الإضراب المفتوح عن الطعام يدخل يومه السابع و العشرين
الإربعاء 25 تشرين الثّاني / نوفمبر 2009, 18:37
كورداونلاين
ردنا من خلال هذه السطور أن نعكس بعضا مما يدور في رؤوس و صدور شعبنا و القوى الحية من أراء و التي لم تعد تحتمل تلقي خبر أو نبأ استشهاد معتقلينا في السجون السورية.
الإضراب المفتوح عن الطعام يدخل يومه السابع و العشرين بينما نظام
الاستبداد يطمر رأسه في غبار العار و العالم يتفرج على معتقلين سياسيين مقاومين.
دخل إضراب
المعتقلين الكرد أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي يومه السابع و العشرين في حين لا
يزال المعتقلين الكرد ممنوعون من لقاء ذويهم, وسط صمت منظمات حقوق الإنسان الدولية
و تفرجها على أرواح معتقلين باتت على حافة الخطر, في حين لا يعلم ما هي أوضاع الرفاق
المضربين عن الطعام في سجون الاستبداد, هل نقلوا إلى المشفى, كيف تتم معاملتهم, هل
نقلوا من سجن عدرا و هل تم تفريقهم؟ كل هذه الأسئلة و غيرها تدور في رأس كل
مواطن شريف يريد لوطنه سورية الحرية و السلام و التآخي, و رغم كل المناشدات و
المطالبات و الاحتجاجات و الاعتصامات إلا إن النظام البعثي لا يزال يتعامل مع حياة
مواطنين سوريين أصلاء أحرار بعقلية القوة الأمنية و المجازر و القهر و رفع العصا
في وجه كل من يرفع الصوت مطالبا بالحقوق و الحريات.
هذا النظام
الذي يدعي الدفاع عن الأسرى السوريين في السجون الإسرائيلية لما يلقونه من ظلم و
تعذيب (و الذي هو مدان و بشدة بطبيعة الحال)يقوم هو ذاته بممارسة ذات الأساليب و لكن على أفراد
شعبه ليس لسبب إلا لمخالفتهم له بالرأي, و يمارس ما تمارسه آلة القتل الإسرائيلية
بحق الشعب الفلسطيني و أبناء الجولان المحتل. لكن مواطنيها و مكونات المجتمع
السوري كردا و عربا.
فهل من الإنسانية
عدم الالتفات إلى مطالب معتقلين أحرار جهروا برئيهم و طالبوا بالحقوق المشروعة للشعب الكردي في
سورية, إلا تعني حياة سجناء سياسيين مضربين عن الطعام للنظام البعثي و أركانه شيء.
إن ما حدث
خلال هذه الأيام السبعة و العشرين التي مرت أوضحت و بشكل لم يعد يخفيه أي شك بان
الممارسات الأمنية و الترهيب الذي تقوم به السلطات المحلية ليس إلا سياسة دولة
تمارس إرهابها على المعارضين السياسيين و شعبنا الكردي بشكل خاص. لضرب مكون رئيسي
في المجتمع السوري لصالح اتفاقات أمنية سرية بين تركيا و إيران و سورية بهدف تصفية
تطلعات الشعب الكردي المتمثلة في الحرية و الديمقراطية و تآخي الشعوب من خلال ضرب
حركته التحررية و قواه الحية التي تسطر اليوم في السجون السورية رغم انف النظام
البعثيو أركانه مقاومة تاريخية لم تشهدها
السجون السورية و التي ستخلد في ضمير و وجدان الأحرار منأبناء الشعبين الكردي و العربي في سورية.
يبدو إن
النظام البعثي الحاكم لا زال يتوهم بأنه يستطيع إعادة الكرد و حركته التحررية إلى
المربع الأول مربع الخنوع و الذل و تناسى بأن الشعب الكردي تجاوز مرحلة إنكار الهوية
و الذات و بات اليوم يتمسك بها إلى حد التضحية بالذات لأجلها, فالشعب الذي نهل من
فكر و فلسفة القائد أوجلان و صعد أبنائه أعالي الجبال ليس للتفرج على الانتهاكات و
القتل الذي يمارس بحق إخوتهم و أشقائهم بل صعدوا إلى قمم الحرية لوقف الإبادة
الثقافية و الجسدية التي يتعرض له الشعب الكردي, و لتقوية وسائل دفاعه المشروعة عن
الذات الاجتماعية للشعب الكردي.
إن النظام السوري الذي لا يزال يريد تجميل صورته
في الخارج بات من الآن و صاعدا واهما لأنه سيلاقي أركانه أينما حلوا الأصوات الحرة
التي تفضح استبدادهم و قمعهم للمجتمع السوري و الشعب الكردي في غربي كردستان. إن سكوت و صمت النظام السوري عن تلبية مطالب الرفاق
المضربين عن الطعام و دخول حياتهم في خطر سيتحمله أركان النظام وحده و سيعمل شعبنا
الكردي و أصحاب الضمير الحي على أن يحاسب كل من كان شيطانا اخرس أو جلادا انهال أو
أمر بتعذيب رموز مقاومتنا و شعبنا و الرفاق المضربين عن الطعام و الرفاق الآخرين
الذين يقبعون خلف أسوار العار في المعتقلات السورية.
أردنا من
خلال هذه السطور أن نعكس بعضا مما يدور في رؤوس و صدور شعبنا و القوى الحية من أراء
و التي لم تعد تحتمل تلقي خبر أو نبأ استشهاد معتقلينا في السجون السورية.