في زيارة قصيرة، وصل روبرت غيتس وزير الدفاع الأمريكي على رأس وفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع الأمريكية، إلى اقليم كوردستان أمس الجمعة 11/12/2009، عبر مطار اربيل الدولي، واستقبل هناك من قبل الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم وفلاح مصطفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم، وبعدها التقى وزير الدفاع الأمريكي في أربيل السيد مسعود بارزاني رئيس الإقليم.

وفي إجتماع بين الجانبين حضره كريم سنجاري وزير الداخلية والشيخ جعفر الشيخ مصطفى وزير البيشمركة في حكومة الإقليم ومسرور بارزاني رئيس وكالة امن الاقليم وجبار ياور المتحدث باسم قوات حماية الاقليم ود. فؤاد حسين وفلاح مصطفى، وكريستوفر هيل السفير الأمريكي لدى العراق، تم بحث جملة من القضايا ذات الإهتمام المشترك ومستجدات الأوضاع السياسية على الساحة العراقية والدعم الأمريكي للعملية السياسية الجارية في العراق، إضافة إلى قانون الإنتخابات والضمانات الأمريكية التي اعطيت للشعب الكوردي بهذا الخصوص وبيان بيت الابيض الداعم للعملية السياسية في العراق، وحكومة اقليم كوردستان.

وثمن روبرت غيتس وزير الدفاع الامريكي دور رئيس اقليم كوردستان لتمرير قانون الانتخابات في مجلس النواب العراقي شاكرا هذا الدور وقال: ان زيارته هذه الى اقليم كوردستان واجتماعه مع رئيس اقليم كوردستان جاءت بطلب من الرئيس الامريكي اوباما وذلك للتأكيد على الاهتمام الامريكي بالاقليم والتزاماتها بالاتفاقية الستراتيجية واعتبر مساهمة الكورد في هذه المرحلة لانجاح هذه الاتفاقية مهمة وضمانا لعراق قوي وموحد.

وأعلن غيتس أن مجيئه الى كوردستان جاء للتأكيد على التزام الرئيس الامريكي ونائبه بالصداقة المشتركة بعيدة المدى مع العراق واقليم كوردستان، موضحا هذا الالتزام في النقاط الثلاث الآتية:

اولا: الوعود الامريكية لحل المشاكل العالقة بين اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية منها مشكلة المناطق المستقطعة من كوردستان ومسالة كركوك وفقا للمادة 140 من الدستور وواردات النفط والغاز.

ثانيا: الاستمرار في العمليات العسكرية لقوات البيشمركة والقوات العراقية و الامن العراقي في اطار تشكيلة امنية مشتركة.

ثالثا: تأمين مساعدات ودعم في مجال اجراء التعداد العام للسكان في العراق العام القادم.

في محور آخر من الاجتماع اشار وزير الدفاع الامريكي الى التفهم الامريكي لقلق رئيس الاقليم حول مستقبل شعب كوردستان، لذا اكد على الالتزامات الامريكية البعيدة المدى لحماية هذا الشعب وحكومته المحلية والعيش الرغيد له في اطار العراق معلنا ان تحسين العلاقات بين اقليم كوردستان وبغداد هي الطريق الافضل لتوسيع مكتسبات الاقليم وان امريكا ستبقى دوما مساندة لهذا الاقليم.

ودعا وزير الدفاع الامريكي جميع الجهات الالتزام بعدة نقاط الى ما بعد الانتخابات النيابية العراقية وهي:

1. الالتزام بالوحدة الوطنية.

2. المرونة في القضايا والمواقف السياسية.

3. أن تكون المطالب في الاطار المقبول وان لا تؤدي هذه المطالب الى العنف الذي يستفيد منه الارهابيون.

4. حل جميع المشاكل بشكل سلمي وعن طريق الحوار.

وفي نهاية كلمته قدم وزير الدفاع الامريكي باسم الرئيس اوباما دعوة رسمية الى رئيس الاقليم مسعود بارزاني لزيارة امريكا.

من جهته شكر السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان وزير الدفاع الامريكي لزيارته الى الاقليم مؤكدا ان رسالته هذه تنسجم مع تمنيات شعب كوردستان وقال: لاول مرة يؤكد الرئيس الامريكي ونائبه عن طريق سيادتكم التزاماتهم تجاه الاقليم لذا نحن نؤكد للرئيس الامريكي ونائبه باسم شعب كوردستان بان نكون عنصرا مساعدا ولن نكون سببا لخلق المشاكل بل نكون معكم كجزء من الحل ونبذل كل طاقاتنا لاستتباب الامن والاستقرار وأداء دورنا في حماية العراق وحل جميع المشاكل بالعودة الى الدستور العراقي.

وحول الانتخابات القادمة اعلن رئيس اقليم كوردستان أن هذه الانتخابات مصيرية قائلا: ليس من الضروري أن تكون جميع المطالب لصالحنا لكن في السياسة والتفاوض يجب ان تؤخذ مطالب الطرف الآخر بنظر الاعتبار، مشددا على أن التأكيد الامريكي لالتزماتها تجاه شعبنا اهم من ان نحصل على مقعد او أكثر.

وفي هذا الخصوص ايضا أكد رئيس اقليم كوردستان أنه ليس بإمكان أية جهة سياسية عراقية ان تقرر في الساحة العراقية السياسية الحالية لوحدها بل يحتاج القرار السياسي الى التحالفات لذا من المهم ان تتم التحالفات مع القوى والاطراف التي تؤمن بالعملية الديمقراطية والتعايش السلمي في العراق.

وشدد رئيس اقليم كوردستان على موقف الاقليم الثابت للبقاء مع امريكا في خندق واحد ضد الارهاب وكل من يقف عائقا امام الحرية والديمقراطية في العراق، قائلا: سنستمر في محاولاتنا لبناء عراق مستقر وخال من الارهاب.

في محور آخر من حديثه حول اوضاع اقليم كوردستان الحالية قال رئيس الاقليم: نحن ماضون نحو بناء مؤسسات دستورية ومحاولاتنا جارية لضمان مستقبل مشرق لشعبنا وتوحيد قوات البيشمركة (حرس الاقليم) والآسايش والتي تخضع لأوامر حكومة اقليم كوردستان.

اما بخصوص دعوته لزيارة أمريكا فقد ابدى الرئيس بارزاني رغبته بهذه الزيارة شاكرا الوزير على دعوته.

الجدير بالذكر أن وزير الدفاع الامريكي زار الى أربيل بعد زيارته بغداد وكركوك.

وبعد الإجتماع، غادر غيتس إقليم كوردستان عائدا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.