هيومان ووتش: اكراد سورية يتعرضون للاضطهاد
الخميس 26 تشرين الثّاني / نوفمبر 2009, 18:49
كورداونلاين
قالت منظمة هيومان رايتس وواتش في تقرير مطول لها عن اوضاع اكراد سورية تحت عنوان "انكار مجموعة: انتهاك الحقوق السياسية والثقافية للاكراد في سورية" ان سورية ما تزال تتنكر لحقوق مواطنيها الاكراد بعكس الدول المجاورة لها التي تسعى الى تحسين اوضاع مواطنيها الاكراد
وقالت المنظمة ان الحكومة السورية تمنع الاكراد من التجمع واقامة الاحتفالات الخاصة بهم وتسيء معاملة السجناء الاكراد في سجونها.
ففي مناسبتين على الاقل اطلقت قوات الامن النار على المحتفلين بعيد النوروز وقتلت عددا منهم.
ويشتكي اكراد سورية منذ مدة طويلة من التمييز الذي يتعرضون له ويقولون ان مئات الالاف منهم محرومون حتى من الجنسية السورية مما يحرمهم من فرص العمل او الدراسة في المدارس الحكومية.
وتقول الاوساط الكردية في سورية ان اكثر من مائة الف كردي تم حرمانهم من الجنسية السورية في اطار مشروع "الحزام العربي" لتعريب المنطقة التي يسكنها الاكراد شمال شرق سورية في اوائل ستينيات القرن الماضي ويبلغ عددهم حاليا اكثر من ثلاثمائة الف.
وتقول الحكومة السورية ان هؤلاء ليسوا مواطنين سوريين وانهم قدموا من تركيا والعراق وان الاكراد الذين يحملون الجنسية السورية يعاملون اسوة بغيرهم من السوريين.
ولا توجد احصاءات دقيقة عن عدد الاكراد في سورية لكن التقديرات تشير الى ان نسبتهم تناهز 10 بالمائة من سكان سورية البالغ عددهم اكثر من 22 مليون.
اتهمت الاوساط الكردية الحكومة بقتل رجل الدين الكردي معشوق الخزنوي
كما يشتكي الاكراد من حرمان مناطقهم من فرص التنمية والاستثمار والتطوير.
وتقول مديرة الشرق الاوسط في المنظمة سارة ويستون ان لسورية عداء خاصا نحو اي تعبير كردي عن الهوية السياسية او الثقافية.
وشمل التقرير المؤلف من 63 صفحة شهادات لاكثر من 30 سجينا كرديا اطلق سراحهم مؤخرا واسر 15 من المعتقلين الاكراد في السجون السورية.
وكانت المناطق الكردية في شمال وشمال شرق سورية في محافظتي الحسكة وحلب قد شهدت اضطرابات واسعة اثر مقتل عدد الاكراد في مواجهات مع قوات الامن عام 2004 في مدينة القامشلي.
وانتشرت التظاهرات والاضطربات لتشمل معظم المناطق التي يقطنها الاكراد فقتل اكثر من ثلاثين شخصا والقي القبض على اكثر من الفين منهم.
وقالت المنظمة ان الحكومة السورية قد زادت من وتيرة قمعها للاكراد عقب هذه الاحداث واحصت اكثر من 15 حالة منع فيها الاكراد من التجمع او التظاهر تعرض اكراد منذ عام 2005 وغالبا باستخدام العنف والقوة.
وقالت سارة ويستون ان على الحكومة السورية رفع الظلم عن مواطنيها الاكراد اذا كانت تريد تحسين علاقاتها معهم بدلا من النظر حتى الى "احتفال قرية كردية بعيد النوروز باعتباره مصدر تهديد"
منظمة هيومن رايتس ووتش تطالب الحكومة السورية الكف عن مهاجمة التجمعات الكردية
واشنطن ـ الدولية للأنباء: طالبت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تقرير أصدرته اليوم الخميس الحكومة السورية بالكف عن ممارساتها غير القانونية أو المبررة بمهاجمة التجمعات السلمية الكردية واعتقال النشطاء السياسيين والمثقفين الأكراد.
وقالت المنظمة في تقرير أصدرته اليوم الخميس تحت عنوان (إنكار الوجود: قمع الحقوق السياسية والثقافية للأكراد في سوريا) وحصلت الوكالة الدولية للأنباء (آي إن إي) على نسخة منه "إن قوات الأمن السورية قمعت منذ العام 2005 ما لا يقل عن 14 تجمعاً سياسياً وثقافياً كردياً عاماً في أغلبها تجمعات سلمية، وكثيراً ما لجأت إلى العنف لتفريق الحشود، ولم تمنع قوات الأمن التجمعات السياسية لدعم حقوق الأقلية الكردية فقط، غير أنها قمعت أيضاً التجمعات للاحتفال بعيد النوروز (رأس السنة الكردية) وغيره من الاحتفالات الثقافية، وأطلقت قوات الأمن النار على الحشود وتسببت بوفيات في حالتين على الأقل".
ودعت المنظمة حكومات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى "إيصال استنكارها الشديد لطريقة معاملة سوريا لأقليتها الكردية، والتأكيد على أن إحراز المزيد من التقدم في العلاقات معها يتوقف على تحسينات ملموسة في حالة حقوق الإنسان في سوريا".
كما حثت الحكومة السورية على "إطلاق سراح المعتقلين بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات وحرية التجمع، وتعديل أو إلغاء الأحكام الأمنية المبهمة الفضفاضة الواردة في قانون العقوبات السوري والتي تقيد حرية التعبير بصورة غير مشروعة، والتحقيق مع المسؤولين الذي يزعم أنهم قاموا بتعذيب المعتقلين أو أساؤوا معاملتهم، وسن قانون يعترف بحق إنشاء الأحزاب أو المنظمات السياسية، وإنشاء لجنة انتخابية مستقلة لتسجيل الأحزاب السياسية الجديدة، وتشكيل لجنة للنظر في مظالم الأقلية الكردية في سوريا".
وقالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتتش "ترى الحكومة السورية التهديد في كل مكان، حتى في الاحتفال برأس السنة الجديدة التي تجري في القرى، فإذا كانت ترغب في علاقات أفضل مع أقليتها الكردية، فعليها أن تعالج شكاواهم المشروعة بدلاً من محاولة إسكاتهم".
وأضافت ويتسن "تجاهل معاملة الأكراد في سوريا لن يجعل المشكلة تختفي، ولعب المجتمع الدولي دوراً هاماً في تحسين معاملة الأكراد في العراق وتركيا، وعليه أن يفعل الشيء نفسه بالنسبة لأكراد سوريا".
تقرير هيومن رايتس ووتش "إنكار الوجود: قمع الحقوق السياسية والثقافية للأكراد في سوريا"، متاح على الرابط:
http://www.hrw.org/ar/node/86759 .