكية مع بعضهما البعض، وتولت آني كافكا فيغمان إدارة المدرسة الجديدة المتعددة الديانات الثقافات. ومنذ ذلك الحين هناك مساواة في التعاطي مع لغات وديانات وثقافة جميع التلاميذ، الذين ينحدر أغلب المسلمين منهم من البلدان العربية ويتلقون المساعدة في تعلم الألمانية من معلم عربي. أما التلاميذ الألمان فيتعلمون من خلال التواصل واللعب مع زملائهم العرب اللغة العربية، وهذا ما يساعد على تنمية القدرات اللغوية للتلاميذ.
في البداية كان الكثير من الأهالي يخشون أن يؤثر المزج بين التلاميذ على مستواهم الدراسي، كما تقول مديرة المدرسة آني كافكا فيغمان، التي تضيف: "لقد كان صعباً علينا إقناع هؤلاء برؤيتنا وخطتنا وأفكارنا حول المدرسة الجديدة المتعددة الثقافات، ولكن في النهاية حققنا النجاح". وتوفر المدرسة للتلاميذ ذوي الأصول المهاجرة مساعدة إضافية لتعلم اللغة الألمانية وإتقانها وبالتالي ازدياد فرصهم للوصول إلى الثانوية العامة، كما يتعلم التلاميذ الاحترام المتبادل والتسامح من خلال تعلم الديانتين المسيحية والإسلامية.
وعن هذا التغير في النظام المدرسي، تقول كريستيني هوبر، المتحدثة عن مجلس الآباء: "من خلال الاهتمام بالإسلام، أصبحت لدي قناعات ومعارف جديدة قيمة"، موضحة أنها تمكنت من التخلي عن بعض الأحكام المسبقة التي كانت لديها مثلاً حول النساء المحجبات، كما أنها تشارك مع ابنها آماديوس في الاحتفال بعيد الفطر مع المسلمين.
التعايش والاحترام المتبادل بين أبتاع الديانات المختلفة ممكن فقط من خلال التواصل والعلاقات الشخصية، كما تؤكد مديرة المدرسة الكاثوليكية آني كافكا فيغمان. وبهذه الطريقة تحاول أن تحل المشاكل والخلافات حين يتعلق الأمر بدرس السباحة أو النزهات والرحلات المدرسية، وهي تعالج كل حالة على حدا وبشكل شخصي، وتعلق على ذلك بقولها: "الطريق الثالث، دائماً هو الطريق الصحيح، فلا أنا ولا أنت معك الحق، هنا لا أحد يدعي بأنه هو فقط على حق ويمتلك الحقيقة".
الكاتب: زابنيه داماشكي/عارف جابو