الجمعة 29 آذار / مارس 2024, 10:13
مثقفون يرفعون البطاقة الحمراء ضد الشوفينية وتسييس الرياضة




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
مثقفون يرفعون البطاقة الحمراء ضد الشوفينية وتسييس الرياضة
الإثنين 23 تشرين الثّاني / نوفمبر 2009, 10:13
كورداونلاين
خروج المواجهة الكروية بين مصر والجزائر من إطار المنافسة الشريفة وتحولها إلى أزمة دبلوماسية وتصعيد إعلامي خطير دفع مثقفين من البلدين إلى رفض توظيف الرياضة لخدمة السياسة، لكن يبدو أن "هستيريا" الكراهية طغت على صوت العقل

ندد عدد من المثقفين المصريين والجزائريين بخروج مباراة كرة القدم التي جمعت منتخبي البلدين عن إطارها الرياضي، وتحولها إلى "هستيريا إعلامية وسياسية" في سياق حملات عدوانية متبادلة. واستمر الجانبان في تبادل التهم وتسييس يبدو مقصوداً، لمنافسة كان من المفروض أن تبقى رياضية. وهذا ما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن سر هذا التهييج لمشاعر الشعبين، وعما إذا كان لذلك علاقة بأزمة الشرعية السياسية الخانقة التي يعاني منها النظامان القائمان في مصر والجزائر، وبالتالي سعيهما إلى توظيف كرة القدم في تفريغ الاحتقانات السياسية والاجتماعية في البلدين.

 

رفض لتسييس الرياضة وتحذير من الشوفينية

 

" نداء إلى الضمير" عنوان عريضة وقعها مثقفون جزائريون ومصريون نشرتها صحيفة "المصري اليوم" (يوم 19 نوفمبر /تشرين ثاني)، وتناقلتها وسائل إعلام من البلدين. وينتقد هذا "النداء" "الأسلوب الشوفيني المقيت الذي أدارت به وسائل الإعلام الرسمية والخاصة في البلدين تغطية مباراة كرة القدم" التي جمعت منتخبيهما. وطالبت العريضة سلطات البلدين بتبني سياسة إعلامية رزينة، محذرة من الإنزلاقات الشوفينية وتداعياتها على العلاقات بين البلدين. كما ظهرت عرائض مماثلة على "الفيس بوك" ومواقع إلكترونية أخرى لنفس الغاية، في محاولة لتهدئة النفوس وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي.

 

فيما دان المشاركون في مهرجان القاهرة السينمائي الذي يحتفي هذا العام بالسينما الجزائرية، دانوا التصعيد السياسي والإعلامي بين البلدين بقولهم " نرفض تماما كل ما أثاره المستفيدون من هذه المعركة الزائفة سواء كانوا سياسيين أو معلنين أو وسائل إعلام".

 

"تفريغ الاختناق السياسي في الرياضة"

 

ندد الكاتب والمفكر المصري عمرو الشوبكي، أحد الموقعين على "نداء إلى الضمير"، في حديث لـ دويتشه فيله، ندد بما أسماه "التوظيف المشبوه" لهذا الحدث الرياضي، وعزى ذلك إلى الأزمة السياسية القائمة في مصر والجزائر على حد سواء مستدلا بالتعديل الدستوري الذي ضمن للرئيس عبد العزيز بوتفليقة البقاء في الحكم مدى الحياة، وبوضع الرئيس حسني مبارك الذي يحكم منذ ثمانية وعشرين عاما. وأضاف " هناك أزمة شرعية حقيقة لدى النظامين لها مظاهر اقتصادية واجتماعية، وبالتالي هناك محاولة لتفريغ هذا الاحتقان السياسي في المجال الرياضي".

 

ويعتبر الشوبكي أن فشل النظامين في تحقيق أي انجاز يذكر في مجالات التنمية الأساسية، هو الذي يدفعهما لتوظيف "الأمجاد الرياضية" كتعويض عن الإخفاقات، منددا بالحملات الإعلامية "المسعورة" بين البلدين. وحمل الشوبكي المسؤولية في ذلك للإعلام المصري في الجولة الأولى التي سبقت مباراة القاهرة. ووصف بعض مقدمي البرامج الرياضية المصرية بممارسي "بزنس الكراهية". كما انتقد بشدة رد فعل الإعلام الجزائري واعتبره "إجرامياً ومتدنيا" باختلاقه "وقائع وهمية" ساهمت في هستيريا الحقد التي أبعدت الجميع عن مثل الرياضة العليا.

 

صوت العقل ضاع في الزحمة

 إلا أن مثقفي وفناني البلدين لا يتكلمون كلهم لغة التهدئة، بل إن صوت العقل يبدوا خافتا إلى حد كبير وسط الضجة الكبيرة في الأوساط الإعلامية والفنية والأبية، حيث نظمت حملات إدانة مقاطعة من جانب مؤسسات فنية وإعلامية وفنانين كبار في مصر. فمثلا أصدرت الفنانة المصرية إسعاد يونس، صاحبة الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي، بياناً تعلن فيه مقاطعة شركتها المهرجانات السينمائية والفنية وأي تظاهرات ثقافية جزائرية. من جانبها عقدت هيئة الاتحادات الفنية المصرية اجتماعا للنقباء ضم أشرف زكي نقيب الممثلين ومنير الوسيمي نقيب الموسيقيين وقرروا وقف التعامل مع المؤسسات الفنية والثقافية الجزائرية بما في ذلك المهرجانات الفنية لحين صدور "اعتذار رسمي صريح من الحكومة الجزائرية".

 

وسيطرت الأجواء الصدامية الملتهبة على حفل إختام مهرجان القاهرة مساء أمس الجمعة، حيث دخل عدد كبير من فناني مصر الحفل يحملون العلم المصري في حين غاب كل السينمائيين الجزائريين الذين تم تكريمهم في حفل الافتتاح.  من جانبهم قام الصحفيون المصريون الحاضرون في المهرجان بتنظيم وقفة كبيرة على السجادة الحمراء حملوا فيها الأعلام وهتفوا باسم مصر ورددوا النشيد الوطني قبل أن ينضم إليهم عدد من الفنانين لتتحول كل الأنظار إليهم.

 

 

الكاتب: حسن زنيند

مراجعة: عبده جميل المخلافي

 

229.

ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات