وفاة آية الله منتظري أبرز معارضي النظام في طهران
الأحد 20 كانون الأوّل / ديسمبر 2009, 09:55
كورداونلاين
توفي ليل السبت الأحد رجل الدين الإيراني المعارض آية الله العظمى حسين علي منتظري عن 87 عاما، بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية. وكان منتظري من أشد المنتقدين للمؤسسة الدينية الحالية في إيران والتي وصفها بـ "الديكتاتورية".
رويترز - قالت وسائل الاعلام الإيرانية اليوم الأحد إن رجل الدين الإيراني المعارض البارز آية الله العظمى حسين علي منتظري توفي عن 87 عاما.
وكان منتظري مهندس الثورة الإسلامية عام 1979 ولكنه اختلف مع القيادة الحالية ووضع رهن الإقامة الجبرية في منزله لمدة خمس سنوات حتى عام 2002 .
وكان يتردد في الثمانينات أنه سيخلف زعيم الثورة الراحل آية الله روح الله الخميني كزعيم أعلى لإيران لكنه اختلف معه بسبب الإعدام الجماعي لسجناء. وبدلا من ذلك تولى الزعيم الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي المنصب عندما توفي الخميني.
وظل منتظري صوتا معارضا بارزا حتى وفاته رغم أنه نادرا ما غادر منزله في مدينة قم جنوبي طهران.
وقال المحلل الإيراني باقر معين ومقره لندن "سنتذكره دائما على أنه الرجل الذي ضحى بمنصبه السياسي من أجل مبادئه" واصفا إياه بأنه كان ملهما لرجال دين آخرين مؤيدين للاصلاح.
وتابع أن وفاة منتظري ضربة للحركة الاصلاحية. ولكنه أضاف أن جنازته يمكن أن تكون نقطة تجمع حاشد للمعارضة الاصلاحية وقد يثير ذلك قلق السلطات
وأفادت وكالة فارس للأنباء بأن أنصار منتظري تجمعوا عند مكتبه صباح اليوم بعد سماع الأنباء التي لم تبرزها وسائل الاعلام. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إنه سيدفن غدا الإثنين.
ووفاة منتظري التي لم تعلنها وسائل الاعلام الرسمية إلا بعد يوم من حدوثها تأتي في وقت يتزايد فيه التوتر من جديد في إيران بعد ستة شهور من انتخابات الرئاسة التي أغرقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أزمة سياسية.
وكان منتظري واحدا من أشد المنتقدين للحكومة من المؤسسة الدينية التي اتسعت بداخلها هوة الخلافات خلال الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو حزيران.
وفي أغسطس آب وصف منتظري المؤسسة الدينية في البلاد "بالدكتاتورية" قائلا على موقعه على الانترنت إن تعامل السلطات مع الاضطرابات التي اندلعت في الشوارع في أعقاب انتخابات الرئاسة المتنازع على نتيجتها "يمكن أن يؤدي إلى سقوط النظام.
وتقول المعارضة المؤيدة للإصلاح إن الانتخابات تم التلاعب فيها لضمان إعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد.
وتنفي السلطات هذه الاتهامات وصورت احتجاجات المعارضة التي اندلعت عقب الانتخابات على أنها محاولة مدعومة من الغرب لتقويض المؤسسة الدينية.
وتزايدت التوترات في وقت سابق من الشهر الحالي عندما اشتبك طلبة مؤيدون للمعارضة مع قوات الأمن المسلحة بهراوات وغاز مسيل للدموع في أكبر احتجاج مناهض للحكومة منذ شهور.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن منتظري حليف الخميني الوثيق منذ الستينات والذي سجنته الشرطة أيام شاه إيران المدعوم من الولايات المتحدة عددا من المرات توفي مساء أمس السبت.
وتابعت في تقرير لم يشر إلى صفته الدينية "توفي حسين علي منتظري في منزله الليلة الماضية." وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن منتظري كان يعاني من الربو ومشاكل في الشريان التاجي.
ولم تقدم وسائل الاعلام الرسمية بوجه عام تغطية تذكر لوفاته كما لم يذع التلفزيون الإيراني خبر الوفاة بين أبرز الأخبار التي أوردها.
وذكرت وكالة فارس للأنباء أن رجل دين بارزا آخر مؤيدا للإصلاح هو آية الله العظمى يوسف صانعي زار منزل منتظري اليوم لتقديم تعازيه.
وقال صانعي على موقعه على الانترنت "نقدم تعازينا في وفاة عالم الدين الورع والمكافح الإسلامي الدؤوب والفقيه الجليل.
وقال موقع بارلمان نيوز الإصلاحي على الانترنت إن الآلاف من أنصار منتظري يتجهون إلى مدينة قم لتشييع جنازته.
وتابع "الآلاف من أصفهان ونجف أباد ومدن أخرى متجهون إلى قم لتشييع جنازة منتظري غدا الإثنين".