|
الإربعاء 18 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 18:58
|
|
أربعون يوما من المقاومة البطولية شهدها سجن عدرا بدمشق
الخميس 10 كانون الأوّل / ديسمبر 2009, 18:58 كورداونلاين
هذا الإضراب الذي طال و امتد إلى أربعين يوما ليدخل تاريخ سورية المعاصر كشكل من أشكال النضال السلمي للمطالبة بالحقوق و الحريات التي لا يزال المجتمع السوري بكافة مكوناته محروم منها
أربعون يوما من المقاومة البطولية شهدها سجن عدرا بدمشق, فما هي الرسالة و الدلالات و ما هو واجبنا تجاه الرفاق المضربين رواد المقاومة السلمية في سجن عدرا؟- بعد أن تتالت الأيام ثقيلة على عوائل المعتقلين و أبناء الشعب الكردي و أصحاب الضمير الحي داخل البلاد و خارجها على مدى أربعين يوما من المقاومة البطولية التي شهدها تاريخ سورية المعاصر لأول مرة بالإضراب المفتوح عن الطعام من قبل الرفاق المضربين عن الطعام أعضاء و مؤيدي حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD ) و حزب العمال الكردستاني (PKK ) في إحدى معتقلات العار السورية سجن عدرا الذي كاد أن يبقى نقطة سوداء في ضمير و وجدان شعبنا و القوى الحية بسبب سوء حال الرفاق المضربين الذين ثبتوا رغم كافة وسائل الترهيب الرهيبة التي هي سمة النظام البعثي الجاثم فوق صدر المجتمع السوري بكافة مكوناته.- و مع طول مدة الإضراب المفتوح عن الطعام فقد بات لهذا الإضراب المفتوح أثار سلبية محتمة على صحة الرفاق المضربين و ذلك حسب رأي الأخصائيين في هذا المجال, فللإضراب أثارا أنية و بعيدة المدى "حيث تظهر عليهم الأعراض العامة والتي تتضمن الإرهاق، الدوار، نقص الوزن، تناقص الاستجابة المناعية للجسم، الارتباك، الإسهال، الجفاف، الأرق, هبوط حرارة الجسم, ضمور عضلي شامل, وذمة في الجسم كله, هبوط النبض إلى حوالي 20 ضربة في الدقيقة ,آلام معدية شديدة.و إذا تركت الحالات بدون علاج ستؤدي إلى تغيير في وظائف الجسم البيوكيميائية مثل اضطرابات متعلقة بالدم و تظهر على شكل نزف في أنسجة الأحشاء الداخلية للجسم.وفي مراحل متقدمة يصبح الجلد جافاً و تتساقط الأسنان, تتورم اللثة و تنزف و يصبح الشعر جافاً ويتساقط, وتضعف الرؤية و تظهر كافة أنواع العدوى وهشاشة العظام وتتأذى الأنسجة المخاطية وغيرها في كل أحشاء الجسم.و قد تصل الحالة إلى إعاقة عقلية أو جسدية أو مرض عقلي أو عاهة جسدية إلى مدى الحياة. وفي النهاية تحدث الوفاة وذلك بسبب اضطراب الشوارد في الدم أو إنثقاب المعدة أو الأمعاء أو قصور القلب الإحتقاني والذي قد يحدث في طور النقاهة". - فإذا من الناحية الصحية لازالت حياة الرفاق المضربين في خطر و يجب متابعة وضعهم الصحي و بشكل دقيق حسب رأي الأخصائيين لان أثار الإضراب إن لم يتم التعامل معها بحساسية و جدية ستؤدي إلى نتائج خطيرة على صحة الرفاق المضربين, و بسبب ظروف الاعتقال و نظام القمع و التعتيم الممارس في السجون السورية و شح المعلومات المتوفرة عن حالتهم الصحية السيئة بطبيعة الحال بسبب الإضراب المفتوح, فإن ذلك يعني بان الرفاق الذين دخلوا في الإضراب لازالوا في خطر و تتحمل إدارة السجن و أركان النظام بوظائفه التسلسلية المسؤولية المباشر عن أي خطر يصاب به رفاقنا المعتقلين, و عليهم تامين المستلزمات الطبية و المراقبة الطبية الجيدة لحالتهم كي يستعيدوا قواهم و بعض من عافيتهم التي تضررت خلال الأربعين يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام.و من جانب أخر فلهذا الإضراب الذي طال و امتد إلى أربعين يوما ليدخل تاريخ سورية المعاصر كشكل من أشكال النضال السلمي للمطالبة بالحقوق و الحريات التي لا يزال المجتمع السوري بكافة مكوناته محروم منها, بداية اظهر هذا الإضراب المفتوح و بشكل واضح مدى صلابة إرادة و ارتباط الرفاق المضربين بمبادئهم و إصرارهم في سبيل الحفاظ على هذه المبادئ حتى التضحية بالذات, و من خلال هذه المقاومة البطولية اثبت رفاقنا ليس عدالة القضية و حسب, و إنما أيضا من يستطيع تمثيل هذه القضية و التضحية في سبيلها ليس بالبيانات و الأقوال و إنما بالإيمان بها و الذهاب إلى الموت في سبيلها و بهامات مرفوعة.هذا ما يجب أن يفهمهم و يعيه الجميع, و أن تخفي البعض وراء مسميات و شرعيات واهية يبتدعونها بين فينة و أخرى ليست سوى سراب على ارض الواقع, فعلى الجميع أن يعلم سواء أكان النظام الذي دائب على تصفية حركتنا و ترهيب أعضائنا و مؤيدينا أو الأطراف الأخرى على الجانب الأخر, نحن قوى حية و أصحاب إرادة حرة و نؤمن بمبادئنا إلى حد التضحية في سبيلها و سجن عدرا خير دليل على ذلك, ففي السجون أيضا أثبتنا صمودنا و إرادتنا الحرة. و من هذا المنطلق فنحن سنبقى أوفياء لفلسفتنا التي صاغها القائد أوجلان و التي تهدف إلى إقامة المجتمع الديمقراطي الايكولوجي الذي تتساوى فيه الشعوب و تتآخى من خلال دول القانون و الحقوق التي سنعمل على تحقيقها مع القوى الحية من أبناء وطننا سورية.- لقد ادخل الرفاق المضربين نضالنا بمقاومتهم البطولية هذه مرحلة جديدة من خلال تطور الوعي و الإرادة الكردية في غربي كردستان و سورية, و الذي بات شكلا رائدا من أشكال النضال في تاريخ العمل النضالي السلمي في سورية و هو ملك لكل أصحاب الضمائر الحية و يجب أن نستمر في الدفاع عن رفاقنا و معتقلينا بمختلف توجهاتهم في السجون السورية حتى يرضخ النظام إلى انتهاج طريق الحوار سبيلا و يقوم بتبييض السجون, و العمل على صياغة دستور جديد للبلاد يضمن حقوق كافة مكونات المجتمع السوري. الطريق شاق ويلزمه إرادة قوية و إيمان بصدق و أحقية المبادئ و إلا لن تنفعنا عدالة أي قضية إذا لم نضحي و نعمل في سبيلها. فـبـإرادتـنـا نـنـال حـقـوقـنـا.المؤسسة الإعلامية في منظومة مجتمع غربي كردستانSaziya Ragihandina KCK-Rojava
|
340.
مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا
|
|
|
|