كفاح محمود: تأثير الخطاب الكردي على المتلقي العربي والايراني والتركي ضعيف
الإثنين 14 كانون الأوّل / ديسمبر 2009, 20:00
كورداونلاين
أنا صحفي وإعلامي منذ سنوات طوال، وهنا في الإقليم بشكل علني منذ سقوط النظام ولم اعثر على حدود أو خطوط حمر إلا ما اتفقنا عليه كأخلاقيات المهنة
الإعلامي كفاح محمود: تأثير الخطاب الكردي على المتلقي العربي والايراني والتركي ضعيف لافتقاره الى القنوات الاعلامية
دهوك7 كانون الأول / ديسمبر ( آكانيوز ) -
ذكر الكاتب والإعلامي كفاح محمود كريم، انه تم إيقاف برنامج (لنتحاور) عقب تسجيل نحو 250 حلقة منه لصالح قناة كردستان الفضائية، إضافة الى إيقاف برامج أخرى ناطقة بالعربية
وقال كريم الذي يشغل منصب المستشار السياسي لفضائية كردستان لوكالة كردستان للأنباء(آكانيوز)، في لقاء معه، ان تأثير الخطاب الكردي على المتلقي العربي والإيراني والتركي قليل جدا إن وجد، بسبب قلة وضعف وسائل نقل الخطاب الكردي.. كما كشف عن السعي لتأسيس مركز كردستان للإعلام العربي مع مجموعة من ذوي الاختصاص لغرض تطوير الأداء الإعلامي للكتاب الكرد باللغة العربية. وعن واقع الكتاب والإعلاميين الكرد الذين يكتبون بالعربية، ومحاور أخرى كان لمراسل وكالة كردستان للانباء(آكانيوز)هذا الحديث مع الإعلامي كفاح محمود في متن نص المقابلة التالية:
س: كيف تنظرون إلى واقع الكتاب والإعلاميين الكرد الذين يكتبون بالعربية؟ وما هي ابرز معاناتهم؟
ج: اعتقد انهم خارج كردستان، محاصرون من قبل معظم وسائل الإعلام العربي، وفي الداخل ليست هناك إستراتيجية معينة لتنظيم او إيصال نتاجاتهم وخطابهم الى الرأي العام العربي الا في زوايا ضيقة ومحلية لا تتجاوز عدة مواقع الكترونية او صحف محلية ومن هنا تبرز معاناتهم.
س: سمعنا أن هناك تجمعا للكتاب الكرد بالعربية سيتم الإعلان عنه؟ ما هي غاية هذا التجمع والى ماذا يطمح؟ وما هو هدفه؟
ج: هو في الحقيقة مركز كردستان للإعلام العربي، مؤسسة غير ربحية تحت التأسيس أقوم مع مجموعة من ذوي الاختصاص بتأسيسها لغرض تطوير الأداء الإعلامي باللغة العربية وتوظيفه لخدمة قضيتنا وتقريب وجهات النظر مع النخب العربية في العراق وخارجه في المحيط العربي، وهي ما زالت في طور الإعداد والتأسيس، وسيعلن قيامها بمؤتمر تأسيسي حال الانتهاء من الترتيبات الأولية.
س: ما مدى مسؤولية الكتاب المقربين من السلطة في اتخاذ القرارات المهمة؟ وهل يعتبر كفاح محمود نفسه واحدا من هؤلاء؟ ولماذا؟
ج: لا اعتقد بوجود هكذا مجموعة من الكتاب أو الإعلاميين، بل هناك ربما مستشارين في مجالات الثقافة والإعلام، كما هو موجود لدى مراكز القرار في كل العالم، وإن الكثير من الدول المتقدمة تعتمد مراكز ومؤسسات للدراسات والأبحاث الإستراتيجية تعينها في اتخاذ القرارات وإصدار التشريعات.
س: ما مدى تأثير الإعلام الكردي في المتلقي العربي والتركي والفارسي؟ وما السبيل للارتقاء به؟
ج: يبدو لي إن التأثير قليل جدا إن وجد، بسبب قلة وضعف وسائل نقل الخطاب الكردي إلى الرأي العام العربي أو التركي أو الإيراني، وهنا اقصد تلك القنوات الإعلامية الموجهة المرئية منها والمسموعة فهي غير موجودة أصلا، فكيف سيكون لها تأثير؟..أما موضوعة الارتقاء فهي مطروحة بأشكال كثيرة أمام المسؤولين ذوي الاختصاص ومنذ سنوات طويلة ويبدو لي إنهم غير مهتمين بتلك الأشكالية!؟
س: ما حجم التغيير الذي طرأ على خطاب الإعلام الكردي بعد سقوط النظام السابق؟ وما مدى نجاحه على الساحة العراقية تحديدا؟ وما هي ايجابياته وسلبياته في تقديركم؟
ج: ما زال خطابنا محليا ولم يتجاوز حدوده المعروفة، ولولا ديناميكية ودبلوماسية الرئيس مسعود البارزاني ورئيس مجلس الوزراء السابق السيد نيجيرفان لما تخطينا حدودنا الاقليمية.
صحيح هناك تحسن فني ومادي حصل بعد 2003م لكثير من وسائل الإعلام لكن بتقديري لا يرتقي من الناحية النوعية إلى مستوى مقنع، وهنا أتحدث عن تلك الوسائل التي تخاطب الرأي العام العربي والتركي والإيراني وحتى الأوروبي. لدينا الكثير من القنوات الفضائية المستنسخة تعكس حالة التشتت في الوقت الذي نحن أحوج ما نكون إلى قنوات موجهة للرأي العام غير الكردي، في واحدة من أهم مراحل تطور تاريخنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي!.
س: هل الخطوط الحمر في العمل الإعلامي هي من ابتكار السلطات؟ أم أنها تمس شيئا من الثوابت القومية؟ أم هي مجرد آفاق وهمية لا يطرقها غير الباحثين عن الربح المادي من بعض الإعلاميين؟ أم لديها تعريف آخر في مفهومكم؟
ج: أنا صحفي وإعلامي منذ سنوات طوال، وهنا في الإقليم بشكل علني منذ سقوط النظام ولم اعثر على حدود أو خطوط حمر إلا ما اتفقنا عليه كأخلاقيات المهنة وهي ثوابت عالمية متعارف عليها تعتمد الشفافية والوثائق وتبتعد عن التشهير والشتائم والاتهامات المفبركة.
وازعم إن الكثير من الصحفيين والإعلاميين ما زالوا تحت تأثير سوط ذلك الشرطي الذي يسكن فينا منذ عقود الدكتاتورية الطويلة، ولا انفي أيضا سلوكيات بعض المسؤولين المرعوبين من الصحافة والإعلام وتعاملهم السلبي مع تلك المؤسسات.
س: كم حلقة تم إنتاجها من برنامج (لنتحاور)؟ وما حجم تأثير البرنامج في المشاهدين العرب حسب ما يصلكم من ردود أفعال؟ وما مصير البرنامج بعدما سمعنا انه هناك نية في إيقاف البرامج العربية في الإعلام الكردي وتجميعها في قناة واحدة؟
ج: تم تسجيل250 حلقة من برنامج لنتحاور، قدمت من 10 ايلول 2004م ولغاية 17 تشرين أول 2009م ، وكان البرنامج النافذة الوحيدة التي نطل من خلالها على الرأي العام العربي رغم محدوديتها، وهي أيضا كما يقول المراقبون من الإعلاميين والنخب السياسية العربية تكاد تكون النافذة الأكثر اتساعا وقبولا بينهم.
وفعلا تم إيقاف جميع البرامج باللغة العربية في قناتي (كردستان تي في، وزاكروس) بما فيها برنامج لنتحاور ونشرات الأخبار، ولا اعرف إن كان هناك بديلا أم لا ولم اسمع بإنشاء قناة ناطقة بالعربية كبديل لإيقاف تلك البرامج.
وكالة كوردستان للانباء
اكانيوز